فلاح ميرزا
مازال البعض من العراقيين لايحسنون قراءة تاريخهم الحافل والمليئ بالمفارقات والقصص التى يدعى البعض انها خرافات وحكايات وروايات نقلت جيل اثر جيل عن طريق وسائل مختلفة سلبا او ايجابا
ولكنها سواء كانت هكذا او غير ذلك فان لها من العبر والاعتبار التى اخذ بها الاخرون دروسا يتلوها علينا منذ ان عرفوا بان لهولاء واقصد العراقيين جذور تمتد الى سيدنا ادم اول الخلق الانساني عليه السلام المبارك من الله وتوارثت عنه الاجيال الارض ومن عليها والتى تعاملت مع الطبيعة وقوانينها والمخلوقات الاخرى وتكونت لها كيانات ومجتمعات وحضارات وصراعات تحت مسميات مختلفة خلفت ورائها قصص وحكايات عن مسبباتها الفكرية والعقائدية والمصلحية وكثير من البشر قرا عن السومريين و الاكدين والبابليين والمغول وهارون الرشيد وابوجعفر المنصور واخرين سبقوهم ومن تبعهم الذين قدموا الى المجتمعات الاخرى بما يليق بحضاراتهم العظيمة ولعل اقربها الينا المعالم الرائعة التى تركوها فى الاندلس التى اغنت الاوروبيون بعلومهم ولعظمة هؤلاء والرسالة الايمانية الذى يؤمنوا بها ومبادئها الانسانية القائمة على العدل والاحسان التفت اليها البشرية بقصد الفائدة فى حين لم تروق للذين لا دين لهم وناصروها بالعداء وعزموا على تخريب ما جاؤا به للبشرية من ثقافات وعلوم ودفعوا المغرر بهم الى الحروب الواحدة تلوه الاخرى وعلى مدى قرون لتمزيق تلك الرسائل الانسانية العظيمة التى جاؤا بها ولكون العراق وهو المنبع و ينبوع الحضارة التاريخية واشعاع الضوء المشرق الذى تنور به الاخرين من الاقوام الاخرى جرى لهم ماذكره التاريخ عنهم وعن تشتت اقوامه التى اخذت منها الحروب والكوارث الكثير من العلماء والفقهاء واصحاب العلوم والفنون ودمروا كل ما تركوه ولم يبقى منهم سوى خليط من مخلفات اقوام حاربت واستوطنت واستقرت به لهم من الاصول المتعددة من التتار والهنود والفرس والاتراك و القليل من القبائل العربية فالذى صنعه هولاكو فى حربه واحتلاله العراق وذبحه للعرب جعل من المتبقى منهم من ولى الادبار والهزيمة الى المرتفعات والاقتران باقوام اخرى وقليل هم الذين استقروا فى مناطقهم من السكان الاصليين لذلك ليس سهلا ان تبحث عن الجذور التاريخية لاصول الذين استوطنوا على مساحته شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لذلك تجد ان كثير من العراقيين يحملون اصول متنوعة نتيجة للتزاوج بينهم العربى والكردى والتركمانى والمسيحى والصابئي لذلك يصعب على الباحثين التوصل الى الجذور التاريحيةواصول الذين استقروا فى وادى الرافدين لامتداد الزمن والمساحة لتشمل جزء من تركيا وسوريا. لذلك فالكتابة عن تلك المراحل بحاجة الى مصادر كثيرة ودقيقة قد لا تتوفر عند الذين تولوا حكمه من الفرس والاتراك والانكليز الا بحدود بعض المصادر قد لايعول عليها لكونها كتبت حديثا ولان كتابها استنبطوا معلوماتهم عن طريق الرويات وبعض الاثار التى تحتفظ بها متاحف بريطانيا وفرنسا والمانيا واسبانيا لذلك يبقى الحديث عن جغرافية العراق والاقوام التى سكنت فيه بحاجه الى مصادر موثوق بها من حيث الكتابة والنقل رغم ان الامم الاخرى لازالت تحتفظ بشواهد قائمة الى يومنا هذا تعبر عن تاريخها كالتى قائمة فى مصر واليونان وتركيا وفرنسا وايطاليا فى حين لايتعدى الموجود لدينا سوى بعض الاثار الطينية التى لاتعبر عن حضارة الاقوام التى سكنت وادى الرافدين سوى التى قرأنا عنهافى الكتب كالجنائن المعلقة والقصور العباسية مما يدلل على ان شعبا لا يحتفظ باثاره وحضارته ليس له تاريخ صحيح وقد يرد الاخرين على ذلك بان اثار بابل والثور المجنح وملوية سامراء وطاق كسرى خير شاهد على تاريخ تلك الحضارة وقد يكون ذلك جوابا صحيحا الى حد ما ولكنه غير كافى عند المقارنة بين ماكتب وقيل عنها وعن ماهوموجود فى الواقع , ان الامم العظيمة لا تمزق نفسها بنفسها ولا تقتل ابنائها ولا تتبرع باراضيها الى الغير فى حين ان الامم المشكوك فى اصولها لا يصعب عليها ذلك وبقراءة سريعة لتاريخ اقوام وادى الرافدين تضع يدك على الجرح وعلى حقيقة ماجرى للعراقيين منذ ان وضعت له جغرافية وخريطة ونظام بعد ان كان عبارة عن ثلاثة ولايات الموصل وبغداد والبصرة وحتى عام 1920 ايام حكم العثمانين وفى عام 1921 عندما منح المحتلين الانكليز العراق استقلاله الوطني لم يكن ذلك لسواد عيون العراقيين بل لمصالحهم المستقبلية فى المنطقة لذلك تخلوا عن مساحات واسعة من اراضيه لايران والكويت والسعودية واعلن عن ان الملك فيصل بن الجسين احد اشراف العائلة الهاشمية سيكون اول ملك على المملكة العراقية التى ستظم ولاية الموصل وبغداد والبصرة كما اطلق عليها الانكليز وكان من منطقة الحجاز وهنا يجدر بنا الانتباه بان الذى اختير ان يكون ملك للعراق هو غير عراقى بل حجازى الاصل ومما يتبادر لنا السؤال لماذا كان ذلك الاختيار الم يكن فى العراق اشخاص ذات جذور عراقية اصيلة تصلح لهذا المنصب , ام ماذا؟ سؤال كان المفروض ان يجيب عليه العراقين اولاوالانكليز فى الوقت ان التاريخ يشير الى ان المرشحين من العشائر المعروفة فى العراق كانوا مؤهلين لتبوء هذه المنصب ولكن خشية ان تختلف عليه طوائف النسيج العراقى الذى لاتجتمع فيها روح التجانس والرائ هذا الى جانب ان الملك المرشح للمملكة العراقية سيكون هاشمى ومن سلالة النبوية(ص) سيقبل به الجميع كما وان ما قيل عن الحروب التى تلقاها العراقيون فى تاريخهم القريب والبعيد وما جرى لهم خلالها من قتل ونهب وتدمير واتلاف ماكتب ابتداء من الاكدين والسومرين والبابلين و احتلال هولاكو والصفويين والعثمانيون ففى كل واحدة منها قصص وروايات اشبه بالخرافة فما يقال عن بغداد المدورة عاصمة الرشيد لاتجد ما يوحى للاخرين انها فعلا كما كان يقال عنها وعن القصور لاتجد لها اثرفقط فيما ذكرته الروايات والكتب وماهو موجود فى متاحف العالم ورغم ان المعروف ان اول كتابة واول قانون كان العراقيون اصحابه ولكن مابقى هو ماعرف عن بغداد فى القرون الاخيرة ولحد العشرينات من القرن العشرين كانت بغداد عبارة عن قرية محاطة بالبساتين خاليه من اية معالم مدنية فهى بدون كهرباء ولا اسالة ماء ولا مواصلات ولا طرق ولا جسور فاين اذن رويات الف ليلة وليلة والمدارس ودورالعلم والثفافة , اذن فهى اشيه بخرافة وخيال وللحقيقة فان ماوجدناه من خطوات لبناء دولة كان الانكليز والحكم الملكى هما اصحاب الشان فيهما وماا عرف عن العراق رغم حداثه توليهم مسؤليته , والحديث فى هذا الشان يطول وليس فيه ماهو يسر ويفرح لسواد الوانه وحزن ايامه وكل من يريد ان يتذكر على مااصاب العراق وشعبه لايتمكن من الاستمرار فى الحديث لمرارته وقساوة ايامه وسوء تقدير لحكامه الذين تولوا اموره بعد1958 الذى تلغب عليهم حب الذات قبل حب الوطن والمصالح قبل المنافع والخدمة العامة التى هى وعاء يحتوي لكل العراقيين ومن يقرأ تاريخ ماكان يريده زعماءه فى امور جغرافيته ومطالباته باراضيه التى استقطعت منه لاستطاع ان يقدر كيف كان الزعماء العرب يفكرون بدوافع مصالحهم بخلاف مصالح العراق ولعل موضوع الكويت واحدة منها .
كثر الحديث عن الحروب التى شهدها العراق والتى اخرها حرب الولايات المتحدة فى 2003 وكتب عنها الكثير مالم يكتب عن الحروب الاخرى لا بل قيل عنها مالم يقا ل فى القصص والافلام التى توضح همجيية تلك الحرب والاثار التى الكارثية التى تركتها على شعوب المنطقة وخصوصا التى لها علاقة باستخدام الاسلحة المحرمة دوليا وانتشار الامراض والاورام الخبيثة والولادات المشوهة والعقم والى ذلك من الاوصاف التى لازمتها والغريب فيها ايضا انها مازالت تتحدث عن واقعها بعناوين كبيرة وكانها المنتصرة لانها وضعت الامور التى ارادت بها ان تكون فى مكانها الصحيح (الديمقراطية وحرية الانسان) وتخليص الشعوب من الظلم والعبودية وساعدها على ذلك الماكنة الاعلامية التى تمتلكها والتى استخدمها بذكاء شيطانى وتمكنت خلال فترة قصيرة من خداع شعوب العالم بما تروجه من قصص عن الانظمة الديكتاتورية والارهاب واصحابه واسلحته وادواته . وقد يكون ذلك مقبولا عندما كانت الشعوب محاطة بقيود تمنعها من الرؤيا واوصدت الابواب على اعينها واسماعها , ولكن وبفضل التطور الذى شهده العالم فى وسائل الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي والانترنيت والقنوات الفضائية وقدرة المجتمعات على التميز بين الغث والسمين بين الحقيقة والخديعة المظللة لم يعد بامكانها الاستمرار بالكذب على الانظمة والحكومات وسياسيوا الاحزاب وكذلك بالنسبة لمواطنيها الذين باتوا غير مقتنعين بما تقوم به من ممارسات وتحت مسميات كالارهاب بقصد ارباكهم وتخويفهم ولاشك انها وبهذه الطريقة لن تتمكن من خداع العالم بما كانت تمليه عليهم فى السابق من اشاعات عن رووساء الدول والحكومات والقادة وزعماء الاحزاب فى محاولة لبث الشك بما جرى ويجرى فى العالم بخلاف حقائق الاشياء وبالتاكيد فان الوسائل العلمية والسايكلوجية التى كانت تستخدمها وقوة مروجيها تمكنت فى البداية من التاثير على كثير من الافكار والمواقف لدى الناس ولكنها وبمرور الزمن ونتيجه لوعى المجتمعات واتساع الروابط مع بعضها توضح بان ماروجته من معلومات عن الانظمة وزعماءها لم يكن سوى اكاذيب باطلة الغرض منها الاساءة الى اصحاب المواقف الوطنية والمدافعين عن حقوق بلدانهم كالذي قيل عن جمال وعن عبد الكريم قاسم وعن صدام وعن رؤوساء الاحزاب الاشتراكية واخرين ؟ ولكن ليس كل مايقال عن القادة الذين كان لهم شان فى بلدانهم كان يعبر عن حقيقة نواياهم التى ارا دوا الوصول اليها بشتى الطرق فلكل من هؤلاء القادة والزعماء او الرؤوساء تطلعات شخصية تمليها عليهم طبيعة مهمتم الوطنية تطلعات ترتبط بمسيرتهم التى رافقتهم مع الزمن الذى عاشوا فيه والبيئة والمناطق التى سكنوا وترعرعوا فيها والاصدقاء وزملاء الدراسة والعمل والاندية والمقاهي فلكل جانب من جوانب تلك المراحل ثقافات وحكايات ومواقف وشكايات لها صلة بما يحدث وهي بلاشك اوضاع تتنوع فيها الاراء التى يرى فيها الجماعات انها لم تعد مقبولة سواء فى محيطهم اوخارجه لذلك فان التراكمات الفكرىة والسياسية التى تولدها تلك الظروف تشد الناس نحوها فالحديث عنها بشكل مباشر او نقلا تفرضه طبيعة الاجواء السائدة فى مجتمعاتهم وصولا الى الوسائل التى ومن خلالها تظهرالمواقف بالقبول او الرفض عند الاخرين الذين ياخذون على عاتقهم البحث عن طرق وحلول وصولا للتمنيات التى تدور فى اذهانهم , هكذا تقول مذكرات من كان له اسم لامع فى التاريخ ولو تصفحنا عما كتب عن هؤلاء القادة العظماء والعلماء والعباقرة والمخترعين والفلاسفة ولادباء والشعراء والفنانون وتوقفنا عندها فاننا قد نصاب بصدمة لان الكثبرمنها لاتصلح للحديث عنها الان عند مقارنتها مع الوضع الحالى حيث اتخذت الاوصاف والمعاني تعبيرات متلونة بعيدة عن المبادى والاخلاق واصبح الاخذ بها بصورة مشوشة لسان حالهم لكثير من المواقف عن البعض من هؤلاء خاصة السياسيين منهم ورجال الفكر ورجال الدين وصولا الى الرؤساء وقادة الاحزاب الذىن اصبح العالم يردد بما ينقل عنهم من تصريحات وكتابات وخطابات ويصاب من يطلع عليها بدوار فكرى لتشابك المواقف وازدواجية المعايير بين واقعهم وحقيقة نواياهم الذاتية وهكذا كانت فالحروب التاريخية التى قال عنها التاريخ كانت فى اغلبها لها من الاسباب او ورائها قصص غريبة قد تكون فى وقتها مقبولة فى حين الحروب الاخرى كان لها من المبررات التى لا تدعو القيام بها للاثار السيئة التى خلفتها والتى لازالت البشرية تتذكرها بمرارة , ومن الصعب حصرها بعصر معين كما ان, الحديث عنها قد لايكون مجديا ليس لان كتابها و المؤرخين لها لايجيدون التعبير عنها على حقيقتها وبالمقابل فان ثورات الشعوب وانقلابات العسكروخصوصا التى وقعت فى االعقود الماضية التى دونتها صفحات التاريخ كان لها من المبررات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى ومن خلالها تغيرت اوضاع الشعوب والامم وظهرت مفاهيم ونظريات تدعو الى تغيير فى انماط الحياة وعلاقات الدول مع بعضها البعض ومع مواطنيها واعتمدت فى انتفاضاتها الافكار والايدلوجيات السياسية التى تؤمن بها الفئات الاجتماعية داخل مجتمعات العالم ,كالثورة الفرنسية فى اوروبا مثلا والثورة البلشفية فيروسيا القيصرية وتورة الفلاحين فى الصين وقد تتضارب السياسات التى خرجت بها تلك الثورات ولكنها تكون متشابهه فى وسائلها واساليبها الوطنية وقد تتاثر فيها عقول مروجيها وتظهر قوتها من خلال نغمتها العاطفية واسلوبها المحرك للجماهيروقد تكون مبادئ قادتها تحمل مستوى فكرى معين لا يرى بغيره بديل افضل الى جانب ان هناك تشوهات ايدلوجيه في الوعى الزائف اى التفسير غير الصادق الذى يصيغه قائد او زعيم ما وما يبرره من المواقف التى تهدد مصالحهم الخاصة والعلاقة بين الفكر والسلوك لهؤلاء ولسنا هنا بصدد العودة الى مراحل الزمن الذى وقعت فيه تلك الاحداث لانها اصبحت على ذمة التاريخ رغم اهميتها بقدرمايهمنا الى ماوقع على امتنا وبالتحديد الذى جرى للعراق منذ اعلان استقلاله الوطني فى عشرنيات القرن الماضى والى الوضع الذى هو فيه الان , وحيث ان التاريخ يروى لنا عن انتفاضات وانقلابات وثورات شهدتها المنطقة ومنها العراق منذ عقود من الزمن رغم ان اوضاع المنطقة كانت بحاجة الى مقومات اقتصادية وصناعية تساعدتها على النهوض بمجتمعاتها التى يشوبها التخلف والامراض وانعدام التعليم والاعتماد على الزراعة البسيطة التى لا تجلب الموارد الكافية لبناء دولة حضارية ناهيك عن الامية التى كانت سائدة فى تلك المجتعات فمثلا العراق الذى تاسس بعد نيله الاستقلال عام 1921 كان عبارة عن خليط من الاقوام العربية والكردية والمسيحية ولكل من هؤلاء تاريخ يمتد الى الاف السنين يشيراليه كل من يعنيهم امر تلك الاقوام التى سكنت فى وادى الرافدين وما بين النهرين وبدأ باكتساب الأهمية التدريجية له عندما اكتشف النفط فى اراضيه وتحول اقتصاده من اقتصاد يعتمد على الزراعة الى اقتصاد مدعوم بصادراته من النفط الخام وتدريجيا الى الصناعات التحويلية فبدأ بقاعدة ضعيفة جداً واستمرت كذلك حتى قيام الجهود التنموية المخططة والتفات الحكومة إلى الاستثمار في الصناعات التحويلية بعد تزايد الموارد النفطية، وتضمنت تلك الجهود إنشاء المصافي لتكرير النفط وكذلك استغلال الغاز الطبيعي في صناعات الأسمدة الكيميائية والبتروكيميائية إضافة إلى إنتاج الغازات السائلة لاستغلالها محلياً. وكانت الصناعات غير النفطية بسيطة ويعتمد أغلبها على الصناعات الحرفية، والمهارات المحلية الخاصة، والصناعات التحويلية التقليدية كصناعات النسيج والجلود والأغذية والتبغ والمواد الإنشائية. وقد سيطر القطاع الخاص على تلك الصناعات حتى سنة 1964 إذ تم تأميم جميع صناعات القطاع الخاص . على أن قوانين تأميم القطاع الخاص والقرارات التقييدية التي رافقتها أفرزت مردودات عكسية كبيرة على الاقتصاد العراقي. وكان لابد لاي احد عندما يتناول وضع العراق الحالى والمرحلة التى يمربها وفى زمن انتصرت فيه العلوم والتكنلوجيا على كثير من المفردات السياسية التى لم يعد لها خصوصية كما كانت عليه فى السابق واستبدل عنها بالمصالح والتسابق فى السيطرة على الاسواق اضافة الى استخدام تكنلوجيا المعلومات وشبكات الانترنيت والتواصل وسرعة الاتصالات ان يعرج على تاريخه المليئ بالمفارقات والقصص الغريبة عن ما مر عليه من نكبات وحروب وتشتت وهجرة وكأن االتاريخ يعيد نفسه ومعروف ان بداية القرن العشرين وبعد احتلال العراق من قبل بريطانيا بعد ان كان يدار من قبل السلاطين العثمانين حدثت امور لايمكننا اغفالها او المرورعليها سريعا لان الوقائع التى لازال العراقيين يتحدثون عنها وعن ما جرى فيها فى فترات حكم الامويين والعباسيين والفرس والاتراك والانكليز وخصوصا احتلال بغداد من قبل هولاكو ويستذكروها بالم لسوء تصرف حكام تلك الفترة لما كان ينقصهم من الخبرة والفكر السياسى وااتباع المرونة واستخدام الحوار والمرونة محل التعصب فى الرد والمغالاة فى القوة فلو كان تصرف الولاة والقادة بهذه الصورة لما جرى الذى جرى ولازال التاريخ يذكرها بمرارة لذلك توارثت الاقوام فيما بعدهم شخصيات اولئك القادة الذين تولوا حكم العراق فى تلك الفترة وكانوا يبحثون فى الواقع عما يؤيد افكاره وان لم يجد يقوم بتزيف الواقع وتضليل نفسه فى رجل ان ينتصر لمسلماته , وبين مرحلة واخرى شهد تاريخ العراق نماذج من هذا النوع الذىن لم يتقبلوا بحكم الاخرين(لا الصفوين ولا العثمانيين ولا الانكليز ) اضافة الى ابناء جلدتهم لذلك حدثت انتفاضات واحتجاجات كثيرة اقربها الينا انتفاضات العشائر بزعامة رؤوساء عشائر الجنوب والوسط رافعة اصواتها بالتخلص من حكم الانكليز واقامة حكومة وطنية وكان ذلك فى عام 1920 مما اضطرت حكومة التاج البريطانى الى اعلان استقلال العراق وتنصيب احد شخصيات الحجاز ملكا على العراق واختير فيصل ابن الحسين ليكون ملكا للعراق فى سنة 1921 استمر الى عام 1933 حيث اعلن عن وفاته بسبب المرض ونصب ابنه غازى ملكا من بعده وفى سنة 1936 الذى تعرض لحادث وهو يقود سيارته مما تسببت فى وفاته وفى عام 1936 قام احد الضباط ويدعى بكر صدقى بمحاولة انقلاب عسكرى لم تعرف اسبابه( لماذا ولمصلحة من) وجرى التعتيم عن دوافع المحاولة تلك , اعقبها حركة الضباط الاربعة فى عام 1941 سميت بحركة رشيد عالى الكيلانى التى ارادت بتغير سياسة الدولة وارتباطها مع الانكليز ولاقت تعاطفا وتايدا من الكثيرين على اعتبار انها حركة تحمل اهداف وطنية وعوضا ان تكون تلك المحاولة درسا للنظام القائم انذاك لتصحيح الاوضاع بل على العكس عالجت الخطأ بخطأ اخر فاقدمت على اعدام ضباط الحركة مما زاد الطين بله , ونتيجة للضغط المستمر على الحركات الوطنية وموقف النظام من ماوقع على فلسطين من قبل اليهود عام 1948 وحرب السويس على مصر عام 1956 حدثت ثورة تموز فى الرابع عشر منه سنة 1958 وعلى اثرها الغى النظام الملكى واعلن عن قيام الجمهورية العراقية وتم تسمية الزعيم عبدالكريم قاسم قائدا لها وكذلك اعلن عن قادتها الاخرين الذين اقسموا على خدمة الشعب ومنح الحريات والتحرر من الارتباط مع المستعمرالبريطاني وبدلا ان يسعى النظام الجديد الى تجميع الشعب وقواه الوطنية عمل على زرع الخلاف وبذور الصراع بينهم الامر الذى ادى قيام انتفاضة عسكرية من قبل ضباط حزب البعث العربى الاشتراكى والقوى الاخرى على الحكم الفردى العسكرى الذى كان يتزعمه عبدالكريم قاسم فى عام 1963 حدث ثورة اشترك فيها مجموعة مع الضباط مع اعضاء من الاحزاب القومية وعلى راسها حزب البعث لتغير نظام الحكم الدكتاتورى العسكري الى نظام حزبى يقوده حزب البعث وفى نفس العام تغير الوضع واعيد حكم العسكر تحت سلطة عبدالسلام عارف ومن بعده اخيه عبدالرحمن عارف استمر الى يوم 17 من تموز1968 حيث اعاد حزب البعث سيطرتة على الدولة رافعا بذلك شعاراته والتى دعى اليها الانظمة العربية للعمل على تحقيقها وفق منهج تلتزم به الحكومات العربية لتكون نواة لقيام الدولة العربية الموحدة والتى لم تلقى لها اهتماما رغم ان طرح شعارات كهذه, قد يضع تلك الدول فى موضع المسؤولية المبدئية امام شعوبها لذلك برزت بوادر خلافات فى الرؤية بين الاقطار تلك حول المرحلة التى تمر بها اقطارهم والمشاكل التى تعانى منها شعوبهم والصراع مع المحتل الاسرائيلى ومطلبات كل دولة وحاجاتها للموارد المالية والعسكرية لتمكنها من اعادة اراضيها التى احتلت من قبل اسرائيل فى حرب حزيران 1967 وموضوع الصراع الكردى فى شمال العراق اظافة الى طبيعة المشاكل التى يواجهها حزب البعث نفسه بخلافه مع البعث فى سوريا والاحزاب الاخرى فى العراق وعند هذه النقطة علينا التوقف للتعمق فى موضوع العراق نفسه لان واقع الحال كان يشير الى ان السلطة فى العراق كانت موزعة بين عدد من المكونات المكون الاول وهو العسكري او الجيش والمكون الثانى المدني وهو حزب البعث ومنتسبيه والمكون الثالث الاحزاب التى خارج سيطرة الدولة واهمها الحزب الشيوعى والاكراد , فالنسبة للعسكر وللجيش فان رئيس الجمهورية كان المسؤول عنه مباشرة باعتباره القائد العام للقوات المسلحة وبالنسبة لتنظيات الحزب فان موضوعه كان من مسؤولية امين سر قيادة الحزب الذى هو صدام حسين , وكان التعامل بين هذين الموقعين يشوبه نوع من الحساسية و يجب التعامل معهما بحذر شديد لما تفرضه متطلبات كل موقع فى الادارة والتصرف واحيانا كان العمل يتقاطع بين الموقعين للمهام المناطة بكل واحد منها ويصعب التنسيق وتطابق الروى بينهما لذلك كان يخشى ان تقع المطرقة على احد اطراف المعادلة الطرف الاول يمثله رئيس الجمهورية والطرف الثانى نائبة الذى سمى بنائب رئيس مجلس قيادة الثورة وتلك كانت من اصعب المهام التى تواجهها قيادة حزب البعث خصوصا وان متطلبات العمل الحزبي يستوجب قيادات مدنية بينما كان التنظيم العسكرى بحاجة الى ضباط برتب معينة تلقى الاحترام والطاعة للواجبات المكلة اليهم اضافة الى واجبات حزبية لذلك فان لكل من التنظيم المدنى والعسكرى طريقتة الخاصة بادارة الدولة فكان الرئيس البكر يرى بان اعتماد سياقات النظم الادارية المتوارثة فى العمل شئ لابد منه بينما اعتمد نائبه صدام طريقتة الخاصة فى العمل حيث تعتمدعلى سياقات نوعية تختلف عن ماهو معمول به فى الدولة باسلوب التغير ووضع الكفاءات فى مكانها الصحيح بعيدا عن الروتين واسلوب التدرج فى سلم المسؤليات وتلك الطريقة لاقت ترحيب وتاييد من قبل الكثيرين كما انه اعتمد اسلوب اللقاء المباشر بالمواطنين وسماع ارائهم بخصوص التخلص من الاساليب والمظاهر الروتينية بعتباره افضل وسيلة للتعرف على مشاكلهم ناهيك فتح ابواب الانتماء للحزب لكافة الشرائح الاجتماعية ومن خلالها فقد اقترب اكثر الى العراقيين وتعزز موقعة لديهم ولدى منتسبى حزب البعث وبذلك اكتسب قبولهم وترحيبهم ليس فقط البعثيين فقط وانما منتسبى الاحزاب الاخرى التى كان لها راي بالنظام الجديد اعقبها توسع فى هيكلية دوائر الدولة وتم تعين الاف منهم فى قطاع الصناعة والزراعة والتعليم والجيش وتم الانفتاح على الدول الاشتراكية والغربية وعقدت عدة اتفاقيات معها وتحقق للعراقيين نمو نسبي فى المستويات الثقافية والتعليمية والصحية والصناعية والاقتصادية والمعيشية وبدء العالم ينظر الى العراق ويتعامل معه بشكل مختلف عن السابق وبدات الوفود تتبادل فى زياراتها وارسلت البعثات للدراسات العليا واستمر الحال على هذه الصورة الى ان وجدت الجهات المعادية الفرص التى ومن خلالها ان تسعى للانتقاص من مسيرة هذا القائد فعملت على وضع العصا فى عجلة هذا الاندفاع الذى احس به وقد شعر بهذا الاستهداف الذى قابلة فى ترك المسؤلية احتجاجا على عدم اطلاق يده لمعالجة الامور واهمها قيام نظام الشاه بتحريك قضية الاكراد وتحريك الجانب الدينى الطائفى تدريجيا للتقليل من اندفاعه نحو احداث تغيرات فى حياة المواطنين وتوسيع هياكل الدولة الادارية والتنظيمة وتنويع مصادر الدخل وتاسيس القطاعات الاقتصادية والنفطية والصناعية والتربوية والصحية هذا فى الجانب المدني وكذلك فان الجانب العسكري اصابه التغير والتطور نفسه مما اضطر رئيس الدولة وقيادة الحزب الى مناشدته باسم الحزب والثورة للعودة بممارسة اعماله ودعمه بكل الوسائل لانجاح مهمته, عند هذه المرحلة تحقق له النجاح فى حل موضوع الاكراد بمنحهم الحكم الذاتى وتحسنت علاقات العراق مع ايران الشاه وامتدت الى تركيا والمملكة العربية السعودية والاردن واصبح له شان عند العرب والعالم عندما اتفق مع فرنسا حول مشاريع صناعية مهمة وبالتاكيد فان رجل دولة بهذه المواصفات سيكون له شأن دولى مهم ويحسب له حساب من قبل القوى الدولية المعادية واولها اصحاب المصالح والشركات الاحتكارية النفطية التى اصيبت بصدمة بقرار تاميم النفط فى منتصف عام 1972 ومن هنا بدء الخوف من استمراره بهذا النهج سيما وان الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بدءت تنظر الى الشرق الاوسط وهو فى وضعه الجديد بعين الريبة والخشية فى استمراه على هذا الوضع سيما وان العراق اصبح دولة قوية وله نفوذ لذلك عملت على اعداد خطط وبرامج للنيل منه بشتى الطرق والوسائل والاساليب وانها ستعمل على زرع المشاكل وبوادر الفرقة والخلاف بينه وبين الانظمة المحيطة به من جانب ومن الجانب الاخر احداث المشاكل الداخلية بين نسيجه الاجتماعى الطائفى والعرقي وسخرت لذلك مؤسساتها البحثية والمخابراتية والدينية لتمارس هذا الدور فاظهرت للعالم رجل الدين الخمينى ومنح الفرصة للقضاء على الشاه ومن ثم تاليبه ضد نظام العراق باطلاقة شعار تحرير القدس يمر عبر بغداد وبمجرد وصول رجال الدين فى ايران الى الحكم اعلنوا عدائهم للنظام البعثى فى العراق وابدوا رغبتهم باسقاطه وعملوا على ذلك فى داخل العراق عن طريق تحريك عملائهم من الذين يؤيدون نفس المنهج الدينى وكذلك تحريك قضية الاكراد فى شمال العراق مجددا فى اشارة واضحة لتمزيق وحدة الشعب واضعاف السلطة ولاختلاف وجهات النظر فى معالجة هذه الامور قبل وقوعها جرى تغير فى هيكلية الدولة فى العراق وباسلوب دراماتيكى حيث تنازل رئيس الجمهورية عن سلطاته لنائبه بطريقة شابها نوع من تضارب فى الاراء فى طريقة التعامل معها وفق السياقات المعروفة حزبيا الامر الذى زاد من الطين بله حيث كثر الحديث عنها سلبا وايجابا من قبل منتسبى حزب البعث واخرين الا ان وقائع النزاع الذى اشتد مع ايران غطى علىه وبلاشك فان من السابق لاوانه اعطاء تفيسر لمثل تلك الامور قبل الانتهاء من مرحلة النزاع او الحرب مع ايران لاسباب اصبحت معروفة لدى الجميع واولها الخوف من العقوبة او الانتقام ولانها حرب بلا منتصر لانها حرب ليس فيها غالب ولا مغلوب سوى ان الطرفين العراق وايران تكبدوا خسائر مادية ومعنوية لا حدود لها سوف لن ينساها التاريخ ولانها كانت حرب مفروضة من القوى الاستعمارية والشركات الاحتكارية حيث اغرقت الدولتين بالديون بعد ان كانتا تمتلكان فائض فى الاموال وتاخرت عنهما كل وسائل النهوض التى لولاها لكان العراق من الدول الصناعية المهمة فى الشرق الاوسط قبل ماليزيا وكوريا والاهم موقعيا وتجاريا من الامارات وعوضا ان يكون ذلك درسا لقادة العراق ويعملوا على الاستفادة من نتائجها, اقدموا وبعد مرور سنتين على احتلال الكويت تحت ذرائع لم يتفق عليها المجتمع الدولى متناسين القوانين الدولية وقرارات الامم المتحدة والمجتمع الدولى وان صح ذلك كما تؤكده الوثائق الدولية ولكنها كانت القشة التى قسمت ظهر البعارين وليس بعير واحد الاول لان نتائجها اصابت ليس العراق فقط وانما المنطقة باسرها والبعير الثانى انها اعطت الضوء الاخضر للدول الاستعمارية العودة الى المنطقة تحت غطاء الشرعية الدولية فتحقق لها ذلك بعد عام واطلاق يدها لاحداث تغيرات درامتكية فى مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا ولا تزال تمارس نفس الدور بالنسبة للاقطار الاخرى وبالتاكيد فان احتلال العراق وهو حجر الزاوية للبلدان العربية الاخرى التى بدأت متواضعة امام رغبات امريكا التى كانت تمارس معها لعبة القط والفار تحت غطاء الارهاب والمجموعات المسلحة التى تقودها مجموعات مسلحة باسم الاسلام اى ان الشعار الذى نادت به المنظمات الصهيونية الدينية (محاربة الاسلام بالاسلام) بدء يؤخذ طريقة للتنفيذ بواسطة عملائها فى المنطقة حكام وافراد وهكذا جنت على نفسها براقش كما يقول المثل فبدلا ان يكون النفط عونا لنهوض بلدان المنطقة صار وبال عليها فلقد ضاعت ثروات العراق النفطية والمائية وحل محلها المرض والفقر والجهل والفساد والامية وترسخت الطائفية والعنصرية ناهيك عن فقدان الامن والامان وغادر الالوف من العلماء والمثقفين ملايين المهجرين العراق منتشرين فى العالم ولا عودة لهم لانهم سيكونوا من حصة البلدان الاخرى للعشر سنوات القادمة وهذا يعنى ان الوضع سيكون على هذا الحال يسوده التمزق والفرقة والتخلف لمدة عشر سنوات اخرى وبذلك سيكون لابناء المهجرين اوطان اخرى يعيشون فيها هم وذريتهم فى امان وحرية ولا عودة لهم الى العراق الذى سيكون مجرد ذكريات عاش فيها ابائهم واجدادهم وقبل ان تدرك الانظمة العربية المصير الذى سيصيبهم وبلدانهم كان العراق قد اشار باكثر من مناسبة ومؤتمر ولقاء مع الرؤوساء والملوك العرب وزعماء الاحزاب والمتظمات الى المرحلة الحرجة والدقيقة التى سوف تمر على المنطقة تحت غطاء المحافظة على الامن العالمى من الارهاب الذى روجته الولايات المتحدة بعد تفجبرات 11 سبتمبر التى اصبحت اشبه بقميص عثمان الذى ارادت ومن خلاله ان تنفذ برنامجها نحو احتلال المنطقة ومن ثمن تبديد ثراوته النفطية تحت مسميات حضارية الاستثمار واقامة الديمقراطية ولاتزال السياسة التى اتبعها الرئيس العراقي " صدام حسين " بشان المحافظة على التوزنات الدولية والاقليمية فى منطقة الشرق الاوسط بعيدا عن تدخلات القوى الكبرى وخطورة توجهات ملالي ايران لتاجيج الصرعات المذهبية انسجاما مع المخططات التلمودية التى كان يبشر بها الرؤوساء الامريكان منذ الربع الاخير من القرن الماضى وكان لتحذيره المستمر من خلال لقاءاته مع رؤوساء الدول وموتمرات القمة العربية والجامعة العربية بان استقرار المنطقة لايتاتى وهناك تحركات للاساطيل الامريكية نحو مياه الخليج العربي وحاول وبمختلف الوسائل ان يجمع الدول العربية على راى واحد تجاه التغيير الفجائي لنظام الشاه ومجيئ رجال دين ليحكموا ايران بطريقة فوضوية تهدف الى زعزعة المنطقة وتحوبلها الى مناطق لصراعات طائفية لم تعرفها السياسة الدولية من قبل لم تصغى لها الادارات الامريكية وكان ايضا يستقرى الواقع السياسى ومستقبل الانظمة الوطنية وحذر الولايات المتحدة قبل غيرها بخطورة التلاعب بالنار مع نظامه وان العراق رغم ان حربه دفاعا عن الامة قد كلفته الكثير الا انه لايزال قويا بعمقه التاريخي واحقيية مطاليبه وان الذى يعتدى عليه سيلاقى الويل وهذا الذى اشار اليه خبراء السياسة الامريكية امثال كيسنجر ثعلب سياستها الخارجية واخرين امثال بن رودز مستشار الرئيس الأمريكي باراك اوباما والذي يشغل أيضا منصب نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الاتصالات الإستراتيجية ، قال في تغريدته هذه أن ما يشهده العراق حاليا ليس بالحرب الطائفية ولا بالفوضى الأمنية التي تخلقها الجماعات الإرهابية ، إنما هو عودة لنظام الرئيس العراقي صدام حسين ، وهو ما يعكس حالة الاستقرار والنظام التي شهدتها وتشهدها المدن العراقية التي سقطت فى 2003 ، ويضيف بن رودز انه وبالرغم من السنيين التي عقبت الغزو الامريكى، إلا انه وما زال نظامه يتمتع بشعبية كبيرة على ارض الواقع بين جموع العراقيين من محبيه وخصومه ، فحتى الأكراد اللذين عانوا في عهد حكم صدام حسين ، استأثروا نظام صدام على حكم المالكي ، والأمر كان جليا عندما امتنع الأكراد من دعم قوات المالكي في الموصل وسمحوا لأتباع صدام حسين من السيطرة عليها .
السياسة فى الولايات المتحدة ليست مقتصرة على جهة معينة وان كانت تبدو هكذا ولكنها فى واقع الحال تخضع الى ضغوطات وتاثيرات اطراف متعددة داخل الحكومة ومن خارجها فالكونغرس له شان بها الى جانب الرئيس الامريكى الذى يكون له دور بها كذلك , رغم ان مجموعة الضغط الخارجي الذى تقودها الجمعيات الصهيونية تمارس دورها الاقوى من خارج تلك الموسسات ونوع السياسة التى تتبعها الادارة الامريكية وان الاثر الكارثى الذى خلفه غزو العراق عام 2003 وهو الحدث الاكبر المسبب لزعزعة الاستقرار والنظام الاقليمى والذى اسفر مباشرة على الاثار المدمرة التى لاتزال المنطقة تعانى منها الان , الاحتلال الامريكي وماتبعه من تفكيك للدولة ساهم الى حد كبير فى تغيب دولة عربية رئيسة كانت تلعب تاريخيا دور الحاجز الذى يقف فى وجه ايران ويوازيها وبلا شك فان الاتفاق الغير معلن مع ايران مكنها من توسيع نفوذها وبالتاكيد فان التحولات التى شهدتها السياسة الخارجية الامريكية لم تلقى التاييد حتى من قبل حلفائها كونها ساهمت فى انتشار الفوضى وظهور مجموعات مسلحة ترتدى لباسا دينيا لم تعرفه المنطقة من قبل الامر الذى جعلها لم تمتلك الاجابة المقنعة عن جذور واصول تلك الجماعات ووضعت نفسها فى مواقف متناقضة حيال التعامل معها .
بالنسبة لموضوع الشرق الاوسط والمشاكل التى يعانى منها ابتداء بالانظمة وانتهاء بموقفها من المصالح التى ستحصل عليها جراء احتلالها العراق . الشئ الخطير والخاطئ فى تلك السياسة انها تحاول ان تمسك بكافة الخيوط ومن جميع الاطراف المتناقضة وتعمل فى العلن فى ظواهر الاشياء بعكس ماتخفية من حقائق تلك السياسة فى الباطن اى انها تتعامل مع الشئ وضده, لتخلق بذلك بيئة غير مستقرة فى تكتيك استخبارى دقيق بالشكل الذى يؤدى الى اضعاف قدرات دول المنطقة ماليا, وكذلك التعامل مع القدرات الاقتصادية لتلك الدول بقصد انهاكها وايقاف الاستثمار فيها وخنقها اقتصاديا وبالطبع هذا لايعني انها سوف تتخلى تدريجيا عن تلك السياسة مادامت هناك مصالح للمستقبل وستبقى تمارس هذه السياسة وتبقيها على راس اولويات امنها القومي ولان موضوعها يتعلق بدور النفط الكبير فى تحديد من سيكون الاقدر على الامساك بقارة اسيا واوروبا من عنقها, وبالمقابل فان من نتائج تلك السياسة داخل المجتمع الامريكى قد ولد تحولا فى الرأي العام الامريكي و اصبح له مكانته وبدء يدرك خطورة اللعبة واخذ يهتم فى موضوع مكانة امريكا مستقبلا وحلمه واسلوب حياة مجتمعاتها والتشكيك فى ديمومة هذا الحلم او امكانية تحقيقه فى المستقبل كما يقول الكاتب الامريكي الكبير فواد زكريا الذى اخذ يبحث بعصر مابعد امريكا وكذلك الكاتب نيل فيرغسون المعروف بايمانه العميق بالراسمالية الامريكية وقدرتها الخارقة وقال عن امريكا الدولة العظمى المتقاعدة ويقول ان وراء تراجع امريكا ليس فساد الاسواق المالية والمصارف الامريكية او نقص روح العمل وجيل الحلم الامريكي بل ظهور جيل جديد واقعي النظرة والتطلعات والى حقيقة لايمكن اغفالها وهو العالم الخارجي بدأ ينهض ويميل مفكرون اخرون الى ان الانحدار الامريكي فى الساحة الدولية انما هو قبل اي اعتبار اخر انعكاس مباشر لتأكل البيئة التحتية للمجتمع الامريكي امثال توماس فريدمان كبير معلقى صحيفة نييورك تايمزالذى يدعو الى بناء هياكل تحتية فى كافة القطاعات وتنويع مصادر الطاقة بمعنى ان تقوية امريكا من الداخل هو المطلوب , لقد اعتمدت الادارة الامريكية سياسة الخديعة فى الداخل والخارج منذ رئاسة رونالد ريكن الذى كان يخضع للاساطير التلمودية وجورج بوش الذى وقع فريسة اليمن المتطرف وتبنى شعار القديس يوحنا الذى يقول ان الحقيقة تجعلك حراThe Truth shall make you free , ورأت الادارات الاخرى بان ليس المهم المحافظة على الديمقراطية بل على المصالح الامريكية لذلك فان المغامرة الامريكية لاحتلال العراق لم تكن سهلة عليها لانها بمثابة كابوس ثقيل سيجعلها فى نهاية المطاف الى الامتثال الى الامر الواقع وان تعترف بالحقيقة .
السياسات الاستراتجية للولايات المتحدة رغم انها تتعامل مع مفرداتها بثوابت هدفها الرئيسي خدمة المصالح الامريكية بغض النظر عن مصالح المنطقة ومن يحكمها ومدى علاقتها بها الى جانب مصالح اسرائيل وليس لها صديق ثابت وتتخلى عنهم بسهولة عندما يتعرضوا لمتغيرات داخلية والامثلة على ذلك كثيرة ومعروفة والنهج الثابت ايضا هو المحافظة على مصالح الدولة العبرية اسرائيل لسبب بسيط هو ان كثير ممن يرسمون السياسة الخارجية الامريكية يعتنقون الديانة اليهودية وعلى علاقة باسرائيل لذلك فان مجموعة عوامل دولية ساعدتها على انتهاج معايير متناقضة فى حل الازمات الاقليمية ,موقفها من القضية الفلسطينية والاراضى العربية المحتلة من قبل اسرائيل والنزاعات الحدودية بين الدول والحرب بين ايران والعراق وقضايا المنطقة المتشابكة ويعترف خبير استراتجي امريكى بان ماحدث فى العراق بعد احتلاله انطلق من غرف البيت الابيض مشيرا الى ان الولايات المتحدة وقعت فى مأزق كبير لان كثير من دول العالم ادركت اللعبة وتسعى للتخلص من السيطرة وحبال المشنقة التى تفرضها السياسة الامبريالية ويضيف ان كل الاحداث والقلاقل فى دول الشرق الاوسط والدول العربية هى بفعل تلك السياسات التى لم تحسن الانظمة العربية التعامل معها بفعل قصور فى الفهم وامام نمو المخاوف الامريكية والاقليمية من اتساع العداء لها وتشنج فى العلاقات مع روسيا وتنامي ازمة العراق وسوريا الا ان الخيارات لازالت غير متوفرة وتراوح بين الاحتواء ماهو سيئ وتفادى السيناريوهات الكارثية مما يعني انها فى حالة تراجع وانحدار نسبي هذا التميز بين التراجع والانسحاب لا يضعنا فى استناجات متسرعة كما يقول الباحث مايكل هدسون وطالما ان الصورة على هذا النحو يمكن تفسير مانشاهده من انحسارامريكي حقيقى وكبير فى المنطقة تجلى فى تخليها عن الخطوط الحمر والخطور الزرق والبيضاء اليس هذا دليلاعلى الانحدار التاريخى الامريكي لذلك قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارنى ان الرئيس اوباما يتوقع ان يجرى فريق الامن القومي شكل مستمر اعادة تقييم الخيارات السياسية .وتبقى حدود فهم الانظمة العربية على ما يقول به الاعلام الذى تسيطر عليه المنظمات الصهيونية بشان السياسة الامريكية فى المنطقة بالشكل الذى يعبر فيها عن المواقف بعكس حقيقتها وبخلاف ذلك فان القوى الوطنية واحزايها تجد من الصعوبة بمكان الرد عليها بشكل ايجابي رغم ان دول مثل روسيا والصين الذى يهمها ايضا ام المنطقة تبقى تراهن على النتائج التى ستكون فيها الشئ الذى تسعى اليه والله يعين الامة على كل شئ
1072 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع