صدقتُ د. العبادي فخسرت خروفاً !

                     

                                  زيد الحلي

ليس في عنوان مقالتي ، اثارة مقصودة ، او فزورة تبحث عن جواب ، لكنه الواقع بعينيه ... واليكم الحكاية بقضها وقضيضها كما يقولون !

حين اعلن رئيس الوزراء د. العبادي قبل مدة ، عن فتح المنطقة الخضراء امام المواطنين ، تبارت مجوعة من الزملاء الاعلاميين في رهان بريء ، حول صدقية القرار ، وامكانية تنفيذه في حومة السجالات المعروفة ، والمعلنة ، بين الكتل السياسية ، بشأن خطورته على امن تلك الكتل التي اتخذت من ( الخضراء ) واحة امن وأمان لها ، دون التفكير بتأثير استمرار غلقها على انسيابية المرور ، لاسيما الجسر المعلق ، ورمزيته ، والتأثير النفسي على المواطنين بعد سنوات زادت على العقد ونيف !

من سوء حظي ، انني راهنت بنحر خروف كبير الحجم ، يزيد وزنه على الثلاثين كيلو ، ايمانا بقرار السيد العبادي ، مؤكدا بأن الجسر المعلق ، سيكون متاحاً للسابلة والمركبات في الذهاب والاياب ، في حين كان الطرف الآخر من الذين راهنوني ، على اصرار بأن المنطقة الخضراء ورمزها الجسر المعلق ، ستبقى عصية على الفتح الكلي ، وستكون ممرا مزعجا بإتجاه واحد ، ولن يجمع الرصافة بكرخها ، بل يكون ممرا خجولاً لسالكي طريق الكرخ الى الرصافة فقط ، وسط اجراءات امنية احترازية جديدة ، ضاعفت من تأخير المواطنين في الوصول الى اعمالهم ، والطلبة الى كلياتهم ... وبذلك انشطر ( الجسر المعلق ) الى قسمين ، ففقد رمزيته في توحيد البغداديين ، وفعلاً تحقق ما ذكروه ، وخسرت الرهان !
وقررت "لجنة التحكيم" ان أفي بوعدي ، بنحر خروف ( الجسر المعلق ) لكنها رأفت بحالي ، فجعلت ان يكون الخريف "هرفيا " وبوزن لايزيد على الـ 15 كيلو ... واوفيت برهاني الخاسر امس الاول ، وذهب الخروف المسكين الى أجله الموعود ، فداء لتصديقي قرار رئيس الوزراء ، بفتح المنطقة الخضراء ، ورمزها الجسر المعلق !
اقر بأنني خسرت الرهان ، لكن اسمحوا لي ان اصرخ : كفى … كفى .. اطلقوا سراح السجين المظلوم “الجسر المعلق” بكامله ، دون ان تجعلوه مجزءا ، يودع ولا يستقبل .. فهو رمزا للمحبة الشاملة ، وجامعاً لآهالي الكرخ والرصافة وكل العراقيين..هل اجد من يشاركني في هذا الصراخ ، ام ان كلمتي ستبقى بلا صدى ؟
وها انا اردد مع نفسي في هذه اللحظات ، مقطع قصيدة الشاعرة العراقية المغتربة لميعة عباس عمارة التي تناجي فيها الجسر المعلق :
( ضلعي احسه المنكسر … موش الجسر … ياجسر المعلق ويا أحلى جسر … )
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1086 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع