الجواهري متنبي عصره

                             

                         صباح الراوي

 

      

ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في ٢٦ من تموز عام ١٨٩٩. وفي رواية اخرى عام ١٩٠٠ اما هو فيقول عن نفسه ( ( لاحظوا أسلوبه النثري) ولدت مع مولد هذا القرن المظطرب الصعب واخشى ما اخشاه وانا اكتب هذه السطور ان اتحدث عن السنوات العشر الاولى من طفولتي بأنني احاول جاهدا ان اعرف نفسي وانا اتحدث عن من يبوح بسره .

فرغم انني نقلت بحالي من ارض لأرض مسافرا او متنزها او شريدا الا ان جذوري بقيت في تلك الارض المجذبة الواقعة بين الصحراء والبساتين ونهر الفرات. ورغم أني قاربت التسعين فأنا في حقيقتي لمن لا يعرف هذا السر ذاك الطفل اللذي لم يتجاوز العاشرة من عمره. وكل كياني المتضارب المتصاعد المتنازل المتخالف المتناقض يقوم على هذه الحقبة الاولى من حياتي . وقد أتعبتني السنوات العشر الاولى منها اكثر من العشرات اللتي تلتها فاليها تعود العقد والرواسب واختلاط الحسنات بالسيئات اختلاطا يصعب علي أنا صاحبه ان اجد له مبررا غير ان اعود القهقرى الى هذه المرحلة من العمر اللتي حكمت كل حياتي التالية . ففيها الوجه وضده والموقف ونقيضه)  .
ومن المعروف ( ولي يعود المقال) ومن المعروف ان النجف مركز ديني وأدبي تحتضن الشعر والشعراء في مجالسها ومحافلها . تحدَّر الجواهري من أسرة عريقه في الأدب والشعر اكتسبت شهرتها من باني مجدها العلمي الشيخ محمد حسن صاحب كتاب ( جواهر الكلام) . وكان لهذه الأسرع كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والاُدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية .
درس الجواهري على يد عدد من الشيوخ وأخذ عنهم النحو والصرف والبلاغة والفقه وما الى ذلك من ماهو معروف في منهج الدراسة العلمية الدينية ان ذاك ولكنه لم يلتزم بالمنهج العلمي اللذي جرى عليه طلبة العلم في النجف . نظم الشعر في سن وبكره تأثرا ببئته واستجابة لموهبته الكامنة في نفسه . كانت اول قصيدة له قد نشرت في شهر كانون ثاني عام ١٩٢١ وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية . وهكذا تبوأ مكانا مرموقا بين شيوخ القريض في بلدته . نشر اول مجموعة له باسم ( حلبة الأدب ) عارض فيها عددا من الشعراء المعاصرين والقدامى.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1018 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع