المهندس / احمد فخري
شاهدت الكامرة الخفية للمرة الاولى في بريطانيا ببداية السبعينات من القرن المنصرم وقد كانت تُخرج وتُهيأ للمشاهد بشكل كوميدي ساخر لا يسيء للناس باي شكل من الاشكال لانها كان يتم اعدادها بصورة ذكية من قبل خبراء واطباء نفسيين يقومون بدراسة المقلب بشكل علمي صحيح ويتأكدون من خلوه من اللقطات التي قد تصيب المتلقي بصدمات نفسية مما يخلف امتعاضاً من قبل المشاهد والمتلقي على حد سواء.
كان هذا في بداية السبعينات. اما اليوم فصار كل من هب ودب يقوم بانتاج كامرة خفية تقوم بالاستهزاء والسخرية من الضحايا الذين يشاء القدر ان يكونوا عابري سبيل وتحاك عليهم المقالب. البعض من هذه المقالب غير مؤذية وتؤدي الى ضحك المتلقي نفسه عندما يخبروه بانه كان ضحية لمقلب تلفزيوني وبموافقته يتم عرض المقلب على شاشة التلفاز. لكن البعض من هذه المقالب تسبب صدمات نفسية شديدة قد تؤدي الى سكتات قلبية لبعض كبار السن او حتى الصغار. الا ان ذلك لا يهم من وجهة نظر المنتج لان ذلك سيحقق لهم ارباحاً كبيرة.
اما المحطات التلفزية العربية فقد ارادت المواظبة على اللحاق بالركب للمحطات الاجنبي فقامت بمحاولات لعمل الكامرة الخفية الا ان جميع محاولاتها بائت بالفشل لانها لم تضحك الجمهور بل اصبحت محط نقد وسخرية من قبل الصحافة. لذا (وكالعادة) لجأت بعض هذه المحطات على فبركة الكامرة الخفية اي ان متلقي المقلب يعرف مسبقاً بالمقلب ويقوم بالتضاهر بانه اصيب بصدمة عندما يخبروه بانه امام الكامرة الخفية. وقد انفضحت الاعيب الكثير من تلك المحطات واذكر بالتحديد احدى المحطات التلفزيونية التي عملت برنامج الكامرة الخفية في مصعد يقف فيه الممثل مع احد الضحايا المزمعة ويتوقف المصعد فجأة فيصاب المتلقي بالرعب ويقوم الممثل بتخويف المتلقي حتى يبلغ الذروة، وبالآخر يخبروه بان هناك كامرات خفية بالمصعد وان الموضوع كله مزحة خفيفة. الا ان احد الاشخاص قام بنشر احدى هذه الافلام باليو تيوب والتي لم تكن معدة للنشر يظهر فيها المتلقي والممثل وهما يستعدان للتصوير ويقول للمتلقي "هل انت جاهز؟ إذاً دعنا نبدأ التصوير. لكن السخرية الكبرى هي ان تلك المحطة استمرت بعرض حلقات كثيرة من هذه المهزلة التافهة بالرغم من عملية فضح برنامجها متمسكة بالقصيدة القائلة
القافله تسير والكلاب تنبح
قل ماشئت بمسبتي . فسكوتي عن اللئيم هو الجواب
لست عديم الرد لكن. مامن اسد يجيب على الكــــلاب
ولا يعلمون انهم هم الذين اصبحت مكانتهم بالحضيض في رأي الجمهور.
قبل فترة حضرت الاعلامية والممثلة وعارضة الازياء الشهيرة (باريس هلتون حفيدة المليونير هلتون صاحب فنادق هلتون) الى دبي لكي تقوم بافتتاح احدى الفنادق الجديدة هناك لكن احدى المحطات قامت بتهيئة مقلب قوي جداً من الكامرة الخفية إذ قاموا بدعوتها لعمل جولة حول مدينة دبي بالطائرة، وكان ربان الطائرة من طياري الالعاب البهلوانية، فاختلق حالة شبيهة بحالة سقوط الطائرة وكان جميع من في الطائرة من الممثلين الذين يؤدون عمل مقلب بـ باريس هلتون. لقد اصيبت باريس بالهلع الشديد وكادت تموت من الخوف. وعندما اخبروها بان ذلك كان مقلباً. قررت ان تقاضي القناة التي قامت باعداد ذلك المقلب وتوعدت بانها ستنظف القناة من آخر مليم من اموالها.
هل يعقل هذا يا ناس؟ تربح القناة بعرض فلم تافه غير هادف. يضحك المشاهد لثوان قليلة. لكن المتلقي يعاني من شدة الصدمة وقد تكون تداعياته وخيمة على حالته النفسية؟ ساترك الجواب لكم ايها القراء.
1680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع