شخصيات بغداديه في الذاكره / 4 الفنان البغدادي (( غازي الرسام ))
لقد زخر العراق قديما وحديثا بالمئات من المبدعين والعلماء والفنانين والادباء وخاصة بعد تأسيس الدوله العراقيه الحديثه في مطلع القرن العشرين حيث ظهرت الكثير من المواهب في كل المجالات لاتزال تشغل حيزا كبيرا من هذه العلوم والفنون والمواهب والتي فاضت شهرتها حدود العراق ومن المواهب التي كادت ان تنسى شخصيه بغداديه شغلت الراي العام البغدادي خصوصا والعراقي عموما وحتى العربي ...
وهو المرحوم فنان الكاريكاتير (( غازي الرسام )) ولابد من نبذه مختصره عن سيرته الذاتيه لكي يتعرف عليه الجيل الجديد بل الاجيال الجديده ..
ولد الفنان غازي الرسام في بغداد عام 1925 وهو الوحيد لامه الارمله وعاش وهو يعاني الفاقه والفقر وتمكن من انهاء دراسته المتوسطه والتحق بالدراسه الاعداديه والدراسه في معهد الفنون الجميله مساء ومن محاسن الصدف ان التقى بالخطاط المشهور (صبري الهلالي ),, الذي ساعده في صقل مواهبه وكان يدور برسوماته على اقسام المعهد والتي كانت عباره عن رسوم كاريكاتيريه تحاكي الحال في تلك الحقبه من الزمن وحاول ان يخوض مجال العمل وافتتح مع الفنان المعروف ( خليل العزاوي ) مكتبا للدعايه والاعلان ثم سافر الى القاهره وكلف هناك بالرسوم الكاريكاتيريه لمجلة (العراق الحديث ) التي كانت تصدر في القاهره ..
كان يهوى كرة القدم ويمارسها حتى وصل الى الفرق المتقدمه واثر ذلك على رسوماته الرياضيه التي اعطتها نكهه خاصه وجماليه متميزه اضافة الى رسوماته الاخرى التي تميزت بالسخريه والافكار الاذعه واسلوبها الفكه وقد كان يرسم في الكثير من المجلات البغداديه مثل (قرندل ,عام 1947 ، قزموز ، ابن البلد ، جفجير البلد ، العداله ، العصا ، الاراء ، المصور ، جريدة الجريده ،لواء الاستقلال ) وحتى اخر ايامه ....
كان يتصف بميزتين فهو اضافة لكونه رسام كاريكاتير فانه كان يحب النكته والفكاهه وتمكن من دمج هاتين الميزتين في فنه بحيث كانت رسوماته تشكل ماده مختصره توصل الفكره بدلا من الاطناب بالكتابه . كانت رسوماته من الواقع العراقي وتعبر عن الام وفرح المجتمع وفعالياته واحداثه السياسيه والرياضيه وكان يستنبط من كلمات الاغاني ماده لرسوماته المرحه والشيقه ..
اصدر اول مجموعه من رسوماته في عام 1958 واخذت شهره كبيره وانتشرت بشكل واسع لحلاوة مادتها وتعبيرها للمشاهد والقارىء وقد ابدع في هذا الفن الذي يقول عنه ( لم يخطر في بالي ان اكون رساما وقد بدأت بشخبطات في الصف الثاني الابتدائي ) حتى باتت رسوماته تعبيرا عن الواقع العراقي المؤلم والمفرح ..
رحل عنا الفنان غازي في يوم 12 \ 2 1999 بسرعه وظل مقعده ومكانته الفنيه شاغره ,, هذا واحد من الرجال الذين قدموا للعراق وللفن ما اجادت به موهبتهم وخرجوا من الدنيا ولم يتركوا سوى هذا الاثر الجميل الذي يمكنكم الاطلاع على جزء منه في الرابط ادناه ...
مع تحياتي ...عبد الكريم الحسيني
3177 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع