بغداديات ...حلويات ايام زمان
ايها السائل منا عن بغداد اننا كهائم في بيداء اعوزها النبت
يادجلة الخيريانبعا افارقه على الكراهية بين الحين والحين
كنت اتبضع في احد الاسواق الحديثه في بغداد (سوبر ماركت) ولاحظت احد الاطفال في عمر الزهور بين 4 - 5 سنين يساعد اباه في دفع عربة التسوق ويحاول ان يسحبها باتجاه معين ولكن الاب يرفض ذلك ولكنه رضخ الى طلب الولد واتجه بالعربه الى صوب مايريد الابن...
واذا هو امام رفوف عديده مليئه بالسكاكر والشوكلاته والحلويات من كل صنف ومنشأ وبانواع مختلفه والوان زاهيه وانواع تشتهيها الانفس وبدأ الصغير بانتقاء ما يريد ويضع ذلك في العربه وهنا سرح بي بحر الذكريات الى النصف الاول من القرن العشرين عندما كنا بعمر هذا الطفل الصغير ولم تكن لدينا اسواق مثل هذه ولم نكن نعرف هذه الاصناف من الواح الشوكلاته واصابعها وعصاراتها وكراتها وانواع لاتعد من العلكه والمصاص وتذكرت زقاقنا وايام زمان وانواع الحلويات التي كنا نتمتع بها وكأنها هبة من السماء بالرغم من بساطتها ولاتزال نكهتها في ما تبقى من اسناننا ومرت علي هذه الانواع وباعتها واسعارها واشكالها وتذكرت العم عبد الله العطار والحاج محمد العمر واحمد ابو الدوندرمه وتذكرت كيف كنا نقف بانتظارهم حتى يفتحوا محلاتهم ونحن نحمل بايدينا مبالغ صغيره..
اكبرها عشرة فلوس لكي نشتري مانريد او عندما نسمع احد بائعي الحلويات المتجولين ونهرع راكضين لشراء عنبر الورد او العنجور او بيض القلق .. وقررت ان اسطر ما اقدر عليه لتذكير اخواني بايام ذهبت ولكن ذكرها لن تمحى من مخيلتنا ....
بغداديات الحلويات واطفال ايام زمان كانت بغداد في مطلع الخمسينات من القرن الماضي مدينة نتفاخر بها على الصعيد الاقليمي لانها كانت قبله ونموذج لكل دول المنطقه وكان فيها دائما ماهو جديد وتدخلها الحداثه قبل غيرها وكانت تتمتع بصناعه بسيطه من الحلوى والسكاكر ولكنها محدوده وبسيطه وهنا سوف اتطرق الى حلويات الاطفال في تلك الفتره من الزمان الرائع ..
كانت معظم هذه الحلويات تصنع يدويا اما في محلات مختصه او في البيوت وكانت هناك حلويات لايتم تداولها الافي المناسبات مثل (البقلاوه , الزلابيه , من السما , الحلاوه ) وخاصة في شهر رمضان او الاعراس وغيرها ولن اتطرق اليها لانها لاتزال متداوله ولكن كانت ايضا انواع اخرى تتواجد على مدار السنه ومنها ما ساذكره مع شيء من التعريف للاخوه الذين لم يسبق لهم ان سمعوا بها او شاهدوها او ذاقوها ..
1. عنبر ورد . وهو عباره عن مزيج من السكر وبعض المطيبات والالوان ويشبه الشيره المكثفه يوضع في صينيه مقسمه الى عدة اقسام صغيره على شكل مثلثات في كل مثلث نوع ولون ويباع هذا على عود صغير واشبه بالمصاص .
2 .العنجور . وهو ماده مطاطيه من السكر والنشأ وبلون ابيض بخطوط ملونه يضعه البائع على كربة سعف ويترك ساق الكربه لكي يتكأعليه وويبيع منه قطع حسب المبلغ .
3 . بيض القلق . وهذه السكريه من الانواع الرقيقه جدا واشبه بالرغوه الناشفه وعلى شكل حيوانات والجميل فيها ان البائع يضع هذه الحلويات في سله ويضع عمود في وسط السله مرفوع الى الاعلى ويحيطه بالقماش مع ترك فتحه صغيره لاخراج الحلوى ..
4 . البالوته . وهي نوع من انواع الكاستر السميك وكانت تعمل بالنشأ ويضاف اليها النكهه والالوان وتباع في اواني(صينيه) باحجام مختلفه .
5 . المكاويه . وهي الكيك الحالي ولكن يمتاز بالصلابه ويضاف اليه الكاكاو ويرش عليه مبروش جوز الهند وبعض الالوان . ويستخدم الدبس بدلا من السكر للتحليه
6 . جق جق قدر . الماده الاساسيه هي الدبس وبعد ان يغلى يوضع في صحن (صينيه) ثم يوضع عليه اللوز بشكل مرصوف ,وكثيرا ما كانت هذه الحلوى تعمل بالبيوت.
7 .المدكوكه. وهي تعمل من التمر (الاشرسي) حصرا مع الجوز ويتم الدك لحين بواسطة الجاون الى ان تتلابس مع بعضها وتقدم للاكل .
8 .اللهوم . وهو خليط من السمسم والسكر بعد طحنها وتقديمها وخاصة في أيام زكريا.
9 . البادم . وهو نوع من المعجنات أقرب الى البسكويت وعلى شكل دوائر لاتزيد قطرها عن 3 سم وتوضع على شريط ورقي بنفسجي اللون بشكل مزدوج. حيث يشكل شريط يقتطع منه البائع حسب الطلب .
10 . الحلقوم . وهو خليط من النشأ والسكر وعلى شكل مكعبات وبانواع منها ابو الثوب وبالوان متعدده ومنها المستكي بالجوز واللوز وهي لاتزال موجوده لحد الان وتباع في اسواق بغداد .
11 . الحامض حلو . وهو سكر صلب ملون ومطعم بانواع مختلفه يتم تعاطيه بالمص .
12 . كعب الغزال . وهو نوع من المعجنات المليء بجوز الهند والسكر وعلى شكل دوائر اعلى الدائره بلون بني .
13 . لقمة القاضي ( تم تغيير الاسم الاول ) وهي عباره عن نوع من الحلقوم ولكنه على شكل اصابع مقطعه وفيها اللوز والجوز ومعفره بالسكر المطحون والنشأ .
14 . ظروك الفار . وهي حبيبات سكريه صغيره الحجم يصل حجمها الى اصغر من حبة اللوبياء وملونه بالوان مختلفه .
15 . اكلة الملك (تم تغيير الاسم الاول ) وهي عباره عن نوع من الحلقوم الجامد وعلى شكل هرم مضلع وبالوان مختلفه .
16 . المسقول . وهناك نوعين من المسقول يختلفان بالشكل احدهما املس وبلون واحد هو الابيض وهو لايزال متداول الى الان وبالوان مختلفه وبداخله اللوز او الشكولاته في حين كان ايام زمان باللوز فقط او بدون لوز والنوع الثاني كان اشبه بالذره عندما تكون (شاميه) وباللون الابيض فقط .
17 . شعر البنات . وهي خيوط سكريه بيضاء او ملونه توضع على عود خشبي على شكل دائره وهي لاتزال موجوده لحد الان .
18 . السمسميه .وهي سائل سكري توضع فيه كميه من السمسم حتى يتلابس معها وتقدم بشكل قطع او دوائر ومنها ما يعمل بالدبس بدلا من السكر
19 .الجكليت. وقد دخل منه النوع الاجنبي والاسم توفي وهو عباره عن الحليب والسكر والكاكاو ويغلف بورق فضي .
20 . المثلجات . الدوندرمة ، الأزبري، على العودة ، اللكي ستك، الموطا، الأيس كريم ,, كل هذه الأسماء تشير الى المثلجات التي يتداولها الناس منذ ذلك الحين والى آلآن ولابد من مختصر لهذه التحلية لمكانتها وخاصة في صيف بغداد اللاهب.
كانت هذه المثلجات قديمة في بغداد ودخلت مع دخول معامل الثلج اليها وكانت تصنع يدويا بواسطة أواني من النحاس المطلي ويوضع في نصف برميل خشبي ويحاط بالثلج والملح الخشن لكي يحافظ على برودته ثم يوضع السائل داخل الوعاء وتتم عملية التدوير يدويا إلا أن يتجمد السائل ويقدم للأكل ، والسائل مكون من الماء والنكهة والسكر وهو (الأزبري ) ، أما الحليب والنكهة أو بدون نكهة فيسمى ( الدوندرمة) .
وكلمة ازبري مأخوذه من كلمة (روزبري) الانكليزيه اي التوت البري وهي النكهه المعتاده في هذا النوع ولاتزال مستخدمه لحد الان بالرغم من تنوع الازبري الى نكهات اخرى مثل البرتقال والتفاح والخوخ وغيرها . ثم تطورت هذه الصناعة في مطلع الخمسينيات وأنشأ أول معمل ملحق بمعمل الثلج في الكرخ , محلة التكارتة( من قبل الحاج المرحوم سلمان الجبوري ) ولكون طاقة المعمل أكبر من أستيعاب المنطقة عمد الحاج الى صناعة عربات ذات ثلاث عجلات وعلى شكل صندوق مثلث متساوي الساقين قاعدته الى الخلف يتم فيها توزيع المنتوج لمسافات أبعد. بغداديات الحلويات واطفال ايام زمان أما الموطا فأنه أسم لشركة ايطالية انشأت معمل للأيس كريم في بغداد في منتصف الستينيات وقامت بتوزيع مجمدات بأسمها لغرض حفظ المنتوج عند أصحاب المحلات الذين لم يكونوا على معرفة بهذه الأجهزة. وكتشجيع ودعايه .
ولكي لانهضم حق جداتنا وامهاتنا عندما كن يصنعن المربيات في الصيف من التفاح العراقي الابيض والتين والطرنج ويخزونها في جرار (بستوكه) ويغلف رأسها جيدا ثم يوضع عليه الجبس لمنع دخول الهواء وافساد المربى وتبدأ عملية تناولها في موسم الشتاء ولازلت اذكر صوت امي رحمها الله عندما تصيح (لتمد ايدك تتلف المربى اني انطيك ) كانت ايضا من الحلويات التي نستلذ بها كثيرا .
وخلاصة القول وبالرغم من كل ما أستحدث من الحلويات والمثلجات لاتزال تلك الأنواع لها طعم خاص لأنه يرتبط بشريط الذكريات ومحلات بغداد وأصدقاء الطفولة والمدرسة وكل ما هو جميل ..
والى مقاله اخرى بأذن الله
مع تحيات عبد الكريم الحسيني
1926 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع