محمود سعيد
على السلطات الصحية في البلد الذي انتهكت حرمته ودمر تماماً أن يحرص في الأقل على صحة الشباب، فقضية تحليل أو تحريم المتعة محالة إلى رب الخلق، ليفصل بها.
أما قضية كون ممارسة المتعة نوع من الانحطاط الأخلاقي أو تأدية شعيرة دينية فستحكم عليها الأجيال اللاحقة بالخطأ أو الصواب، لكن سلامة الشباب من الأمراض الوبيلة فهي من مسؤوليتنا نحن، المتواجدين في هذا المجتمع المنتهك، والعائشين في هذه الفترة، إنها مسؤوليتنا نحن الذي يتوجب عليهم قول الحق، والمطالبة بما يفيد أبناءنا.
إن هؤلاء النسوة المغرر بهن، والهاربات من جحيم الفاقة والعوز التي فرضها لصوص الحكم، وتصرفات عمائم الشيطان، غير مسؤولات عن الأمراض التي يغرسها فيهن أولئك المستجيبون للجنس حراماً أم حلالاً، كلاهما ضحية، لذا أرجو أن يطالب كل من يمتلك شيئاً من ضمير، وحب للوطن، وتقدير للجنس البشري، أن يطالب وزارة الصحة بفحص النسوة، ومداواتهن، كي لا تنتشر الأوباء الوبيلة كالإيدز والسفلس والزهري وغيرها. كي نحمي عائلاتنا، ومستقبلنا وأطفالنا، فكلنا يعلم أن هناك نفر من الشباب نساء ورجالا مصاب بجوع لا يمكن إشباعه لممارسة الجنس، لا يهتم هذا النفرسواء أكان في الوقت الحالي متزوجاً أم عزباً، لا يبالي بمن يتمتع مادامت الفرصة متوافرة، ومادامت تحت ظل القانون، وبرخص الماء "شريحة هاتف".
إنه واجب ملقى على عاتقنا نحن من نستطيع أن نكتب ونقرأ أن نحذر الناس كل الناس من مغبة انتشار الأوباء وتهديم العوائل، فما ذنب زوجة شريفة ينتقل إليها مرض نقص المناعة المكتسبة من زوجها؟ لا بل ما ذنب الشابة الباكرالتي ترى في فتوى عمائم الشيطان "إباحة الزواج بالمتعة من الدبر" تقرباً إلى الله، وتطبيقاً لشريعته الغراء! فإذا بها تصاب بهذا المرض الوبيل أو بغيره؟
نعم، هي مسؤوليتنا جميعا، فرجاء على كل من يستطيع الكتابة أن يقف معنا ويطالب الدوائر الصحية ببذل جهد لفحص هؤلاء النسوة عاثرات الحظ، وإنقاذ الوطن من وباء آخر يسهل علاجه، وليس كالطائفية، واللصوصية والرشوة التي توطنت في بلدنا، ومدت جذورها فاستعصت على الاجتثاث، ليصفعنا فشلنا في علاجها منذ ثلاث عشرة سنة.
885 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع