رسائل هادفة لمعالجة قضايا عراقية ساخنة/ح17
وجهة نظر حول العلاقة المشتركة
ما بين المصالح القومية الكردية وحاجة العراق لجيش منضبط وفعال للوهلة الأولى سيظن القارئ لهذه الورقة أن تناقضا صارخا لا يمكن جمعه، ولايمكن قبوله أو التسليم ببعض منه، لما يخالف النظرية السياسية والأمنية للقيادة الكوردستانية السائدة للحفاظ على الأهداف القومية الكوردية، ولكن دعوني أوضح رأيي، كقائد عسكري محترف وكوردي مخلص لقوميته:-
1. من خلال تجارب سبع السنوات المنصرمة أي منذ أسقاط النظام البعثي الصدامي في العراق، من الممكن ملاحظة التطورات الإستراتيجية الكبيرة في السياسة الأميركية العليا، نتيجة تطور الأحداث وأختلاف المعطيات العامة للموقف السياسي والإستراتيجي العام في العراق، إذ نجد تحولا كبيرا ما بين الإستراتيجية الأميركية ما بين عامي 2003 – 2007 وما بين الإسترتيجية الأميركية ما بين عامي 2008 – 2010، والتي رسمتها لجنة (بيكر – هاملتون) كممثليين عن مؤسسات الأمن القومي الأميركي العليا.
2. أن أهم العوامل المؤثرة في تحول الإستراتيجية الأميركية نحو أتجاه آخر، هو العامل الإيراني وحجم توسع نفوذه أفقيا وعاموديا في السياسة والأمن والأقتصاد العراقي، وأستمرارية تهديد تنظيم القاعدة الأرهابي، وأرتفاع كلف الحرب في العراق .
3. من نتائج الإستراتيجية الأميركية الجديدة، هو تخفيف المسؤوليات الأميركية في العراق، مع ضرورة المحافظة على مصالح الأمن القومي الأميركي في العراق والمنطقة ،وهي معادلة صعبة جدا، مما يتطلب وضع سياسة حذرة جدا في التعامل مع الخطر الإيراني المحدق بالمصالح القومية الأمركية، من دون أستفزاز إيران ومنعها من الإيغال بإيذاء تلك المصالح في العراق، فالإدارة الأميركية تحاول قدر الإمكان مقاومة الرغبات الإسرائيلية في ضرورة أعتماد العامل الحاسم في أنهاء أو تعطيل البرنامج النووي الأميركي، لحين أستعادة القدرتين العسكرية والأقتصادية الأمريكيتين المنهكتان نتيجة الحرب المباشرة على أفغانستان والعراق في آن واحد (تصميم القدرات الصلبة الأميركية بأنها لا تتمكن من أدارة أكثر من صراعين عسكريين في آن واحد).
4. أذن لضمان المصالح الأميركية أعلاه، ينبغي ضمان ولاء الجيش العراقي المركزي بما يحافظ على تلك المصالح، وليس أن يتحول إلى مصدر قلق أو تهديد لها. ناهيك على ضرورة تطوير هذا الجيش من ناحيتي الضبط والأداء ليتحمل مسؤولية مواجهة مستويات مهمة من التهديدات الأرهابية والإيرانية .
5. أن الضامن الحقيقي والمعول عليه في تحقيق الغاية أعلاه في ظل واقع الأمر، هو القيادة الكوردستانية التي تعتبر حليفا إستراتيجيا موثوقا للولايات المتحدة الأميركية بالمقارنة مع باقي مراكز القوى السياسية العراقية .
6. أن من المصلحة القومية لشعبنا الكوردي هي أحكام السيطرة على هذا الجيش العراقي المركزي، وعليه أقترح ما يأتي :-
أ. السعي للحفاظ على منصب رئيس أركان الجيش العراقي، من حصة القيادة الكوردستانية.
ب. العمل على أنتخاب رئيس أركان جيش كوردي محترف وبكفاءة عالية، مما لا يثير أعتراضات سياسية جدية، ويرضي القوى العربية السنية، بل المحيط العربي .
ج. أعتماد المعايير المهنية والتوصيف الوظيفي لكل المناصب الرئيسية (القيادة والأركان) لضمان تشذيب وتنقية تلك المناصب من المنسوبين للأحزاب الأخرى والخاضعة للنفوذ الإيراني ومعظمهم من غير المحترفين، وهذا يصب في المصلحة المشتركة الكوردية/الأميركية.
د.من خلال هيمنة القيادة الكوردية على الجيش العراقي المركزي، ممكن الحصول على المكتسبات السياسية والأمنية التالية :-
أولا: من البديهي، أن من يمتلك مزيدا من القوة، يمتلك مزيدا من النفوذ والتحكم السياسي .
ثانيا: توسيع التواجد الكوردي في القيادات والقوات الرئيسية والفاعلة .
ثالثا: التركيز على قوات نخبة يكون معظمها بالأساس بقيادات كوردية .
رابعا: سهولة مضاعفة القوة للوحدات المقاتلة الخاصة بأقليم كوردستان من كل النواحي .
خامسا: التحكم في مسار سياسات الدفاع والتسليح والتجهيز للجيش المركزي
الفريق الركن الدكتور
عبد العزيز المفتي
عمان 5 أيلول 2010
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
http://www.algardenia.com/maqalat/15347-2015-03-07-11-06-09.html
2993 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع