ابو بكر يوسف يكتب عن غائب طعمه فرمان

                                                             

                                      أ.د. ضياء نافع

هذه صورة قلمية في غاية الجمال والرشاقة والروعة والدقة والموضوعية رسمتها أنامل المترجم المصري الكبير الدكتور ابو بكر يوسف لغائب طعمه فرمان , والتي عكس فيها علاقات صداقة حميمة وزمالة امدها اكثر من ربع قرن من العمل الترجمي والجيرة معا في موسكو, والذي وجد فيه ( حلاوة تمر العراق وحزن نخيله ) .

لقد كتب ابو بكر يوسف هذه الكلمة بعد وفاة المرحوم غائب طعمه فرمان عام 1990 وتم نشرها في مجلة – (رمال ) التي كان يصدرها آنذاك  الاستاذ الدكتور ميثم الجنابي والدكتور جلال الماشطة وزملاء لهم في موسكو باعداد قليلة وتوزيع محدود, وقد توقفت المجلة بعدئذ عن الصدور مع الاسف بعد ان اصدرت عدة اعداد ليس الا نتيجة صعوبات مالية, وقد أخبرني الدكتور ابو بكر ان جريدة ( أخبار الادب ) المصرية ونشرة  جمعية ثقافية في كندا كان يصدرها الدكتورالسوري المعروف نوفل نيوف  اعادت نشرها في حينها ايضا, وعلى الرغم من ذلك وفي كل الاحوال فاننا نرى ان هذه المقالة المهمة جدا حول الاديب والمترجم العراقي الكبير المرحوم غائب طعمه فرمان لم تشغل مكانها المناسب واللائق بها و الذي تستحقه فعلا في مجمل الدراسات التي صدرت حوله, خصوصا في العراق,بل حتى يمكن القول انها تكاد ان تكون مجهولة تقريبا للقارئ العراقي المهتم بابداع غائب ومكانته الكبيرة في مسيرة الادب والفكر في العراق , لهذا ارتأينا ان نعيد نشرها لاهميتها وقيمتها التوثيقية والعلمية والفنية, علما ان الدكتور ابو بكر يوسف قد وافق -  وبكل سرور وامتنان – على اعادة نشرها بعد تنقيحها اعتزازا بغائب طعمه فرمان وابداعه الادبي والترجمي كما اخبرني شخصيا.

غائب طعمه فرمان ...قاهر الغربة

الدكتور ابو بكر يوسف
يا لحياة المنفى من مهنة شاقة
ناظم حكمت
تعرفت بغائب طعمه فرمان منذ اكثر من اربعين عاما, وعلى وجه التحديد في صيف عام 1969, وها قد مر عشرون عاما على رحيله المفجع, وبذلك اكون قد عاصرته وعايشته زهاء عشرين عاما في موسكو, وقد توافقت الظروف واراد القدر ان يسعدني مرتين بالعيش الى جوار هذه الشخصية الرائعة.. مرة بمجاورته في السكن, ومرة بزمالته في العمل. لقد شاءت محاسن الصدف ان يكون مسكني فوق مسكنه لعدة سنوات في عمارة تقع قرب مترو  الجامعة, وشاءت الصدف ايضا ان التحق بالعمل في دار ( التقدم ) للنشر حيث كان يعمل غائب, ثم انقسمت دار ( التقدم ) الى دارين , فظهرت دار ( رادوغا ) لنشر الكتب الادبية , وانتقلنا معا ومع بعض الزملاء الى الدار الجديدة. التقيت غائب طعمه فرمان اول مرة امام  مصعد العمارة , وكنت لا اعرف ولا اتوقع ان يسكن في هذه العمارة الروسية البحتة اجنبي غيري.. فقد كان من المتبع في ذلك العهد في الاتحاد السوفيتي ان يكدس الاجانب في احدى العمارات , وربما في مدخل واحد لغرض لا يخفى على أحد, ولكن , وكما اتضح فيما بعد , كانت دار التقدم تمتلك شقة واحدة في هذه العمارة , وكان يقطنها غائب , بينما تمتلك صحيفة ( انباء موسكو ) التي بدأت بالصدور شقة اخرى , هي التي اعطيت لي. بجوار المصعد وقف شخص صغير الجسم, قصير القامة, اول ما يلفت النظر فيه نظارته ذات العدسات السميكة التي تظهر من تحتها, مكبرة , عينان واسعتان ( ربما بفعل الانكسار الضوئي للعدسات ), وما ان تتراخى قليلا شدة الجذب الى العينين المكبرتين حتى يشدك سحر ابتسامة طيبة, طبيعية, متواضعة, آسرة..تقول لك على الفور ان صاحبها شخص طيب, سمح, لا يمكن ان يصدر عنه ما يؤذي الشعور او يهين الكرامة, بل كانت الابتسامة دعوة صريحة وبسيطة للتعارف والتواصل لا تقاوم. لاحظ تفرسي وانشدادي الى وجهه فازدادت ابتسامته طيبة ورقٌة وسأل / - الاخ عربي ؟ / - نعم /  - من اين؟/  - من مصر / , هنا شع وجهه كله ابتساما, كأنما التقى صديقا قديما او تلقٌى نبأ سارا . ( أنا درست في مصر ..في القاهرة ) .. ومضى يتحدث عن مصر وكلية الاداب ومدرسيه واصدقائه.. بلهجة مصرية محببة , ليست بالمصرية الخالصة , بل تخالطها كلمات باللهجة العراقية , محورة كي تبدو مصرية..وسرني ذلك التودد من جانبه..الاشبه بتضييفك شخصا عزيزا طعاما يحبه. عرفت فيما بعد انه تعرٌف في مصر على كبار كتابها ونقادها, وكان من رواد ندوة الخميس التي كان يقيمها نجيب محفوظ, وربطته مشاعر صداقة حميمة بمحمود امين العالم وعبد العظيم انيس وغيرهما من المثقفين اليساريين المصريين .. نسينا المصعد الذي كان قد وصل وتوقف امامنا في الطابق الاول منتظرا, فقد انهالت الاسئلة مني وتدفقت الاجابات منه , دون ان ننتبه الى اننا يمكن ان نصعد لنواصل الحديث عنده او عندي, بعد ان عرفنا اننا جيران, هو في الطابق الرابع وانا في الطابق الخامس, ولكن يبدو ان معرفتنا بهذه الحقيقة كانت هي السبب في اننا افترقنا آنذاك دون ان أذهب اليه او يأتي الي . ان القرب الشديد يفعل احيانا , بل كثيرا , فعله السئ . فانت تعيش في موسكو مثلا  سنوات , دون ان تذهب الى مسرح البولشوي القريب منك , او تعيش في القاهرة , بل ربما في الجيزة , طويلا , دون ان تزور الاهرام وهي على بعد خطوات.. ويأتي الغريب الى موسكو او الى القاهرة لايام معدودة , فيدخل البولشوي ويزور الاهرام والقلعة وخان الخليلي . القرب يجعلك تطمئن الى ديمومة الاشياء والاشخاص القريبين وتنسى انه لا شئ يدوم . وما زلت حتى بعد رحيل غائب بسنين طويلة اندم على ركوني المطمئن الى وجوده قربي , فلم ازره كثيرا .. لاغترف من هذا المنهل الشفاف العذب.
منذ ان تعرفت بغائب في ذلك النهار الصيفي من عام 69 الى ان وضعت كتفي تحت النعش الذي شيعناه فيه الى مثواه الاخير , ايضا في يوم صيفي من عام 1990 , لم يفارقني الاحساس برهافة هذا الانسان وهشاشته , كان يخيل اليٌ ان هذا الجسم الصغير لا يزن شيئا , وضاعف من هذا الاحساس تواضع غائب الذي لا مثيل له لدى اصحاب المواهب والمبدعين , الذين كثيرا ما يعانون من تضخم ( الانا ) وتضخيم الذات . كان يتحاشى الحديث عن رواياته ولا يسألك رأيك في آخر أعماله , كما يفعل الادباء عادة , وعموما كان يعمل في صمت , بعيدا عن الاضواء , حتى انني كنت أستغرب وادهش حقيقة عندما أقرأ روايته الجديدة , ولا أكاد أصدق ان هذا الانسان الذي تراه في الطريق فلا يثير انتباهك ولا يشدك فيه شئ بارز , هو الذي أبدع هذا العمل الادبي الاصيل , هذه التحفة الفنية الثمينة ! وازددت حبا لغائب واشفاقا عليه عندما علمت بمرضه , الذي لم يترك في صدره الا بعض رئة , وتعمق الاحساس في قلبي بهشاشته وتضاعف الخوف واللهفة عليه , كما تخشى من تيار الهواء على مريض عليل او على ولد صغير يركض ويتعثر وهو مهدد بالسقوط في كل لحظة . لم أسأله مرة عن مرضه ولم يتحدث هو ابدا عن ذلك , لكننا كنا نعوده عندما ينزل المستشفى , فنتحدث ونضحك وننكت , وكأنما جئنا نزور شخصا معافى في داره..هذا الضعف الجسدي البالغ , هذه الهشاشة الخارجية الواهية .. ايٌ قوة روحية كانت تخفي وراءها , وايٌ حب للناس والحياة والفن !
كانت صحيفة ( انباء موسكو ) السوفيتية قد بدأت تصدر في موسكو في تلك الايام باللغة العربية , وقد حاولنا نحن المجموعة العربية الصغيرة العاملة بها – سعيد حورانية وجيلي عبد الرحمن وسعيد مراد ورشيد رشدي وانا -  ان نبتعد بها عن النسخة الروسية الرسمية الكئيبة ونجعل منها شيئا مقروءا , فسعينا الى استكتاب الادباء العرب المقيمين في موسكو او الزائرين لها , ورحب غائب بالفكرة , ونشر مقالتين او ثلاثا ثم انقطع عن الكتابة منزويا في تواضع , دون مشاحنات او عتاب , وعلمت فيما بعد ان سوء الادارة وجهل المحرر الروسي باولويات  عمل الصحيفة حزاٌ في نفس غائب , فتوقف عن الكتابة في صمت , وأذكر ان احدى المقالات كانت عن الطفولة , بمناسبة يوم الطفل العالمي , ولم أكن قد قرأت مقالات لغائب حتى ذلك الحين , رغم اني كنت على علم بماضيه الصحفي , حين كان يكتب لصحيفة  ( الاهالي ) العراقية , ولكني أشهد واؤكد ان هذه المقالة القصيرة , التي لم تشغل في الصحيفة أكثر من عمودين , تركت في نفسي أعمق انطباع , وادهشني بهذا التركيز وتلك السلاسة وقوة العرض والعاطفة التي طبعت كل سطر فيها .. أذكر مناسبة اخرى أذهلتني فيها قدرة غائب طعمه فرمان الفائقة على كتابة المقال او الصورة الصحفية الادبية , ذلك النوع من الكتابة الذي لا استطيع ان أجد لوصفه مصطلحا عربيا يماثل المصطلح الروسي ( اوتشيرك ) ( بالمناسبة استخدم الناقد الادبي المعروف الدكتور محمد مندور هذه الكلمة الروسية ايضا ) . كان ذلك خلال حفل أقامه ( الملتقى الثقافي العربي ) في السفارة الفلسطينية بمناسبة الذكرى الثانية لانتفاضة الحجارة , وقد ألقى غائب طعمه فرمان كلمة مكتوبة عن فلسطين ترقى الى مرتبة الشعر , وكان أروع ما فيها روحها , ذلك السحر الخاص الذي يميٌز الكاتب المبدع عن المدعي والسطحي , ويضفي على الكلمات مسحة خاصة صعبة المنال الا لمن اوتي كلمة السر الالهية – الموهبة ! كانت تلك الروح هي بالضبط ( الشاعرية ) التي عناها سعيد حورانية عندما كتب عن الفرق بين الشاعرية والغنائية فقال – ( ان الشاعرية هي موقف تجاه الحياة , اما الغنائية فهي نوع من اللعب اللفظي الذي يبحث عن قطعة تعطيه جرسا , أكثر مما تعكس واقع الحياة وتغنيه ).
اما الشئ الاكثر مدعاة للدهشة , بل وللذهول , فهو – كيف استطاع غائب , بهذا الجسد الضئيل العليل , وفي طقس موسكو القارس البرودة , وفي وحشة اجوائها على الغريب وضيقها بالاماكن المفتوحة واحكامها اغلاق الابواب على ساكنيها لاكثر من نصف السنة .. كيف استطاع ان يواصل الكتابة بانتظام مثير, ويوالي اصدار الروايات , وفي الوقت نفسه يترجم اكثر من خمسين رواية من عيون الادب الروسي و السوفيتي ؟! كيف استطاع غائب ان يعيش بجسده في الغربة وروحه في العراق , ويكتب من الذاكرة عن ابناء العراق البعيدين عنه وكأنه يعيش بينهم . لقد قاوم غائب طويلا هذه الغربة الطويلة, وظل كالغاطس تحت الماء يستهلك ببطء مخزون الاوكسجين حتى نفذ , وعندئذ استخدم الهواء الاصطناعي المضغوط فكتب ( المرتجى والمؤجل ) عن ابناء العراق في الغربة لا في الوطن..ولكن هل نلومه ؟ ألم يكتب قبلها النخلة والجيران / و / خمسة أصوات / و / المخاض / و / القربان / و / ظلال على النافذة / وغيرها ؟ أنا أزعم ان اصرار غائب على الكتابة عن العراق وهو في الغربة هي الرابطة الروحية لغائب بالوطن , القناة التي يتنفس منها تحت الماء وينفس بها عن الحنين المكتوم في الصدر الى ذلك الوطن البعيد , الذي تمثله بغداد .. ( في الليل كانت بغداد تنقلب الى جنة..كانت مثل فتاة ريفية حسناء قضت نهارها في حقل لاهب , وفي المساء نضت ثيابها على الشاطئ , واستحمت ساعة في نهر دجلة , ثم خرجت طرية ناعمة , واستلقت على الشاطئ تمشط شعرها , وتزين نحرها ومعصميها بالخرز الملونة , وتتملى في صفحة الماء ).
سألته ذات مرة , كيف يستطيع التوفيق بين عمله الذي يأكل منه خبزه – الترجمة – وابداعه الروائي المنتظم , واين يجد الوقت لهذا وذاك , وفي نفس الحين للترفيه عن نفسه وحضور حفلات الجالية العراقية التي لا تنتهي ! ضحك ضحكته المتواضعة المحببة , وقد أدرك مغزى الشطر الاخير من السؤال , ولكنه أجاب بصراحته المعهودة وببساطة متناهية – أنا استيقظ في الخامسة صباحا , أعدٌ فنجان قهوة واجلس الى المكتب حتى الثامنة اكتب الرواية..صفحة ..صفحتين.. احيانا اكثر , ثم أفطر , وفي حوالي التاسعة اجلس لاترجم حتى الساعة الثانية عشرة او الواحدة , بعد ذلك أنا حر تماما , أذهب حيث أشاء وأسهر اين أشاء , ولكني حتما أعود الى البيت لاكون في الفراش قبل الثانية عشرة ! سألته – وهل تكفيك خمس ساعات نوم ؟ فأجاب – تكفي , ولكني احيانا أنام قليلا بعد الغداء . لا أدري ان كان غائب  سار على هذا النظام الصارم طوال وجوده في موسكو ام لا .. ولكن الثابت من اصداره لهذا العدد الكبير من الروايات وترجمته الغزيرة من الادب الروسي انه كان يتبع نظاما دقيقا الى حد كبير , خاصة اذا راعينا ظروف مرضه الذي كان يعوقه عند الكد المنتظم . ومن الادباء الذين عرفتهم او تابعتهم لم أجد أحدا يتقيد بالنظام اليومي الدقيق سوى غائب طعمه فرمان ونجيب محفوظ , وقد حطمت هذه الحقيقة الجديدة تصوري السابق الساذج عن الادباء والفنانين كقوم بوهيمين, يسهرون الليل وينامون النهار , ولا يدري أحد متى يبدعون . يقول بطل احدى قصص الروائي المصري بهاء طاهر عما تفعله الغربة بالانسان – ( اظن ان الانسان لا يكون له بالفعل اصدقاء خارج بلده . لا يكون الانسان هو نفسه خارج بلده ليصادق كما يجب , او ليحب كما يجب . تتغير المشاعر..تأتي الاحزان ثقيلة , وتذهب الافراح بسرعة ) ..ولكن غائب ذوٌب في مرارة كأس الغربة قطعا من السكر المصفى..هي رواياته, التي انتصر بها على قدره , كما كان الانسان الاول يرسم على جدران الكهوف صور الوحوش والحيوانات ليقهر بفنه البدائي خوفه منها , وينتصر عليها..ولو بتلك الخطوط البسيطة المعبرة , والتي بقيت لنا كشواهد على تلك المواجهات الجنونية المرعبة مع الوحوش التي روعت اجدادنا العزل الا من هراوات وقطع احجار . واذا كان غائب قد اتخذ من فنه سلاحا يقهر به غربته , فلا شك ان مأثرته الابداعية تتجاوز هذا الهدف بكثير , فعلاوة على قيمتها الفنية المستقلة بذاتها , فانها تقدم لنا , وللاجيال القادمة بصفة خاصة , صورا ومشاهد حيٌة معبٌرة عن هموم الاجيال الماضية من ابناء العراق وافكارهم..انتصاراتهم وهزائمهم , وستبقى روايات غائب شهادات تاريخية أقوى دلالة من المستندات والاحصائيات والتسجيلات مهما كانت دقيقة , فاذا كانت الاجيال التي عاصرت غائب طعمه فرمان تجد نفسها في هذه الشخصية او تلك من رواياته , فان الاجيال التالية والقادمة , التي لم تشهد تلك الاحداث , لن تجد نفسها في هذه الاعمال , لكنها ستجد فيها التسجيل الحي والدراما الواقعية لتلك السنوات , وستغرف منها من المعرفة اكثر بكثير مما ستاخذ من كتب التاريخ..وهذا هو الاعجاز الفني الشامخ للمبدع الراحل..وتلك هي المأثرة التي اجترحها غائب باعصابه المشدودة , وروحه المعذبة , وجسمه السقيم..المأثرة التي ستعبر الزمن وتبقى مع الايام !
اريد ان استعير عبارة كتبها الاديب مكسيم غوركي عن انطون تشيخوف لاقولها عن غائب – ( يخيٌل اليٌ ان اي شخص احتك به كان يشعر لا اراديا بالرغبة في ان يبدو أبسط وأصدق و أقرب الى حقيقته ) . قد أكون قدمت صورة شخصية جدا عن غائب , ولعل لدى الآخرين الذين عاصروه واحتكوا به عن قرب صورا اخرى , ربما كانت مختلفة , لا بأس , فلكل رؤيته واحاسيسه , بيد اني على يقين من ان كل من عرفوا غائب طعمه فرمان عن قرب سيجمعهم في ذكرياتهم قاسم مشترك أعظم – ان غائب كان تجسيدا للرقة والتواضع والصدق , لم يكن فيه من الزيف ذرة , وكان شفافا صافيا كالغدير , فيه حلاوة تمر العراق وحزن نخيله المطرق , وعندما نرى الصرح الذي خلٌفه غائب في الادب العربي المعاصر , برواياته وقصصه الرائعة , نشعر نحن الذين عايشناه وحادثناه ورأيناه رأي العين , ان القدر قد اصطفانا بهذه النعمة وحبانا هذا الامتياز , فشكرا للاقدار , وشكرا لغائب الحاضر دائما في قلوبنا وذاكرتنا , الباقي ابدا في ذاكرة شعبه وامته .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1082 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع