د. محمد صالح المسفر
كان لقاء الأحبة في جلسة رمضانية في رحاب مجلس الفقيه القرطبي، وانشغل رواد ذلك المجلس العامر بالحديث عن هموم الأمة العربية ومصائب أهل السنة في العراق وسوريا ولبنان وأيضًا إيران. فالسنة في إيران لا يسمح لهم بإقامة مساجد سنية ولا يوجد في العاصمة الإيرانية طهران مسجد لأهل السنة إطلاقا كما قال بذلك أحد العالمين بمآسي أهل السنة في طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية، بينما يوجد مساجد لهم في لندن وباريس وواشنطن وروما وفي معظم العواصم الأوروبية.
(2)
أبو جعفر قال: يا جماعة لا تنشغلون اليوم بمسجد بني هنا ومنع من البناء هناك، انشغلوا بما يحدث في العراق من إبادة جماعية لأهل السنة هناك، انشغلوا بما تفعل روسيا في سوريا من جرائم ضد الإنسانية، استخدمت قنابل انشطارية محرمة دوليا، وقنابل فراغية، وفسفورية، وأسلحة وذخائر فتاكة تجربها روسيا عمليا لأول مرة على البشر والحجر والحيوان والنبات في سوريا تحت ذريعة محاربة الإرهاب "داعش". انشغلوا يا إخواني بما يجري في اليمن وخلافات داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي هل العدو الأول في اليمن حزب الإصلاح أو الجماعة السلفية، أو الحوثي وعلي عبدالله صالح. أبو صخر قاطع الجميع ورفع صوته قائلا: يا ربع، "انتم وين وطمبورة وين! "مصطلح خليجي. بريطانيا أعلنت انفصالها سلميا عن الاتحاد الأوروبي، لكن استثماراتنا في بريطانيا ما هو مصيرها؟ قيمة الجنية انخفضت، ويترتب على ذلك انخفاض قيمة استثماراتنا أيا كان نوعها. أبوحجر قال لا تخافون على استثماراتكم الله يحميها إن كانت استثمارات حلال، لكن، هل فيكم أحد يؤيد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي؟ قال أحد الجالسين والله يا ربعي إني سعيد بانفصالها، لأنها ستشجع انفصال ويلز وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية وتتفكك بريطانيا إلى أن تصبح فقط جزيرة في بحر متلاطم لا قوة لها. يا إخواني بريطانيا شتتت أمتنا إلى دول ونحل وفرقت شملنا خلوها اليوم تشوف الويل. اقرأوا مقالة فواز العجمي شفاه الله من كل شر المنشورة في جريدة الشرق بالأمس تحت عنوان "اشربوا من نفس الكاس" هذا الكلام لم يعجب أبو طلحة، وقال يا جماعة الخير: إحنا في خطر مستطير. وقال أبو ذر: فصّل القول يا أبا طلحة، وفيما يلي قوله.
(3)
هل تعلمون أن تركيا سوت خلافاتها مع إسرائيل، وخلافاتها مع روسيا وكما تعلمون روسيا وإسرائيل في تحالف في حربها ضد داعش في سوريا، وروسيا وإيران في تحالف أيضًا في سوريا. والآن، بعض القوى السياسية في تركيا تدفع بها للتحالف مع الروس والإيرانيين وإسرائيل. إيران اليوم في موقع قوي فسلطتها السياسية والعسكرية تتمدد في كل أرجاء العراق وسوريا. في العراق تفرض سيطرتها عسكريا وإداريا في محافظة الأنبار شمالا مرورا بالنجف ووصولا إلى المثني جنوبا وكلها تقع على حدود المملكة العربية السعودية، انتصرت في الفلوجة بجحافلها الطائفية الحاقدة المسلحة، ويرابط على الحدود السعودية الشمالية الشرقية أكثر من نصف مليون مجند في الحشد الشعبي الشيعي، وفيلق القدس الإيراني، والحرس الثوري الإيراني، وغيرهم من الحشد المسلح. ألا يشكل كل ذلك تهديدا لأمن المملكة السعودية ومن ثم دول مجلس التعاون الخليجي؟
كلام أبوطلحه استفز أبومعن وقال له: هوّن عليك يا أخي العزيز. تركيا تصالحت مع إسرائيل صحيح وحلت خلافاتها مع روسيا، لكنها لن تكون شريكا لتلك القوى ضد الشعب السوري أوالفلسطيني أو العراقي. في اتفاقها مع إسرائيل أصرت على إمداد غزة بكل ما تحتاج من مؤن إنسانية، وطلبت إسرائيل أن يكون في البداية عبر موانيها، واشترطت تركيا في صلحها مع إسرائيل تزويد غزة بمحطة تحلية مياه، وبناء محطة كهربا ومستشفى ولم تمانع إسرائيل. ليت مصر تفتح معبر رفح بشكل دائم لحركة التنقل بين غزة والعالم. موقف تركيا يقول أبومعن: أشرف وأنبل من موقف سلطة رام الله العباسية التي ترفض أي جهد عربي أو دولي برفع الحصار عن قطاع غزة، وأشرف من موقف مصر تجاه أهل غزة وكذلك أشرف من موقف بعض الدول العربية في هذا الشأن.
هل تعلمون يا إخواني الكرام أن محمود عباس يتفاخر في مجالسه بأنه طلب من المشير السيسي قائد الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي بإغراق الأنفاق بين غزة ورفح وإغلاق المعابر بين غزة ومصر، وأخيرا بالأمس برأ الحاخامات اليهود الذين أفتوا بتسميم مياه آبار الشرب والزراعة بهدف ترحيل أصحاب الحق من أهل الضفة إلى خارج أراضيهم ليتمكن المستوطنون من توسيع سلطاتهم على أراضي الضفة الغربية.
يا إخواني الكرام لازم تفهموا أن تركيا دولة أجنبية، بمعنى أنها ليست عربية ولها مصالح تخدم شعبها وتحافظ على سيادتها ووحدة أراضيها، والحق أنها قدمت للقضية الفلسطينية في الماضي والحاضر أكثر مما قدمت الكثير من الدول العربية. ستبقى تركيا على العهد للقضية الفلسطينية العادلة رغم المحن التي تواجهها من أجل ذلك.
آخر القول: الحملة الظالمة على تركيا اليوم انطلقت من مكاتب التنسيق الأمني مع إسرائيل في رام الله، ومن كتاب المرين في بيروت والقاهرة والطابور الخامس في بعض العواصم العربية، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
1102 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع