ام كلثوم .... واغنيه ممنوعه

                                         

                        عبد الكريم الحسيني


  

في وطننا العربي كما في الكثير من بلدان العالم هناك قوانين وتعليمات وضوابط واعراف تلتزم بها المجتمعات والافراد وتطبقها لكي تسير الامور بشكل متجانس وسلس في الحياة وتدوم العلاقات وتحافظ على سمعة المجتمع والافراد وبالنتيجه تكون المحصله هي سمعة بلد وسمعة وطن ..

من الادوات التي كانت ولازالت تقوم بعملها في تهذيب الكلام والمحافظه على الاداب العامه والنهج الاجتماعي الذي يتماشى مع اخلاق الناس كانت مؤسسه تسمى ( الرقيب ) والرقيب هذا يكون متواجدا في الفن ويسمى ( الرقيب الفني ) وفي النشر ويسمى ( الرقيب الثقافي ) وفي الشارع ليسمى ( الرقيب الادبي ) او شرطة الاداب وهناك انواع عديده من المراقبين في السياسه والاقتصاد والعلوم و العسكر وكل تفرعات الحياة ,, لكن مايهمنا اليوم هو حادثه قد يجهلها الكثيرون من عشاق الست ام كلثوم رحمها الله حيث تعرضت الى مقص الرقيب الفني ومنعت احدى اغانيها وهنا لابد من الاشاره ان الرقيب مخول بحذف اجزاء او المنع الكلي ..
ما حدث مع ام كلثوم ، رغم أنها عاشت واحدة من أكثر لحظات العرب انفتاحا في القرن الماضي لم تسلم من الرقابة والقيود الاجتماعية فقد تعرضت أغنية "أنا الخلاعة والدلاعة مذهبي" للقص والتعديل ثم همشت حتى طواها النسيان، والأغنية وحسب  الخبراء المتخصصين بالموسيقى العربيه فقد اعتبروها من نوع الطقطوقةوكانت ام كلثوم قد غنتها  في "بدايات رحلتها وكانت متماشية مع أغاني "الهنك والرنك" التي درجت انذاك والتي كان فيها شيء من اللوعة الجنسية والميوعة التي لائمت حفلات الخديوي إسماعيل الشهيرة.

اعترضت شركة التسجيل على الغاء الاسطوانه وحصل اشكال بين المطربه والشركه من جهه وبين الرقيب من جهه اخرى  وكان الحل أن الأغنية أعيد تسجيلها لتقول "أنا اللطافة والخفة مذهبي"، وكان أداؤها باهتاً وتلقيها ضعيفاً مقارنة بالأصل". أثارت الأغنية ضجة كبيرة جعلت المعنيين بمستقبل أم كلثوم.الفني في ذلك الحين بإقناعها بضرورة سحب الاسطوانه التي وان رات النور الا انها ظلت حبيسه الادراج ولم يتداولها الكثير حتى طواها النسيان ,, واليوم نعيدها على اسمعاكم  ..
https://www.youtube.com/watch?v=8FlemqzPu5o
مع تحياتي
عبد الكريم الحسيني

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2218 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع