علي الزاغيني
(5)
الجميع تغير من ناحيتها وهي التي تركت الكل من اجله لكنها لم تيأس بقيت تحبه لأنها لا تعرف الحب الا معه ولأجله ولا تستوعب فكرة انه تركها لأنه هو بالنسبة لها الماء والهواء فعاشت مخنوقة على هامش الحياة لا تعرف كيف ترد على العيون التي تلاحقها وأسئلة تحيط بها من كل زاوية ولكنها حاولت ان تكون قوية على الأقل امام زملائها وزميلاتها ولاسيما هي تعيش الحياة الجامعية وكانت ايضا محط أنظار الشباب لأنها كانت انيقة ولطيفة وجذابة وكان يحبها الكل لان قلبها الطيب يحب الخير لكل الناس ولم تبين لهم الالم الذي يسكن قلبها كانت صبورة تضحك وقلبها مجروح وحاول كثير من الشباب استمالت قلبها لكنها رفضت بحجة ان عائلتها لا يزوجونها الا لابن عمها .
كانت غادة محبوبة ولطيفة مع الجميع لا تتدخل فيما لا يعنيها وتحب الخير للكل لكن في قلبها حزن وخيبة امل كبيرة تسكن روحها المجروحة , لا تزال بانتظار فارس احلامها لعله ياتي في اي لحظة وهي تعيش على هذا الامل , عندما يكون الحديث مع زميلاتها في الجامعة عن الحب والحبيب تبتسم غادة بقلب مجروح وتقول لهم بان فارس احلامها لا يشبه احد هنا لو ارى شبيه له لصارحته انا بنفسي ورفضت كل من حاول ان يرتبط بها بقصة وبقت علاقتها معهم بحدود الزمالة فقط لانها لا ترى سوى زيد ساحر لقلبها حتى وان جرحها لانه حبها الاول ولا يكون في القلب سواه .
ما هذا القدر المكتوب وكل الابواب مفتوحة امامها والفرص التي تتمناها اي فتاة ترفضها لا لشيء لانها عشقت من اعماق قلبها لم يبقى مكان في القلب لاي انسان اخر ,لانها لم ترى الا وجهه ولا تسمع الا صوته ولا يعجبها اي كلام في الحب الا منه ولم تنسى اي كلمة وهمسة وتتعجب كيف تركها ورحل ؟
ياترى اين الوعود والحب والامل الذي زرعه بقلبها , كانت غادة عزيزة النفس لذا لم تشاء الاتصال به او حتى السؤال عنه حتى من الاقرباء وتتظاهر بانها لا تبالي وغير مهتمة حتى تفوت عليهم فرصة الشماتة والملامة على سوء اختيارها.
من يعشق بصدق لا يمكنه النسيان ابدا ويحاول يشتى الوسائل لقاء من يحب ولكن هل سيحقق احلام من انتظره طويلا ؟
بعد مرور سنة على رحيله من حباة غادة تعرض زيد لحادث سيارة مما ادى الى كسر ذراعه ومن واجب الاهل زيارته وكان يسال عنها وينتظر زيارتها لكنها لم تزوره ولم تتصل به وظل ينتظر بدون جدوى , وطال انتظاره حتى كانت المفاجئة بزيارته لها في الجامعة وهو لازال تحت العناية الطيبة وعاتبها لعدم زيارتها له والسؤال عنه واعتذر كثيرا لانه تركها دون سبب ولكنه اقسم بانه نادم على كل لحظة من دونها وان حبه لها اصبح اقوى من الاول وانه كان يعيش لحظات صراع واختبار لا يمكن تجاهله لانه لم يجد مبررا لتركها دون سبب وانه لا يستطيع الابتعاد عنها , ولم ينسى زيد ان يعاتبها لعدم الاتصال والسؤال عنه على الرغم من حبها له والعذاب لفراقه .
ابتسمت غادة هنا وقالت له لا اريد ان افرض نفسي واسمع ما يؤلمني انا فقط احبك والحب بالنسبة غايته الزواج ولأنها تعشقه بصدق صمتت كثيرا امام كلامه الجميل وعهوده التي قطعها اليها واقسم لها بكل المقدسات انه لن يتخلى عنها طول حياته ولم يفرقهم سوى الموت , ( بانها ستكون الاميرة ويجلب لها الخدم وانه لولا ايمانه بالله لعبدها وسجد لها لانه يعشقها بجنون ,لانها هي الاخرى غارقة في احلامها تتنظر فارسها ليعبر لها عن مكنونات قلبه وطبعا العاشقة تصدق كل حديث الحبيب ) واستمرت اللقاءات مابين الجامعة والمتنزهات
وهكذا استمرت قصة الحب من جديد مابين لقاء وعتاب ونظرات حب وهمسات ولكن قلب غادة لازال خائفا وفي قلق دائم مما يخبئ لها القدر وما تكون عليه النهاية التي سوف تاتي بعد طول انتظار , ومما زاد في حيرتها وقلقها لبنى المهندسة التي خطفت زيد دون ان تترك له مجال ولكن المعركة لا تزال في الخفاء بين العاشقتين ويبقى القلب في جنون من عشق يولد وعشق يولد من جديد وربما عشقا يطارد عشقا ولكن في النهاية تبقى القلوب في صراع لا ينتهي .
على حين غفلة ودون سابق انذار بدات اللقاءات تذوب وتنتهي رويدا رويدا حتى تلاشت نهائيا دون ان تعرف غادة الاسباب وهي دوما ترقب الطريق وكلما رن هاتف المنزل تظنه زيد الذي يتصل ولكن دون جدوى ولكنها لم تبادر بالسؤال عنه رغم صعوبة الجفاء لانها تعلم انه لا سبب يمنعه من الاتصال والسؤال عنها ولقاء من يحب .
وهكذا بدات النهاية دون ان يخطط لها وذابت الاحلام والوعود وانهارت الدموع عندما وصلت اليها الاخبار بخطوبة زيد ولبنى !!
كانت صدمتها اكبر من تصدق الخبر ,
كيف اصف مشاعري سوى اني لازالت في الحياة مع وقف التنفيذ , اين الوعود والحب , اين قسمه الذي قسمه بكل المقدسات
هل استبدل قلبه ؟
هل الدموع تكفي وحدها , وبماذا ارد عن تساؤلات الشامتين وحتى اقرب الناس عن عذابي والالم الكبير , الهي وسيدي رجائي واملي ليس لي سواك يهون علي الصدمة ويمنحني الامان والنسيان, الهي لقد لقد سرق احلامي وشبابي وادمع قلبي واقلق حياتي وخذلني وشمت بي كل الذين تركتهم لاجله , الهي ومولاي ساعدني لانساه .
على ما يبدوا ان الاخبار بسرعة البرق تنتشر لذا كان اتصال شقيقة احمد اول السهام التي اصابتني ( مبروك خطوبة زيد وغلقت الهاتف بوجهي ) لذا كان حزني اكبر من اي حزن على الذين فقدتهم في حياتي لان فقدان الاحبة ارحم من خذلانهم وهم على قيد الحياة بدون سبب اصعب ما في الوجود وحزنه اقسى الاحزان ,
ان الزمن كفيل بالنسيان لكنني احاول ولم استطيع ابدا لانه كل نبضة قلب,
كل اغنية سمعناها معا في كل الشوراع والحدائق ,
كل قطرة مطر تذكرني به , اراه في كل وجوه العاشقين وقصصهم التي لاتنتهي , كلما اذكر اسمه مع دقات قلبي يعصرني الالم حتى تكاد تخرج روحي من الجسد.
960 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع