جلال چرمگا
قبل أيام أتصل بي أحد ألأصدقاء ألأعزاء من بغداد الجريحة وقال :
حصلت على تأشيرة أحدى الدول ألأوربية لزيارة ألأولاد اللاجئين في مملكة السويد .. وبما أن الوضع الحالي يسمح بهذه التأشيرة زيارة سويسرا .. أذا سنلتقي.. المهم أخبرني ماذا تريد :
ـ بقلاوة عراقية بالدهن الحر ..؟؟.
ـ كمية من أجود أنواع التمور ..؟؟.
ـ كمية من طرشي النجف ألأشرف .. أو طرشي / أبوسعد ألأعظمي !!.
ـ كمية من / خبز عروك الوالدة ؟؟؟.
ـ أم ماذا ..؟؟.
بعد ثوان من الصمت .. صرخ بي وقال :
شبيك صافن ..؟؟ راح أجيبلك كلشي.. بس گولي شتريد بعد ..؟؟.
سرحت أكثر.. ظن أن الخط قد أنقطع ... لكنني أجبته :
ـ تگدر أتجيبلي اللي أريده ؟؟؟.
قال : أبشر يا بن العم.. والله أطلب وأتمنى !!!.
قلت : أريد حفنتي تراب من الديرة ... لاغير.. ولايهمني من أي مكان .. من وسط العراق أو من شماله وشرقه وغربه وجنوبه .. المهم بيها ريحة هلي !!!.
أستغرب من طلبي وقال :
يا مصخم.. وشلك بالتراب ؟؟.. شنهو ماعندكم تراب في سويسرا ؟؟؟.
أجبته :
تراب وطني من تراب الجنة .. حيث :
ـ أذا ماتمرضت أتناول منه حبات... ستشفيني !!!.
ـ أذا ما أشتقت للأهل وألأحبه.. أشمه .. تذهب وحشتي وأشتياقي !!.
ـ قبل الصلاة .. أتيمم به ... يااااا لهذه الصلوات التي تتم بهذه الطريقة !!!.
ـ أذا ما أشتهيت أكلة عراقية.. أرش قليلا منه في أية طبخة .. أشعر وكأني عندكم وأتناول أكلاتنا العراقية التي كانت ولازالت مضرب ألأمثال !!.
ـ أذا ما أصبت بأرق في ليالي الوحشة والوحدة... أضعه تحت الوسادة .. حينها أنام نوما عميقا وكأني في سطح منزلنا القريب من دجلة الخير !!!.
ـ في المناسبات أضع قليلا منه في ( جيب سترتي) حينها سيشعر السويسريين في القطارات والباصات والمترو بأني قد وضعت أجمل وأغلى وأجود العطور الفرنسية.. ولا أستبعد أن يسألونني عن أسم عطري الفواح !!!.
ـ ولأسباب أخرى .. المهم وهل بأمكانك تلبية طلبي ؟؟؟.
سكت برهة .. سكت أنا أيضا.. دموعي أنهمرت.. وهو ألأخر... ياااااااااااااه .. كم عظيم تربة هلي وناسي ..كم عزيز هذا الوطن ...
كل يوم أنتظر تلك الهدية.. ياترى هل ستصلني وتتحقق أمنيتي... أنشاءالله تعالى ..
345 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع