ماذا تعرف عن طائرة البوينغ ٧٨٧ الجديدة؟

                                         

                     المهندس /أحمد فخري

          

ماذا تعرف عن طائرة البوينغ 787 الجديدة؟

منذ زمن طويل وانا اسمع بنزول هذه الطائرة للخدمة وبحكم عشقي للطيران وكوني طيار سابق فقد شدت انتباهي بمواصفاتها وقدراتها العالية، لكن ومع شديد الاسف لم يتسنى لي ان اخوض تجربة السفر بها كي استطيع ان احكم بنفسي. شائت الظروف كي اخطط لرحلة من الدنمارك الى كوالا لامبور عاصمة مليزيا وكانت الرحلة على متن هذه الطائرة الجديدة. قبل ان ابدأ بسرد تجربتي مع هذه الطائرة، دعوني اعطيكم بعض المعلومات التقنية عن تلك الطائرة كي تتابعوا معي سبب كتابة هذه المقالة.
أن طائرة البوينغ 787 جديدة جداً اذ بدأ فريق العمل بتصميمها في وسط 2005 لكنها لم تنزل للخدمة الفعلية الا في شهر اغسطس آب 2014 وقد ابتدأت بشرائها شركة ANA  All Nippon Airways وهي شركة نقل يابانية عملاقة. وبعد ذلك بدأت الطلبيات تنهال عليها إذ بلغت 1143  طلبية لـ 62 شركة حول العالم.
ان مدى هذه الطائرة هو  13600كم دون التوقف للتزود بالوقود. وهذه ما يجعلها من فصيلة الطائرات ذات المدى الطويل.
يبلغ طول الطائرة 57 متراً وعرضها من طرف الجناح لطرف الجناح الآخر 60 متراً. تبلغ سعة الطائرة بنسختها الجديدة المتطورة 310 راكباً. وتبلغ سرعتها الاعتيادية ماخ 0.85 اي اقل بقليل من سرعة الصوت اي ما يساوي 900كم/ساعة على الارتفاع الاعتيادي.
ابتدأت رحلتي يوم 2 فبراير/شباط 2016 وتوجهت بطائر صغيرة نسبياً (ايربص) من كوبنهاغن الى لندن ومن هناك ركبت طائرة البوينغ 787 لتنطلق برحلة طويلة تدوم 12 ساعة دون توقف. كنت متحمساً جداً كي اجد نفسي في رحاب تلك الطائرة العجيبة. الا اني بالوهلة الاولى اصبت بخيبة الامل. لان الطائرة من الداخل كانت تشبه كل الطائرات التي ركبتها بحياتي منذ ان كان عمري 5 سنوات حين  ركبت الفايكاونت للخطوط الجوية العراقية عام 1959.
فكراسي الطائرة لم تتغير، والمجال الضيق بين الكراسي لم يتغير، وخدمة المضيفين لم تتغير (بالرغم من انها تتباين بين شركة واخرى) نظرت حولي فشاهدت شبابيك الطائرة البيضوية كما شاهدتها اول مرة عام 1959 الفرق طبعاً هو ان الطائرة كبيرة جداً وبها ممرين اثنين ما بين المقاعد وبكل خط هناك 9 مقاعد.
مما شد انتباهي لحظة دخولي للطائرة هو كراسي الدرجة الاولى فهي كراسٍ خاصة منعزلة اي انها غير مصفوفة جنب الى جنب  وهي مصممة كي تعطي الراكب الحد الاقصة من الخصوصية والراحة الجسدية لانها ترجع الى الوراء حتى يتحول الكرسي الى سرير.


   

لكن هذا النوع من الكراسي لا يخصني لان العبد لله غير قادر على السفر بالدرجة الاولى.
واصلت المسير باتجاه مؤخرة الطائرة حتى وصلت الى الكرسي المخصص لي F30 ونظرت اليه فوجدته كرسي طائرة اعتيادي وضيق كالعادة. بعد ان اودعت امتعتي اليدوية بالخزان العلوي جلست وربطت حزام الامان وتطلعت حولي فجلب انتباهي شيء خارج عن المألوف. انها شاشة بحجم 10 بوصة كالتي لدي بالدار من نوع سامسونغ الا ان هذه الشاشة مثبته على ظهر المقعد الذي امامي.
 
     
 ووجدت كذلك جهاز تحكم بجانبه يشبه جهاز تحكم بالتلفاز الاعتيادي الذي عندي بالدار. ولكن ماذا بعد؟ ولماذا ثبتوا لوحة بينما يستطيع اي انسان ان يجلب لوحته الشخصية اثناء الرحلة؟ وللاجابة على تسائلاتي هذه بدأ فضولي التقني ينتصر على هدوئي ورباطة جأشي الاخلاقي فانطلقت اصابعي تتفحص ما اراه امامي.
ضغطت على زر التشغيل فظهرت امامي قائمة لم اعتد مشاهدتها باللوحة الرقمية لقد ظهرت احتمالات متعددة وكانت كالتالي:
1 التلفاز
2 افلام
3 العاب
4 موسيقى
5 متابعة الرحلة على كوكل ذو الابعاد الثلاثة
اخترت الخيار الاول فظهرت لي قائمة بمحطات تلفزيونية كثيرة جداً ومنها قنوات فضائية واخبارية لا حصر لها.
ضغطت على الخيار الثاني فبانت لي قائمة اخرى تخيرني ما بين افلام الاطفال او افلام الاثارة او الرومانسية ...الخ اما الافلام فكانت اغلبها جديدة جداً من انتاج 2015 و 2016.


   

الالعاب كانت ايضاً رائعة وهي للاطفال طبعاً.
الخيار الرابع كان يشكل مكتبة كبيرة جداً من الاغاني للمغنيين المشهورين بالعالم بالاضافة الى مقطوعات موسيقية كلاسيكية وحديثة.
  

اما الخيار الخامس (متابعة الرحلة على كوكل ذو الابعاد الثلاثة) فقد شد انتباهي بشكل كبير جداً. لانه يوفر كماً وافراً من المعلومات عن الرحلة. فلو ضغطت على المعلومات فانه يبرز لك قائمة عن حالة الطائرة بتلك اللحظة اي: ارتفاع الطائرة الحالي، سرعة الطائرة بالعقدة والميل والكيلومتر بالساعة. كذلك يعطيك درجة الحرارة خارج الطائرة. وموعد وصول الطائرة والوقت الباقي من الرحلة...الخ
   

واذا ما طلبت الخارطة فهي كذلك تعطيك كماً كبيرة من المعلومات عن متابعة سير الرحلة على الخارطة وتسمح لك بان تلفها بالاتجاه العامودي او الافقي وبامكانك كذلك الدوران حول الطائرة بـ 360 درجة نسبة الى المدن التي تطير فوقها الطائرة باللحظة تلك. اي انك تتابع الرحلة كما لو كنت في قمرة القيادة.
لقد كانت هذا الخيار بمثابة هزة ارضية بالنسبة لي لاني لم اكن اتوقع مشاهدة تلك المعلومات تتوفر لكل راكب على حدة.
بقيت اتابع الرحلة طوال الساعات الطويلة كما لو كنت انا اقود تلك الطائرة. وعلمت فقط وقتها لماذا عملوا كل هذه الضجة على الطائرة الجديدة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

956 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع