سرمد عبد الكريم*
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تابعت باهتمام بالغ احداث اربد خلال الايام الماضية , ورغم اني لم اتفاجا باستهداف اربد الاردنية العربية من قبل الارهاب الاعمى الحاقد !
لكني منذ اللحظات الاولى للمواجهة الامنية الاردنية للارهاب في المدينة الاردنية الشمالية تابعت تفاعل اجهزة الامن الاردنية باسلوب علمي
فذ مقترن بروح وطنية عالية ووجدت جميع افراد اجهزة الامن مهتمة ومتفاعلة كلا حسب مكانه وواجبه كسمفونية كبيرة جدا وينسق حركاتها وانغامها قائدها جلالة الملك عبد الله الثاني !
عملا امنيا فنيا يستحق الاعجاب
وهنا وجدت تطبيق مقولة شهيرة لكنها بالمجال الصحي الطبي الا وهي (الوقاية خير من العلاج ) , طبقها افراد السمفونية الامنية الوطنية الاردنية حيث تم
تجميع المعلومات من مختلف اجهزة الامن والتعامل معها بدقة والعمل على اجهاض اي عمل ارهابي قبل بدايته , لايعلم احد لو نجح الارهابيين لاسمح الله
بتنفيذ مخططاتهم ماذا ستكون نتائجها وتاثيرها على الاردن والمنطقة .
وهنا برزت عبقرية اجهزة الامن الاردنية حيث اجهضت عملا وحشيا قبل تنفيذه وهذا يمثل ارتقاء بالعمل الامني , يجب على مسؤولي الامن العرب
الاستفادة من هذه التجربة الرائدة .
واحب ان الفت انتباه القاريء الكريم , حيث لاحظنا بشكل واضح التفاف الشعب الاردني حول اجهزته الامنية مساندا ,فوجدنا الاردن عائلة واحدة
قبل واثناء وبعد تنفيذ العملية وهذا الموضوع من الاهمية بمكان حيث تحول هنا الشعب الاردني الكريم كله لجهاز امني شعبي , تعامل
مع المعلومة الامنية ودفعها للجهات المختصة القادرة على التحليل والاستنتاج وربط الملاحظات للتوصل لمعرفة نوايا الارهابيين والنجاح بالتعامل
معها بشكل ايجابي وبامتياز .
والغى بطبيعة الحال الحاضنة المطلوبة لنجاح اي عملية ارهابية وهنا تستحق عائلتنا الاردنية الاطراء والتكريم .
اما استشهاد البطل راشد الزيود الذي قضى أثناء أدائه لواجبه المقدس , حيث قدم روحه رخيصة للدفاع عن اهله وافتدى الاردن بدمه بسخاء
فقابلته العائلة الاردنية جميعها بالتشييع المهيب ومشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني والامراء ورئيس اركان الجيش ورموز الدولة بهذا التشييع
اطر صورة الحادثة باطار جميل يليق باستشهاده ويرفع من معنويات عائلته الصغيرة (المرتفعة اصلا) , ويدعم زملاء الشهيد السد المنيع
لامن المجتمع الاردني واستمرارا لمشاريع الاستشهاد من اجل حياة الاردن وشعبه .
واخيرا وليس اخرا يجب علينا معرفة ان التهديد الامني مستمر , ولايوجد اي علاج للارهاب سوى التضامن المجتمعي والتضامن ليس امنيا فقط
بل يشمل كل صور الحياة فالارهاب الجبان يقتنص اي فرصة لضرب واحة الامان , ولكن الجواب بما قاله الباري عز وجل
من بعد بسم الله الرحمن الرحيم
{ واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } - الأنفال : 30
نساله تعالى ان يتقبل شهيدنا الزيود برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته
ونقول لاربد عروس الشمال الاردني لن يستطيع احد ان يلوث بدلتك البيضاء باذن الله
ونقول عاش الاردن العربي الهاشمي امنا مستقرا متكاتفا
والخزي والعار للارهاب ايا كان مصدره وايا كان عنوانه
*كاتب عراقي مدير وكالة الاخبار العراقية
958 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع