طارق رؤوف محمود
عباس بغدادي المدون القانوني والمفتش العدلي كان هذا الرجل عظيما فيما دونه في كتابه (بغداد في العشرينات) فقد أدهش الكثير من الباحثين.. كيف أتيح لهذا الرجل لوحده إن يلم بهذا القدر من الأسماء والوقائع والتفاصيل..
كيف جمع هذا الكم الهائل من المعلومات والحوادث التي برع بتفاصيلها في الوقت الذي يتطلب ذلك جهد عدد من الباحثين والمهتمين بهذا الشأن.. لكنه استطاع نقل المعرفة من جيل إلى جيل دون الاستعانة بالحاسوب والأجهزة الحديثة بل اعتمد على ذاكرته. يحتوي الكتاب على أربعين عنوانا بالإضافة إلى مقدمة عبد الرحمن منيف وسيرة ذاتية للبغدادي. وتضمن الكثير عن بغداد والحوادث التي مرة بها خلال الفترة المذكرة.. كتب تفاصيل دقيقة عن شخصيات بغدادية وشعبيه وعن المهن والصنائع التي اندثرت أو كادت وعن الطب والمهن النسائية وعن السينما والملاهي والطرب والغناء وعن مقاهي بغداد والأعياد والنقليات وأسواق وعلاوي بغداد والألبسة وعن سباق الخيل وعن جسور وقصور ونوادي بغداد وعن الملا لي والسبايات والمقابر وكذلك عن الصحافة والصناعة والدواوين وعن التعليم وأثرياء بغداد وعن شارع الرشيد وحمامات بغداد وحتى عن الأشقياء والباعة المتجولين وكذلك عن غرق وكوارث بغداد وانتشار مرض الهيضة – ونزاع اليهود ومحاكمة الشيخ ضاري.
وبقدر أهمية هذا الكتاب في إعادة رسم إحداث مدينة خلال مرحلة محدودة فأنه يذكر كبار السن ويفرحهم للمعلومات التفصيلية الواردة فيه.. كما انه ذا أهمية بالغة للأجيال الحالية، لان ما ورد فيه ذاكرة إضافية تقدم العون لقراءة الحاضر.. إما بالنسبة للمستقبل فلا بد من الرجوع إلى هذا الكتاب لما احتواه من معلمات قيمة وتفصيلات دقيقة كتبها الرجل من قلبه وعقله لماضي جميل
لقد أبدع رحمه الله في رسم صورة بغداد في العشرينات
991 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع