جمال الدين الأفغاني

د.رعد العنبكي

تلبية لطلب السيدة نور ( ام مصطفى ) بشئ من التراث اهدي اليها والى كافة القراء الكرام هذه القصيدة
لشاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري – القيت في حفل الاحتفاء بمرور رفات جمال الدين الافغاني
من العراق في طريقه الى افغانستان الذي اقيم في الحضرة الكيلانية صباح يوم 14كانون الاول 1944
نشرت في العدد الخاص الذي اصدره الشاعر من جريدته ( الراي العام) عن جمال الدين الافغاني
العدد 1175 في 16 كانون الاول 1944
هَويتَ لِنُصرةَ الحقَ السُهادا            فلولا الموتُ لم تُطق الرُقادا
ولولا الموتُ لم تَترُك جهاداً            فَللتَ به الطغاةَ ولا جلادا
ولولا الموتُ لم تُفرح فرادى             صعَقتهُمُ ولم تُحزن سوادا
ولولا الموتُ لم يذهب حريقٌ              بيانعةٍ وقد بَلغت حصادا
وان كانَ الحدادُ يَردُ ميتاً                وتبلُغُ منه ثاكلةٌ مُرادا
فان الشَرقَ بين غدٍ وامسٍ             عليكَ بذلةٍ لبسَ الحداد
* * * *
تَرفع ايها النَجمُ المُسجى           وزد في دارة الشَرفِ اتقادا
ودُر بالفكر في خَلدَ الليالي        وجُل في الكون راياً مُستعادا
وكُن بالصَمتِ ابلغ منك نُطقاً        واورى في مُحاجَجةٍ زنادا
فانَ الموتَ اقصُر قيد باعٍ           بانَ يُغتالَ فكراً واعتقادا
* * * *
جمالَ الدين يارُوحاً عَلياً             تنزَلَ بالرسالة ثمَ عادا
تجشَمت المهالكَ في عسوفٍ      تجشَمَهُ سواك فما استَقادا
طَريقِ الخالدينَ فمن تحامي        مصايرَهمُ تَحاماه وحادا
كثيرَ الرُعب بالاشلاه غطَت        مغاورَهُ الجماجمُ والوهادا
جماجمُ رائدي شرفٍ وحقٌ           تهاووا في مّجاهلهِ ارتيادا
واشباحُ الضحايا في طواهُ          على السارينَ تحتشد احتشادا
وفوقَ طُروسه خُطَت سُطورٌ        دمُ الاحرار كان لها مدادا
شقَقتَ فجاجَهُ لم تخشَ تَيهاً         ومذئَبةً وليلاً وانفُرادا
لانَكَ حاملٌ ما لا يُوازي            بقُوتَه العقيدة والفؤادا
وتختلفُ الدُروبُ وسالكوها        وغايتُها دُنواً وابتعادا
ويختلفُ الُبناةُ ورَبَ بانٍ          بنى من فكرةٍ صَرحاً وشادا
وانت ازددتَ من سُم زُعافٍ      تَذوقَهُ سَواك فما استزادا
نضال المستبدِ يرى انكشافاً         عَمايتَه وعثرتَه سَدادا
اذا استحلى غَوايتَه واصغلى        الى المتزِلفينَ له تمادى
خَشيتَ الله عن علمٍ وحق           اذا لم تَخشَ في الحق العبادا
وجَدتَ اللذةَ  الكبرى فكانت        طريفَ الفكرِوالهمَم التلادا
واعصاباً تشُدُ على الرَزايا          اذا طاشت وتَغلِبُها اتئادا
ولما كنت كالفجر انبلاجاً         (وكالعنقاء تكبُرُ ان تُصادا)
* * * *
مَشيتَ بقلب ذي لبدٍ هَصورٍ        ( تُعانِدُ من تُريدُ له العنادا)
صليبَ العُود لم يَغمركَ خوفٌ       ولم تَسهُل على الترف انعقادا
ولم تَنزل على اهواء طاغٍ            ولا عمَا تُريدُ لما  ارادا
ولم تجد الامانيَ والمنايا            مُبررة ًعن الحق ارتدادا
ولم ار في الرجالِ كمُستمدٍ          من الحقَ اعتزازاً واعتدادا
وكان مُعسكران : الظُلمُ يطغي      ومظلومٌ فلم تَقفِ الحيادا
ولم تحتجَ انَ البغيَ جيشٌ           وان الزاحفينَ له فرادى
ولا انَ الليالي مُحرجاتٌ            وانَ الدهرَ خصمٌ لا يعادى
وانَ الامرَ مرهونٌ بوقتٍ           ينادي حين ياءزَفُ لا يُنادى
مَعاذيرٌ بها ادرَعَت نفوسٌ         ضعافٌ تَرهبُ الكُرَبَ الشدادا
تُريدُ المجدّ مُرتمياً عليها             جَنىً غَضاً تَلقَفُهُ اردِرادا
* * * *
وبهذا اكتفي على امل العودة لتكملة القصيدة في الحلقة القادمة انشاء الله  تعالى
ولكم مني اطيب المنى
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي  

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

706 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع