الجيش العراقي من وجهة نظر محايدة

                                              

                              جلال چرمگا

تكاد تتفق اكثر جيوش العالم على ضوابط معينه تعتبرها اسس لكل جيش محترف فعال يؤمن الغايات السياسيه للقياده السياسيه للبلاد ولكون القوات المسلحه في كل دول العالم المتحضر هي وسيله من وسائل تنفيذ السياسه ولاتتدخل بها ولكن دأب العالم الثالث على ان يكون للعسكر دورا في سياسة البلد لاسباب عديده لسنا بصددها في هذا المقال .

عند تشكيل الجيش العراقي عام 1921  في ظروف صعبه وامكانيات محدوده وبلد حديث بدأ من الصفر ولكنه تشكل وفق ضوابط واسس ومعايير معروفه ومنتقاة وادب واخلاق وضوابط لايسمح بتجاوزها او الاخلال بها لكي يكون جيشا احترافيا مهنيا صلدا وقويا .. يقول قادة الجيوش في الدول الكبرى (ان الضبط هو العمود الفقري للجيش ) واي جيش بدون ضبط يصبح قريب من المليشيات والعشائر ويضيع فيه النظام وتأكله الزعامات والاراء وتلعب به الاهواء ويصبح كثير الاخطاء والذنوب ,, يقول سيدنا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) ان ذنوب الجيش اخوف عليهم من عدوهم ,, ويقول في موضع آخر عندما سأل عن معركة ما متى بدأتم القتال قالوا عند الفجر وانتهت بعد صلاة الظهر قال لقد اذنبتم ذنبا والا لما كانت تطول المعركه كل هذه المده ,, انا ننتصر على عدونا بالاسلام واذا تساوت العدد والاعداد فأن عدوكم يغلبكم ..
بالرغم من دخول الجيش العراقي متاهات السياسه والانقلابات وتصدر السلطه الا انه ظل محافظا على الاسس الرصينه في عمل الجيش من سياقات وتعليمات وضوابط الى الاحتلال الامريكي الذي شاع ثقافة التحلل والتسيب والفوضى في عمل المنظومه العسكريه واصبح الجيش تابع لهذا السياسي وذاك ومنحت الرتب لكل من هب ودب وادخلت المليشيات في الجيش ومنحت رتب عاليه ومنهم من لايجيد حتى كتابة اسمه او ارتداء السروال واصبحت المناصب لضباط لم يحلموا في يوم من الايام ان يصبحوا في منصب ضئيل وليس السبب كما يشيعون من انه سياسيا بل لكونهم مجموعه من الاغبياء والفاشلين والمأبونين واللصوص والجبناء واصبحت رتبة فريق من الرتب التي يمنحه رئيس الوزراء بالمكيال بدون ضوابط واعتبارات حتى بات من طرد من الجيش بسبب اللواطه فريق اول ومن جبن في المعركه فريق اول ومن سرق اثاث البهو لوحدته فريق ومن طرد لكونه مأبون برتبة لواء ومن كان في ايران يقاتل الجيش العراقي ويقتل بلده برتبة لواء وهو لايزال يتقاضى راتبه من الحرس الثوري الايراني ,, وسبق ان قيم الكثير من اخواننا العسكريين حال هذا الجيش وتوقعوا انهياره لانه اعتمد ضوابط خارجه عن المألوف واسوق هنا مثلا وقد حدثني به احد الاخوه العسكريين من هم برتبة لواء ركن باستحقاقه عن طريقة قبول الطلبه في الكليات العسكريه والطيران فقد كانت هناك نسبة من الطلبه لكل محافظه حسب تعداد نفوسها اضافة الى ضوابط القبول الاخرى واهمها سمعته وسمعة عائلته والتأكد من انه لايعمل مع جهة اجنبيه . هذا كان يؤمن التوازن لكل العراقيين ويؤمن العداله .
توقع العديد من الاخوه العسكريين ومنهم من يكتب في الگاردينيا ومنهم احد الاخوان قال لي بالحرف الواحد في موقفين الاول حول الفلوجه حيث قال لن يستطيع هذا الجيش اقتحام الفلوجه حتى لو حشد مليون جندي والسبب بسيط عدم وجود وطنيه وعدم وجود عقيده عسكريه وعدم وجود ثقه في قادة الجيش والفساد المستشري في صفوف الجيش والطائفيه والموقف الثاني كان في احداث الموصل حيث قال ان انهيار الجيش كان متوقع في اي نقطه او مدينه لانه ليس جيشا بمعنى الكلمه انما مجموعه من المرتزقه والفاشلين ..
ولكي نصدق في القول فأن الضباط الذين تبؤا مناصب في هذا الجيش من وزير الدفاع وحتى الملازم البسيط الصغير اصبحوا يتعاطون الرشوه والخاوه ويتقاسمون رواتب الجنود لقاء عدم التزامهم بالدوام ويبيعون السيطرات ويبيعون مناطق معينه تدر دخلا كبيرا مثل منطقة العلويه في بغداد وبغداد الجديده والباب الشرقي والعلاوي وغيرها ويكفي ماذكره باقر جبر صولاغ وهو وزير لثلاث وزارات متتاليه حيث اكد هذا الكلام واليوم من يريد ان يعلم اكثر فأن عقارات واموال ومزارع في الخارج باسماء علي غيدان وعبود قنبر ورشيد فليح وقاسم عطا وغيرهم الكثير جدا من الضباط ..
اما موضوع الدمج فهذه كارثه لاينبت عليها شعر وكان الضباط ينتقدون البعث لانه ادخل الفاشلين في الدراسه الاعداديه دورات عسكريه وحملوا رتبة نواب ضباط تلاميذ فاليوم الدمج يحملون رتبا تصل الى لواء وعميد وقلنا لعلها فتره مؤقته حتى جاء الحشد الشعبي وحمل الملا والبقال والعامل والسائق الروزخزن والسيد رتبا ما انزل الله ولاالجيش بها من سلطان والصور الكثيره التي تنشر تثير السخريه والعجب حيث يقوم سيد بمنح رتبا عسكريه تحتاج الى شهادات ودراسه وتمارين وفحوص ويمنحا بدون اي التزام او رادع وحتى البعض يجمل رشارة الركن وهي شهاده علميه ( ماجستير علوم عسكريه )  ولاادري ماهي حاجة الحشد الشعبي الى رتب عسكريه وهم اصلا يجب ان يكونو تحت امرة الجيش كتعزيز وليس كقاده ...
فهل نريد من هكذا جيش ان ينتصر او يدافع عن بلد اذا كان يمارس اللطم بدلا من التدريب ويحمل شارات واعلام طائفيه بدلا من شارات واعلام الميدان ..
اذا ما اعيدت هيكلية الجيش من جديد وعلى نفس النهج فسوف نخسر مليارات اخرى ولكن فوقها سوف نخسر بلد لان مايحصل هو في صالح ايران والكويت واعداء العراق ..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

802 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع