مهند النابلسي
يحاول هذا الفيلم أن يشكل "كوكتيل " للكثير من الأشياء، ولكنه يفشل بالحصول على هوية ونكهة مميزة، فهو يتضمن قصصا متداخلة عن شعوذة الروس الغاضبين، وملاحقات حثيثة لجهاز الأمن البريطاني الشهير "ام آي 5"، وحركات الارهاب الدولي، وخفايا تجارة الفنون واللوحات الثمينة، وشروط زوجة جميلة عنيدة ومتطلبة، ولهاث دوق بريطاني "متظارف وسكير" يعمل كتاجر لوحات دونكيشوتي اسمه " شارلي مورتديكاي" (جوني ديب) لاسترجاع اللوحة المسروقة بأي ثمن، وللحصول على الكود النازي السري لاسترجاع اموال طائلة تزيد عن الثمانية ملايين جنيه استرليني (من مصرف سويسري) لترميم فصره الذي يكاد يفقده واستعادة ثرائه والمحافظة على مجده التراثي!
ينجذب المحقق للزوجة الجميلة، التي لا تخفي اعجابها به، فيما تتكبرعلى زوجها الدوق ، وتبدي استيائها الدائم من شاربه العجيب...أما المشهد الوحيد الذي وجدته مضحكا بجدارة، فتمثل بالنقاش "الساذج" مابين صبيان المافيوزي الصيني (الراغب بشراء اللوحة)، وكان جدلهم يدور فيما اذا كانت اصابع يد "مورتديكاي" الهارب تتماثل مع أصابع يد حارسه، حتى يتمكنوا من قطع احدها امتثالا لأوامر زعيمهم "الأحمق"...وحتى اخلاص وتفاني هذا الحارس "القوي" (زيرالنساء) لم يكن مقنعا!
الفيلم من اخراج دافيد كوب وتمثيل جوني ديب، جانيث باليترو وايفان ماك جريفور، وعن رواية مقتبسة "لكيرل بونفيغ ليولي".
الشريط يعد فاشلا بامتياز، حيث المواقف والنكات تميل للتهريج والملل والتكرار، كما نلاحظ أن الكثير من المواقف العنيفة لا تنتهي كما العادة بالموت، ويحاول أن يبهرنا بايماءآت جنسية غير مقنعة ومكررة ومفتعلة... وربما يشكل هذا الفيلم (من وجهة نظري الشخصية) منعطفا خطيرا فاشلا بمسيرة "جزني ديب" التمثيلية (الذي يأخذ عشرة ملايين دولار عن كل فيلم)، حيث كاد ان يفقد سحره السينمائي ورصيده الفكاهي كما ظرافته المعهودة، وخاصة بمحاولته أن يرقى لاسلوب "اوستن باورز" التهريجي وكاريزمية الممثل البريطاني الراحل "بيتر سيلرز"بدوره المشهور بالمفتش "كلوزو"، كما لم يفلح بالرغم من لهجته الفيكتورية المميزة بتقليد تلعثم "سيلرز" المعبر والظريف!
فشل هذا القيلم على كافة المستويات التجارية والفنية والنقدية، وحتى التصوير الأنيق ومواقع التصوير الجميلة لم تنقذه، فأغرقنا بالمواقف المفبركة والحركات السخيفة.
1136 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع