ألعلامة أمجد الزهاوي .. شيخ مشايخ العالم الإسلامي
( 1300-1387 هـ ، 1882 – 1968 م ) شخصية عظيمة ومهمة كان لها أثر كبير في تاريخ العراق وتاريخ المسلمين الحديث، ولكن وللأسف الشديد أكثر الجيل لا يعرفها، وهي شخصية الشيخ الكبير "أمجد الزهاوي" رحمة الله عليه.
لو قمنا اليوم باستبيان بين الجامعات والمدارس، وبين المثقفين والعاملين وقلنا من هو أمجد الزهاوي وليس في العراق فقط ولكن في العالم الإسلامي لجاءت النتيجة مفجعة محزنة والله، ولكن إنا لله وإنا إليه راجعون، نعرف الممثلين واللاعبين واللاعبات والمغنيين والمغنيات وغفلنا عظمائنا.
أمجد الزهاوي علامة فارقة في تاريخ العراق والمسلمين، هو شخصية عجيبة، ولد سنة 1300 رحمة الله عليه، في بدايات الأولى للقرن الرابع عشر الهجري، ألموافق سنة 1882 ميلادية، أي قبل دخول القرن العشرين بثمانية عشر عامًا.
أصله من قرية زهاوة التابعة لمحافظة السليمانية، نشأ ودرس في بغداد على يد أبيه مفتي بغداد محمد فريد الزهاوي وجده محمد فيضي الزهاوي كان أيضًا مفتيًا لبغداد، فهي عائلة جميلة دينية وقد نشأ في أحضان جده وكان جده يحبه ويقول أنا أحبه أكثر من ابني، وهذه الرعاية مكنته من أن يطلع على أصول الإسلام وتاريخ الإسلام وكتب الإسلام وهو مازال في حداثة سنه.
أكمل دراسته الدينية في بغداد ثم سافر إلى استنبول ودرس في مدرسة القضاة وتخرج منها وكان ترتيبه الأول على طلاب صفه فأهداه السلطان عبد الحميد وسام الشرف.
شيوخه : عباس القصاب وغلام رسول الهندي وعبد الرحمن القره داغي وقاسم القيسي وغيرهم من علماء العراق في زمانه.
صفاته :
1. حاد الذكاء .
2. دقته في البحث والتحصيل .
3. مواصلته المطالعة والحفظ .
4. ارتياده المكتبات منذ شبابه .
5. تتبعه الأحداث السياسية والاجتماعية والأدبية في العالم الإسلامي .
6. اطلاعه الواسع في العلوم الفلسفية القديمة والحديثة .
7. تتبعه التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة والتطورات العلمية البحثية .
8. كان عالما نادرا في اللغة العربية و يُحسن التكلم في اللغات الكردية والتركية والفارسية.
9. كان غنياً، ولكن منظره يوحي بالفقر، فقد كان يملك مساحات كبيرة من الأرض، ولكنه زاهد حقاً، وقلبه مسكون بمراقبة الله وذكر الآخرة، لا يفرح بما آتاه الله من مال فرحاً يطغيه وينسيه دينه، ولا يحزن إذا فقد ما أعطاه الله، ولا يقنط من رحمته. كان في شبابه يؤثر الانعزال عن الناس، منفرداً بكتبه وتلاميذه وأولاده، فلما ترك العمل، وبلغ السن التي يستريح فيها أمثاله، انتفض انتفاضة، فإذا هو يرجع شاباً في جسده وفي همته، يختلط بالناس، في حيوية ونشاط، حتى بلغ به الأمر أن يرأس أكثر الجمعيات التي تأسست، وإذا هو يصلح مدارس الأوقاف، ثم يفتتح مدرسة ابتدائية، وثانوية خاصتين. وكان مضرب المثل في العفّة والورع والنزاهة والأمانة والصلابة في الحق، وكان فوق الشبهات، ولا يخشى في الله لومة لائم، ومواقفه والحوادث التي تدل على ذلك كثيرة وكثيرة جداً.
10. كان كثير العبادة، يضع سجادة الصلاة على كتفه أينما ذهب، حتى لا يؤخر صلاة عن وقتها ولو لدقائق، وكان من بين أصدقاءه رئيس وزراء العراق نوري السعيد، الذي درس معه في الوقت نفسه في الكلية العسكرية في استانبول، ولذلك عندما كان يلتقيه كان يسأله ممازحاً: "أمجد أفندي، أين سجادتك؟".
إذا سمع المؤذن، قام من فوره إلى الصلاة، أينما كان وكيفما كان.. فهو يترك المائدة الملوكية، والحفلات الرسمية، ويبادر إلى الوضوء والصلاة.
11. كان صريحاً جداً، لا يعرف المداهنة ولا المجاملة. ويكره تقليد الإفرنج، لكنه يقرأ ما يصل إليه من كتبهم، ويروي النافع من أقوالهم، ويضيق صدره بالحديث عنهم. وفي الطعام لا يقول: هذا طيب، وهذا رديء، بل يأكل ما يقدَّم إليه ويحمد الله عليه. ولشدة ورعه، أنه لما شك في طعام فنادق الهند التي كان يزورها، بقي شهرين لا يأكل إلا الخبز والشاي، وهو المريض بالإمساك. وكان لا يبالي مالاً ولا جاهاً ولا منصباً، ولا يستهويه مديح الملوك له، ولا تقديمهم إياه. كان بركة العصر بحق، وفياً لإخوانه العلماء حيث كانوا، فكان يراسلهم، ويسأل عن أخبارهم، ويدافع عنهم، ويدعو لهم، وينصحهم، ويتدارس معهم شؤون المسلمين، كالشيخ الصواف، والسباعي، والطنطاوي، والكتاني، والصلاحي، وغيرهم. وكان يحمل بين جنبيه نفساً عالية، وروحاً يجيش فيها حبُّ الجهاد في سبيل الله، وكان ورعاً من رجال الآخرة، ولم يكن من رجال الدنيا، فما كان يريدها، ولا يسعى إليها، ولا يحرص على ما يأتيه منها، والدنيا عنده مزرعة للآخرة، وكان يحب العمل الجماعي المنظم، ويكره الانزواء والانطواء والانعزال والعمل الفردي، والارتجال.
مواقفه :
1. في مطار جاركارتا .. حينما نزل من الطائرة في مطار جاكرتا في اندنوسيا وكان ممثلو الدول العربية وزعيم عرب اندنوسيا، وممثل الحكومة ووكيل وزارة الخارجية في اندنوسيا في استقباله، وكان العصر قد أذن، ولا يشغل الشيخ نفسه اذا دخل وقت الصلاة إلا بالصلاة ، فلما وصل المستقبلون يسلمون عليه التفت إلى الشيخ الطنطاوي – زميله في الرحلة- فسأله :
أين نُصلي؟
فقال له : سنصلي في الفندق ..
فغضب وتركه وسأل عن القبلة ، فدله ، فبسط جبته على أرض المطار ، وأقام الصلاة ثم صرخ بأعلى صوته :( الله اكبر )فأتم به الشيخ الطنطاوي وبعض المسؤولين وأكثر المستقبلين ، وكانت ساعة خشوع .
2. في عمان : كان مدعواً إلى مائدة الملك مع أعضاء المؤتمر الإسلامي وسمع الأذان ، فترك الطعام وقام لصلاته.
3. حدثني مَن حج معه فقال :
كان يوماً شديد الحر فقال لنا الشيخ : أجلسوا في الظل حتى آتيكم ، وذهب وطاف ثم عاد إلينا يتصبب عرقاً فسألناه لماذا لم نطف معك ؟ قال : إن الحر شديد فخفت عليكم.
4. كان مديراً عاماً في دائرة الأوقاف –أيام عهد الوصي عبد الإله- فطلب منه أن يصرف له ألف دينار من خزينة الأوقاف، وكانت خزينة الأوقاف مستقلة عن وزارة المالية، فرفض ورد على كتابه : إن هذه أموال المسلمين لا تُصرف إلا لمستحقيها.
5. استأجر داراً ليسكن فيها وكان في الدار نخلة، فلقحها وجناها وأرسل إلى صاحبها ثمرها فقال له : لم يكن في عقد الإيجار ذكر النخلة فهي لك ، فتعجب الرجل من فعل الشيخ وتاب إلى الله وبدأ يصلي من ذلك اليوم... .
6. أستنكر شيخنا الجليل المجزرة التي ارتكبها إنقلابيو 14 تموز 1958 بحق الأسرة الملكية في قصر الرحاب، وصلّى صلاة الغائب عليهم، لأنهم مسلمون، ولم يصلّ عليهم حينها أحد، وخشي أن يصيبه الإثم إذا لم يصلّ عليهم، وقد توقّع (من خلال أحاديثه مع مقربين في وقتها) أن تصيب العراق كوارث تحصد الملايين، وقرر الهجرة إلى باكستان لتكون مستقراً له، وبعيداً عن الفتن التي كان قادها الشيوعيون إبان حكم قاسم وقبيل سفره ذهب إلى عبد الكريم قاسم ووبّخه وقال له بالحرف الواحد: "إنك ترّبي عقارب وثعابين".
حرصه على تربية الأجيال: كان الشيخ مشغولاً بأمور المسلمين، شغلته أوضاعهم، ومشكلاتهم، ومصائبهم عن نفسه وصحّته وأهله وماله، وقد أهمَّه ما هم عليه من ضعف، واستكانة، وخنوع، فانطلق يدعوهم إلى القوة، وتربية النشء عليها، وهذه لا تتأتّى إلا إذا رُبِّيت الناشئة على الإسلام .
ويرى شيخنا الزهاوي أن هذه مهمة العلماء والمربين.. ومن أجل ذلك أسس (جمعية التربية الإسلامية) التي فتحت لها مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية لتعليمهم وتربيتهم التربية الإسلامية السليمة، وكان يديرها الشيخ عبدالوهاب السامرائي، وكذلك كان يريد من جمعية الأخوة الإسلامية التي أسسها مع تلميذه محمد محمود الصواف، وكان رئيساً لها. لقد كانت تربية النشء من همومه الكبيرة التي لا تفارقه، يدعو إخوانه ويلحّ عليهم في هذه الوظيفة المهمة.
وظائف شغلها الزهاوي:
بعد عودته من الآستانة عام 1906 عُيِّن مفتياً في الأحساء، ثم عضواً في محكمة استئناف بغداد، ثم رئيس محكمة حقوق الموصل، ثم اعتزل الوظيفة، وعمل محامياً، بعد دخول القوات الإنكليزية إلى بغداد، ثم عاد إلى الوظيفة وعمل مستشاراً للحقوق في وزارة الأوقاف، وأستاذاً في كلية الحقوق العراقية، ثم رئيس مجلس التمييز الشرعي، وكان في الوقت نفسه يدرِّس في المدرسة السليمانية في بغداد، فقد كان التدريس، وتربية النشء على الفضيلة ومكارم الأخلاق أحبَّ إلى نفسه من سائر الوظائف والمناصب مهما علت، فعندما صدر أمر وزاري بعدم جواز الجمع بين مجلس التمييز الشرعي والتدريس، استقال من المجلس، وآثر عليه البقاء في التدريس.
ثم انتخب الشيخ الزهاوي رئيساً لرابطة علماء العراق، ورئيس جمعية إنقاذ فلسطين، ورئيس جمعية الآداب الإسلامية، ورئيس جمعية الأخوة الإسلامية ومنها تفرعت جمعية الأخت المسلمة التي رأستها ابنته العالمة الفاضلة الأديبة: نهال أمجد الزهاوي. بل نستطيع أن نزعم أنه كان يرأس كل جمعية خيرية وعلمية وتربوية في العراق.
فلسطين همّه الكبير:
كانت فلسطين همّه الكبير، وشغله الشاغل، أسس من أجلها الجمعيات وحضر المؤتمرات، وجمع المعونات، وجنّد المجاهدين، وأرسلهم إلى فلسطين، من أجل استنقاذها من براثن اليهود المحتلين، وحاضر من أجلها في العديد من الدول والمدن والجمعيات، وبيّن للمسلمين خطورة هذه القضية على العرب والمسلمين، ما لم يبادروا إلى العمل الجاد المكافئ لأعمال اليهود ومن يقف وراءهم من دول الاستكبار العالمي المعادية للإسلام والمسلمين.
كما حضر المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في ساحة المسجد الأقصى في 27 من رجب 1372هـ للنظر في قضية فلسطين، وشؤون إسلامية أخرى، وكان الداعي إلى المؤتمر الشيخ محمد عبد اللطيف دراز رئيس جبهة الكفاح لتحرير الشعوب الإسلامية، باسم الجمعية، التي مقرها في القاهرة، وهو مؤتمر شعبي مبرأ من وصمات السياسة التي فرّطت في حقوق المسلمين، وأكسبتهم عاراً لا تمحوه سوى الدماء.
حضر شيخنا الزهاوي هذا المؤتمر بصفته رئيساً لجمعية إنقاذ فلسطين، ومعه سكرتير الجمعية الشيخ محمد محمود الصواف، وتخلّف الداعون إلى المؤتمر، فبادر الشيخان، الزهاوي والصواف إلى تبني فكرة المؤتمر، وصارا أصحابها، وجمعا العلماء والخطباء وشباب الدعوة الإسلامية من الإخوان المسلمين، وعقد الجميع اجتماعات متواصلة، وتشاوروا وتذاكروا في قضية فلسطين، وقضايا المسلمين، وقد أسفر عملهم عن تأسيس مكتب دائم في القدس أسموه: مكتب الإسراء والمعراج، ليكون نقطة التقاء وارتكاز وانطلاق.
ثم عاد الوفد العراقي إلى بغداد، وقد صمموا أن يتجهوا –بعد الله تعالى- إلى الشعوب الإسلامية، وأعلنوا يأسهم من الحكام ومن تصرفاتهم الخائبة التي نكّست رؤوس العرب، وفضحتهم في العالمين، واعتبروا القضية الفلسطينية هي قضية الإسلام الكبرى في هذا العصر، ومن الممكن أن تكون المنطلق الصحيح لخدمة قضية القضايا في مشكلات المسلمين، وهي قضية الإسلام نفسه.
قررت جمعية إنقاذ فلسطين الدعوة إلى المؤتمر الإسلامي بمناسبة شهر المولد النبوي الشريف من 27 ربيع الأول حتى الثالث من ربيع الثاني 1373هـ (3/12/1953) واستطاع الزهاوي جمع الأموال لهذا المؤتمر من الحكومة العراقية، ومن التجار الأغنياء العراقيين، ووجّهوا الدعوة إلى قادة العالم الإسلامي.
ثم سافر الزهاوي والصواف إلى مصر والسعودية، والتقوا رجال الحركة الإسلامية، والعلماء، ثم عادا إلى الأردن، فالقدس، لاستقبال المدعوين قبل الموعد ببضعة أيام.
وقد حضر المؤتمر 75 شخصية إسلامية، كالأستاذ سيد قطب، وعصام العطار، وعلال الفاسي، والقليبي، والورتلاني، والأميري ، وسعيد رمضان، وكامل الشريف، ومحمد عبد الرحمن خليفة، وسواهم من القادة، واعتذر قادة آخرون، ووصلت إلى المؤتمر مئات البرقيات المؤيدة والتي تبدي استعدادها للقيام بما تكلّف به. وأعلن المؤتمر بطلان الوضع الذي أحدثه اليهود في فلسطين من تقسيم واحتلال وتشريد للفلسطينيين، وغصب لحقوقهم. واعتبار الصلح مع إسرائيل، أو التعامل معها خيانة عظمى، والتفكير في تدويل القدس مؤامرة استعمارية يقف العالم الإسلامي في وجهها.. إلى آخر ما هنالك من قرارات وتوصيات لو عمل العرب والمسلمون بها، لكانت الحال غير الحال، وكان للزهاوي جهود مبرورة هائلة في انعقاد المؤتمر الذي اختاره رئيساً دائماً له بالإجماع، ثم انطلق في رحلة استمرت سبعة أشهر طاف فيها عدداً من البلدان الإسلامية، والتقى الكثير من القادة والمفكرين الإسلاميين، وجمع الأموال، واستجاش العواطف، واستثار العقول من أجل هذه القضية الكبرى التي خانها من خانها، وتآمر عليها من تآمر، فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً.
وكان (الزهاوي) يكاتب الملوك من أجل هذه القضية، ومن أجل قضايا المسلمين الأخرى، فقد كتب إلى الملك سعود، والملك محمد الخامس، والملك إدريس السنوسي، والرئيس السوداني، والرئيس الباكستاني محمد أيوب خان، والملك فيصل وسواهم. وكان يراسل ويلتقي رجال الإسلام، ويدعوهم إلى التعاقد على نصرة الإسلام والمسلمين حيث كانوا، وخاصة القضية الفلسطينية، ويدعوهم إلى الجد في العمل، والإخلاص فيه، وأن يكون هدفهم الأول استرجاع فلسطين العزيزة، وأن يبذلوا في سبيلها كل غال ونفيس، وكان يخاطب العاملين لنصرة فلسطين بقوله: «إخواني لا تهتموا بالمال، فإن الناس متى علموا صدق أعمالنا ونياتنا، فسوف يحملون المال على أطباق فوق رؤوسهم، ويأتون به إلينا».
وقد بدأ وإخوانه في تجهيز المتطوعين بجميع مستلزماتهم، وكلهم كانوا يطلبون الإسراع بالتوجه إلى ساحة الشرف، ليكون لهم الشرف في حماية أرض الإسلام من أرجاس اليهود ومن والاهم من أعداء الله والمسلمين.
وقد تأثر به علماء عصره أي تأثر، تأثر به الأستاذ الصواف والأستاذ البنا الذي كان يقول عن الزهاوي : إذا أردت أن تنظر إلى احد الصحابة فانظر إلى الشيخ الزهاوي. وتأثر به الأستاذ الكبير العالم عبد العزيز البدري الشهيد الذي كان يقول: كان الشيخ الإمام أمجد الزهاوي إسلامًا يمشي على الأرض لوقاره ووفرة علمه ولحسن صلته بالله تبارك وتعالى.
وفاته :
هذا الإمام العظيم توفي في يوم الجمعة الرابع عشر من شعبان سنة 1387 هـ / 1968، ولما توفي رحمه الله ارتجت بغداد بوفاته وخرج الناس بأعداد هائلة لتشييع جنازته رحمة الله تعالى عليه، ولا أعلم عالمًا شارك في المسائل في العالم الإسلامي التي تهم العالم الإسلامي وأصول الأحداث الكبيرة مثل ما شارك الزهاوي رحمه الله تعالى، وسافر بنفسه لنصرة قضية فلسطين ولقضية الجزائر واجتهد وفتح الجمعيات وترأس الجمعيات ودافع عن الإسلام وكافح أعداء الإسلام طويلا وكان شوكة في حلق الشيوعيين وحلق العلمانيين حتى مات رحمه الله تعالى ورضي عنه ورفع درجته في عليين فما أحسن سيرته وحرام والله ألا تعرف الأجيال سيرة هذا الإمام العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..، وشُيّع جثمانه من داره في الأعظمية ببغداد التي أحبها وعشقها، إلى مثواه الأخير في مقبرة الإمام الأعظم في حي الأعظمية في بغداد، وحضر الجنازة كل من تناهى إليه خبر نعيه ومعظم أهل الأعظمية الذين أحبوه وأحبهم، فقد أجمعت سائر فئات الشعب العراقي على محبته، فبكته وبكت فيه الرجولة والعلم والجهاد حتى آخر نفس من أنفاسه الطاهرة، يرحمه الله رحمة واسعة.
1354 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع