خالد القشطيني
اعتاد بعض ظرفاء الشعر المعاصر على مداعبة عشاق الشعر العربي الكلاسيكي بإعادة سبك بعض قصائده الخالدة في قوالب كوميدية ظريفة، كثيرًا ما تميزت بمزج العامية بالفصحى. تخصص في ذلك الشاعر المعروف حسين شفيق المصري، فأنتج أعمالاً أطلق عليها «الشعر الحلمنتيشي».
وعلى ما فيها من مداعبات هزلية تدغدغ السامع والقارئ فإنه كثيرًا ما أعطاها أبعادًا إصلاحية وانتقادية لأحوالنا الاجتماعية. وكان من حلمنتيشياته أن عارض المعلقات السبع بقصائد سماها بالمشعلقات.
رغم كل ما يحمله شهر رمضان المبارك من قدسية وروحانية فكثيرًا ما يثير الجوع والعطش في صيف قائظ مثل هذا، أعصاب الصائمين بما يسفر عن مشاجرات ومشاحنات عائلية، بين الأولاد والآباء وبين البنت وأمها والزوجة وزوجها، ونحو ذلك.
ويظهر أن مثل ذلك قد أوحى للشاعر المصري بمشعلقة ينافس فيها قصيدة أبي العتاهية بمطلعها الشهير:
ألا ما لسيدتي مالها
أدّلا فأحمل إدلالها
أعاد حسين شفيق سبك القصيدة فقال:
ألا ما لسيدتي مالها؟
أدلا فأحمل إدلالها
أظن الولية زعلانة
وما كنت أقصد إزعالها
أتى رمضان فقالت هاتولي
زكيبة نقل فجبنا لها
ومن قمر الدين جبت ثلاث
لفائف تتعب شيّالها
وجبت صفيحة سمن وجبت
حوائج ما غيرها طالها
فقل لي على إيه بنت الذين
بتشكي إلى أهلها حالها؟
تقولهم جوزي هذا فقير
كأني أضعت لها مالها
ولا والنبي لا أخاف أباها
ولا عمها ولا خالها
ولو كانوا ناسا من اللي في بالي
لما سمعوا قط أقوالها
دي جارتها زعّلت زوجها
فجاب العصاية وادّى لها
وقد عجبت بعد ما سابها
وشافت من الدنيا أهوالها
فإن عملت مثلها زوجتي
فإخص عليها وعقبى لها
أتدرون ماذا أثار الخناق
فزلزلت الأرض زلزالها؟
تريد الذهاب معي للتياترو
وتطلب مني إدخالها!
وكيف أروح معاها التياترو
وإزاي أقبل إرسالها؟
899 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع