لطيف عبد سالم العگيلي
مشاعر جياشة تنفذ إلى النفس من دون جواز مرور، انعكست بمسحة ألم خفي في قلب من تضامن مع وجدانية منظر الدموع المثيرة التي اغرورقت بها عيون لاعبي ساحل العاج لكرة القدم، وقت استماعهم إلى نشيد بلدهم الوطني قبيل مبارياته امام كولومبيا في أولى مباريات الجولة الثانية للمجموعة الثالثة من منافسات مونديال البرازيل الكروي؛
بالنظر لضخامة حجم ما يحمله الفريق الإيفواري أو ( الأفيال ) مثلما يشار إليهم من أمانة وطنية تمثل طموحات شعب تواق لصيانة كرامته عبر ترك بصمة خالدة في سفر بطولات كأس العالم، من شأنها محو كبوة الفريق الإيفواري المتمثلة بخروجه المبكر من بطولتي ألمانيا وجنوب أفريقيا لكأس العالم بكرة القدم.
إن وخزة الضمير التي عكسها تصرف الفريق الإيفواري تشعرنا بالأسى حين نستعيد شريط أحداث الموصل بعد أن كشفت الوقائع سقوط سياسيين وقادة عسكريين كبار في مستنقع الخيانة الوطنية الكبرى التي لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف، ما أفضى إلى اهتزاز وطنية بعضهم، وتركهم أرض المعركة من دون قتال، وبالتالي تسليمهم عذرية ثاني أكبر محافظات البلاد إلى الغرباء الذين يجهدون في محاولة توسيع رقعة تواجدهم، إلى جانب استثارة الشهوات الشريرة لتجار الحروب الذين اعتادوا على استثمار أعمال العنف وغيرها من الأزمات، وتوظيفها لخدمة مصالحهم الدنيئة، بالاهتداء إلى التلاعب بقوت الفقراء والمعدمين عبر رفع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في جميع المحافظات العراقية مستغلين التدهور في الأوضاع الأمنية جراء الظروف الراهنة التي فرضت على البلاد بأجندات دولية وإقليمية ومحلية. وما يزيد مسحة الحزن والأسى الشعبي هو ما تناقلته الوسائل الإعلامية من أخبار حول تزايد حركة هروب من وجلت قلوبهم من ممثلي الشعب والوزراء وذوي الدرجات الخاصة وغيرهم من المسؤولين إلى بعض مدن العالم، ولاسيما الأردن على الرغم من تنعمهم بخيرات شعب جريح، وأثرائهم على حساب الذين ما زادهم الفقر المدقع إلا ثباتا على المبدأ. تحيةً للغيارى من أبناء وطني الذين هبوا لنصرة العنوان الأكبر ( العراق ).
تحيةً للفاضلة العراقية التي حافظت على رباطة جأشها، وأقسمت بالله العلي العظيم البراءة من زوجها وأولادها إن هم تنكروا لنداء الواجب، وتحيةً للفريق الإيفواري الذي رسم بدموع لاعبيه أروع لوحات الوفاء الوطني، وسحقاً لتجار السحت الحرام الذين خيم على تأريخهم العار، إضافة إلى من تضامن معهم من المسؤولين ذوي القلوب الجبانة الذين تعودوا الانزواء في أقبية الجبن والرذيلة والعيش على تصريحات استبدلوا سكرها بسموم يطلقونها من خارج حدود الوطن المبتلى للتأثير على وشائج وحدة شعب صابر مجاهد وتفتيت الصورة الزاهية لفسيفسائه الجميل المتفرد، سعياً في تكريس أجندات تنحى صوب إلغاء دوره الحضاري والثقافي. بئساً لسراق قوت الشعب، وبئساً لهذا النفر الضال الذي تسلط على رقاب الشعب، وثلم كرامة الشهداء، واستخف بدماء العراقيين الأبرياء وتضحياتهم، متناسياً أن التأريخ لسان!!.
في أمان الله.
1640 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع