بقلم : سليم عثمان
تبرج المرأة وإظهارها زينتها ومفاتنها للرجال الأجانب عنها تنقص ثواب الصيام ، فكثيرات من أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا يخرجن الى أعمالهن والى الأسواق ويزاحمن إخوانهم الرجال في وسائل النقل العام ويجلسن مع زملائهن في المكاتب ولا تكون أزياؤهن محتشمة وشرعية
فإذا نظر أليهن الرجال أثموا وكان الإثم عليهن أيضا ، وبعض النساء وهبهن الله بسطة في الجسم وتضاريس ملفتة للنظر ، فإذا دلقت صبية بهذه المواصفات أو سيدة كبيرة بعض العطر على جسدها أصبحت ملفتة للنظر أكثر، لذا من المهم أن ترتدى نساءنا ملابس محتشمة ساترة لأجسادهن.
فكثير من ملابس طالباتنا وعباءات نساءنا ليست ملفتة للنظر فحسب ، بل مثيرة للرجال الذين عليهم واجب غض أبصارهم عن الرجال في كل زمان ومكان، خاصة في شهر رمضان المعظم ، وعلى الرجال أيضا غض البصر عن النساء ، حتى لا يكون لهم من صيامهم غير الجوع والعطش ، قال بعض العلماء : يَجِبُ عَلَى الصَّائِمِ أَنْ يَصُومَ بِعَيْنَيْهِ، فَلا يَنْظُرُ إلَى مَا لا يَحِلُّ ، وَبِسَمْعِهِ فلا يسمع ما لا يحل ، وَبِلِسَانِهِ فَلا يَنْطِقُ بِفُحْشٍ وَلا يَشْتُمُ وَلا يَكْذِبُ، وَلا يَغْتَبْ، وقَالَ جَابِرٌ ابْنُ عَبْدِ الله :إذَا صُمْت فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ, وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنْ الْكَذِبِ وَالْمَأْثَمِ , وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ , وَلا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صَوْمِكَ سواء، فقد شرع الله تعالى الصيام لحكم عظيمة ، ومن أهم هذه الحكم والمصالح المترتبة على الصيام تحقيق تقوى الله تعالى ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. ( البقرة 183) و قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساؤكم: الودود الولود المواتية، المواسية، إذا اتقين الله، وشر نساؤكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم، في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد في مسيرة كذا وكذا.
وما أجمل ما كتبه الشاعر على الجارم عن نبذ التبرج إذ يقول مخاطبا كل بناتنا :
يا بنتـي إِن أَرَدْتِ آيـةَ حسن ... وجمـالاً يزيـنُ جِسمـاً وعقـلا
فـانبـذي عـادَةَ التَّبَـرُّجِ نـبـذاً ... فجَمالُ النفـوسِ أَسمـا وأَعلـى
يصنع الصانعـون وردًا ولكن .... وردة ُالروض ِ لا تضـارع شكلاً
صبغةُ اللّهِ صبغةٌ النفوس ... تعــالى الإِلـهُ عــزَّ وجَلَّا
ثم كوني كالشمسِ تسطـعُ للناس...ِ سواءٌ: من عَـزّ منهـم وذَلاَّ
فامنحي المثريـات لينًا ولطفًا ... وامنحي البائسات بـرًا وفضـلاً
زينةُ الوَجْهِ أن ترى العينُ فيه ... شــرفــاً يسحـرُ العيـونَ ونُبْلا
واجْعَلِي شيمةَ الحياءِ خِماراً ... فهـو بالغـــادةِ الكريمـةِ أَولـى
ليسَ للبنتِ فـي السعـادةِ حـظٌّ ...إن تناءى الحَيـاءُ عنها ووَلَّـى
والبسِي من عفافِ نفسِـك ثوباً ... كلُّ ثــوبٍ سـواهُ يفنى ويَبْلـى
وإِذا ما رأيـتِ بُؤْسـاً فجُـودي ...بدموعِ الإحسان يَهْطُلْـنَ هطـلا
فدموعُ الإِحسانِ أنضرُ في الخدِّ ... وأبهـى مــن اللآلئ وَأَغْـلَـى
وانظري في الضميرِ إِن شِئْتِ مراة... ففيـه تبـدو النفـوسُ وتجلى
ذاك نصحي إلى فتاتي وسُؤْلي ...وابنتـي لا تــرد لـلأب سُــؤْل
في الجاهلية كانت النساء تتبرج لا بقصد إرضاء أزواجهن ، بل بقصد إبراز مفاتنهن، ، وأثمن ما تملك المرأة شرفها وعرضها وعفافها ، فإذا عرضت هذا الشيء الثمين لأنظار الناس كلهم فقد أثارت حولها الذئاب ، الجوهرة المكنونة توضع في علبة مخملية ، وفي صندوق ، أما الشيء التافه الذي لا قيمة له فتراه ملقياً في الطريق.
وها هو الشاعر حافظ ابراهيم رحمه الله يتحدث عن والأم وكيف أنها يمكن أن تكون مدرسة تعد الأجيال إن أعددناها بشكل طيب ، و يتحدث عن الأنثى وكيف ينبغي ان تكون:
مَن لـي بِتَربِيَـةِ النِسـاءِ فَإِنَّهـا --- في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِـكَ الإِخفـاقِ
الأُمُّ مَـدرَسَـةٌ إِذا أَعدَدتَـهـا --- أَعدَدتَ شَعباً طَيِّـبَ الأَعـراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّـدَهُ الحَـيـا --- بِالـرِيِّ أَورَقَ أَيَّمـا إيــراقِ
الأُمُّ أُستـاذُ الأَساتِـذَةِ الأُلــى --- شَغَلَت مَآثِرُهُم مَـدى الآفـاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِـراً --- بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ فـي الأَسـواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ --- يَحـْذَرنَ رِقبَتَـهُ وَلا مِـن واقٍ
يَفعَلنَ أَفعـالَ الرِجـالِ لِواهِيـاً --- عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحـداقِ
في دورِهِـنَّ شُؤونُهُـنَّ كَثيـرَةٌ --- كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِـزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُـمُ أَن تُسرِفـوا --- في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهـاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِـراً --- خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
فتوسطوا في الحالتيـن وأنصفـوا --- فالشـر في التضييق والإرهـاق
والتبرج من سنن اليهود والنصارى وقد ذكر اليهود في بروتوكولاتهم أنه يجب أن تخضع لنا جميع شعوب العالم عن طريق حرب الأخلاق وتقويض نظام الأسرة بشتى الوسائل الممكنة، ووجدوا أن الأسباب المدمرة للأسرة تتركز في كل ألوان الإغراء بالفواحش وإثارة الشهوات، وللأسف الشديد تركض بناتنا خلف ما تعرضه الفضائيات من أزياء فاضحة تلبسها بعض الممثلات والمذيعات وغيرهن فيرين أنهن قدوة لهن وللأسف بعض فضائياتنا أيضا بدأت تطلق برامج من شاكلة عروض الأزياء ولمثل هذه التوجهات خطر كبير على قيمنا .
885 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع