الانقلاب العسكري التركي وفشله في تركيا والانقلابات العسكرية في بلدنا العراق

                                       

                كمال جميل عبود الدهان البدراني

الساعة التاسعة وحتى الساعة العاشرة من مساء يوم الاثنين 18/07/ 2016م ظهرت مناقشة بين محلل سياسي عراقي وأحد العلماء المختصين في الامور التاريخية والاجتماعية في بلدنا العراق ، وبدأ المحلل السياسي يطرح اسئلته على الدكتور العراقي معدّداً الانقلابات والثورات التي حدثت في العراق أبان الحكم الوطني منذ عام 1920 و لحد الان .

الغريب الذي جلب انتباهي وآلمني بنفس الوقت انه عدد جميع الانقلابات العسكرية والثورات العراقية وأهمل ذكر (الانقلاب الفاشل الوحيد) الذي تحقق عام 1966 عند قيام رئيس وزراء العراق السيد عارف عبدالرزاق بانقلابه الثاني في العام اعلاه ولا أعلم ان كان علماء العراق او من يتولون شؤون التاريخ فيه لم يكن لهم معرفه باوليات الانقلاب اعلاه ام انهم اهملوه عمدا لعدم رغبتهم في الاشارة اليه باعتبار ان الشعوب الاخرى متميزه على شعبنا العراقي حيث افشلت انقلاب عسكري في تركيا وانتصرت لحق دولتها الحالية وبالوقت الذي (أفشل رجال العراق الغيارى) انقلاب يشابهه قبل (50) عام وبالتحديد في عام 1966 على يد العنصر الرئيسي في افشال الانقلاب العسكري في العراق اعلاه وهو (الرائد الركن / كمال جميل عبود) الذي انهى انقلاب مسلح كأي انقلاب اخر حدث في بلدان العالم (في تركيا او في بلدان اخرى) اذ اشتركت فيه (3) قواعد جوية بطائراتها التي بدأت بقصف القصر الجمهوري والفوج الاول حرس جمهوري كما اشتركت في الانقلاب (56) دبابة مسلّحة بأسلحتها واعتدتها وطواقمها حيث تحركت ودخلت مدينة بغداد من الشمال والغرب في ابو غريب وحتى وصولها مدينة بغداد من الغرب بالاشتراك مع الفرقة الرابعة وقائدها الذي تم اسره في الموصل العميد الركن يونس عطار باشي ودبابات اخرى اشتركت مع الانقلابيين من كتيبة دبابات الحرس الجمهوري نفسه وعندما فتح ضباطها النار على اذاعة الصالحية عند دخول رئيس الجمهورية (السيد عبدالرحمن عارف) لدار الاذاعة لألقاء خطاب للشعب العراقي حول الانقلاب حيث الذي قام بفتح النار الخائن الملازم الاول مرعي حسن .
في هذا الجو المسلح والقصف الجوي وتمرد الانقلابيين وضباطهم داخل وخارج وحدات الحرس الجمهوري انبرى لهم (الرائد كمال) وتحرك لوحده وبوحدته فقط التي لا تتجاوز فوج مشاة واحد كان مسؤولا عن الدفاع عن عدة اماكن اتجاه الانقلابيين وهي (محطة اذاعة الصالحية وفيها سرية مشاة واحدة لحمايتها و أودع سرية مشاة اخرى لحماية مقر الفوج الاول والقصر الجهوري في مكانه الحالي وتحرك بسريتين مشاة فقط الى مواقع الانقلابيين الحقيقية والمسلحة بدبابات التي لايقل عددها عن (56) دبابة ) في هذه الظروف اندفع امر الفوج الاول حرس جمهوري الى القصر الجمهوري الذي يتواجد فيه رئيس الجمهورية اللواء عبدالرحمن محمد عارف مع آمر لواء الحرس الجمهوري العقيد الركن بشير الطالب، واللذان كانا لا يعرفان ما يجب عمله تجاه تلك القوة التي اندفعت الى بغداد بتلك الظروف والوقت العصيب وهي الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الخميس وهو شبه عطلة رسمية ولا يوجد من هو مهيأ للقتال والدفاع عن البلد اندفع (آمر الفوج الاول) دون الامرين الاخرين مطالبا رئيس الجمهورية ان يسمح له بالحركة الى موقع التمرد في مرسلات ابو غريب وبعد رجاء طويل سمح له بالحركة تجاههم حيث تحرك بفوجه الى مواقع الانقلابيين وتمكن بقتال شرس مع المتمردين بدباباتهم واسلحتهم وطائراتهم في الجو من الوصول الى موقع التمرد في مرسلات ابو غريب وانهاء التمرد والقضاء عليه حيث استمر القتال اكثر من عشر ساعات ، في الوقت الذي كان آمري وحدات الحرس الجمهوري الاخرين يتواجد البعض منهم داخل حدود افواجهم وفي ثكناتهم او في بيوتهم عند مقاتلة الانقلابيين مع العلم ان جميع قادة الجيش كانوا في بيوتهم او في فرقهم او وحداتهم وعلموا بالانقلاب من خلال أجهزة الراديو فقط دون القيام بأي دور الواجب القيام به تجاه رئاسة البلد في حينه.
ومن العجب ان لا يذكر محللوا سياسه العراق ومناقشيه ذلك الحدث علما انه كان يوما مشهورا ذكرته الصحف العراقية والعالمية وتحدثت فيه الاذاعات العراقية والعالمية لمدة اكثر من اسبوع تقريبا ومع ذلك يتناقش المتحدثون دون ان يذكروا الانقلاب ومن كان العنصر الرئيسي في القضاء عليه بشهاده السيد عبدالرحمن محمد عارف انذاك واعلانه تلك الحقيقة بوصفه لها عندما انتهى القتال ودخلت عليه في القصر الجمهوري حين قدمني الى الحاضرين ( اقدم لكم البطل كمال جميل عبود الذي قضى على الانقلاب) .
ان ما جرى يوم وقوع الانقلاب اعلاه يشابه كثيرا ما قالته بني اسرائيل الى النبي موسى (عليه السلام) عند قوله له * اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون *، واليوم لا احد من ابناء العراق على لسان محللي سياسته يذكر ذلك بالحديث ايضا ، ان هذا يدهشني وكأن من قام بافشال الانقلاب ليس من العراق ولم يكن حدثا يشابه ما حدث في تركيا او غيرها وكأن من قام بافشال الانقلاب عندنا (مستأجر) من اخرين... وهذا غير صحيح وانما كان وفاءا وشجاعة وتبني للمثل وقيم الرجولة والامانة التي اوكلت الى قوة ( تسمى حرس جمهوري) والتي بقى الكثير من اعضائها وضباطها بحدود وحدته الادارية دون ان يعمل كمواطن وكضابط له مكانه ودوره الرسمي والوظيفي والامانة والرجولة والوفاء الذي يجب ان يتحلوا به تجاه الشعب العراقي ورئيسه انذاك .
لقد عدد المحلل السياسي المذكور اعلاه الانقلابات والثورات التي حدثت في العراق مبتدئا بما يلي :
أ- الانقلاب العسكري الاول – انقلاب بكر صدقي عام 1936 (نجاح الانقلاب في حينه)
ب- انقلاب وثورة تموز عام 1958 التي قادها العميد الركن عبدالكريم قاسم مع العقيد الركن عبدالسلام محمد عارف (نجاح الثورة والانقلاب)
ج- انقلاب عام 1963 الذي قاده عدد من الضباط القوميين ونجاح الانقلاب في حينه وابعاد عبدالكريم قاسم من الحكم
د- ذكر المحلل السياسي انقلاب عام 1968 بقيادة احمد حسن البكر ونجاح الانقلاب في حينه وابعاد عبدالرحمن محمد عارف عن الحكم
هـ - تطرق المحلل السياسي بقناة التغيير ايضا الى (سقوط بغداد) على ايدي الامريكان والانكليز  ونجاح الانقلاب واحتلال العراق.
جميع هذه الانقلابات يناقشها المحلل السياسي العراقي والدكتور العراقي المختص دون ان يتطرقوا الى انقلاب عارف عبدالرزاق عام 1966 على رئيس الدولة آنذاك عبدالرحمن محمد عارف ولم يتطرقوا الى اسباب فشل هذا الانقلاب العسكري المسلح والتي اشتركت به دبابات وطائرات بثلاث قواعد جوية والذي اعطى الشعب والجيش العراقي فيه شهداء وجرحى جراء ذلك الاعتداء والانقلاب كما لم يتطرقوا الى العنصر الرئيسي والفعلي الذي قاتل قوات الانقلاب ودباباتهم وقضى عليها بأقل من (10) ساعات وانقذ العراق من ذلك الحدث وان هذا الحدث هو الوحيد الذي جرى خلال الحكم الوطني العراقي منذ 90 عام ولحد الان أليس في هذا مجال للفخر والاعتزاز بما فيه من وطنية واخلاص ووفاء لوطنه وشرفه العسكري .
اعتقد ان ذلك من حقي وعلى الاخرين الاعتراف بهذا الحق بالرغم من مرارته على البعض احيانا وهنا اعود واناقش علماء السياسة في العراق وأسألهم لماذا يذكروا في مؤلفاتهم و كتبهم وايضا في احاديثهم مع الشعب العراقي جميع ما يتعلق في الانقلابات الناجحة في العراق ولم يذكروا من قام بافشال الانقلابات الغير مستندة على حق من الله ومن الناس والقانون ، لماذا لا يعطونا حق من قاوم وقاتل هؤلاء الانقلابيين المعتدين واعطى اسمى الصور المشرفه للوفاء والامانة والشجاعة والعسكرية الحقة تجاه بلده العراق وعتبي كبير على رجال العراق وما عند الله خير وابقى .
رغبتي وأملي ان تصل هذه الكلمات الى الاخ الدكتور محمد مظفر الادهمي الذي تبنى سرد الاحداث التاريخية والذي يقوم بمناقشتها في قناة التغيير الفضائية ، بالشكل الذي يقتنع هو به وبما يؤدي الى اعطاء كل ذي حق حقه من ابناء العراق الذي هو احدهم وبالدور الذي قام به بكل صراحة كما اعطي الحق لمن سبقني من رجال امة العرب سابقا امثال القادة التي تتردد اسمائهم في جميع المواقع القتالية التي اشتركوا بها امثال (علي ابن ابي طالب *عليه السلام* - خالد بن الوليد- طارق بن زياد – محمد القاسم وغيرهم ) ليكون هذا حافزا للاخرين من ابناء العرب والعراقيين ان يثبتوا اسمائهم في التاريخ المشرف ، فمن الواجب على علماء الاجتماع وباعتقادي على كل رجل يحترم نفسه الالتزام بما اراد الله والحق والقانون .


  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1079 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع