بغداديات .. اول مدرسة لتعليم سياقة السيارات في العراق...

  

بغداديات .. اول مدرسة لتعليم سياقة السيارات في العراق

  

           

 

ازدهرت تجارة السيارت في العراق بعد انتهاء الحرب العالميه الثانيه وعوده التجاره العالميه وكان العراق من الدول الناميه التي تطمح الى كل ماهو حديث وخاصة بعد التطور الذي شهده البلد من توسعات عمرانيه واقتصاديه واجتماعيه وثقافيه...

وبدأت تظهر شبكة من طرق الواصلات ودخول العديد من السيارات ومن مناشىء مختلفه في مقدمتها الامريكيه والانكليزيه والالمانيه اضافة الى الرغبه الجامحه لدى البعض في اقتناء السياره اما لاغراض العمل كسيارات الاجره او الحمل او للاستخدام الشخصي...

  

وفي نفس الوقت كانت القوانين العراقيه صارمه بصدد قيادة المركبات عموما وليس السيارات تحديدا وكانت سيارات (الحمل، سيارات الركوب ، الدراجات الناريه ، الدراجات الهوائيه ، العربات التي تجرها الخيول ) كلها مشموله بصفة مركبه وتنطبق عليها القوانين النافذه والتي تتطلب تسجيل المركبه وعدم قيادتها بدون الحصول على اجازة سوق ..

    

لقد كان العراق في مقدمة دول المنطقه في مجال السيارات واستخداماتها واول من منح اجازة السوق وفيه اول امرأه قادت سياره ومنحت اجازة سوق وهي السيده ( امينه على صائب الرحال ) التي حصلت عليها عام 1936م في الوقت الذي كانت دول الخليج والمغرب العربي لم يستخدم السيارات على نطاق واسع ..
كانت المركبات كافه ملزمه ان تضع سنوية السياره في اطار معدني بزاجه وفي مكان بارز وواضح في المركبه ويشمل ذلك جميه المركبات حتى الدراجات الهوائيه علما ان العربات التي تجرها الخيول لاركاب الاشخاص كانت تحمل ارقام اسوة بالسيارات والدراجات ( 234 بغداد ) مثال .

         

لكن لم يكن القانون صارما ودقيقا و متابعا من قبل السلطات الا مع السيارات وخاصة بصدد اجازة السوق  وكان اول كلمه ينطقها شرطي المرور عند حصول مخالفه او حادث هو (اجازتك) ولذلك كانت اجازة السوق مهمة جدا لان قيادة المركبه بدون اجازة سوق تعرض صاحبها الى العرض على المحاكم بتهمة مخالفة القوانين وتعريض المواطنين الى الخطر ..
هذا الامر دعا الى سن قانون وتعليمات تنظم منح هذه الاجازه وشروط منحها وهي :
ان يكون عراقي الجنسيه
ان يكون قد اكمل الثمانية عشر من العمر
ان يكون سليم البصر والبدن
ان يجتاز الاختبارات الخاصه بالسياقه ( فحص القياده العملي ,, فحص الميكانيك ,, فحص اشارات المرور ) .
في فترة الستينات من القرن الماضي كانت مديرية شرطة المرور في الصالحيه ( مكان فندق المنصور حاليا ) ومنها يتم منح الاجازه والسنويه والارقام وكان الفحص العملي للقياده هو الرقم  8 بالالتفاف حوله الى الامام والرجوع الى الخلف لبيان كفءة الممتحن ...

  

وعلى ذكر الارقام فقد كانت تصنع محليا من قبل الاهالي ( تكمجيه ) اي صب على الرمل وفي بداية الستينات دخل اول معمل لطباعة الارقام ورافق ذلك تغير صيغة الرقم وادخال الحروف مع الارقام ومن ثم الغيت وتم الرجوع اليها في الوقت الحاضر ..
كانت اجازة السوق عباره عن دفتر صغير بجلد كارتوني بداخله صوره صاحب الاجازه ومعلومات عن مواليده واسمه وعنوانه وباقي الاوراق تنقسم بين عدد محدود باربع او خمسه اوراق لاغراض التجديد السنوي والباقي اوراق لتدوين المخالفات والغرامات التي كانت تتم بسحب الاجازه من السائق وتدوين مضبط مخالفه وارسالها الى محكمة المرور ويمثل المخالف امام القاضي وتجري محاكمة اصوليه ويصدر فيها حكم نافذ .. ثم ظهرت لاحقا الغرامات الفوريه او الدفع في مراكز المرور وانتهت المحاكم المروريه واصبح ضباط المرور مسؤولي القواطع لديهم صلاحيات المحكمة وبشكل محدود ..
لم يكن الامتحان والفحص صعبا ولكنه يكون كذلك للبعض الامر الذي يتطلب حرصا على اجتيازه بنجاح وكانت عملية تعليم السياقه تتم بواسطة الاشخاص اي بشكل شخصي مع وجود صعوبات للمرأه في تعلم القياده اضافة الى صعوبة قيادتها في شوارع بغداد ولازلت اذكر احدى السيدات كانت تقود سياره موريس وهي ترتدي العباءه البغداديه ,, كل هذه الامور اضافة الى الحاجة الماسه الى اجازة السوق بنوعيها الخصوصي والعمومي حيث لايجوز لحائز الاجازه العمومي من قيادة مركبه خصوصيه والعكس صحيح ..
ظهرت الحاجه الى تولي جهه اختصاصيه في تعليم السياقه وكانت كما ذكرت تجري هذه العمليه بشكل فردي باستئجار بعص السواق لتعليم الشباب وتهيأتهم للفحص في سبيل الحصول على اجازة السوق وهنا برزت الحاجه الى هذه الجهه والتي ظهرت لاول مره في بغداد من قبل(المرحوم عبد الستار البغدادي) في عام  1961 و الذي كان قد ارسل في دوره الى اوربا لدراسة الميكانيك وشاهد الاسلوب المتبع في اوربا في بتعليم القياده على السيارات وبدأ مشروعا لنقل هذه التجربه الى العراق...

   

وبدأ تجربته بشكل محدود في منطقة العلويه ثم باشرفي عام  1963 باستيراد نماذج متطوره من السيارات الخاصه بالتدريب على السياقه من انكلترا ومن طراز ( فوكسهول فكتور ) بمقودين على اليمين واليسار وبدواسات بنزين وموقف مزدوج وكان العدد بحدود عشرة سيارات ثم تزايد العدد لاحقا وكانت اول مدرسه في الشرق الاوسط والاسعار معتدله لاتتجاوز الدوره خمسة دنانير مع تزويد التلميذ عند الانتهاء من الدوره بشهاده تشير الى انه نجح في اجتياز الدوره وهذه كانت تعتبر عاملا مساعدا في شرطة المرور عند اجراء الفحص ,, انتقلت المدرسه قبل وصول السيارات الجديده من العلويه الى شارع معسكر الرشيد ( في بداية طريق معسكر الرشيد على اليمين ) في بنايه تحتوي على كراج تصليح ومحطه للغسل والتشحيم ومرآب لايواء سيارات المدرسه وغرف انتظار المتدربين وغرف دروس نظريه ونموذج الرقم  8  لغرض التدريب وكان الشارع يعج بهذه السيارات واكثر المدربين من كبار السن من ذوي الخبره والتلاميذ من الشباب وكانت تشاهد هذه السيارات وعليها علامات المدرسه ولافتة ( للتدريب ) وانتبه السائق تحت التدريب ,,
بعد نجاح هذه التجربه واصبح لها مردود اقتصادي ومعنوي بدأت عمليه التقليد وفتحت مدارس اخرى باسماء واماكن مختلفه ولكنها لم تكن تمتلك نماذج او سيارات اختصاصيه مثل مدرسة البغدادي ولا المساحه الكبيره التي كانت فيها المدرسه والبعض من هذه المدارس حدثت فيها تجاوزات ومشاكل ومنها حوادث اصطدام لم يجد اصحاب الشكاوى عناوين لاصحابها ولذلك صدر في عام 1982 النظام الذي ينظم فتح هذه المدارس واسلوب وشروط عملها بموجب :
( استنادا الى احكام الفقرة ا من المادة السابعة والخمسين من  الدستور المؤقت والفقرة 3 من المادة السادسة والثلاثين من  قانون المرور رقم 48 لسنة 1971.) صدر النظام الاتي :
وكانت شروط منح الاجازه لمكاتب تعليم السياقه مشدده ومنضبطه وادناه بعض من الشروط :
اولا . يشترط في طالب اجازة فتح المكتب مايلي :
آ . ان يكون عراقي الجنسيه .
ب . ان لايقل عمره عن خمسة وعشرين عاما .
ج . حسن السير والسلوك والسمعه وغير محروم من الحقوق والمزايا الوارده في قانةن العقوبات .
ثانيا . اجازة المكتب شخصيه تمنح الى شخص واحد او اكثر ويكون لكل مكتب او فرع اجازة مستقله به .

مادة 4
يشترط في المكتب ان يتوفر فيه ما ياتي: -
اولا – مدير ومعلمون ومدربون تتكون منهم هيئة التعليم.
ثانيا – بناية جيدة تتخذ مقرا للمكتب، وتشتمل كحد ادنى على: -
ا – غرفة ادارة المكتب.
ب – غرفة للهيئة التعليمية.
جـ - غرفة للتدريس مناسبة لعدد طلاب الصف الاول.
د – مرافق صحية كاملة.
ثالثا – ثلاث سيارات تدريب، في الاقل، حديثة الصنع يكتب عليها عبارة للتدريب في مكان بارز منها وتكون مواصفاتها كما ياتي: -
ا – ان تتوفر فيها شروط المتانة والامان المنصوص عليها في  قانون المرور رقم 48 لسنة 1971.
ب – ان تتوفر فيها الاجهزة الاضافية الاتية: -
 1 . عتلة موقف قدمي اضافية في الجهة التي يجلس فيها المدرب.
 2 .عتلة فاصل قدمي اضافية في الجهة التي يجلس فيها المدرب.
 3 .مراة امامية اضافية امام المدرب.
 4 .مراة جانبية اضافية بجوار المدرب.
رابعا – وسائل ايضاح عامة حديثة.
خامسا – اسم خاص يميزه عن غيره من المكاتب الاخرى
 
ولقد تبدلت الاحوال وكثرت السيارات والاشخاص وخاصة هذه الايام  من حديثي النعمه وظلت المركبات تقاد بدون اجازة سوق وتعتمد على ذمة وضمير الشرطي ومقدار الرشوه التي يقدمها صاحب المركبه ,,
منذ عام 2003 ولحد الان لم تتمكن مديرية المرور العامه من اكمال ترقيم المركبات ولا من اصدار اجازات سوق ولااجراء فحص سياقه والامر متروك على الثقه و للواحد القهار ..
 
عبد الكريم الحسيني

           

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع