شيخ علماء العراق والأمة العلامة أمجد الزهاوي ١٨٨٢ - ١٩٦٧م
من آكابر علماء العراق الكورد الشيخ امجد محمد سعيد الزهاوي، كان يرحمه الله مثالا للعالم الواعي المدرك لطبيعة المجتمع الذي عاش وترعرع فيه، ونتيجة لذلك الوعي والادراك استطاع ان يستوعب كل فئات المجتمع العراقي بتركيبته الاجتماعية المعقدة، فلم يكن الزهاوي يعرف الطائفية، ولم يفاضل بين طائفة واخرى، وكان مثالا للعالم المجاهد في مختلف ميادين الحياة التي عاشها في العراق.
ولادته ونشأته:
هو أبو سعيد أمجد بن الإمام محمد سعيد مفتي بغداد بن الإمام محمد فيضي الزهاوي، بن الملا أحمد بن حسن بك بن رستم بن كيخسرو بن الأمير سليمان بن أحمد بك بن بوراق بك بن خضر بك بن حسين بك بن الأمير سليمان الكبير رئيس الأسرة البابانية والذي أنشأ حفيده إبراهيم باشا بابان مدينة السليمانية وسماها باسم جدهِ سليمان. وهو من ذرية الصحابي خالد بن الوليد المخزومي، ومن بناته، الحاجة نهال أمجد الزهاوي.
ولد أمجد الزهاوي عام 1300 هـ الموافق لعام 1882 م وكان من ابرز قادة الفكر الاسلامي ليس في العراق فحسب بل في العالم الاسلامي قاطبة لما ملكه من خبرة وما كان يحمله من غيرة على دينه ووطنه وأمته. والاسرة الزهاوية العلمية الدينية موطنها الاصلي السليمانية، ويرجع نسب هذه الاسرة الى الامارة البابانية الا ان لقب الزهاوي أخذته الاسرة بسبب انتقال (حسن بگ) جد (محمد فيضي) الى زهاو لفترة زمنية وهي بلدة تقع على الحدود العراقية الايرانية، ومنها جاء لقب (الزهاوي).
نشأ الشيخ أمجد في رعاية جدّه المفتي الشيخ محمد فيضي الذي كان يحبّه ويربيه ويرعاه منذ طفولته، فقد كان يتوسم فيه النبوغ والذكاء، وكان جدّه يقول: «إن حفيدي أمجد أحبّ إليّ من ابني».
وتوفي الشيخ أمجد الزهاوي في بغداد يوم 17 تشرين الثاني سنة 1967 وحضره تشييعه الآلاف يتقدمهم مسؤولون ووزراء واساتذه وعلماء دين وغيرهم.
تعليمه :
تلقّى أمجد الزهاوي تعليمه الأوّلي على يدي والده وجدّه، وكليهما عالم فاضل، ومربّ حكيم، ثم انطلق إلى مجالس العلماء في بغداد، يستمع إليهم، ويحاورهم فيما يشكل عليه، ويستمعون إلى الفتى الذي غدا عالماً في الشريعة، فقيهاً، يقتنص الشوارد في الفتاوى والأحكام، ولغوياً أديباً، ثم رحل إلى الآستانة عاصمة الدولة العثمانية، ودرس في كلية القضاء، وتخرج فيها بتفوّق عام 1906.
واستمرّ الشيخ في تحصيله العلمي حتى غدا فقيهاً حنفياً متمكناً، يقول المرحوم علي الطنطاوي عنه: «ولقد بقيت معه أكثر من سبعة أشهر، وكنت أجالسه كل يوم أربع ساعات أو خمساً على الأقل، كان يتكلم فيها، على الغالب، وحده، فما سمعت منه من الأحاديث المعادة أو الآراء المكررة إلا القليل».
وليس هذا بمستغرب على فقيه مجتهد بارز بين علماء المسلمين في عصره، فهو كبير علماء العراق، ومن كبار علماء المسلمين، ورجل الفتوى بينهم، ذاع صيته في الآفاق، وتعلّقت به القلوب، وكان مرجعاً كبيراً ترد إليه الأسئلة والاستفتاءات من سائر أرجاء العالم الإسلامي، ويجيب عليها، وقد أطلقوا عليه بحق، لقب «أبو حنيفة الصغير» لإحاطته بالمذهب، واستيعابه وإدراكه الذكي لدقائق المسائل الفقهية في هذا المذهب، حتى قال قائلهم: لو فُقد المذهب الحنفي، واندثرت كتبه، لأملاه الزهاوي عن ظهر قلب، من أول أبوابه حتى خواتيمها.
صفاته :
لاشك ان هناك رجال كلهم خير: حياتهم خير، ومماتهم خير، فهم يبقون في ذاكرة الشعوب والأفراد ، الناس يذكرون أولئك الأخيار الأبرار، ويتأسون بهم، فيستمر خيرهم زمناً طويلاً. والشيخ أمجد الزهاوي هو – بإذن الله – منهم، فقد عاصر أخطر الحوادث في العالم الإسلامي والوطن العربي، وكان يؤدي دوره الكبير في تلك الحقبة الحرجة من تاريخ الإسلام والمسلمين، وتسجَّل أعماله ومواقفه بأحرف من نور، فقد عاش للإسلام وللإسلام، فكان حياً في قلوب الناس، وتجرد لله، فأحبّه الناس، فقد عمل لله، ولمصلحة المسلمين، وضحّى بعمره كله في سبيل هذين الهدفين العظيمين، أحبّه الله، وبارك عمله، وجعله محبوب الجماهير المؤمنة.
كان غنياً، ولكن منظره يوحي بالفقر، فقد كان يملك مساحات كبيرة من الأرض، ولكنه زاهد حقاً، وقلبه مسكون بمراقبة الله وذكر الآخرة، لا يفرح بما آتاه الله من مال فرحاً يطغيه وينسيه دينه، ولا يحزن إذا فقد ما أعطاه الله، ولا يقنط من رحمته. كان في شبابه يؤثر الانعزال عن الناس، منفرداً بكتبه وتلاميذه وأولاده، فلما ترك العمل، وبلغ السن التي يستريح فيها أمثاله، انتفض انتفاضة، فإذا هو يرجع شاباً في جسده وفي همته، يختلط بالناس، في حيوية ونشاط، حتى بلغ به الأمر أن يرأس أكثر الجمعيات التي تأسست، وإذا هو يصلح مدارس الأوقاف، ثم يفتتح مدرسة ابتدائية، وثانوية خاصتين. وكان مضرب المثل في العفّة والورع والنزاهة والأمانة والصلابة في الحق، وكان فوق الشبهات، ولا يخشى في الله لومة لائم، ومواقفه والحوادث التي تدل على ذلك كثيرة وكثيرة جداً.
الشيخ المتعبد:
كان كثير العبادة، يضع سجادة الصلاة على كتفه أينما ذهب، حتى لا يؤخر صلاة عن وقتها ولو لدقائق، وكان من بين أصدقاءه رئيس وزراء العراق نوري السعيد، الذي درس معه في الوقت نفسه في الكلية العسكرية في استانبول، ولذلك عندما كان يلتقيه كان يسأله ممازحاً: «أمجد أفندي، أين سجادتك؟». كان إذا سمع المؤذن، قام من فوره إلى الصلاة، أينما كان وكيفما كان.. فهو يترك المائدة الملوكية، والحفلات الرسمية، ويبادر إلى الوضوء والصلاة.
الشيخ يحزن على مذبحة العائلة الملكية.. ويقرر مغادرة العراق:
أستنكر شيخنا الجليل المجزرة التي ارتكبت صبيحة يوم 14 تموز 1958 بحق الأسرة الملكية في قصر الرحاب، وصلّى صلاة الغائب عليهم، لأنهم مسلمون، وحينها لم يصلّ عليهم أحد، وخشي أن يصيبه الإثم إذا لم يصلّ عليهم، وقد توقّع (من خلال أحاديثه مع مقربين في وقتها) أن تصيب العراق كوارث تحصد الملايين، وقرر الهجرة إلى باكستان لتكون مستقراً له، وبعيداً عن الفتن التي كان قادها الشيوعيون إبان حكم قاسم، لكنه لم يستمر طويلا اذ سرعان ماعاد للوطن لانه شعر بان وجوده في العراق واجب.
الشيخ الورع:
كان صريحاً جداً، لا يعرف المداهنة ولا المجاملة. ويكره تقليد الإفرنج، لكنه يقرأ ما يصل إليه من كتبهم، ويروي النافع من أقوالهم، ويضيق صدره بالحديث عنهم. ولا يقول في الطعام: هذا طيب، وهذا رديء، بل كان يأكل مما يقدَّم إليه ويحمد الله عليه. ولشدة ورعه، أنه لما شك في طعام فنادق الهند التي كان يزورها، بقي شهرين لا يأكل إلا الخبز والشاي، وهو المريض بالإمساك. وكان لا يبالي مالاً ولا جاهاً ولا منصباً، ولا يستهويه مديح الملوك له، ولا تقديمهم إياه. كان بركة العصر بحق، وفياً لإخوانه العلماء حيث كانوا، فكان يراسلهم، ويسأل عن أخبارهم، ويدافع عنهم، ويدعو لهم، وينصحهم، ويتدارس معهم شؤون المسلمين، كالشيخ الصواف، والسباعي، والطنطاوي، والكتاني، والصلاحي، وغيرهم. وكان يحمل بين جنبيه نفساً عالية، وروحاً يجيش فيها حبُّ الجهاد في سبيل الله، وكان ورعاً من رجال الآخرة، ولم يكن من رجال الدنيا، فما كان يريدها، ولا يسعى إليها، ولا يحرص على ما يأتيه منها، والدنيا عنده مزرعة للآخرة، وكان يحب العمل الجماعي المنظم، ويكره الانزواء والانطواء والانعزال والعمل الفردي، والارتجال.
وظائف شغلها الزهاوي:
بعد عودته من الآستانة عام 1906 عُيِّن مفتياً في الأحساء، ثم عضواً في محكمة استئناف بغداد، ثم رئيساً لمحكمة حقوق الموصل، ثم اعتزل الوظيفة، وعمل محامياً، بعد دخول القوات الإنكليزية إلى بغداد، ثم عاد إلى الوظيفة وعمل مستشاراً للحقوق في وزارة الأوقاف، وأستاذاً في كلية الحقوق العراقية، ثم رئيساً لمجلس التمييز الشرعي، وكان في الوقت نفسه يُدرِّس في المدرسة السليمانية في بغداد، فقد كان التدريس، وتربية النشء على الفضيلة ومكارم الأخلاق أحبَّ إلى نفسه من سائر الوظائف والمناصب مهما علت، فعندما صدر أمر وزاري بعدم جواز الجمع بين مجلس التمييز الشرعي والتدريس، استقال من المجلس، وآثر عليه البقاء في التدريس.
ثم انتخب الشيخ الزهاوي رئيساً لرابطة علماء العراق، ورئيس جمعية إنقاذ فلسطين، ورئيس جمعية الآداب الإسلامية، ورئيس جمعية الأخوة الإسلامية ومنها تفرعت جمعية الأخت المسلمة التي رأستها ابنته العالمة الفاضلة الأديبة: نهال أمجد الزهاوي. بل نستطيع أن نزعم أنه كان يرأس كل جمعية خيرية وعلمية وتربوية في العراق.
رحلاته:
كانت رحلات الشيخ لله، ومن أجل نصرة قضايا العرب والمسلمين، ولم تكن يوماً للراحة والاستجمام والسياحة، وقد سافر وحضر المؤتمرات من أجل فلسطين خاصة، وقضايا المسلمين عامة، كقضية الجزائر وثورتها المظفَّرة، سافر إلى بلاد الشام، والحجاز، ومصر، وباكستان والهند، وشمال أفريقيا، وإندونيسيا، وماليزيا مرات ومرات، كان فيها يلتقي العلماء العاملين، والزعماء الصالحين، ويشرح لهم المهمات التي ارتحل من أجلها، ويحثهم على العمل الجاد لإصلاح أحوال المسلمين، وعندما التقى الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى، بهره، وحرص على ملازمته، وأوصى صهره الداعية الكبير سعيد رمضان- رحمه الله – بمرافقته والإفادة منه، وقال له: «إذا أردت أن تنظر إلى صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانظر إلى الشيخ أمجد الزهاوي، فاستمع إلى حديثه، فإنه يحرك سواكن النفوس، ويبعث الهمة فيها، ويدفعها نحو الخير حيثما وُجد وحيثما كان».
حرصه على تربية الأجيال :
كان الشيخ مشغولاً بأمور المسلمين، شغلته أوضاعهم، ومشكلاتهم، ومصائبهم عن نفسه وصحّته وأهله وماله، وقد أهمَّه ما هم عليه من ضعف، واستكانة، وخنوع، فانطلق يدعوهم إلى القوة، وتربية النشء عليها، وهذه لا تتأتّى إلا إذا رُبِّيت الناشئة على الإسلام .
ويرى شيخنا الزهاوي أن هذه مهمة العلماء والمربين.. ومن أجل ذلك أسس (جمعية التربية الإسلامية) التي فتحت لها مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية لتعليمهم وتربيتهم التربية الإسلامية السليمة، وكان يديرها الشيخ عبدالوهاب السامرائي، وكذلك كان يريد من جمعية الأخوة الإسلامية التي أسسها مع تلميذه محمد محمود الصواف، وكان رئيساً لها. لقد كانت تربية النشء من همومه الكبيرة التي لا تفارقه، يدعو إخوانه ويلحّ عليهم في هذه الوظيفة المهمة.
فلسطين كانت همّه الأكبر:
كانت فلسطين همّه الكبير، وشغله الشاغل، أسس من أجلها الجمعيات وحضر المؤتمرات، وجمع المعونات، وجنّد المجاهدين، وأرسلهم إلى فلسطين، من أجل استنقاذها من براثن اليهود المحتلين، وحاضر من أجلها في العديد من الدول والمدن والجمعيات، وبيّن للمسلمين خطورة هذه القضية على العرب والمسلمين، ما لم يبادروا إلى العمل الجاد المكافئ لأعمال اليهود ومن يقف وراءهم من دول الاستكبار العالمي المعادية للإسلام والمسلمين.
كما حضر المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في ساحة المسجد الأقصى في 27 من رجب 1372هـ للنظر في قضية فلسطين، وشؤون إسلامية أخرى، وكان الداعي إلى المؤتمر الشيخ محمد عبد اللطيف دراز رئيس جبهة الكفاح لتحرير الشعوب الإسلامية، باسم الجمعية، التي مقرها في القاهرة، وهو مؤتمر شعبي مبرأ من وصمات السياسة التي فرّطت في حقوق المسلمين، وأكسبتهم عاراً لا تمحوه سوى الدماء.
حضر شيخنا الزهاوي هذا المؤتمر بصفته رئيساً لجمعية إنقاذ فلسطين، ومعه سكرتير الجمعية الشيخ محمد محمود الصواف، وتخلّف الداعون إلى المؤتمر، فبادر الشيخان، الزهاوي والصواف إلى تبني فكرة المؤتمر، وصارا أصحابها، وجمعا العلماء والخطباء وشباب الدعوة الإسلامية من الإخوان المسلمين، وعقد الجميع اجتماعات متواصلة، وتشاوروا وتذاكروا في قضية فلسطين، وقضايا المسلمين، وقد أسفر عملهم عن تأسيس مكتب دائم في القدس أسموه: مكتب الإسراء والمعراج، ليكون نقطة التقاء وارتكاز وانطلاق.
ثم عاد الوفد العراقي إلى بغداد، وقد صمموا أن يتجهوا –بعد الله تعالى- إلى الشعوب الإسلامية، وأعلنوا يأسهم من الحكام ومن تصرفاتهم الخائبة التي نكّست رؤوس العرب، وفضحتهم في العالمين، واعتبروا القضية الفلسطينية هي قضية الإسلام الكبرى في هذا العصر، ومن الممكن أن تكون المنطلق الصحيح لخدمة قضية القضايا في مشكلات المسلمين، وهي قضية الإسلام نفسه.
قررت جمعية إنقاذ فلسطين الدعوة إلى المؤتمر الإسلامي بمناسبة شهر المولد النبوي الشريف من 27 ربيع الأول حتى الثالث من ربيع الثاني 1373هـ (3/12/1953) واستطاع الزهاوي جمع الأموال لهذا المؤتمر من الحكومة العراقية، ومن التجار الأغنياء العراقيين، ووجّهوا الدعوة إلى قادة العالم الإسلامي.
ثم سافر الزهاوي والصواف إلى مصر والسعودية،والتقوا رجال الحركة الإسلامية ، والعلماء، ثم عادا إلى الأردن، فالقدس، لاستقبال المدعوين قبل الموعد ببضعة أيام.
وقد حضر المؤتمر 75 شخصية إسلامية، كالأستاذ سيد قطب، وعصام العطار، وعلال الفاسي، والقليبي، والورتلاني، والأميري ، وسعيد رمضان، وكامل الشريف، ومحمد عبد الرحمن خليفة، وسواهم من القادة، واعتذر قادة آخرون، ووصلت إلى المؤتمر مئات البرقيات المؤيدة والتي تبدي استعدادها للقيام بما تكلّف به. وأعلن المؤتمر بطلان الوضع الذي أحدثه اليهود في فلسطين من تقسيم واحتلال وتشريد للفلسطينيين، وغصب لحقوقهم. واعتبار الصلح مع إسرائيل، أو التعامل معها خيانة عظمى، والتفكير في تدويل القدس مؤامرة استعمارية يقف العالم الإسلامي في وجهها.. إلى آخر ما هنالك من قرارات وتوصيات لو عمل العرب والمسلمون بها، لكانت الحال غير الحال، وكان للزهاوي جهود مبرورة هائلة في انعقاد المؤتمر الذي اختاره رئيساً دائماً له بالإجماع، ثم انطلق في رحلة استمرت سبعة أشهر طاف فيها عدداً من البلدان الإسلامية، والتقى الكثير من القادة والمفكرين الإسلاميين، وجمع الأموال، واستجاش العواطف، واستثار العقول من أجل هذه القضية الكبرى التي خانها من خانها، وتآمر عليها من تآمر، فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً.
وكان (الزهاوي) يكاتب الملوك من أجل هذه القضية، ومن أجل قضايا المسلمين الأخرى، فقد كتب إلى الملك سعود، والملك محمد الخامس، والملك إدريس السنوسي، والرئيس السوداني، والرئيس الباكستاني محمد أيوب خان، والملك فيصل وسواهم. وكان يراسل ويلتقي رجال الإسلام، ويدعوهم إلى التعاقد على نصرة الإسلام والمسلمين حيث كانوا، وخاصة القضية الفلسطينية، ويدعوهم إلى الجد في العمل، والإخلاص فيه، وأن يكون هدفهم الأول استرجاع فلسطين العزيزة، وأن يبذلوا في سبيلها كل غال ونفيس، وكان يخاطب العاملين لنصرة فلسطين بقوله: «إخواني لا تهتموا بالمال، فإن الناس متى علموا صدق أعمالنا ونياتنا، فسوف يحملون المال على أطباق فوق رؤوسهم، ويأتون به إلينا».
وقد بدأ وإخوانه في تجهيز المتطوعين بجميع مستلزماتهم، وكلهم كانوا يطلبون الإسراع بالتوجه إلى ساحة الشرف، ليكون لهم الشرف في حماية أرض الإسلام من أرجاس اليهود ومن والاهم من أعداء الله والمسلمين.
الشيخ الجليل المجاهد أمجد الزهاوي شيخ علماء العراق، كان شخصية مهابة ومحترمة على نطاق العراق كله والامتين العربية والاسلامية.. وفي الصورة يشاهد المرحوم الملك الحسين ملك الأردن يقف بإحترام أمام الشيخين المجاهدين أمجد الزهاوي ومحمود الصواف يرحمهم الله جميعاً.
علماء العراق الابرار من اليمين آية الله محمد مهدي الخالصي والشيخ فؤاد الآلوسي ثم الشيخ عبدالقادر الهيتي ثم الشيخ امجد الزهاوي يرحمهم الله جميعاً
الزهاوي وعبدالكريم قاسم ومواجهة المد الشيوعي:
الصورة أعلاه من استقبال الزعيم الركن عبدالكريم قاسم لمجموعة من علماء العراق ١٩٥٩ برئاسة الشيخ امجد الزهاوي وهم من اليمين الشيخ إبراهيم المدرس، الواقف بالخلف الشيخ ياسين منصور السعدي. عبد الكريم قاسم. .الشيخ أمجد الزهاوي. الشيخ فؤاد الآلوسي يرحمهم الله (وحفظ الله الشيخ ياسين السعدي) وفي هذا اللقاء وافق عبدالكريم قاسم على اطلاق سراح عدد من الشباب المعتقلين كما وافق على تجميد العمل بالمادة المثيرة للجدل من قانون الاحوال الشخصية انذاك،، يوم كان للعلماء كلمة وهيبة وحضور.. ويلاحظ ان الشيخ امجد الزهاوي يضع يده على وجهه عند التصوير لأنه كان لايحب الصور ولا يرغب بها.
لم يكن الشيخ أمجد ينتمي إلى حركة أو حزب أو كيان، بل كان يحب الكل، ويعمل مع كل من يعمل للإسلام أوينفع المسلمين وكان يساهم مع كل الناس ومع كل الجهات لإنجاز العمل الخيري الإسلامي وكان يرتفع أن يثير قضية جزئية خلافية، ويترك الامر، فإذا سأل الناس أجاب بما هو حق.(وكان الشيخ عضواً مؤسساً لعدة جمعيات إسلامية مثل جمعية الأخوة الإسلامية، وجمعية رابطة علماء العراق.
كما أنتخب رئيسا لمؤتمر العالم الإسلامي بالإجماع وهو من المؤسسين لرابطة العالم الإسلامي في مكة، وكان كثير الاهتمام بقضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حيث سافر لمختلف أقطار الدول الإسلامية على نفقته الخاصة مثيرا للهمم وشارحا للمصيبة وجامعا للتبرعات ومحذرا من العاقبة الوخيمة المترتبة على تقصير الحكومات والمسؤولين في البلاد العربية والإسلامية بقضية ساعته وهي قضية فلسطين.
ترأس ستة جمعيات إسلامية في وقت واحد، فكان يحمل روح الشباب وهو شيخ كبير، ساهم في نشر الوعي الإسلامي والدعوة إلى الإسلام.
وفاته
توفي الشيخ أمجد الزهاوي يرحمه الله عصر يوم الجمعة، الرابع عشر من شعبان 1387هـ - 17/11/1967 وشُيّع جثمانه من داره في الأعظمية ببغداد التي أحبها وعشقها، إلى مثواه الأخير في مقبرة الإمام الأعظم في حي الأعظمية في بغداد، وحضر الجنازة كل من تناهى إليه خبر نعيه ومعظم أهل الأعظمية الذين أحبوه وأحبهم، فقد أجمعت سائر فئات الشعب العراقي على محبته، فبكته وبكت فيه الرجولة والعلم والجهاد حتى آخر نفس من أنفاسه الطاهرة،
شيع في موكب مهيب يوم السبت، وحضره أعلام بغداد وسار فيه العلماء والوزراء ووفود من رجالات العشائر العراقية، وطلاب المعهد الإسلامي ولقد أم الناس بالصلاةِ عليه تلميذه الشيخ عبد القادر الخطيب إمام جامع الإمام الأعظم ودفن في مقبرة الخيزران، قرب قبر عمهِ الشاعر جميل صدقي الزهاوي، وألقى كلمة في تأبينه محمد محروس المدرس، ثم تلاه واعظ بغداد العلامة شاكر البدري يرحمهم الله جميعا
أهم المراجع والأسانيد لمن أراد الإستزادة:
كتاب الإمام أمجد بن محمد سعيد الزهاوي، للمرحوم كاظم المشايخي.
كتاب من سجل ذكرياتي ، للمرحوم محمد محمود الصواف
صفحات من تاريخ الدعوة الإسلامية في العراق، للمرحوم محمد محمود الصواف
العلامة المجاهد الشيخ أمجد الزهاوي شيخ علماء العراق المعاصرين ، للمرحوم محمد محمود الصواف
ذكرياتي: للشيخ علي الطنطاوي
في إندونيسيا : علي الطنطاوي
رجال من التاريخ : علي الطنطاوي.
مقابلة مع الشيخ الجليل عبدالوهاب السامرائي رئيس جمعية التربية الإسلامية ومدير مدارسها عن الشيخ الجليل أمجد الزهاوي أجراها المرحوم الأستاذ كاظم المشايخي.
1062 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع