الشهاب الحسني البغدادي
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً }
إلى....الذين أدركوا العلاقة الصميمية بين عروبتهم ودينهم
مقدمة:
قبل العاشر من حزيران 2014 كان سدنة النار في إيران يزمزمون لاقتراب تحقيق حلمهم من بوابة العراق ، تلك البوابة التي حسبوا أنهم بدخولها قد أنجزوا الخطوة الجدية لتحقيق مشروعهم الإمبراطوري بإستعادة أمجاد فارس التي هدمها العرب منذ مئات السنين. وما يزال إيوان كسرى شاهدا، كأحد أهم معالم إنتصار العرب على فارس، فراح هؤلاء السدنة يتوهمون بأن كسرى عائد، ولكن هذه المرة معتجرا العمامة .
لم يكن لنظام السدنة أن يحصل على هذا الإنجاز الكبير لولا أن عيون الناطور العربي كانت قد نامت عن حماية (غنمه)، ولولا مشاركة الشيطان الأكبر في احتلال العراق.
ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم ولا صميم الموالي إن هم انتسبوا
قوم يدينون دينا ما سمعت به عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
فمن يكن سائلي عن أصل دينهم فإن دينهم أن تُقتل العربُ
1. كان العراق - منذ القدم - الحد الشرقي للثقافة السامية إتجاه ثقافة أخرى قوية هي الآرية ، فهو لذلك ساحة صراع ثقافي اجتماعي بين السامية والآرية منذ فجر السلالات ، ثم صار العراق الحد الشرقي للثقافة العربية حفيدة الثقافات السامية ووريثتها تجاه الأعجمية ، فهو لذلك ساحة صراع سياسي ثقافي بين العروبة والأعجمية منذ ظهور العرب على المسرح في دولتهم المركزية الجديدة في ظل الإسلام، ومن الممكن استعمال عبارة الحروب العراقية الإيرانية بدل العلاقات العراقية الإيرانية لوصف تاريخ البلدين المتجاورين، فقد كان هذا التاريخ الذي يمتد الى أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد مخضباً بدماء العراقيين الذين دافعوا عن حدودهم الشرقية ضـد هجمات الأقوام التي سكنت مناطق جبال زاجروس وخوزستان المتاخمة للحدود العراقية ( )
2. ومن عجائب حقائق التأريخ أنه لم تقم حضارة في العراق قط إلا وكانت نهايتها على يد الفرس أو الغزاة القادمين من الشرق !، فسومر دمرها العيلاميون وأحرقوا عاصمتها (أور) عام (2006 ق.م.) وقادوا الملك العراقي (آبي ـ سين) أسيراً إلى عاصمتهم (سوسة) وكانت مأساةً ظـل العراقيون يذكرونها بالأسـى والحزن مئـات السنين، وكذلك (أكـد) و(بابل) و (الحضر) و(أشور)،
وأخرها (الحيرة) إذ كانت نهاية ملكها (النعمان بن المنذر) على يد (كسرى برويز) أو (كسرى الثاني)،
ولما جاء الإسلام وقامت حضارته في العراق كانت نهاية عاصمتها (بغداد) على أيدي المغول ولكن.. بتخطيط وتحريض من الـوزير الفارسـي (ابن العلقمي) وتعاونه مع وزير هولاكو (نصير الدين الطوسي) الفارسي ! بعد أن قضى الفرس في تآمرهم ضد دولة العرب أو دولة الإسلام ستة قرون ونصف قرن خاضوا خلالها مئات الثورات والحروب، وحاكوا آلاف الدسائس، وسفكوا أنهاراً من الدماء، وأهلكوا الحرث والنسل، وأشاعوا الفساد، ودمروا البلاد والعباد !..
لقد ظل صراع الفرس مع العراقيين خصوصاً والعرب عموماً كما هو قبل الإسلام وبعده لم يتغير منه سوى العناوين واللافتات، أما المضامين والأهداف والغايات فهي هي سوى أنها صارت هذه المرة تتغلغل تحت طيات العمائم.
كل الذي تغير هو أن المفاهيم المجوسية والأحقاد الفارسية صارت تصدر إلينا باسم جديد وذريعة جديدة، بعد أن تأكد لأساطين السياسة الفارسية عدم قدرتهم على مواجهة الإسلام علناً فأمسوا يكيدون له سراً متقمصين مبادئه ويرفعون شعاراته ويتبنون شعائره بعد تفريغها من محتواها وملئها بمحتوى آخر هو المحتوى الفارسي الذي ليس له من الإسلام سوى الإسم والعنوان واللافتة والشعار. وصاروا يصدرون إلينا هذا (الإسلام) المصنع حسب التفصيلة الفارسية باسم التشيع لأهل البيت.
3. أصيب الإسلام في بلاد فارس بمثل ما أصيبت به المسيحية في بلاد الرومان (فترومت المسيحية) ـ كما قيل ـ ولم تتنصر الرومانية، كذلك (تمجست الديانة الإسلامية) ولم تسلم المجوسية الفارسية. وكما صار الرومان الوثنيون يغزون أرض العرب باسم الصليب، كذلك صار الفرس المجوس يغزون بلادنا وأرضنا باسم أهل البيت.
وكما استباح أولئك دماءنا باسم المسيح الصليب، استباح هؤلاء دماءنا باسم الحسين الشهيـد. وكما تأسس دين كامل على حادثة صلب المسيح (ع) المزعومة كذلك تأسس دين كامل على حادثة قتل الحسين (رض) التي صيغت صياغة وأخرجت إخراجاً ! والضحية في كلتا الحالتين العرب والإسلام. ( )
ونجح الفرس في استغلال الأحداث ـ كالخلاف بين علي ومعاوية والحسين ويزيد ـ وصناعتها وتزويرها ليحولوها من إطارها السياسي إلى إطار ديني إعتقادي يستثمرونه متى شاؤوا خدمة لأغراضهم السياسية. أي أنهم حولوا التشيع من قضية سياسية إلى قضية دينية تستثمر عند الطلب لمصلحة سياسية. كل ذلك يتم في جو مشبع بالروايات الملفقة المنسوبة زوراً لأئمة أهل البيت العلوي، ومشحون بالعاطفة الخادعة والدموع الكاذبة على (مصائب أهل البيت). وتمكنوا بذلك من استمالة الملايين من البسطاء، وجرهم إلى صورة مشوهة للدين تحت ستار (التشيع) ونسبة ما اخترعوه من روايات وما ابتدعوه من عقائد وعبادات إلى الأئمة التقات.
إن هذا (التشيع) المشوه الذي نطلق عليه اسم (التشيع الفارسي) أو (الرفض) ما هو إلا (فارسية) مجوسية بكل ما فيها من حقد تأريخي دفين ومعلن وعقد نفسية تاريخية غير قابلة للعلاج ألبسوها ثوب الإسلام وتوجوها بشعار التشيع لأهل البيت !. وإن هو إلا حلقة واحدة متميزة في سلسلة طويلة من الصراع الأبدي الذي لم يتوقف ـ ولن يتوقف ـ تمتد حلقاتها إلى مدى ستين قرناً من الزمان المكتوب ! إن ميزة هذه الحلقة كونها مغلفة تتخفى ولا تعلن عن نفسها صراحة، بسبب تغير الظروف لا أكثر، أما الحقد والعقد، والأفكار والعقائد، والفساد والاعتداء فهو هو ! بل صار أدهى وأمر وأنكى وأخطر بسبب هذا التغليف والتخفي والـ..(تقية).
وإذا ماذكرنا التشيع المذموم فهو هذا الذي نسميه الصفوية. ولا يعذر أحدا بمجاملته أو مداهنته بل من فعل ذلك معه فهو شريكه في الجريمة قصد أم لم يقصد.
4. لقد كان التشيع قبل ظهور إسماعيل ألصفوي منهجا ثوريا ونظرة سياسة تختلف مع الآخرين حول النظام الدستوري للمسلمين وهل ان الحكومة بالشورى أم بالوراثة لهذا البيت الهاشمي اوذاك،
لم يكن التشيع فكرا طائفيا يعادي لبناء الأمة أو يشكل دائرة منعزلة ضيقة في مقابل دائرة الأمة الإسلامية الواسع، بل كان تيارا فكريا وفقهيا في قلب الأمة ، فجاء الصفويون وجردوا التشيع من روحه العلوية الحسينية ومسخوه إلى عقدة طائفية مستعصية ومعادية للمسلمين، واصبح التشيع ألصفوي هو تشيع الحكام وليس تشيع جماهير الأمة، جاء نتيجة للصراع الدموي على المرجعية الإسلامية مع الدولة العثمانية ،
ولقد شاء الله تعالى بحكمته أن يجعل من إيران بلداً متفوقاً في عدده ومساحته، ويجعل العراق متفوقاً في معناه وقيمه فكان أن أدى ذلك إلى أن تصاب إيران بعقدة الشعور بالنقص تجاه العراق كما يشعر الكبير الفارغ بالانتفاخ تجاه من هو أقل حجماً وأكبر نفساً ومعنى، وفي الوقت نفسه ظل العراق يستشعر قيمته ويعتز بنفسه فلا يستجيب لكبرياء ذلك الخصم الفارغ المنفوخ.
إن هذا العداء المتأصل تجاه أمتنا وحضارتنا يمثل عقدة مترسخة في نفسية كل الشعوب الإيرانية ـ إلا من رحم ـ لا سيما من أمسك منهم بزمام الحكم. (فمع أن سلالات غير فارسية) حكمت إيران في بعض العهود إلا أن سياستها لم تكن لتختلف عن السياسة الفارسية التقليدية التي ذكرنا، فالأفشاريون والزنديون والقاجاريون مثلاً وهم ليسوا فرساً لم يكونوا ليصبحوا (شاهات) لإيران لو لم يلتزموا بـ (العقدة الفارسية) فيحذوا حذو أسلافهم في معاداة الأمة العربية وسلب أراضيها ومياهها وتشويه دينها وثقافتها ( )
في الحقبة الأخيرة استشرى خطر (التمجس) لا سيما بعد مجيء الشاهات المعممة إلى سدة الحكم في إيران، فبدأت تتكون لها قواعد وتمتد استطالات خارج حدودها طالت أماكن ومواقع حساسة لا ينبغي أن تطالها، وصار لها وجود في دول وأقاليم كالشام والخليج وأفريقيا وشرق آسيا، طبقاً إلى خطة مرسومة سلفاً يقوم على تنفيذها دول ومنظمات ـ وليس أفراداً وتجمعات محدودة ـ وضعت العراق على رأس القائمة وجعلته أول هدف من أهدافها.
5. أما نحن أبناء هذا العصر فقد كشفت لنا الأحداث الدامية التي عشناها من حرب الثماني سنوات وأعمال الغدر والخيانة على هامش العدوان الأمريكي 1991 وغيرها من الأحداث،والواقع المعاش، بعد عام2003 جميعها كشفت لنا عن أمور وأمور ودفعتنا إلى ضرورة إجراء مراجعة تاريخية واقعية شاملة لنكتشف حقيقة مؤلمة خطيرة هي:
أن العداء (الفارسي) لأمتنا وديننا وعراقنا عداء أبدي تمتد جذوره عميقة في أغوار الزمان وتتفرع أغصان شجرته الخبيثة دونما نهاية ! وأن كل موقف عدائي نواجهه لا يصح أن نفسره تفسيراً ساذجاً يقف به عند حدود أسبابه المباشرة ودوافعه الظاهرة، بل علينا أن نعتقد جازمين أن ذلك الموقف الجزئي ما هو إلا امتداد لموقف (فارسي) راسخ معادٍ للعراق والأمة العربية والإسلامية. اتخذ في كل مرحلة سماته المنسجمة مع طبيعتها..
لقد اعتنق الفرس الإسلام كسائر شعوب المشرق لكنهم حاربوه من داخله، وتعلموا الآداب العربية لكنهم حاربوها بما تعلموه منها، وكتبوا بالحروف العربية لكنهم شنوا حرباً على اللغة العربية نفسها. لأن العقلية (الفارسية) تنظر إلى الحضارة العربية بعين واحدة. إنها تتأثر بها لأنها مضطرة إلى ذلك لنقص في مستواها الحضاري ، وتعاديها في الوقت نفسه لأنها تمثل خطراً يهدد سيطرتها على القوميات العديدة التي تحيط بها.
6. وليس عجبا أن تنادت ألأحزاب ألصفوية ألفارسية ومنذ الوهلة الأولى لاحتلال العراق في تجسيد ألأساليب ألإرهابية، مستغلة بذلك وجودها في ألحكومة باعتمادها على منظمات ألقتل والإرهاب ألمرتبطة بايران وأسرائيل، فضلا عن شيوع ألخطاب ألسياسي ألطائفي ألذي يعزف على ألأوتار ألمذهبية وألمظلومية، والذي أستعار من قاموسها أسوأ عبارات ألكراهية وألأستعداء، ومن قاموس ألسياسة أتعس مصطلحات ألتضليل والأستغباء، مترافقا ومدعما بماكنة إعلامية وأقلام صفراء وأصوات نابحة ووجوه كالحة، مهمتها ألتضليل وشحن ألنفوس، ابلغ ألأثر في أحداث ألشرخ ألمطلوب ، ليوجد حالة وطنية متصدعة تكرس ألتخندق ألمناطقي والطائفي وتضعف روح ألانتماء الوطني ولتؤثر لأصطفافات ذات عواقب وخيمة على ألنسيج ألاجتماعي
فتفتقت منابع ألحقد وألكراهية تبث سمومها مجبولة بدوافع ألانتقام وألقتل وألأقصاء لآلاف ألعراقيين من ديارهم ووظائفهم تغطيها عباءة صفوية لاتريد للعراق أن يهنأ،
وعلى ألرغم من أن هذا النهج هو جزء من مشروع تدميري فأن ألأحزاب ألصفوية تعدت دورها ألمرسوم، كونهم أدوات تنفيذ على غرار سلوكيات ألخارجين عن ألقانون، وبصيغ ألمصالح ألضيقة وألكسب ألرخيص والشهرة الدينية المخجلة، وألذي يراه ألرأي ألعام بأن ما تحقق على يد هذه ألقوى هو اخطر مما كان ينوي ألقيام به في عقلية مراجعه ألسياسية وألدينية مع ألحرص على أن يكون مطابقا تماما لواقع ما بعد ألتغيير بما ينسجم وأهداف مشاريع ألتقسيم ألجغرافي والبشري والتوسع ألإقليمي لدولة فارس كامتداد وعمق تأريخي لها ،
لقد عمدت هذه ألقوى ألفارسية إلى تصفية واغتيال ألخصوم ألسياسيين وما يسمونهم بعناصر ألنظام ألسابق ومنتسبي ألدوائر ألأمنية،ومن ألشخصيات ألوطنية والدينية وبعض من ألقيادات ألعسكرية (خاصة ألطياريين) وألقوى العلمية وشرائح واسعة من مختلف ألأطياف ، ناهيك عن ألخراب ألمأساوي وألروحي وألأنتهاك ألفاضح لكرامة ألشرف ألعراقي التي وضعوها تحت أقدامهم ، وقد اتخذوا لأنفسهم صفة ألوصاية على ألشعب ودعاة للتمثيل ألوطني ،
فإذا كان ألإرهاب ألملثم من فعل ألقاعدة وعناصر داعش، فأن ألإرهاب ألمنظم ألذي كشف عن أفعاله ألشريرة يحدث بفعل ميليشيات هذه ألقوى وأجهزتها ألقمعية.
والسؤال ألذي يطرح نفسه 00 كيف إذا يريدون ألقضاء على ألإرهاب ألمضاد وهم في سباق مارثوني معه وبنسق واحد ضد من يرفض ألاحتلال وألتبعية؟؟
نحن لا ننتظر من حكومة ضالعة في الجرائم ومرتبطة ارتباطا وثيقا في أملاءات الأحزاب التي تنتمي إليها وتأتمر بإرادة خارجية أن تضع حدا للعنف المتنامي00فهل من يعتقد انها تمتلك ذرة من الغيرة والشرف .
إن حكومة المالكي عاجزة تماما عن القيام بواجبها الوطني، فهي حكومة تفتقر إلى أهم عنصر من عناصر النجاح وهو الانتماء الوطني للعراق والعمل من اجل مصلحته العليا00فعناصر هذه الحكومة عميلة الازدواج تعمل لصالح الغرب من جهة وتسعى لترسيخ الوجود السياسي الفارسي على ارض العراق من جهة أخرى، من خلال الأحزاب التي تحركها (إطلاعات) الصفويةو(الموساد).
إنّ التمسك بالبعد الوطني ورفض التبعية يقف على تقاطع مع قوة الدعاية التي تحملها حكومة العملاء واحزابها الطائفية والسياسية بزعمها التعبير عن أتباع المذهب وأبناء الطائفة وبأن تنسيقها مع نظم سياسية إقليمية يعبر عن مصلحة أبناء الطائفة على حساب وجودها الوطني الذي يمثل استغلالا مزعوما لها.. ولكن ممن يأتي الاستغلال على المستوى الوطني عندما تكون أحزاب الطائفية ذاتها هي من يحكم البلاد والعباد؟ حتما لانجد اجابة لهذا السؤال !لأن القصد تمرير لعبة التدخل بحصان طروادة...
7. إن ألعنف ألدموي ألذي تشترك فيه قوى ألظلام من مجوس هذه ألأمة ورديفها من ألعصابات قد بلغ مداه أللاأنساني، ولم يعد هناك مجال أوسع للمناورات ألسياسية والأساليب ألخادعة ألقائمة على ألتضليل وألكذب وأرتداء ثوب ألشرعية وألتعكز على مرجعيات دينية صامتة لتغطية توسيع دائرة ألنفوذ الفارسي ومداخله غير ألمعلنة في ألشأن ألعراقي، وألسياسة ألتي تتبعها هذه ألأحزاب ألصفوية لغرض واقع ألتفريس شيئا فشيئا في عراق ألعروبة وألأسلام، ولكي تعطي لأفعالها غطاءا شرعيا بعد أن رأت أنها تفتقر إلى ألنضج ألسياسي، فقد أدركت أن ألخطاب ألديني ألمسيس يمكن أن يعيد بعض من ألمصداقية وألهيبة ألتي وصلت إلى مستوى ألضحالة، بألأضافة إلى كونه يشكل نقطة عبور متواصلة إلى ضفة مقاصد ألشرعلاوة على استثمار مواقف ألنصح للمرجعيات ألدينية وحشد ألسواد ألأعظم من ألبسطاء لصالح تمرير سياسات ألخطأ وألأنحراف في ظل ألأبتعاد عن نهج بناء ألمؤسسة على أساس ألوحدة ألوطنية ألقائمة على ألتطهير ألطائفي وألأبادة ألجماعية ألتي تركزت على طائفة معينة وذلك بألتواطيء مع قوات حكومة الهالكي وقبلها قوات الاحتلال الامريكي ألتي تغاضت هي ألأخرى بدورها عن ألنفوذ وألتغلغل ألفارسي الحاصل في ألعراق - أما لأهداف ومصالح مشتركة أو لتوريط إيران -
ولهذا ألأمر وغيره كان دعم المحتل الامريكي لهؤلاء في الوصول إلى حكم العراق والبقاء معهم حتى يستتب لهم ألأمر0كما ساعد دعم وتدخل المرجعيات الدينية المنادية بعدم المواجهة مع المحتل منذ البداية في تشكيل المشهد الحالي والتي مكنت ألائتلاف الصفوي من حكم العراق00 والا ما هي المبررات الشرعية التي تدفع بمرجع كالسيستاني ان يتعاون ويتحالف مع الاحتلال عند غزو العراق، وما الذي يدفع هيوم، أحد مساعدي بريمر ليقول عن السيستاني:"نحن نتقاسم الاهداف نفسها"( )
8.فألجرائم ألتي سبقت جريمة ألتفجير في سامراء خاصة جريمة جسر ألأئمة تدخل في سياق الجرائم ألتأريخية ألكبرى ألتي اريد بها تكريس ألشرخ ألأجتماعي وألطائفي وألمناطقي عبر ألغور عميقا في ألجرح ألعراقي ألنازف لإغراق ألعراق بدم أبناءه، واليوم تروج اكذوبة حماية ألمقدسات من التفجير لتكون ألشرارة ألتي ستشعل فتيل ألحرب ألأهلية التي حاول العراق الخروج منها، ولكن فتوى(السيستاني) الجهادية!! تعيدها الآن بأقوى ممّا كانت في السابق، بمكيدة دبر لها في الاقبية والسراديب ألمظلمة (للمرجعيات الفارسية) وعملائهم في ألعراق .بعد التطورات العسكرية الكبيرة التي امتلكها الثوار العراقيون المعارضون للنظام السياسي.
أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكى وإن الحرب أولها كلام
فإن لم يطفها عقلاء قومي يكون وقودها جثث وهام
فاللحظة ألسياسية في ألعراق تستدعي أستنفار ألعقل بطاقته ألقصوى بعد أن أصبحت ألفتنه ألطائفية خيارا قابلا للأشتعال تغذيه هذه ألأحزاب ألصفوية وألقوى ألفارسية والقوى الخارجية الاخرى وألتي لم تعد خافية على ألعراقيين،فضلا عن المرجعيات الفارسية.
إن هذه المواقف الخيانية للمرجعيات ورجال السياسة لا تدفع بنا إلى الإساءة للطائفة الشيعية التي نؤمن إيمانا قاطعا بان عروبتها تأبى عليها أن تلطخ بعار العمالة للمحتل أيا كانت المبررات.
ونحن على يقين أن ساعة التحدي في وجه قوات المالكي قاب قوسين أو أدنى من قبل أبناء العراق في الجنوب، حيث لا قواته ولا حرس الفرس ومليشياته يعطوا للعراق وجهة المشرق، وليس هناك غير أبناء العراق الذين يؤمنون أن العراق الحر الشريف هو الذي لايتكأ على العكازة الأمريكية أوالفارسية، بل لا بد من وجه عراقي عظيم يضيء درب العراق ويعطي الضوء لطريق الأمة المظلم، وهذا لن يكون إلا في ظل عراق موحد تحت راية وطنية ،لدحر المالكي ومليشياته ألفارسية، وقبر كل عملائهم من أصحاب الخرق التي يرفعونها فوق رؤوسهم ألجوفاء.
9. ان ما يجري على ارض العراق هو احتلال فارسي يخدم مصالح امريكا والغرب، بحيث يتمكن هذا الاحتلال من تعطيل دور الطائفة الشيعية في المقاومة ضد النفوذ الفارسي في أواسط الشيعة، في الوقت الذي نسي هؤلاء العملاء من قادة الأحزاب والجماعات المرتبطة إن الطائفة الشيعية في العراق لها تاريخ مشرف في مقاومة الاحتلال، وهي في غالبيتها ذات جذور عربية تنتمي لقبائل عربية، ولا تقبل أن تكون مطية لتنفيذ الأهداف الفارسية المجوسية، أو الخضوع لاي قوة اجنبية، وما نراه اليوم في عدم امتداد الثورة الى المحافظات الجنوبية يعود لهيمنة العناصر الفارسية المجوسية وعملائها من عناصر المليشيات على تحركات أبناء الطائفة الشيعية من جهة، وعلى تصفية الكوادر والقيادات الوطنية على أيدي هذه العناصر الدنيئة التي لبست لبوس الدين، وهي مجموعات رديئة منتفعة من ارتباطاتها المشبوهة مع اطلاعات الفارسية، و مما يؤكد على ما ذهبنا إليه هو : أن الدين لا يقبل الاحتلال فكيف بمن يتصدرون توجيه الناس دينيا لو كان لديهم الحد الأدنى من المصداقية في أن يتحالفوا مع أعداء الدين، يضاف إلى ذلك أن هذه القيادات السياسية منها والدينية، ممن يتحدثون باسم الشيعة، لا يملكون الحدود الدنيا في الانتماء لهذه الطائفة من جهة، ولا الوطنية العراقية من جهة أخرى، لأنهم لو كانوا غير ذلك فهل يقبلوا أن توصم الطائفة الشيعية بوصم خدمة الاحتلال ؟ ثم هل يعقل أن من ينتمي للعراق تسمح كرامته ان يحكمه قاتل مأجور كسليماني، او من يطالب بالتعويض مائة مليار دولار من ثروة العراق لإيران ، التي شنت حربا عدوانية لمدة ثماني سنوات على العراق ؟ او من يهرب خزائن البنك المركزي الى ايران؟
إن النفوذ الفارسي في وسط وجنوب العراق، والذي بدا قبل أول طلقة أطلقها التحالف على العراق من خلال عملائه من أحزاب وجماعات بعضها عراقية الأصل فارسية الهوى، أو من جواسيس اطلاعات الفارسية ،لتقوم بتعطيل دور الطائفة الشيعية في مقاومة المحتل، تمهيدا لتحالف فارسي أمريكي صهيوني له نتائج وخيمة على المنطقة
هذا النفوذ الفارسي المدعوم أمريكيا لن يكون بمعزل عن التحالف الصهيوني، الذي يهدف إلى ذات الأهداف الفارسية في الهيمنة على المنطقة و نهب خيراتها.
وعلينا أن لا نغتر كثيرا بالشعارات الإسلامية الرنانة، ذات الغلاف الجوي الثوري الخالية من أي معنى أو مضمون، التي تصدر عن حكومات ملالي إيران تلاميذ(أبرهة)ألمجوس، لأنه وجد بوابته الرئيسية ليلج منها وهي البوابة العراقية، ولكنه على الرغم من وهمه هذا، فانه سيجد درسا قاسيا اشد من كأس السم الذي تجرعه عندما اضطر للموافقة على وقف إطلاق النار في حربه ضد العراق، لان رأسه اصطدم بالحجر العراقي الصلب، الذي سيدميهم أكثر من هزيمته في القادسية الثانية.
الخاتــــــــــمة
كان هذا المشهد في واقع العراق المعاش في عهد الهيمنة الإيرانية، قبل أن تندلع الثورة العراقية الكبرى. وبعد اندلاعها بدأت تتضح الحقائق والوقائع التي قلبت كل الحسابات التي كانت تُطبخ للعراق والوطن العربي وللوضعين الإقليمي والدولي. فستظهر متغيرات جديدة، تقلب الواقع رأساً على عقب، وستجد كل المشاريع الإمبرطورية، وفي مقدمتها مشروع (ولاية الفقيه)، نفسها أمام حائط مسدود لن تتجاوزه إلاَّ بالخروج من العراق ودفن رفاة المشروع الإمبراطوري الفارسي في مدافن التاريخ، ليُضاف إلى (إيوان كسرى) في المدائن .
إن كل من وضع هذه الصورة بجميع أجزائها أمام عينيه لا بد أن يحكم بأن التصدي لهذا الخطر الشعوبي والغزو الفارسي الشرقي هو (واجب الوقت) بالنسبة لنا أهل العراق، وأن مجاهدة الشعوبية وملاحقة رؤوسها وذيولها هو أعظم أنواع الجهاد التي ينبغي أن نقوم به في هذا الزمان والمكان. إنه لا يقل عن الجهاد في القادسية وما بعدها ! بل هو أصعب وأكثر مرارة، وأدعى للإحباط لقلة الناصر وكثرة الخاذل وضعف الإمكانيات وغفلة الأمة وانشغال أبنائها بـ (الغزو الغربي) جانحين إلى تعميمات وقضايا بعيدة عن مشكلة العراق الرئيسية، غير منتبهين إلى ضرورة الربط بين الزمان والمكان، مع أن الانشغال بقضايا الزمان دون المكان كالانشغال بقضايا المكان دون الزمان، كلاهما يؤدي إلى نتيجة واحدة هي الجمود والانعزالية وتوقف الحركة. وإذا كان ذلك كذلك فإن على كل من تصدى للعلاج أو المواجهة أن يضع في حسابه هذه الصورة بجميع أجزائها وعمقها وامتداداتها، وأن يحذر من النظرة السطحية أو المجتزأة وإلا خسر الجولة وحلت به الهزيمة وهو الواقع.
في وقت نحن بأمسَّ الحاجة فيه إلى إصلاح حالنا وإنقاذ عراقنا وعروبتنا وإسلامنا من براثن الإخطبوط الشعوبي الذي اختار من اختار أن يمثل أمامه دور الانبطاح والانفتاح من (سنة المالكي) والحزب الاستسلامي العراقي ،طمعاً في مرضاته والسلامة من شروره ومكره وغدره، وإن كان فيه غضب الرب ومخالفة أوامره ونواهيه. وتلك – معاذ الله- غاية اللاهثين وراء السراب.. وما أكثرهم!
إنَّ التراث الفكري للأمة قد كرس نهجاً في مقاومة الأعداء على ضوء اللحظة التاريخية القائمة التي تتميز بطابـع الاِحتلال الأجنبي للوطن، التي تفرز شروط المرحلة وضروراتها الأساسية، ولاشك إن تراث الأمة أجمع على مناهضة الأجنبي عندما يجتاح عسكرياً دار الإسلام، وعلى هذا الدرب الشاق تتبلور إرادة المجتمع العراقي الحرة ، ويتولد العمل الجبهوي المشترك ،ويستنفد منطق التضليل الذي يصطفيه المتخاذلون وحججهم السياسية ، إذ أنَّ حقيقة : إنَّ العراق باقٍ والاِحتلال بكل انواعه إلى زوال،هي الحقيقية العينية الباقية الراسخة،وسترحل حكومة العملاء المدججة بأدوات القتل والقمع عاجلاً أو آجلاً ، كما هي تجارب التاريخ كلها التي مرَّت على المواقع المختلفة لمكوناتها الجغرافية ، ولن يبقى في أعقاب اِندحارها المأمول سوى ذكرياتهم القمعية المريرة وسنوات تدنيسهم للأرض وأفعالهم الجرمية بحق الثروات والشعب،ودلالة العمالة الرغالية العلقمية للبعض التابع البائس في خياراته المشبوهة .
فها هي بشائر النصر تلوح في الأفق في الانبار والفلوجة والموصل وصلاح الدين وديالى وعند تحرير بغداد سوف يمسك (العملاء والخونة) بعجلات طائرات اسيادهم الفرس والأميركان عند رحيلهم..وحينها ستكون (محكمة العراق التاريخية) لهؤلاء العملاء والخونة والجواسيس.
إنَّ عراقنا في أمس الحاجة إلى عملية تغيير واسعة وشاملة لاِنهاء حالات التردد والتحييد في كافة الإِطارات ، وخلق مناخات تعزز الوحدة الوطنية وتشيع أجواء التسامح بين شرائح المجتمع لتتراجع عوامل التفتيت والإحتراب الداخلي التي تطمح الشعوبية الفارسيةلإيجادها وإشاعتها .
إذا أردنا النصر الحقيقي - لابد أن نفعل الأسباب، ونطرق الباب، فذلك سبيل النصر
الموعد لن يطول..فالشعوب لا تموت
وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ
2176 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع