الجزء الثالث عن سيرة الشاعر بدر شاكر السياب

                                                  

                                   صباح الراوي

                    

عرف السياب بشاعر المطر وقد اثار وابل المطر المنهمر مشاعر الشعراء فمنهم من وجد فيه البهجة والسرور مثل ( فيكتور هيجو) الفرنسي الذي قال ( ما ارطب المساء وأطيبه . لقد هطل المطر في الصباح فاخضرت  ابسطة العشق الندية. وطار الطير في ظلال الأشجار ينفض اجنحته ألمبتله فلتباركه السماء . هذا الطير المسكين يسمع صفير الريح وينطلق في الغناء ويرى قطرات الماء تلمع في عشه كالالي ) اما السياب فقال في مطلع قصيدته (أنشودة المطر)
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر                 او شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم               وترقص الاضواء كالإقمار في نهر
الى قوله
كان اقواس السحاب تشرب الغيوم.           وقطرة فقطرة تذوب في المطر
وكركر الأطفال في عرائش الكروم.             ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطر                                       مطر مطر مطر
ومن الشعراء من وجد في المطر الحزن والشجون كالشاعر الفرنسي ( سولي برودوم) اللذي أصغى الى وقع المطر الراتب وبكاء أوراق الشجر وحزن الهواء اللذي كدر صفو الطيور . وقد اصبح الأفق ستارا شاحبا وغدت الارض وحلا والسماء ضبابا .
     وهكذا لدى السياب فالمطر يعني الكئابة احيانا ينذر بالوحده والضياع ويرسم الاشباح في مقلة العاشق فيقول
أتعلمين اي حزن يبعث المطر                 وكيف تنشج المزاريب اذا انهمر
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ؟         بلا انتهاء كالدم المراق كالجياع
                كالحب ، كالاطفال، كالموتى هو المطر
 ومقلتاك بي تطيفان مع المطر            وعبر امواج الخليج تُمسح البروق
سواحل العراق بالنجوم والمحار            كأنها تهم بالشروق
                  فيسحب الليل عليها من دم دثار
تاثر السياب بشعر ( شيلي ) و ( كيتس) من نجوم الرومانسية الانكليزية . ويبدو تأثره واضحا في بعض القصائد مثل (ذكرى لقاء) . ويبدو كما قلنا ان دراسته للأدب الإنكليزي كانت لها تأثير كبير في نفسه وشعره . اما أفكار الكاتب الإنكليزي ( دي . ه. لورنس ) ذات تأثير بالغ عليه في قصيدته ( المومس العمياء ) . كما لا يخفى تأثير كتابات ( كامو) و ( سارتر) و(كولن ولسن) عليه في القصيدة إياها .
صدرت لبدر شاكر السياب مجموعات وملاحم شعرية منها ( ازهار ذابلة وأساطير ) عام ١٩٥٠ . وفي عام ١٩٥٢ صدرت له قصيدة ( حفار القبور ) اما ( المومس العمياء) و الأسلحة والأطفال فقد صدرتا عام ١٩٥٤ . كما صدر ( المعبد الغريق ) عام ١٩٦٢ . ( شناشيل ابنة الجلبي ١٩٦٥ ) ( إقبال ) ١٩٦٥ . ( قيثارة الريح) ١٩٧٠ ( مختارات مترجمة من الشعر العالمي الحديث ) اضافة الى قصص ومقالات شتى مترجمة عن اللغة الانكليزية .
وللحديث صله

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

889 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع