د .غازي ابراهيم رحو
ما يحدث في بلدنا العراق اليوم وما يعانيه اهلنا النازحين والمهجرين وخاصة شرائح المجتمع من المكونات التي يطلق عليهم البعض خطأ وتصغيرا وتحجيما وتهميشا (الاقليات)هم اليوم اكثر المكونات اللذين يحتاجون الى تكوين مرجعيات دينية متماسكة ومتوحدة لكي يمكنها من مواجهة ما يعتريها من تهميش وتنكيل وصلت الى التعدي على حقوقهم المشروعة في وطن احبوه واخلصوا له ولكن غدر بهم البعض واؤكد البعض من ضعاف النفوس ومن المتخلفين والارهابيين والمتعصبين ..
وجعلوا هذه المكونات الاساسية في الوطن اقلية مهمشة حتى عملوا على طردهم من ارضهم ارض الاجداد واليوم يستولون على املاكمهم بالرغم من جميع القوانين والتعليمات التي يصدرها المسؤلين هنا وهنالك ..وبالرغم مما نسمعه ونقرائه من البعض من المسؤلين اللذين ما انكفوا يرددون باننا نحن الاصل ونحن الارض ونحن ملحها ..ولكنهم هم والبعض منهم يهجرون ويهمشون هذه الشرائح الاجتماعية الاصلية ..
سقنا هذه المقدمة لكي نناقش اهمية ما طرحه البطرياك الجليل ساكو بضرورة وجود مرجعية مسيحية موحدة ومتماسكة تستطيع الوقوف بوجه او على الاقل تقلل من المعاناة وما يحدث لهذه الشريحة الاجتماعية التي لم تحضى بحقوقها كما يجب ..
ان وجود مرجعية دينية موحدة في بلدنا العراق اليوم يعتبر مطلب ضروري وملح و حقيقة مطلوبة .. كون الإسهام الديني له دور كبير في خلق و تأسيس الحقوق الإنسانية وحمايتها من أي اعتداء، من صميم المقاصد الشـرعية، ومن هنا يأتي دور المؤسسة الدينية التي تقوم على تعزيز حقوق الافراد والمجتمعات وخاصة المجتمعات التي تلاقي اضطهاد وتهجير وحرمان حقوقها وتهميشها وما قرار البطاقة الوطنية العراقية الفقرة 26 منها الا دليل على وجود عقول صدئة تحاول اختزال حقوق الاخرين كما ان الحقوق المدنية والوطنية والاجتماعية والثقافية تتاتى من وجود قوانين تحمي المكونات وتعطي الحقوق من خلال بناء قيم انسانية تعتمد على دساتير منفتحة تعطي حقوق الجميع وهذا بالذات يعتمد على التوحد بين الافراد والمجتمعات القليلة العدد كما نحن في العراق من خلال قيم حضارية ورصد يتعلق بمعرفة ودراسة تلك المجتمعات من اكثر من جانب منها الجانب الاجتماعي والجانب الديني والشمولي لكي يغطي جميع القيم الحضارية وان يكون الدين اساسا في ذلك التوحد بعيدا عن الطائفية المتزمتة المقيتة .. حيث نعلم جميعنا ان الايمان للافراد والمجتمعات يمكن ان يكون حماية لتلك المجتمعات وصماماها للحفاظ على الوجود وصد تلك الهجمات التي تعمل على تهجير الاخرين بسبب الاختلاف في الدين او القومية او الطائفة ..كما ان هذا التوحد يعمل بشكل جدي واساسي على الوقوف ضد الافكار الارهابية التي تدعو الى اختزال الاخرين او الغاء وجودهم وهذا جميعه يعتمد على وجود قادة من رجال الدين لهم القدرة على الاقناع والوقوف ضد الافكار التهجيرية والافكار التي تعمل على الغاء دور الاخرين بسبب الاختلاف بالدين او المذهب او القومية او الطائفة . وهذا يمثله اليوم البطرياك ساكو ..وهذا ايضا يعتمد على وجود مرجعية موحدة لها القدرة على صد كل تلك الهجمات المتخلفة والمتعصبة .
ان الكنائس والمرجعيات الدينية التي تمثل مجتمعنا المسيحي القليلة العدد عندما توحد صوتها وكلمتها امام المجتمعات وامام الحكومات تستطيع ان تخلق لها دورا كبيرا وان يكون لها تاثير على أي قرار يخص مكونها عندها تكون المرجعيات الدينية صاحبة القرار فيما يخص مجتمعاتها .. ان تطور المجتمعات والانسانية يعطي تطورا في القيم وتطورا في خلق مجتمع متماسك يعتمد الحضارة وفكر الحضارة وقيم الحضارة,,
ان ما طرحه البطرياك ساكو لهو فكر حضاري نابع من حاجة فعليه اوجدتها الظروف التي يعيشها العراق وخاصة ظروف ضعف الحكومة المركزية التي تعتبرللمكونات القليلة العدد هي المرجع الحقيقي والتي تبحث عن السلم والامان في تلاطم يعيشه بلدنا حاليا ويتطلب منا التوحد الذي انتبه اليه سيدنا البطرياك ساكو وطرحه في هذه الفترة بالذات لكي ينقذ ما يمكن انقاذه بعد هذه الهجرة المخيفة لابناء العراق الاصلاء ولكي نستطيع ان نقف ضد الافكار المنحرفة والارهابية التي ستجعل العراق يفرغ من اصلائه ...
ان التوحد الذي ينادي به البطرياك ساكو سيعمل بالضرورة على توسيع مدارك المكون الاصيل في تكاتف بين جميع الطوائف لنيل الحقوق والاتفاق على عدم الاختلاف الذي يحدث اليوم ويعمل على اضعاف وجودنا ...
ان المرجعية الموحدة قادرة اليوم على وضع تشريعات وقوانين تتلائم مع وجودها ومع تشريعاتها السماوية والذي يؤدي الى استقرارها وتقليل الهجرة وهذا النزيف الاجتماعي والديني في بلد مثل العراق هو اصل ومنبع الايمان المسيحي عبر الاف السنين .
ان الدين له تاثير كبير على مناحي الحياة المختلفة ..ولكن توحد الطوائف في ايمان واحد يخلق مؤسسة ذات تاثير كبير على المجتمعات ويضاعف امكانياتها في الحصول على حقوقها
ان دعوة البطراك ساكو هي دليل على التسابق مع الزمن للوصول الى بر الامان في خلق مرجعية دينية مسيحية في وطننا العراق
دعوة الى المرجعيات المتنوعة والمختلفة في العراق الى الركون الى التوحد وترك العنجهية التي تحمل في طياتها .. الانا ... الانانية خدمة لمكون اصيل بدات ملامح نهايته في ارض العراق ان لم يستجب الاخرون لهذه الدعوة التي اطلقها البطرارك ساكو وسيسجل التاريخ ذلك لكل من كافح من اجل التوحد وايضا سيسجل التاريخ بوصف اخر من يقف ضد خلق مرجعية دينية مسيحية في العراق وخاصة نحن في زمن التكنلوجيا والعولمة تتحكم فينا قوى تعمل على انهاء وجودنا ..
893 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع