جابر جعفر الخطاب
الجوع غيمة عابرة في سماء المترفين سرعان ما تذوب تحت نسمات الموائد العامرة ونكهتها الذكية النفاذة..
هو رسالة ودعوة وبلاغ الهي للميسورين تذكرهم بإخوانهم المعدمين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء فلم يزعزع الجوع ثوابت إيمانهم ولم تفقدهم عواصف الفقر ثقتهم بعدالة السماء .
والجوع ثمرة مرة من ثمار شجرة الفقر المرسلة ظلها الثقيل على حياة المعدمين والفقر جوع دائم لأنه يمتص ماء الحياة من العروق المتعبة ويحيلها إلى الذبول فكم طفل بريء عبث الفقر بنواظره الجميلة ورسم صورته القاتمة على محيـّاه الوادع
أخي الغني ...قبل أن ترفع يدك بلقمة الطعام الهنية إلى فمك تذكر أن هنالك أفواه لا يدخلها إلا الماء فبادر إلى إسعافها بما فضّل الله عليك من نعمه ليكون طعامك مباركا وإفطارك ميمونا
علينا أن نحيط حياة البؤساء بحزام أخضر من الحب والتفاعل الإنساني وأن نكافح التصحر الاجتماعي الذي يحتل مساحات واسعة من الحياة الإنسانية ويقتل فيها روح الإخاء والتعاضد فالبشرية أسرة واحدة فان أطعمنا أخانا فكأننا أنقذنا جنسنا من براثن الجوع وان كسوناه فكأننا سترنا جسدنا العاري الذي أوجبت الشرائع السماوية ستره
ففي مدرسة رمضان نتعلم كيف نديم الترابط الإنساني مع العائشين على هامش الحياة من المشردين في زوايا النسيان وأن نستلهم من الجوع الرمضاني العابر روحا مباركة في تخفيف جوع الآخرين وإضاءة آفاق حياتهم بمصابيح الأمل والتفاؤل .
من كتابي المخطوط ( تحت شراع الملاح التائه ) في الأدب والتراث
982 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع