لماذا كان زماننا اجمل واحلى...؟؟؟
كل جيل يعتز ويفتخر بزمانه لانه عايش فيه ذكريات جميله وطفوله ومراهقه وحب ودراسه ولعب ومغامرات واحداث لايمكن نسيانها والعائله والاخوان والاصدقاء والمحله والمدرسه وغيرها .
كل هذه تعيد بالنفس الى الجمال الذي كان والذي ذهب ولذلك ترى الجميع من كل الاجيال يتفاخرون بزمانهم ويتذمرون من الزمان الذي جاء بعدهم والسبب ليس عيبا في الزمان ولافي اصحاب الزمان ولكن السبب هو تغير الحياة وتبدل الاتجاهات التي لم يألفها الماضي ولايمكن للحاضر ان يعود اليها ..
هنا لانختلف ولكن لابد ان تكون الاساسيات التي يتطبع عليها المجتمع من المميزات الحسنه والعادات الجميله ان تنمو وتتكاثر وتسود وان يعتز بها لانها ليست ملك جيل معين بل هي ثروة شعب ومجتمع ولذلك يشارالى الشعوب بما تمتاز به من عادات وتقاليد جميله توضع في ميزان هذه الشعوب ,,
من هذا المنطلق اناقش زمان عشناه ولمسنا فيه خيرا كثيرا وجمالا واخلاق فقدناها لاحقا لاسباب عديده ونضع اللوم على الاجيال اللاحقه التي نتهمها بضياع الموروث الاخلاقي والعادات الجميله ومن الامور التي تزيد هذه النقمه ان هناك ظواهرجميله من الصعب ان تتكرر ظهرت في زمان لم تظهر مايشابهها او ما يوازيها في الازمنه اللاحقه ..
في زماننا كانت الاخلاق سيدة الموقف والالتزام بها ضروري وكان الاب سيد البيت وكلامه مسموع ولايمكن مخالفته والام تعرف حدودها وكذلك الجميع واليوم نشهد انفلات العائله لايدري الاب مايدور في بيته ولاالام بما يحصل وطبعا هذه الحاله لااجزم انها لم تكن موجوده فكل الحالات موجوده في كل الازمان ولكن مع فارق النسبه في جانب لتطفو على السطح كما هو الحال اليوم ..
كنا اذا ارتقت امرأه مهما كانت كبيره السن او شابه في باص المصلحه يقف لها الشباب لكي تجلس وهذه من الحسنات ومكارم الاخلاق واليوم نجد النساء وقوفا والشباب جلوسا وتنطبق هذه الحاله على الرجل المسن واحترامه واجلاسه ومساعدته ,و لم يكن احد يجرأ ان يخالف القانون والتعليمات فلن تجد من يدخن في باص المصلحه ولن تجد من يطلب النزول في غير الاماكن المخصصه واليوم هرج في مرج ,, ناهيك عن الحديث بصوت عالي والصراخ والمشاجرات والمناقشات التافهه وغير المقبوله وغيرها ..
لم نكن متدينين ولم نرتدي جبه وعباءه وعمامه وهؤلاء كانوا قله ولكن المجتمع كان ملتزما ومحافظا وخلوقا ومحترما واليوم كثر رجال الدين واصبح عددهم اكثر من القطط في الازقه ولكننا اليوم مجتمع منحل وفقدنا الاخلاق وضيعنا الدين وسادت بيننا الاحقاد والضغينه والفساد والسرقه ,, هل هذا تطور ؟؟
كانت للمرأه قيمه ومكانه في المنطقه او الزقاق وكان اولاد المحله ينتفضون اذا ما ضايقها احد وهي تشعر بان اولاد محلتها حمايه لها واليوم اول من يعاكس ويسيء الادب هو ابن المحله مع الاسف ..
كانت للمقاهي هيبه واصول ولم يكن الفتى يجرأ ان يدخل في مقهى يجلس فيه ابيه او عمه او جده وكانت مقاهي الكبار تختلف عن مقاهي الشباب ولكل عادات وسلوك ..
حتى اغاني ايام زمان كانت تختلف عن اليوم وكانت اجمل وهل يمكن ان تتكرر ظاهرة ام كلثوم او عبد الوهاب او فريد الاطرش او الكبنجي ويوسف عمر وحضيري ابو عزيز او عزيز علي او عفيفه اسكندر او عبد الحليم حافظ ؟؟
هل يمكن ان يتكرر شعراء الزمن الجميل مثل شوقي والجواهري والبياتي والكرخي ورامي وهل يمكن ان يتكرر طه حسين والمنفلوطي ومصطفى جواد وعبد الرزاق الحسني وآخرين كثر ..
هل يمكن ان نجد اليوم جمال حقيقي في المرأه الا ماندر ,, عيونها تغيرت وتلونت وجسمها خضع للنفخ والشفط والانف تم نحته والخدود كبرت والشفايف امتلئت وغير ذلك كثير ..
اين الجمال الطبيعي الذي كنا نعشقه اين حمرة الخدود التي وهبها الله سبحانه وتعالى وتلك العباءه الجميله والشعر الملموم والاستحياء والنظرات البريئه ؟؟ كل ذلك ذهب واليوم نجد الاسئله كم من المال وما هو عطر الرجل او المرأه ليدل على الامكانيه والسياره و ماركتها وسعرها والتي شيرت ماركه لو تقليد وغير ذلك ,, اصبحت الحياة مادة فقط بينما كانت حياتنا روح ومعنى وقيم .
كانت مدارسنا مركزا للتربيه والاخلاق والتعليم وكان المعلم ابا وعما وخالا واستاذا وكان النظام صارما والتعليم راقيا واذكر كنا في الصفوف الابتدائيه وخطنا جميل واليوم نجد طلاب جامعه لايعرفون الكتابه ومن مطالعاتي على شبكة التواصل الاجتماعي اجد الاخطاء الاملائيه وكثيرا منهم لايفرق بين الظاد والضاد ولايتمكن من ربط جمله بشكل صحيح فهل هذا تطور ام رجوع الى الوراء ؟؟
حتى طعامنا كان مختلفا ليس في النوع فكلنا نكاد ان نكون متفقين ان انواع الطعام سابقا ولاتزال من اطيب المأكولات العراقيه المشهوره واندرها ولكن هنا اقول كان صاحب المطعم يسعى لكسب سمعته من الناس وزيادة رصيده بين الناس واشتهاره بناء على جودة ونظافة مايقدمه ومعاملته واليوم نجد انواع من اللحوم لانعرف منشأها ولامحتواها واصحاب المطاعم يخلطون من كل رخيص في طعام الناس والتعامل رديء والخدمه سيئه فهل هذا تطور ؟؟
حتى مؤسساتنا ودوائر الدوله فقدت سياقاتها وباتت لاتقوم بابسط واجباتها بينما كانت ايام زمان تقوم بهذا الواجب بحرص ومسؤوليه في الاعمال كافه ومنها البلديه والخدميه وكانت للموظف هيبه ومكانه واليوم يعم الفساد والرشوه والتماهل وتعمد التاخير واذية الناس وكانهم يعملون في دوله اخرى معاديه للعراق او يعملون بدون اجر ..
كان هوائنا انظف ومائنا اعذب وكلامنا اجمل وتعاملنا ارقى ونسائنا احلى وتعليمنا افضل ونزاهتنا اكثر وحبنا لبعضنا اكبر وتأخينا اعظم وعراقنا اجمل من كل الدول ... ماذا اصابنا ؟؟ حسدنا الحاسدون ؟؟ ام تغيرت الاخلاق والقيم ؟؟
نعم كان زماننا اجمل واحلى بهذه الامور وليس تعصبا لزمان على حساب زمان .. فهل نحتاج الى القول اننا سرنا بالاتجاه الخاطىء ولااقول اننا عدنا الى الوراء لان الماضي كان افضل واحسن واجمل ..
عبد الكريم الحسيني
1210 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع