نجلاء فقدت ساقيها وإحدى ذراعيها في انفجار عندما كان عمرها لا يتجاوز 4 سنوات.
الجزيرة- مي الربيعي /بغداد – "كنت أستعد لاستقبال والدي عند عودته من العمل نهار أحد أيام أبريل/نيسان عام 2008 عندما هز انفجار بعبوة ناسفة سيارته في مدينة بعقوبة التابعة لمحافظة ديالى شمال شرق بغداد، فتعرضت لإصابات بالغة أدت الى بتر ساقَي الاثنتين وذراعي الأيمن"، هكذا تحدثت العراقية نجلاء عماد عن هذا الحادث المؤلم الذي غير مجرى حياتها، وهي لم تكن تتجاوز الرابعة من عمرها.
وتقول نجلاء (17 عاما) للجزيرة نت إن هذه الإعاقة لم تزدها إلا إصرارا على التحدي وإثبات الذات وتحقيق المزيد من النجاحات، كان آخرها المشاركة في مسابقة تنس الطاولة في أولمبياد طوكيو للألعاب البارالمبية التي جرت صيف العام الماضي، وكانت من أصغر اللاعبات المشاركات في هذا المحفل الدولي بهذه اللعبة، مشيرة إلى أن تشجيع الأهل كان دافعا لها لمواجهة الحياة من جديد وتحقيق المستحيل.
نجلاء كانت من بين أصغر اللاعبات المشاركات في أولمبياد طوكيو للألعاب البارالمبية .
حكايتها مع اللعبة
وتضيف نجلاء إن حكايتها مع تنس الطاولة بدأت عندما كان عمرها 10 سنوات بعد تلقيها هدية، وهي مضرب وكرة منضدة من مدرب المنتخب العراقي حسام البياتي وتشجيعه لها على دخول هذا المجال.
وتشير إلى أن الأمر لم يكن سهلا في البداية، فقد كانت تتدرب بذراع واحدة ثم جاءت مشاركتها الأولى في بطولة العراق لتنس الطاولة (فئة المعاقين) على كرسي مدولب، واستطاعت أن تحرز المركز الأول رغم كونها أصغر المشاركات سنا، بعدها انضمت للمنتخب الوطني.
وتقول نجلاء إن تصنيفها هو الفئة الرابعة من 5 فئات ممن يمارسون لعبة تنس الطاولة على كرسي بعجلات، وهي رغم صعوبتها، فإنها أفضل من الفئات الأولى والثانية، حيث إنها تلعب بذراعها السليمة مقارنة بالآخرين ممن يضطرون لربط المضرب على يدهم.
أما عن تحولها من كرسي العجلات إلى اللعب وقوفا بأطراف صناعية، فتستطرد وتقول إنه بعد مشاركتها في بطولة تايلند الدولية عام 2018 (فئة المعاقين) وحصولها على المركز الثالث، قرر رئيس اتحاد تنس الطاولة للمعاقين سمير الكردي تحويلها إلى اللعب وقوفا وبأطراف صناعية.
وتشير إلى أنها دخلت مستشفى "ابن القف" في بغداد المختص بالعلاج التأهيلي والأطراف الصناعية، وبعد أخذ القياسات اللازمة رُكبت لها 3 أطراف صناعية، وتصف ذلك اليوم بأنه من أسعد أيام حياتها، حيث استطاعت الوقوف من جديد بعد 10 أعوام قضتها جالسة على الكرسي.
هكذا تواجه العراقية نجلاء عماد الحياة بذراع واحدة
نجلاء حصلت على العديد من الميداليات بعد فوزها في عدة مسابقات دولية
مشاركات دولية
وشاركت نجلاء في بطولة برشلونة الدولية عام 2020 وحصلت على المركز الثالث، كما شاركت في الألعاب البارالمبية بطوكيو التي جرت في صيف عام 2021 بعد فترة تحضيرية قصيرة لم تتجاوز 40 يوما في بغداد، وكانت المتأهلة الوحيدة من العراق وأصغر المشاركات سنا.
وواجهت نجلاء لاعبات يفقنها خبرة وسنا، حيث لاقت في أولى مشاركاتها الروسية ألييفا مالياك، التي تلعب تحت علم اللجنة البارالمبية الروسية. وبعد انهزامها في هذه المباراة الأولى واصلت نجلاء مشوارها لتواجه الكورية لي كونوو، إلا أن الحظ لم يحالفها، وإن كانت مشاركتها بحد ذاتها فوزا لها وللعراقيين، وهي حاليا في طور الاستعداد لأولمبياد باريس عام 2024 وتطمح أن تحرز فيه المركز الأول.
نجلاء في طور الاستعداد حاليا للمشاركة في أولمبياد باريس (الاتحاد الدولي لتنس الطاولة)
كما شاركت في بطولة آسيا التي أُقيمت في البحرين عام 2022 وحصلت على المركز الأول لفئة الشباب والثاني للمتقدمين (ممن هم أكبر سنا)، كما نالت بعدها المركز الأول في بطولتين دوليتين أقيمتا في مصر والأردن.
https://www.youtube.com/watch?v=OzObqyn8hOk
ويقول مدرب المنتخب العراقي لتنس الطاولة حسام البياتي للجزيرة نت "تعرفت على نجلاء عندما كان عمرها 10 سنوات، وكانت قد فقدت 3 من أطرافها، فزرتها في منزل عائلتها وعرضتُ عليها فكرة التدريب على لعب تنس الطاولة وأهديتها حينذاك كرة ومضرب".
وأشار إلى أنها وافقت وبدأت رحلة التدريب وخلال 6 أشهر استطاعت أن تثبت وجودها وتنافس لاعبات في المنتخب ممن هنّ أكبر منها سنا وخبرة، بعدها أصبحت عضوا في المنتخب الوطني ومثلت العراق في العديد من المحافل الدولية الرياضية، وهو يشعر بالفخر بها ويعتبرها قدوة للتحدي والنجاح.
1181 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع