تعريف بكتاب دور العراق في حرب ١٩٦٧
صدر مؤخراً عن دار ألأكاديميون في عمان كتاب دور العراق في حرب ١٩٦٧ (تاريخ وذكريات) تأليف اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس . وهو كاتب ومفكر غني عن التعريف أغنى المكتبة العسكرية العراقية والعربية بالعشرات من الكتب والتراجم والتحقيقات وهذا الكتاب جاء كأخر أنتاجاته .
يتضمن الكتاب خمس عشر فصلاً بدئها بنبذة تاريخية عربية عن الموقف العربي قبل الحرب ثم الموقف العراقي كما تناول موضوع أعداد القوات المسلحة للحرب في الفصل الثالث ، وفي الفصل الرابع تناول الموقف الخاص لمصر وسوريا وأسرائيل ثم الموقف الخاص للعراق في الفصل الخامس ، وفي الفصول من السادس – التاسع تناول موقف الأردن الخاص وحجم الجيش العربي الأردني والضربة الأسرائيلية يوم 5 حزيران 1967 ثم معارك الجيش الأردني في الضفة الغربية . بعدها من الفصل العاشر الى الفصل الخامس عشر خصصها للجيش العراقي بدءا من صفحة التحشد في الورار ثم صفحة التنقل الى الأردن ، ثم يتناول فعاليات اللواء الآلي الثامن في الضفة الغربية في الفصل الثاني عشر ، ثم تناول دور القوة الجوية العراقية في الفصل الثالث عشر وفي الفصل الرابع عشر تناول دور الفوج العراقي في مصر وفي الفصل الأخير تناول أنفتاح القوات العراقية في الأردن من 10 حزيران - 30 تموز 1967.كما ختم الكتاب بالدروس المهمة من هذه الحرب وهي بمثابة أستنتاجات وتحليل لتلك الحرب على المستوى العربي وعلى العراق ولعل من أهم تلك الدروس هو الدور الكبير للقوة الجوية الأسرائيلية التي ربحت الحرب من الساعات الأولى .
تناول الكاتب دور القوات العراقية في الحرب بشكل دقيق وهذا الموضوع لم يسلط عليه الضوء سابقاً إلا بمعلومات محدود وسيجد القاريء مقدار معاناة لواء المشاة الألي الثامن الذي زج بالمعركة منذ بدايتها وتكبده خسائر كبيرة بسبب سوء تصرف القيادة العربية المشتركة التي لم تكن متهيئة لقيادة وأدارة تلك الحرب . كما تضمن عرض لموقف الجيش الأردني في معارك الضفة الغربية ومعاناتهم في تلك الحرب التي فرضت عليهم لأسباب سياسية .
تميز هذا الكتاب بكونه تناول الموقف العربي والموقف الأسرائيلي قبل الحرب بشكل دقيق لم يسبق أن تناوله كاتب آخر بهذه التفاصيل بالأعتماد على مصادر أجنبية ومصادر عراقية ممن شاركوا في الحرب ، كما ُزود الكتاب بالعديد من الصور والمخطات التي عملها بنفسه لتوضيح بعض المواقف . كنت أتابع مع الأخ اللواء الركن علاء الدين وبشكل مستمر عمله المستمر وتشبثه بجمع المعلومات من مصادر مختلفه رغم التعب والمعاناة .
من قراءة الكتاب سيستنتج القاريء مقدار القصور في الفكرالقيادي العربي الذي أنعكس على نتائج تلك المعركة وضياع الضفة الغربة وهضبة الحولان . لقد فشل العرب بتوحيد جهودهم للمرة الثانية بعد حرب 1948 ، والتحسب لتلك الحرب التي كانت مؤشرات وقوعوها واضحة لهم ، وكما يبدوا من قراءة التاريخ والأحداث : أن العرب كانوا ولا يزالون غير قادرين على توحيد مواقفهم في مواجهة التحديدات الكبيرة التي تواجه مصيرهم ولذلك سيخسرون الكثير على مر الأيام. . كما يوضح الكتاب الفشل الكبير في أدارة المعركة من قبل القيادة العسكرية العربية المشتركة بسبب أختلاف المواقف السياسية وعدم القدرة على تشكيل قيادة عربية عسكرية موحدة لقيادة الجيوش العربية وتفعيلها بوقت مبكر ما جعلها تصبح شبه مشلولة عندما وقعت الحرب .
نتمنى للأخ اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس دوام التوفيق والى المزيد من الأبداعات .
الفريق الركن
محمد عبد القادر الداغستاني
22نيسان 2021
545 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع