مصر كما رأيتها اليوم / الحلقة الثالثة - زيارة مكتبة الأسكندرية -

       

مصر كما رأيتها اليوم مشاهدات في حلقته الثالثة/ زيارة الى مكتبة الأسكندرية

                        

            

مقد مة لابد منها :

          

  مكتبة الإسكندرية من أطلال الى بانوراما حضارية مشرقة

شيدت مكتبة الإسكندرية الحديثة في الموقع نفسه الذي بُنيت فيه المكتبة القديمة، التي يعود إلى القرن الثالث ق. م، بطليموس الأول (سوتر)، أوّل ملوك البطالمة الذين توارثوا حكم مصر، هو من أمر ببنائها. أما المؤسّس الحقيقي للمكتبة، وصاحب الفضل في نهضتها وازدهارها، فهو بطليموس الثاني (فيلادلفوس)، الذي حكم مصر من عام 285 إلى 246 ق. م. فهذا الرجل هو الذي وضع نظام تلك المكتبة العريقة، وهو الذي جلب لها العلماء من أنحاء العالم، وجمع بها ما كان في مكتبات المعابد المصرية، ثم ازدادت أعداد كتبها حتى زادت على 700 ألف مجلد.

       

ترجع شهرة المكتبة إلى كونها أعرق مكتبة حكومية عامة في العالم القديم. كما ترجع عظمتها إلى عظمة القائمين عليها، فكان لزاماً على كلّ عالم يدرّس بها أن يودع فيها نسخة من مؤلفاته ، فحوَت كتب الحضارتين الفرعونية والإغريقية، ما أدى إلى امتزاج علوم الشرق والغرب داخلها. وقد عرفت الأجنحة المتخصصة التي تضم مكتبات الشخصيات الثقافية البارزة في المجتمع، فاحتوت على المكتبة الخاصة بأرسطو كاملة، ومكتبة هوميروس وغيره من كبار الفلاسفة والمفكرين الذين قامت عليهم نهضة الإمبراطورية الرومانية.
ولم تكن تلك المكتبة مجرد مخزن لتجميع الكتب أو قاعة لمطالعة ما تضمه رفوفها، بل كانت معهداً تعليمياً متميزاً، درس فيها كل من إقليدس (صاحب النظرية المشهورة باسمه في علم الهندسة المستوية) وأرخيميدس (صاحب قانون الطفو، ومخترع آلة رفع المياه: الطنبور)، وجالينوس (الذي كان رائدا في فن الطب والتشريح)، بالإضافة إلى إراتوستينوس Eratosthenes (الذي أثبت أن الأرض كروية، وكان أول من قام بحساب قطرها)، وغيرهم.

ضمت المكتبة القديمة متحفاً (عرف باسم الميوسيون)، وهو عبارة عن مبنى يقيم فيه العلماء المتخصّصون في كلّ الفنون. أما خزانة الكتب نفسها فإنه لما ازداد حجمها، أصبح من الضروري إنشاء ملحق على مقربة منها. ولهذا، أمر بطليموس الثالث (إيورجيتس Euergetes) في عام 235 ق م بإنشاء ذلك الملحق على هضبة حي راكوتيس (حي كرموز حالياً) مكان معبد وثني.
حافظ الأباطرة الرومان على المكتبة، وطوّروا تجهيزاتها، بتزويدها بنظام تدفئة مركزية، للحفاظ على جفاف الجو داخل مخازن الكتب الموجودة تحت سطح الأرض.

       

أحرقت المكتبة ودمّرت تماماً أثناء حملة يوليوس قيصر على مصر عام 48 ق. م. وأعيد تجديدها، ثم تعرّضت لأكثر من حريق، وكان آخرها الحريق الذي وقع في اضطرابات سنة 391 م، حين قام الإمبراطور الروماني ثيودسيوس الأول بإصدار أمر بالقضاء على الوثنية، فجمع بطريرك الإسكندرية ثيوفليوس الغوغاء، فهجموا على معبد السيرابيوم ومكتبته ودمّروهما.

ذكرت بعض المراجع العربية المشربة بالفكر الشعوبي ، أن القائد العربي عمرو بن العاص هو من حرق مكتبة الإسكندرية، وهو قول لا سند له، فلم يكن للمكتبة أي وجود في عام 642 م هو عام دخول العرب المسلمين إلى مصر. وهذا يؤكد تجني بعض المستشرقين على دور الاسلام في تنوير البشرية. بدليل ان الدولة الاسلامية يوم ترامت أطرافها المشرق والمغرب، قدمت للعالم فلاسفة يبزون سقراط وافلاطون وارسطو، من امثال الكندي وابن رشد والفارابي والادريسي وغيرهم . ولعل عصر النهضة الذي ازدهر بمبدعيه في ايطاليا وتنورت اوروبا بنورهم، كانوا قد نهلوا من فلاسفة العرب كثيرا،

                     

ولعل كتاب "الامير" لميكيافيلي ونظريته " "الغاية تبرر الوسيلة" نسخة من مقولة معاوية بن ابي سفيان " لو ان بيني وبين الناس شعرة ما انقطت إن شدوها ارخيتها وإن ارخوها شددتها" . وذكرت قصص عصر النهضة شخصية هي من نسج خيال الاوروبيين شخصية "روبن هود" ، الذي كان يسرق اغنياء تلك الفترة ليوزع ما سرقه على فقراء اوروبا. نسخة طبق الاصل من شخصية عروة بن الورد في جزيرة العرب  الذي سمي بأمير الصعاليك.
على الرغم من اندثار مكتبة الإسكندرية القديمة، فإن ذكراها ظلّت حيّة في أذهان عاشقي العلم، وظلّ حلم إعادة بنائها يداعب مخيّلة الكثيرين. ولم يصبح هذا الحلم حقيقة إلا في العصر الحديث. فقد طرحت فكرة إحياء هذه المكتبة في أواخر عقد الثمانينيات من القرن العشرين، حين قامت منظّمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة بالدعوة للمساهمة في إنشاء هذه المكتبة من جديد. وعقب ذلك، قامت الحكومة المصرية بتأسيس الهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية، وإجراء مسابقة دولية لتصميم المكتبة، حيث فازت بها شركة نرويجية. وقد صمّمت لتكون امتداداً لسابقتها، بحيث تستهدف التأكيد على مفاهيم التواصل بين الثقافات، وعلى التعدّدية الفكرية، وإشعاع العلم والمعرفة. كما راعى مصمّموها أن يكون تكوينها شاملاً، بحيث تتوافر فيها مجالات المعرفة كلها، فتتضمن مراكز للبحوث، ومعارض للفنون، وقاعات للمؤتمرات والندوات، وقواعد للبيانات الإلكترونية. وقد اشتمل تصميم المكتبة الجديدة على عشر طبقات، تقع ست منها فوق الأرض، في حين تقع الطبقات الأربع الأخرى تحتها لحماية محتوياتها من عوامل البيئة الخارجية.

ويشمل مجمع المكتبة أيضاً مركز المؤتمرات الذي كان قائماً قبل إنشاء المكتبة. كما أنشئ بالقرب من هذا المجمّع متحف علمي وقبة سماوية. وفي مايو عام 1995 بدأ العمل في تشييد المكتبة. وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 2002 تمّ افتتاحها في احتفال كبير حضره ملوك ورؤساء عدد من الدول التي شاركت في دعم مشروع المكتبة.
وقد حرص القائمون على إدارة المكتبة الجديدة تكريس كلّ جهودهم لإعادة روح المكتبة القديمة، بحيث تضمّ التراث المصري والإنساني والثقافي العالمي، وأن تكون مركزاً للتعلّم والتسامح ونشر قيم الحوار والتفاهم.

ولعلّ أهمّ ما يميّز المكتبة هو البانوراما الحضارية Culturama، وهي عبارة عن عرض للتراث الثقافي المصري، حيث تمّ ترتيب تسع شاشات كومبيوتر ضخمة في شبكة شبه دائرية لتخلق شاشة تمثّل بانوراما التاريخ. وبفضل تفاعل الشاشات معًا، يمكن استكشاف 5000 عام من الماضي، عبر النقر على عناصر محدّدة على الشاشة. ومن الغريب أنّ النيران تجدّد موعدها مع المكتبة في كل عصر، فقد تعرّضت المكتبة الجديدة للحريق في مارس/آذار 2003، ولكنّ كان محدودا.

 

تحقيق أمنية
سمعت وقرأت الكثير عن مكتبة الأسكندرية لذلك قررت لابد من زيارتها ومعرفة المزيد عنها، وعند زيارتي للأخ والصديق الدكتور / علوان العبوسي في الأسكندرية كانت فرصة لاتفوت لزيارة هذا الصرح الكبير.
قبل الزيارة كنا قد مررنا أكثر من مرة في الشارع الذي فيه المكتبة، فهي بناية جميلة بطراز معماري رائع مقابل البحر، ومن يمر من هناك لابد أن يلقي نظرة اعجاب شطرها.
يوم 27 من أغسطس اللاهب، أستأذنت من الدكتور أن أتفرغ وحدي لزيارة المكتبة ومن الجدير بالذكر ان الدكتور قد أعطاني المزيد من التفاصيل وكيفية الزيارة.ِ

  

بعد تناولي الفطور وفي الساعة التاسعة كنت أمام الباب الرئيس للمكتبة حيث نقطة تفتيش وأحد افراد الشرطة.
أخبرني الحرس بأن المكتبة تفتح أبوابها للزائرين الساعة الحادية عشر والدخول من الباب الجانبي في الفرع المجاور لها. ساعتان أذن أمامي قبل ان تفتح ابوابها ، وهذا وقت ليس بالقصير بالأخص في هذا الشهر وارتفاع درجات الحرارة.
في مقالتي السابقة أشرت الى أن اصحاب المحال في مصر لايفتحون محالهم قبل الساعة العاشرة الا بعض المقاهي ومحال الصيرفة و بائعي الفواكه والخضر والمخابز.

      

تركت المكتبة وسرت بأتجاه المنشية، حيث مركز المدينة وحرارة الجو لاتوصف أطلاقا لذلك جلست في احدى المقاهي وتناولت الشاي والماء البارد . بعدها تجولت قليلا في شارع سعد زغلول.
في الساعةالعاشرة والنصف كنت مع جمهور من الناس بمختلف شرائحهم وأعمارهم ننتظر أفتتاح بوابة المكتبة.

  

سعر الدخول مبلغ رمزي جدا ( خمسة جنيهات) فقط أما للطلبة هنالك خصم لكون لديهم اشتراك سنوي.
في الوقت المحدد تحرك الجميع، نحو الباب الرئيس للمكتبة حيث وجود موظفي الأستقبال والتفتيش ببدلاتهم الأنيقة وأربطة العنق وعبارات الترحيب بالجميع.
ما أن تصل الباب حتى يأتيك نسيم بارد كما لو أنك أدركت يوما من ايام الشتاء. وذلك بسبب قوة أجهزة التبريد في الداخل. واقسم اني تذكرت وقتها أجهزة التبريد الهائلة للمحطة العالمية للسكك الحديدية بجانب الكرخ من بغداد الأمس، والتي صممته واقامته شركة (Career) الامريكية للتبريد " صدقوا او لاتصدقوا " عام 1939 . وظل نظام التبريد الهائل حتى خروجي من بغداد الى بلاد الغربة.

    

بعد أن تجتاز هذه المرحلة تجد نفسك في صالة كبيرة تشرف على الطوابق السفلى للمكتبة وهنالك مصعد كهربائي وسلالم للصعود الى الطوابق العليا.

       

في هذه الصالة مجموعة من اللوحات لكبار الأدباء المصريين في المقدمة الكاتب العالمي الكبير نجيب محفوظ.

وهنالك قطع أثرية ولوحات أخرى لكبار التشكيليين و غيرهم من فناني مصر.

  

نظرا لكبر المكتبة هنالك دلالات وأشارات لتسهيل مهمة الزائرين..

       

في كل طابق ترى العجب حيث عشرات لابل المئات من أجهزة الحاسوب مع أثاث فاخر وكلها بلون واحد والمهم نظافة الطوابق مع الهدوء التام وحسن الترحيب. وأن تستفسر عن أي شيئ من موظف أو موظفة ستجدهم جاهزين لكل الأستفسارات والأسئلة المتعلقة بالمكتبة.

  

قضيت نصف النهار هناك وكأنها دقائق لا ساعات..
فرحتي لاتوصف وأنا اتجول وأطالع والتقط الصور ..الف شكر لصديقي أبا احمد الذي أرشدني لزيارة هذا المعلم الثقافي الكبير.

            

صدام حسين يتبرع للمكتبة ومبارك يسرق التبرع العراقي!!

صدام حسين تبرع بـ 21 مليون دولار لمكتبة الاسكندريه ومبارك سجل التبرع باسم زوجته !

تنكّر مبارك لتبرع العراق لمكتبة الاسكندرية و سجل التبرع باسم زوجته وحجب اسم العراق من لوحة الشرف.

  

في عام 1989 جاء الرئيس حسني مبارك وزوجته الى العراق، واستقبلهما الرئيس الراحل صدام حسين استقبالا حافلا، وكان من بين جملة أسباب تلك الزيارة جمع الاموال والتبرعات لاعادة إحياء مكتبة الاسكندرية العريقة، وذكر مبارك لصدام أن ملك السعودية الراحل فهد ورئيس الامارات الراحل الشيخ زايد وأمراء خليجيين آخرين تبرّعوا للمشروع، فاستفسر الرئيس الراحل صدام حسين عن مقدار تبرع كل من ملك السعودية والآخرين فقال مبارك :

                 


إن ملك السعودية تبرع بـ 20 مليون دولار وإن رئيس الامارات الشيخ زايد تبرع بـ 20 مليون دولار وان السلطان قابوس تبرع بـ 5 مليون دولار وان امير الكويت تبرع بـ 6 مليون دولار، فاعلن صدام حسين ان العراق قرر التبرع بـ 21 ملايين دولار امريكي.
ودهش مبارك كما دهشت زوجته سوزان، حيث لم يتوقعا مثل هذا المبلغ خاصة وان العراق كان يعيش ظروف، ما بعد انتهاء الحرب مع ايران وما خلفته من آثار على الاقتصاد الوطني. وباسرع وقت تم تسليم الشيك الى الرئيس مبارك وحرمه المصون!!! ..
وحصل ما حصل بعدها من احداث ، وما قام به مبارك من تجييش جيوش الدنيا على العراق السخي ايما سخاء.
وأنقطعت العلاقات مع مصر بعد 2 آب ولا نريد معه ان ننبش الماضي ونعيده اليوم.....
نعود الى قصة تبرع صدام حسين نيابة عن العراق بمبلغ 21 مليون دولار وهو ((اكبر)) مبلغ يتم التبرع به للمكتبة .

   


وتم افتتاح مكتبة الاسكندرية بعد اربع سنوات. في حفل ضخم وكبير حضرته وفود مدعوة من جميع انحاء العالم (عدا العراق السخي ايما سخاء !!!!) وتم الكشف عن جدارية (لوحة الشرف) في واجهة المكتبة تضم اسماء الاشخاص والجهات والدول التي تبرعت لمشروع اعادة اعمار مكتبة الاسكندرية .... ولم يكن بين الاسماء لا العراق ولا صدام حسين!!

  

صور متفرقة...

   

 

  

 

  

  

    

  

  

  للراغبين الأطلاع على الحلقةالثانية:

http://www.algardenia.com/mochtaratt/18859-2015-09-10-09-34-50.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

777 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع