هل الجنرال(قاسم سليماني) مستشارا معتمدا لدى الحكومة العراقية؟

                                            

                          عبدالقادر القيسي

بداية عذرا لطول المقال لكنها الحقائق تستوجب منا ذلك، ونقول:

كنت قد طرحت في مقال سابق ان يتم انشاء هيئة شورى ورأي في وزارة الخارجية يكون أعضاءها من خيرة رجالات الدبلوماسية العراقية ممن كان لهم بصمة على حسن أداء الخارجية العراقية ليكونوا عون للوزير الذي ليس له خبرة بالعمل الدبلوماسي، وبما يحقق مصلحة العراق العربية والدولية، خاصة اننا نعيش أداء دبلوماسي قيادي، فيه اضطراب بائن وغبش ثقيل وكدر اثقل، يضاعف من قلق العرب بشأن التدخل الإيراني عموما وبخاصة التدخل الأخير في معركة الفلوجة، لا سيما ان مهمة السيد وزير الخارجية الأخيرة لجلب الدعم السياسي العربي للمعركة حقق نتائج عكسية في تهدئة هواجس الدول العربية من الدور الإيراني السلبي في العراق، في ظل الانتهاكات الأخيرة (قتل وتعذيب واختفاء قسري على الهوية الطائفية واهانات وغيرها)، وهي تمثل إساءة لعملية تحرير الفلوجة كونها وصلت الى جرائم ضد الإنسانية في ظل تقرير محافظة الانبار في 12/6/2016 والتصريحات الصادرة من عدة نواب واخرها من النواب(حامد المطلك وعبدالكريم عبطان وكامل الغريري) وما رافقها من تصريحات اممية وافلام وفديوهات مروعة كلها ساهمت في فشل مهمة الدبلوماسية العراقية وإضعافها وتكريس تراجع مكانة العراق إقليميا ودوليا، وكونت توجها عربيا مضادا لأهداف الزيارة، وموقفا سياسيا لدى أغلب الدول العربية معترضا على التدخّل الإيراني فيها، وناقدا لطريقة إدارة المعركة نتيجة انحراف الهدف الرئيسي المعلن بتحرير المدينة واتخاذها مسلكاً طائفياً، والنقطة التي افاضت الكاس؛ حينما فاجئنا وزير خارجيتنا ومن العاصمة الأردنية في 7/6/2016 بإعلانه أن قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، “يعمل في الأراضي العراقية بوظيفة مستشار عسكري بعلم الحكومة العراقية ودرايتها التامة... ويدخل للعراق بفيزا رسمية”، وفي 10/6/21016 ومن بيروت عاد واكد ان(الجنرال قاسم سليماني يعمل بعنوان مستشار وليس مستشاراً للحكومة العراقـية، وليس جزءاً من النظام العراقي) محاولا بذلك إضفاء الشرعية على وجود الجنرال سليماني على أرض معركة الفلّوجة، وهو وجود كان محلّ نقد صريح وواضح من أطراف عربية، من شأنه أن يعرقل جهود محاربة الإرهاب في المنطقة.
ان توقيت الزيارة واختيار شخوصها لم يكن موفقا نهائيا(خاصة في زيارة مصر والتوتر حصل في 10/3/2016 مع  الازهر حينما احتج على تصريحات أدلى بها الجعفري عقب مقابلته لأمام الازهر، وقال الازهر في بيانه ان تصريحات وزير الخارجية العراقي التي حيت تنظيمات وجماعات ارهابية مرفوضة تماما ومخالفة للأعراف الدبلوماسية)، اضف ان السيد الوزير قد تم طرح اقالته في برنامج الحكومة للإصلاح لكثر العثرات والتناقضات التي عاشتها الوزارة وتعيشها بطريقة باتت جارحة لكبرياء وشموخ الدبلوماسية العراقية، وتجسد ذلك مؤخرا بالتصريحين المتناقضين بصدد الجنرال قاسم سليماني اللذان كانا بعيدان كل البعد عن المعايير الدبلوماسية التي كان يجب مراعاتها في اطلاق تصريحات تخص سياسة دولة والتفريق بينها وبين تصريحات تخص العمليات العسكرية الخاصة بداعش.
ان الأمور التي تخص سياسة البلد الخارجية لا يمكن وضعها في معايير ارتجالية تخرج عفوية، لان في ذلك تسطيح للأمور يضعنا في اجتهادات عقيمة لا يمكن ان يكون ميدانها العمل الدبلوماسي؛ وتصريحي السيد وزير الخارجية مؤخرا معيبة دبلوماسيا وفيها تيه اداري ومهني كبير؛ سيما انه جعل من (قاسم سليماني) مستشارا يتحكم في القرار السياسي لحكومة العراق، وبعدها نفى ذلك ووضعه كمستشار تم التعاقد معه بسبب احتلال داعش لأراضي عراقية، والتصريح فيه عدة مغالطات وتجاوز لعدة وقائع ومظاهر فاتت على السيد الوزير وتنفي الوصفين اللذين طرحهما من عمان وبيروت بحق الجنرال (سليماني)، ولعل ابرزها:
أولا-هناك العديد من التصريحات للسيد الوزير نفسه وفي عدة مناسبات تنفي التدخل الإيراني أو حتى بوجود عسكريين إيرانيين بما فيهم قاسم سليماني، لكن السيد الجعفري اليوم يقول (أنه ليس أمرا مستغرباً أن يظهر سليماني في جبهات القتال، وآخرها في الفلوجة).
ثانيا- كذّبت مصادر نيابية عراقية(محمد الكربولي، النجيفي، ظافر العاني، اياد علاوي، نهرو الكسنزاني، العلاق واخرون) أن يكون لوجود قاسم سليماني في العراق وظهوره في الفلّوجة، أي مسوّغ قانوني، مؤكّدة أنّ انتدابه كمستشار لدى الحكومة العراقية مسألة مختلقة للالتفاف على الاعتراضات الشديدة من داخل العراق وخارجه على مشاركة قائد فيلق القدس في الحملات العسكرية ضد تنظيم داعش، واكد النائب العلاق(ان العبادي لم يصدر في أي وقت منذ تسلمه رئاسة الحكومة قرارا أو أمرا ديوانيا بتعيين هذا المسؤول الايراني الذي يتولى منصبا حكوميا وعسكريا رفيعا في بلاده، لا كمستشار ولا باي عنوان وظيفي آخر).
ثالثا- ليس من تقاليد العراق انتداب مستشارين عسكريين أجانب لإدارة المعارك، وأن جلب الخبراء والمستشارين الأجانب كان ولا زال للتدريب وتقديم الاستشارات العسكرية والمعلومات الاستخبارية، وليس على سبيل الانتداب والتعاقد، والمستشارين الأمريكان الذين يقومون بتدريب الجيش لا يقودون المعارك ولا يعلن عن وجودهم خلال العمليات العسكرية إعلاميا، لهذا فإن مهمة ووجود (سليماني) في الفلوجة وغيرها يتعديان وصفه مستشارًا عسكريًا.
رابعا-يوجد مستشارون آخرين، لكن صور التمجيد والإشادة والتفخيم بل والتعظيم والمبالغة في قدرات الجنرال(سليماني) وتصويره بأنه منقذ العراقيين من الإرهاب والتي صدرت من قيادات سياسية نافذة، ونشره على المواقع الالكترونية تشير بالدليل القاطع انه لا يقوم بمهمة المستشار العسكري، بل هو يقود المعارك حاليا في الفلوجة، كل ذلك جعل من هذا الجنرال وزير دفاع متحرك لكل من سورية والعراق، ولم يكن يوما مستشارا كما وصفه السيد وزير الخارجية، وهناك عدة تصريحات ووقائع ومظاهر تؤكد تلك المسالة منها:
الف- كشف السفير الأميركي (زلماي زاد) أن إدارة الرئيس بوش، تعاونت ونسقت مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، عام 2006 حول الوضع السياسي في العراق، مؤكدا أن هذا التعاون يمتد إلى مرحلة ما قبل صدام.
باء-  كشف السفير الأميركي السابق في العراق، رايان كروكر أن التعاون مع سليماني، بدأ منذ سقوط بغداد 2003 حيث طلب مساعدته عبر وسطاء من السياسيين الشيعة العرب، ترشيح أعضاء "مجلس الحكم العراقي" وقال إن مجلس الحكم، بُني على أساس تفاهمات بين طهران وواشنطن".
جيم- لا يخفى على أحد دور سليماني البارز في حصول المالكي على ولاية حكومية ثانية في 2010 خاصة في ظل حصول العراقية على اعلى المقاعد وذهاب وفد العراقية لطهران للتفاوض وكان الطرف المفاوض في تشكيل الحكومة قاسم سليماني(وكنا على تماس بذلك)، وكذلك كان له دور في اختيار حيدر العبادي رئيسا للوزراء عام 2014.
دال- اكد مستشار الأمن الوطني السابق موفق الربيعي بان قاسم سليماني أخطر رجل في العراق اليوم، في لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط في 2012 شهر تشرين الأول(سليماني ضابط كبير في فيلق القدس وله القول الفصل في الملف العراقي).
هاء- تصريح عزت الشابندر في لقاء مع الجزيرة في برنامج ما وراء الخبر عام 2012، في تعليق على تصريح موفق الربيعي(..في الحقيقة الأخ موفق في هذا التصريح يعني لم يكتشف الاسبرين وهذا أمر وعلم مشاع عن أن إيران تتدخل تدخل قوي ومفصلي بالملف العراقي، حتى أن اسم الضابط السيد سليماني هو اسم غير مستور هو اسم مكشوف وقد قام بزيارة العراق عدة مرات خاصة في الأوقات الساخنة، ...).
واو-. تصريحات السيد زعيم التيار الصدري في 22/12/2013لصحيفة الحياة اللندنية بشأن الوضع الامني السيء في العراق والنفوذ الإيراني، قال بالحرف الواحد ان (قاسم سليماني قائد الحرس الايراني هو الرجل الاقوى في العراق.)
زاء- في 21/1/2012 قال النائب عن التيار الصدري حسن الجبوري في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “التيار يرفض تصريحات سليماني ويعتبرها غير مقبولة ولا يسمح بها”، مؤكداً أن “العراق دولة مستقلة ولا نقبل أي تدخل سواء كان من إيران أو غيرها) وكان (قاسم سليماني) أعلن خلال ندوة تحت عنوان “الشباب والوعي الإسلامي” بحضور عدد من الشباب من البلدان العربية (..أن العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران وأفكارها)، مؤكداً أن بلاده يمكن أن تنظم أي حركة تهدف إلى تشكيل حكومات إسلامية في البلدين.
حاء- صرحت المتحدثة باسم العراقية ميسون الدملوجي معلقة على نفس التصريحات لسليماني، (..إننا نستغرب من تصريحات سيلماني ونطالب الحكومة العراقية بالرد ، واعتبرت أن 'تصريحات سليماني تزيد من إحتقان الاوضاع وخطورتها في العراق والمنطقة).
طاء- تصريح السيد امير الكناني(اخي وصديقي) من قادة التيار الصدري، حيث وجه كلامه للمالكي بالقول “إن الجميع يعرف من جاء بك إلى رئاسة الوزارة وهو الجنرال قاسم سليماني”.
ياء- تصريح سياسيين حول تهديد الجنرال قاسم سليماني لأسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية مؤخرا بتسليم الموصل لداعش.
كاف- هناك سوابق عديدة في حضور قاسم سليماني إلى العراق دون تنسيق مع الحكومة، حيث سبق وان ظهر في ديالى وأمرلي وتكريت وهناك تصريح لنائب رئيس الجمهورية(اياد علاوي) بصدد ذلك في Mar 04 2015 في لقاء متلفز تعليقا على وجود سليماني في معارك تكريت، أن «العراقيين لا يحتاجون إلى وجود قاسم سليماني في جبهات القتال بدعوى الإشراف على المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في صلاح الدين». وجاء تصريح علاوي بعد ساعات من تأكيد وكالة (فارس) الإيرانية الأخبار التي تتحدث عن إشراف قائد الحرس الثوري الإيراني على عمليات القوات العراقية في تكريت ضدّ تنظيم داعش، وصرح أيضا أياد علاوي لسكاي برس في 1/ 6/2016 بالقول " ظهور المالكي إلى جانب سليماني بهذه الطريقة هو خطأ كبير دون شك، وبالنسبة للفلوجة أنا أرفض ليس فقط الوجود الإيراني، بل وجود أي دولة في الصراع المسلح القائم في العراق" ثم " إننا أمام تطهير مذهبي، ولسنا أمام عمليات تطهير من الإرهاب)..وقال علاوي أيضا(ان وجود قاسم سليماني في الفلوجة قد ينتج إرهابا اخطر من داعش) وفي مقابلة لقناة الجزيرة معلقا على تصريح السيد الجعفري الأخير، قال(هذا مسؤول في بلد لا يضمر المحبة للعراق ولا يجوز تعيينه مستشار عسكريا في العراق ولا سيما ان ظهوره على مسرح الفلوجة بشكل واضح قد يؤدي لظهور إرهاب  اخطر ما هو موجود حاليا).
لام- تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبل أيام حيث قال(إن طهران لن تسحب قواتها من العراق ما لم تطلب حكومة بغداد ذلك)، وهذا دليل على ضبابية تصريح السيد الجعفري وتزييفه للحقائق.
خامسا- هناك كم غير قليل لصور قادة عسكريين أو قتلى إيرانيين أثناء المعارك الطاحنة في سامراء وتكريت وغيرها، ثم صور تخص الجنرال (سليماني) ومشاركته الاجتماعات مع قادة مثل هادي العامري وأبو مهدي المهندس ونوري المالكي وقيس الخزعلي وغيرهم.
سادسا-هناك اتفاقية امنية بين العراق وامريكا، والمستشار المزعوم الجنرال قاسم سليماني صنفته كل من واشنطن في عام 2007 والاتحاد الأوروبي عام 2011، في قائمة الإرهاب الدولية، كما وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة العقوبات، بسبب دعمه لنظام الرئيس بشار الأسد عام 2011، قبل أن تعلن الخارجية الأمريكية العام الماضي أنها ستبقي سليماني على لائحة الإرهاب الأمريكية.
فان كان الجنرال قاسم سليماني مستشارا كما زعمت وزارة الخارجية فهل هناك حاجة لمستشار مصنف على قوائم الإرهاب، ومطلوب للعدالة الدولية وممنوع من السفر خارج إيران، فلا ندري بأي وجه وأي تبرير وأي قانون يعلن السيد الجعفري تصريحه الغريب هذا بتعيينه كمستشار عسكري للحكومة العراقية؟ والدستور العراقي يمنع ذلك وقانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لعام 2005 النافذ أيضا يمنع ذلك.
فالمستشار العسكري لا يملك أبدا تلك الصلاحيات الواسعة النطاق التي يتمتع بها الجنرال سليماني ومهامه الاستشارية المزعومة هي في الحقيقة مهام قيادية تتجاوز حتى سلطات وزير الدفاع العراقي الذي يبدو اليوم اشبه بالوزير المائي الخالي من اللون والطعم والرائحة في أي حدث عسكري، ولابد من الإشارة الى ان الجنرال سليماني لا يحتاج الى فيزة عراقية للدخول ؛؛؛؛؛؛؛؛؛، خاصة اذا كان هناك دخول لأكثر من خمسمائة الف زائر إيراني بلا فيزة وجواز؛ فكيف بالرجل الأقوى في العراق؟
سابعا-  إذا كانت المعركة تحتاج إلى مزيد من الدعم والمساندة الدولية لإنقاذ أبناء الفلوجة من جرائم داعش، حسبما تدعي الخارجية العراقية، فلماذا تتم الاستعانة بالجنرال سليماني تحديداً وهو غير مرحب به عربيا ومن قطاعات واسعة داخلية، حتى وإن كان حسب مزاعم السيد الجعفري «مستشاراً يحمل روحه على راحة كفه ومرحباً به»!!
ثامنا- صرح أمين وممثل الولي الفقيه للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في 11/6/2016 خلال حديثه في مؤتمر بعنوان «الأفكار الدفاعية لآية الله خامنئي» ، (أن الوجود العسكري الإيراني في العراق وسوريا هو قرار أمني ودفاعي صحيح من قبل المرشد الأعلى الإيراني، وأن جميع قرارات خامنئي في هذا الجانب تستند للوحي من جانب الله).
من كل ما تقدم، نقول لوزير خارجيتنا: لا حاجة إطلاقاً لاختراع مبرر لظهور قاسم سليماني في مشهد حرب تحرير الفلوجة، وكان من الأفضل ألا يقع رئيس الدبلوماسية العراقية، في هذا المطب، وما كان مطلوباً منه ذلك، والامر لا يحتاج إلى براهين ولا إلى أدلة طالما أن طهران، وعلى ألْسنة كبار المسؤولين فيها، أعلنت ذلك، ولا تزال تعلنه، وكذلك فإنها تعلن أيضاً أن حرب اليمن هي حربها، وهذه التصريحات وغيرها تشير بالدليل القاطع ان الجنرال قاسم سليماني يشغل منصب عالي جدا لا يليق به ابدا منصب مستشار، ولا يتسق مع مهامه ابدا.
ان وضع سياسة العراق الخارجية رهينة الاملاءات الاقليمية، يدمر مكانة العراق لدى محيطه العربي والإسلامي والدولي ويجعل العراق عرضه للاستهداف، خاصة عندما يكون هناك نفي قاطع لأي تدخل ايراني وبعدها يتم الافصاح عن تعاقد الحكومة مع قاسم سليماني بانه أحد المعتمدين من قبل الحكومة العراقية وبعدها اعطاؤه وصف اخر بانه مستشار حاله حال أي مستشار، تلك التصريحات تعد تدليس للحقائق وقفز على الوقائع بطريقة لا تليق بالدبلوماسية العراقية.
وبعد الذي شرحناه في اعلاها، نرمي بسؤالنا ونغادر:
هل الجنرال(سليماني) مستشارا سياسيا معتمدا لدى الحكومة العراقية؟ ام مستشارا عسكريا بمهام خاصة؟ ام نذهب لتصديق تصريحات السيدين موفق الربيعي ومقتدى الصدر وغيرهم؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

976 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع