بقلم شموئيل "سامي" موريه
نعى إليّ الاستاذ الناشط الصحفي والأدبي مازن لطيف "مدير منشورات مازوتاميا من بغداد" خبر رحيل الاخ العزيز المؤسوف عليه السيد داود خلاصجي، في يوم 1/8/ 2016 في لندن، والذي "ظل وفياً لتلك النسائم التي تأتي من العراق، هذا الموت المؤلم الذي اوجع قلبي عندما وصلني نبأ وفاته".
وقع علي هذا النبأ المرير وقوع الصاعقة، فالاخ داود خلاصجي كان يمثل بالنسبة لنا أهل البتاوين في بغداد، شخصية عزيزة مرموقة من رجال الاعمال وكبار تجار العراق المحترمين القاطن في قصره في ظهر شارعنا في بستان مامو، فهو يمثل بالنسبة لنا مرحلة الطفولة والشباب لعلاقته الاخوية بأمير اللواء الركن الطيار منير حلمي الساكن في نفس شارعنا. ولمعزته عندي عقدت الفصل 20 عن مراسلته وعلاقته معي مع صور تذكارية للشخصيات العراقية التي كان يدعوها دائماً عند زيارة أصدقاء اعزاء له من خارج انكلترا كما ورد في الصورة أدناه في بيته العامر في لندن بتكريم زوجته الفاضلة السيدة إيلين خلاصجي شقيقة مؤسس صندوق رأس الجالوت المغفور له السير البروفيسور نعيم دنكور. وفي مايلي مختصر ما كتبت عنه في يوم 21/6/2007 في كتاب "بغداد حبيبتي، الحلقة 20"، رداً على رسالته اليّ مشيرا الى علاقته الحميمة مع اللواء الركن الطيار منير حلمي، التي تشف عن نبل محتِدِهِ وكرمه واخلاصه لاصدقائه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته انه خير مثالٍ للعراق السيد المضياف الكريم.
لندن، في 15/6/2007
حضرة السيد الفاضل شموئيل موريه المحترم،
تحياتي وأرجو لكم كل خير،
لم يسبق لي المعرفة مع حضرتكم ولكني مطلع على الدوام على كتابتكم ومقالاتكم. حيث قبل يومين اطلعت على مقالتكم القيمة وهي (يهود العراق في حماية عقيد الركن منير حلمي)، وعليه أحب اعلامكم بان هذا الضابط وهو من أعز أصدقائي ولقد تعرفت عليه في حفلة حكومية سنة 1942 وكان برتبة مقدم ركن، وفي سنة 1946 أصبح عقيد ركن وفي سنة 1950 أصبح زعيم ركن، وكان يسكن مجاورا لشارعنا في البتاويين في بستان مامو حيث دارنا يقع على شارعين ويليه شارع منير وكنا نتزاور عائليا مع زوجته ووالدته المسنة وهو أبو مشرق وعنده 3 أولاد مع 3 بنات، وأحد أولاده وإحدى بناته دكاترة، والأخ منير من مواليد 1909 وتوفي سنة 1981، ومن حسن الصدف أي في يوم الخميس المصادف 1-12- 1955 وهو ليلة زواجي حيث أقيمت حفلة الزواج في نادي المنصور وكان الأخ منير وزوجته مدعوين في الحفلة وإذا بنداء تلفوني له من قبل أولاده يعلمونه فيه بان راديو بغداد أذاع الآن خبر ترفيع كل من منير عباس حلمي وغازي الداغستاني وعبيد عبد الله المضايفي مرافق الملك فيصل الثاني، الى رتبة أمير لواء ركن أي جينيرال، وعندما رجع من المخابرة قبلني وقال لي "يا أخي وعزيزي داود الليلة زواجك خير عليّ". وحينما غادرت العراق يوم الأربعاء 18-12-1974 الى لندن مباشرة حضر معي الى المطار مع عدد كبير من المودعين وأخذ يبكي وبكّاني معه لأنه علم بأنني سوف لن أعود الى العراق بعد، مع العلم بأن صداقتنا دامت أكثر من 30 عاما، وهذا ما حبيت الإطلاع عليه. ختاما تقبلوا مني وافر التحية والاحترام،
المخلص، داود نسيم خلاصجي".
واليوم توثقت عرى الصداقة بيني وبين عائلة خلاصجي وعائلة دنكور، وعائلة خلاصجي تدعوني الى دارها العامرة كلما زرت لندن الى لقاءات وولائم عشاء فاخرة، ولا تنسى دعوة شخصيات عراقية مرموقة تقطن لندن، ممن اكن لهم الاحترام والتقدير من كبار الأدباء والصحفيين العراقيين ولا سيما الاستاذ خالد القشطيني والدكتور رشيد الخيون، والشاعرة الادبية أمل الجبوري والسيدة نيران تيمان- البصون والأخ داود ساسون والسيد حامد الشريفي وغيرهم، نتبادل فيها الذكريات والآراء والأخبار في جو ودي مشبع بالحنين والإخاء والآمال لخير العراق.
في دار عائلة خلاصجي في لندن 2010 من اليسار الى اليمين الصحفي خالد قشطيني، أ.د. شموئيل "سامي" موريه، السيد دافيد دنكور "الرئيس الفخري لرابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق"، السيدة ايلين والسيد داود خلاصجي وابنهما فريدي.
1035 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع