هيام الكناني
معاناة جديد تضاف لكاهل الفرد العراقي بوجود أرباب السياسة المنتفعين والمتصيدين للمال العام وكأن الفرد العراقي يغترف من نهر المال وفيره !! ببادرة جديدة ونقطة نظام من نقاط اعضاء البرلمان وعلى لسان رئيس كتلة دولة القانون البرلمانية "علي الاديب" يُبرز لنا كشفاً جديدا وحلاً لمعضلة العراق المالية ليُخرج العراق من معضلته التقشفية وذلك بإلغاء مجانية التعليم الجامعي !! حدث طارىء يستحق منا التوقف عنده والنظر فيه بل يجعلنا ان نعيد النظر بصورة جدية في مجانية التعليم..
حقيقة كلمة كبيرة تلك " المجانية" التي باتت في العراق فقط كلمة ينطق بها ولا تُفّعل !! وكأن التعليم المجاني في العراق متحقق فعلاً !! غريب هذا الامر ماهو المجاني؟ اهي الاقلام الصفراء التي لايمكن بردها وان بردت تكون قابلة للكسر ام الممحاة التي لايتجاوز عددها الخمس!! ام المبراة !! فعلا انها لمن سخرية القدر ان يسمون انفسهم دعاة التعليم ويكونون متنصبين لهذا المنصب الرسالي !!..يا أديب .. الا تعلم ان مجانية التعليم عندما تتحقق لا تبدو كأنها منحة من أحد لأحد، وعندما نصرّ على توفير التعليم الجامعي بصورة غير مجانية كأنما نتعامل مع محور التعليم والتدريب على رغم أهميته المفرطة في التنمية كأنه سلعة تعرض للبيع، وتتأثر بقوانين العرض والطلب، فالتعليم ليس بضاعة بغرض الربح والتجارة، على عكس أننا عندما نقدمه بصورة مجانية فهنا تأكيد بلا شك لأهميته؛ فهو السبيل الأكيد للتنمية.
هل خفي على الاديب ان التعليم اساس النهوض وهو حق أساسي يكفله الدستور وبالتالي نفهم من ذلك ضرورة أن يكون بشكل مجاني ليتسنى للجميع الاستفادة من مجالاته وإلا أصبح قاصرا فقط على القطاعات المتمكنة ماديا، كما أنه بالنظر إلى الأدبيات والمواثيق الدولية يتضح أن التعليم حق جوهري تكفله كل الصكوك الدولية وكل مواثيق حقوق الإنسان، هذا بدوره أيضا مؤشر يدل على ضرورة أن يكون مجانيا حتى يتسنى للجميع الخوض فيه "
وبعيدا عن كل ماقلناه الا ينظر الى واقع الفرد العراقي وسوء المعيشة وضنك الحياة الذي اوقعوا بها البلد وهو يريد ان يضيف له هم جديد زيادة لمصروفات الطالب حين يدخل المدرسة مابين كسوة المدرسة والاقلام وشراء ادوات الدراسة وبين متطلبات هيئة التدريس ) وهل نسي الاديب ان يطالب بمنع التعليم الخاص؟! .. وهل نسي ان المدارس الاهلية غلبت المدارس الحكومية واصبح التعليم مقصورا ع القطاع الخاص بدل من ان تدير الدولة هذا الامر !!
اليس من الاولى لهم ارباب السياسة ان يعمدوا على قطع الطرق على المستثمرين الذين يريدون مضاعفة أموالهم من خلال بيعهم التعليم الرديء للطلاب والأسر، وخصوصا بعد الفضائح التي تقوم ببيع الشهادات او تقوم بتسريب الاسئلة وغيرها من الفضائح..
اليس من المفروض إلغاء الرسوم الدراسية للتعليم الجامعي أو بدلا من فرضها بشكل فصلي يفرض نوع من الرسوم الجامعية الرمزية بشكل سنوي لكل طالب بغض النظر عن التخصص الذي يرغب في دراسته ..ولكن لن يحصل هذا الامر مادام اهل السياسة انفسهم يستغلون البلاد والعباد فهم كما وصفهم الصرخي في محاضرة الاولى ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في#العقائد_والتاريخ_الاسلامي) 1_2_2014
(أهل_السياسة لا دين لهم ، السياسة هي ادارة وتنظيم شؤون الناس ومتابعة شؤونهم فليست السياسة سيئة وانما السياسة هي من ساس الشيء ورتب الشيء وربى الشيء ونظمه وهيئه وهذبه هذه هي السياسة ، سياسة امور العباد ادارة شؤون الناس والبلاد ، لكن الان صارت السياسة تنصرف الى الفساد والسرقة و الارهاب و الظلم والقبح و التهجير والى المصالح النفعية ،...)
1018 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع