تنتشر هنا محلات بيع الأغذية الشرقية. يسمونها بالنرويجي "آسيا مات" وتعني الغذاء الآسيوي. هذه المحلات عادةً ما يملكها مهاجر أفغاني أو إيراني أو عراقي أو لبناني أو كردي..الخ وتكون عبارة عن دكاكين صغيرة محشورة بالمواد الغذائية المستوردة من بلدان المشرق.
كل ما لا تجده في المحلات النرويجية ستجده حتماً في هذه الدكاكين الشرقية؛ عدس، حمص، طرشي، دبس، راشي، تمر، زعتر، بهارات، بقلاوة، زلابية، ساهون، ماعون، طاعون.. كل شي موجود ومتوفر بالآسيا مات، وأكثر البيع يكون بالأسود ومن جوّه العباية إلا ما ندر. هذا فضلاً عن السرقة في الكيل والفاتورة. ناس أغلبهم لا يحترمون القانون ولاعبين على الدولة چقة شبر. ولولا البهارات والطرشي والنمنمات التي يوفرونها لما ذهبت عندهم.
المهم قبل شوية رحت جبت هيل وليمون دوزي، لگيتهم مصعدين الأسعار بمناسبة شهر رمضان! انطيت الفلوس للكاشير. كان رجلاً خمسينياً على جبهته أثر سجود وبيده مسبحة طويلة. ناوشني إمساكية وعود بخور وقال بورعٍ مصطنع: رمضان كريم أغا. گتله شكراً أغا. أخذت الهيل والليمون دوزي وطلعت. بطريق الرجعة مرّيت على محل نرويجي حتى أشتري فاكهة. بالمدخل واضعين قطعة مكتوب عليها وبثلاث لغات "رمضان كريم.. خصم ٢٠٪ على المشروبات الغازية والخضار بمناسبة حلول شهر رمضان.. كل عام وأنتم بخير". أخذت كيسين فواكه وصندوق سڤن ورحت أدفع. المفارقة أن الكاشيرة كانت شابة نصف عارية، ليس بيدها مسبحة ولم تكن توزّع الإمساكيات على الزبائن ولا عيدان البخور، وربما لو سألتها عن الله لاكتفت برفع أكتافها دلالة على عدم الاكتراث. هكذا هو جواب الكثير منهم هنا، فالإحصائيات تقول بأنّ نسبة ٧٠٪ من الشعب النرويجي لا يؤمن بالله ولا يعتقد بيوم القيامة، لكنه شعب لا يسرق.
دفعت للكاشيرة الكافرة وشكرتها وطلعت. عند الباب صاحت خلفي: يا سيّد يا سيّد. قلت نعم. قالت رمزان كريم. قلت علينا وعليچ بعد روحي.
الگاردينيا:المادة اعلاه أرسلها أحدأصدقاء المجلة ولكننا لم نتوصل الى أسم كاتبها... نعتذر منه و نشكره على هذه المادة الجميلة..
1055 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع