نوار الربيعي
من منا نحن العراقيون لا يعلم بأن عملية إقتحام المنطقة الخضراء الثانية التي حصلت يوم الجمعة الماضية والتي قامت بها شرائح واسعة من المجتمع العراقي الذي سأم التسويف والمماطلة والمراوغة التي تقوم بها الحكومة والبرلمان العراقيين في إيجاد حل لكل الأزمات التي تعصف بالبلد ومنها وأبرزها الأزمة السياسية وعملية الإصلاح التي باتت اكبر عملية نصب وإحتيال على الشعب حيث التغرير والكذب والمماطلة والضحك على الشعب من جهة ومن جهة أخرى صراع ومنافسة بين الكتل والأحزاب السياسية من اجل الحصول على مناصب ومكاسب اكبر من السابق تحت يافطة التغيير التكنوقراطي الكاذبة والتي فيها إرضاء لدول استكبارية واستعمارية.
حيث دخل المتظاهرون إلى هذه المنطقة – الخضراء – وهم يطالبون بمحاسبة المفسدين وتغيير جذري لحكومة الفساد التي جاءت به إيران وأمريكا وبفتوى من مرجعية السيستاني التي اتخذت من الصمت جملاً لها للهروب من تحمل المسؤولية, وهذا ما أقلق جميع المشتركين بالعملية السياسية الفاشلة على الرغم من إختلافهم وصراعهم على المناصب وحتى من يقف خلفهم من دول, لذا أخذوا يسعون إلى إيجاد أي ذريعة من أجل تصفية المتظاهرين العراقيين, وكذلك محاولة ردع الشعب من الإقدام على هذه الخطوة مرة أخرى, فأخذت تصدر التصريحات الإنفعالية وغير الواقعية من المسؤولين ومن الحكومة اللاعراقية التي يتهمون فيها الشعب الثائر والمنتفض ضد الفساد بالإنتماء للبعث ولتنظيم داعش!! وهذه كتصريحات أولية وبعد يومين اتفق الجميع بإلصاق تهمة انتهاك هيبة الدولة – وكأن في العراق دولة ولها هيبة !!- هم الصرخيون !!.
على الرغم من أن كاميرات المراقبة في المنطقة " الغبراء " رصدت ستة من قادة التيار الصدري وبالتحديد من أعضاء اللجنة المنظمة للتظاهرات موجودين بين جموع المقتحمين وهم يرتدون القبعات السوداء خشية التعرف عليهم, وهذا دليل ملموس يجب الإعتماد عليه لكنهم مع ذلك يتجاهلون الأدلة الملموسة ويعتمدون على تقرير استخباراتي يقول بان الصرخيون هم من اقتحموا الخضراء !! وهذا ما صرح به مسؤولون إلى وكالة المدى برس الإخبارية حيث قال " انتهاء اجتماع في بيت إبراهيم الجعفري بخصوص اقتحام الخضراء تم تلخيص نتائج البحث بأنه الكاميرات رصدت ستة من قيادات اللجنة الصدرية المنظمة للتظاهرات مشرفين على اقتحام المتظاهرين وكانوا يرتدون قبعات سوداء كاسكيتة – قبعة - والتقرير الاستخباري كشف بأن المقتحمين هم صرخيون ".
وهذا يذكرنا بما قاله خامنئي أيام الأعتصامات أمام المنطقة الخضراء, حيث قال أن من نظم الإعتصام والتظاهرات هم الصرخيون !! وهم بذلك يحاولون إعطاء مبرراً لعملية تصفية المتظاهرين على يد المليشيات الإيرانية والتي وقعت ساعة الإقتحام, وكذلك منع المتظاهرين من الدخول مرة أخرى بحجة إن الصرخيين متواجدون بينهم, وهذا عذر كافي – بحسب رؤية الحكومة – على منع التظاهرات وإبادة المتظاهرين!! وكأن الصرخيين ليسوا من العراق ولا عراقيين ولا يمتلكون الحق بالمطالبة بتغيير هذه الحكومة الفاسدة المفسدة التي اتفق الجميع من مؤسسة دينية وطبقة سياسية ومجمتع العراق أجمعه على فساد هذه الحكومة!!.
لكن ما دفعهم لهذا الكلام والتصريح هو خوفهم من إرادة الشعب التي أخذت تقض مضجعهم وتؤرقهم, لأنهم يعرفون جيداً إرادة المرجع العراقي الصرخي وأتباعه في مقارعة الظلم والفساد والشواهد كثيرة على ذلك وساحات التظاهر تشهد بذلك منذ عام 2008 والى يومنا هذا ومن قبل هذا التاريخ كانت تظاهرات أتباع المرجع العراقي الصرخي ضد المحتل الأميركي وأتباعه والتي وصلت إلى مقرات وقواعد المحتل دون خوف أو وجل أو تردد.
فإسم المرجع العراقي الصرخي هو عنوان للوطنية الحقيقية الصادقة التي لا غبار عليها, لذلك يحاولون وبشتى الطرق النيل من هذا الإسم بسوق التهم وإلصاقها به وبأتباعه الوطنيين الخلص, وهو عنوان مرعب لهذه الزمر الطاغية الفاسدة كونه كشف زيفهم وكذبهم وفسادهم منذ سنوات بل منذ اللحظة الأولى لتواجدهم على سدة الحكم, وكشف المخطط الأميركي – الإيراني ومن ينفذه من مؤسسة دينية وسياسيين وإعلام وبينه للشعب, الأمر الذي دفع بهذه الزمر ومن يقف خلفها بمحاولة إخماد هذه الشعلة الوطنية الوضاء ولأكثر من مرة, وبعد أن عجزوا عن ذلك أخذوا يستخدمون الإسلوب الخبيث, إسلوب المكر والخديعة والتغرير بالناس من خلال وسائل الإعلام وإتباع أسلوب التسقيط الإعلامي وإشاعة التهم والأكاذيب الباطلة, ومع ذلك لم يفلح كيدهم حتى سكن المرجع العراقي الصرخي وأتباعه في قلوب الوطنيين الشرفاء, وكما يقول في إحدى محاضراته ...
{{ ... لكن ماذا حصل ؟؟! نحن بقينا ... نحن ارتقينا ... ارتقينا بشهدائنا ارتقينا بدمائهم ارتقينا بأرواحهم, ونحن رفعنا, نحن سكنا في صدور المحبين, في صدور العراقيين, من أعزائنا من أبنائنا في الرمادي في ديالى في بغداد في الموصل في صلاح الدين في كركوك, في السليمانية, في ابريل, في دهوك, في البصرة, في المحافظات الوسطى والجنوبية, سكنا في قلوبهم , في قلوب الشرفاء في قلوب العراقيين, في قلوب من يحب الأمن والأمان, في قلوب من يحب الأخلاق, في قلوب من يحب الإسلام ويحب نبي الإسلام صاحب الخلق العظيم ....}}.
فليقولوا ما يقولوا ويسوقوا ما يسوقوا من تهم, فما كيدهم إلا هباءً منثوراً أمام الريح الوطنية للمرجع العراقي الصرخي, وهم بمحاولتهم الأخيرة هذه يظنون بأنهم يقللون من شأن هذه المرجعية العراقية الوطنية, لكنهم لا يعلمون بأن هذا هو شهادة منهم بوطنية هذه المرجعية وأتباعها وحرصها على الشعب العراقي ونزولها معه إلى الشارع من أجل التغيير الجذري الحقيقي في كنس وطرد كل المفسدين, على خلاف المعتكفين في الخارج والمعتكفين في جحورهم ممن اتخذ جانب الصمت والسكوت خياراً مفضلاً للهروب من المسؤولية الشرعية والأخلاقية والمجتمعية الملقاة على عاتقهم.
971 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع