حوار مع الدكتورة سميحة بن سعيد و الدكتورة ديانا الرحيل
الدكتورة التونسية سميحة بن سعيد..المقام العراقي تربطني به علاقة عميقة منذ عام 1997.
المقام العراقي هذا الفن العربي الاصيل والذي يعد من التراث العراقي كان المدخل والبداية لحوارنا مع الدكتورة سميحة بن سعيد الاستاذة الجامعية والباحثة في مجال العلوم الموسيقية حصلت على شهادة الاستاذية من المعهد العالي للموسيقى في تونس ثم سافرت الى باريس لتكمل دراستها حيث اخذت شهادة التعمق في البحث وشهادة الدكتوراه في مجال التخصص الموسيقي في المقام العراقي.
وتعمل حالياَ استاذ مساعد في جامعة سوسة في تونس وايضاَ تشغل منصب نائب المدير العام في المعهد العالي للموسيقى في سوسة .
ما سبب إختيارك المقام العراقي بالتحديد لدراستك؟
الحقيقة في بداية الامر لم يكن لي معرفة به سوى سماعي لصاحب الغناء العراقي الاصيل ناظم الغزالي لكن بعد الذي حدث في العراق منذ فترة التسعينيات الى يومنا هذا هو الدافع الاقوى لإختياري للمقام العراقي, فقد أحببت تقديم شيء لهذا البلد الجريح واحساسي كعربية ان اقدم ما استطيع له في مجال اختصاصي وهو الحفاظ على هذا التراث العربي الأصيل.
كم مرة زرت العراق ومع أي الشخصيات كان لقاءاتك؟
زرت العراق في ثلاثة مناسبات سنة 1997و1998و1999 والتقيت الكثير من الاشخاص الذين ساعدوني كثير منهم السيد وزير الثقافة آنذاك وايضا الشيخ جلال الحنفي وحسين الاعظمي وهيثم شعوبي والمرحوم هاشم الرجب وحامد السعدي حيث كانت لقاءاتي معهم في بيت المقام العراقي ويوجد الكثير غير الذي ذكرت مثل قاسم الجنابي وقيس عبد الرزاق ومحمد جاسم وعلي رزوقي وحتى عندما سافرت الى الموصل وكركوك كان لقائي بالسيد عبد المعين الوصلي ويوجد العديد من الاصدقاء ساعدوني بشكل اخر كصهيب هاشم الرجب والاستاذ زياد القيسي والسيد فاضل عباس والكثير الكثير والله يعطيهم الصحة والعمر الطويل لمن موجود الان. ويرحم من مات منهم كما عرفت. في الحقيقة بعد كل زيارة لي اكتشف اني بحاجة للمزيد من الدروس في هذا المجال واخذ المعلومات من اصحابها حيث كنت ابقى شهر أواكثر في كل زيارة وهذا ساعدني كثيرا في دراسة المقام العراقي بشكل أعمق.
ماهي الصعوبات التي واجهتك اثناء الدراسة ؟
خلال فترة البحث واجهت الكثير من الصعوبات وخاصة اللهجة العراقية حيث اللهجة العامية في الموشحات مثل الزهريات والباستات من الصعب علي ان تأديتها وطلبت من المؤدين لها تقديم مقاطع منفصله حتى يتيح فهمها وتاديتها بشكل سريع وبسيط ومفهوم كما كان للاستاذ طه غريب الفضل في إزالة تلك الصعوبة جزاه الله كل خير.
برأيك المقام العراقي المقام العراقي عن باقي الفنون؟
علاقتي بالمقام العراقي لم تكن على ما يرام وبمعنى ان الانسان عدو ما يجهل كان يصعب عليه الاستماع لاكثر من ربع ساعة للمقام العراقي بسبب عدم فهمي للكثير من الكلمات لكن بعد دراستي له وجدت فيه تميز كبير من خلال ارتباطه بالنص الشعري وعلاقته خاصة جدا وتختلف عن باقي الانواع من الفنون.
التميز في المقام العراقي للصوت للرجال أم النساء وكيف هو جمهوره خارج العراث حسب رأيك؟
قلة قلية جدا من النساء من تسلك هذا المجال وهذا السبب الذي جعل الصدارة للرجل والتميز به وان من الاصوات العراقية البارزة في الساحة صوت الفنانة العراقية ( فريدة ) التي تتميز في الحفاظ على المقام العراقي كثراث وطني وايضا من الرجال سعد الاعظمي والاستاذ حامد سعدي وصباح هاشم ونمير ناظم وطه غريب وغيرهم لهم تميز واضح في أداء المقام العراقي.....هذا الفن الذي اصبح له جمهور في العالم العربي في الكثير من الدول العربية والاوربية والفضل يعود للمؤدين لهذا الفن الرائع.
السيدة سميحة كما عرفنا عنك انت عازفة متمكنة جدا فماهي الآله المفضلة عندك؟
انا عازفة على آله القانون وكل اله موسيقية حينما تكون بين انامل من يجيد العزف عليها سوف يظهر الابداع من الناحيتين التعبيرية والتقنية وقد شاركت في العديد من العروض الموسيقية في تونس وعدد من البلدان العربية والاوربية كعازفة منفردة او مع مجموعات في انماط غنائية متعددة ومنعا الغناء الطربي والجاز وغيرها في مصر واسبانيا والتيشك وفرنسا وسويسرا والمشاركات كانت في الموسيقى العربية عموما والمقام العراقي خصوصا.
لوسنحت لك الفرصة بزيارة العراق من جديد والمشاركة في حفل للمقام العراقي, هل يسعدك ذلك ؟
ياليت هذه أمنية اتمنى ان تتحقق ومشتاقة جدا لزيارة بغداد والجلوس في تلك الاجواء الرائعة واللقاء بالاحبة والاصدقاء وعندي امنية اخرى وهي ترجمة الاطروحة باللغة العربية وتقديمها الى معهد الموسيقى العراقي في بغداد.
النقد والأدب بينهم عالم من الحروف المتباينة
ضيفتنا اليوم اردنية الانتماء هاشمية الولاء د.ديانا الرحيل دكتورا لغة عربية ..ادب ونقد احببنا التعرف على شخصيتها المتميزة حيث عملت في مجالات اللغة بشكل واسع منها محررة اللغوية لمشروع حصر التراث المادي لمحافظة جرش ، وزارة الثقافة، 2016. مقيّمة كتب في مديرية الدراسات والنشر/ وزارة الثقافة،2017. ولديها مجموعة من الأعمال الأدبية المنشورة: الفصول المختارة من كتب أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ – لحمزة بن الحسن الأصفهاني / دراسة وتحقيق ( رسالة الماجستير )...بنت الشاطئ ودراسة التراث الأدبي وتحقيقه / أطروحة الدكتوراه...البهار في اللّغة وعلم الكلام – لأبي الحسن الأهوازي / دراسة وتحقيق...منشورات جرش مدينة الثقافة الأردنية/ وزارة الثقافة/ 2016 ظلال – قراءات نقدية...عمدة الأدباء في معرفة ما يُكتب بالألف والياء – لأبي البركات الأنباري / دراسة وتحقيق وايضا لديها الكثير من الاعمال التي لم تنشر بعد كما وحصلت على شهادات تقديرية لحضورها العديد من الندوات في عمان وأربد وتنشر مقالاتها في الصحف الأردنية كالدستور والرأي.
• في بداية حوارنا معك د.ديانا نرسل اليك باقات الزهور من بغداد الى عمان دليل محبة وتواصل وسلام. وطالما نتحدث عن البلدين هل زرتي بغداد يوما وماذا تعرفين عنها ؟
لا للأسف، لم أحظَ بزيارة العراق، أتمنى أن يحصل هذا قريبًا، بغداد والعراق ككل حاضرة الأدب والثقافة، هي المنبع الأصيل الذي استقى منه الشعراء والأدباء العرب، خرج منه أسماء أضاءت سماء الأدب العربي وحملت مشعل التجديد فيه.
• عرفتك ناقدة وكاتبة ايضا وتحبين اللغة العربية وإن تميزك في هذا المجال والابداع يأتي من حبك له,ماذا تخبرينا عن هذا الموضوع؟
حبي للقراءة منذ الصغر أثّر في اختياري للتخصص، وأتيح لي الانخراط بصورة أكبر في العالم الذي أجد نفسي فيه، عالم يتشكل كما أريد، وأما الكتابة فقبل أن تكون في تحقيق التراث أو النقد هي هذه الأنا بكلمات، هي تعبير عن الذات الحالمة، وقد رسمت لي طريقا في النقد ولن أحيد عنه، يؤسس لما يجب أن يكون، وأحاول ألا أكون نسخة مكررة عن غيري.
• للأدب العربي صوركثيرة مشرقة للعرب فأين وجدت ذلك؟
بالطبع هناك العديد من النماذج العربية المشرقة التي أحبها وأتأثر بها، منها على سبيل المثال لا الحصر؛ إدوارد سعيد المفكر العربي الكبير، والسياب ومحمد مهدي الجواهري، وعرار وأمل دنقل ودرويش ومظفر النواب، ونجيب محفوظ وإلياس خوري وتيسير السبول.
• ما النقد كمفهوم وماذا يكشف وهل اصبحنا بحاجه للنقد اكثرمن قبل للكشف بعض الامور؟
النقد - كما أراه – دراسة للعمل الأدبي، أي قراءة على النص، قد يُظهر الناقد ما لم ينتبه له الكاتب من تماس مع قضية، وهذا يثري العمل ويفتح التأويلات. فالنقد يبرز تماسًا مع الواقع أو مع قضية معينة، إثارتها نقدًا يفكك بعض رموز العمل الأدبي، ويوجد خيطًا ينتظمه.
أما أننا أصبحنا بحاجة للنقد أقول بأننا بحاجة لحل أزمة النقد أولا، لأنه في أكثره محاباة لكاتب أو صديق، ومدحًا للعمل الأدبي بما ليس فيه، وتضليلا للقارئ، وبالتالي جعْلُ أشباه الكتّاب كتّاباً، وإغراق الثقافة بالاعمال الرديئة، نحن بحاجة للنقد الحقيقي.
• برايك ماهي العلاقة بين الناقد والمتلقي؟
بين المتلقي الجاد والناقد الحقيقي أظنها علاقة ثقة، فالناقد يؤثر في ذائقة المتلقي، عندما يثق المتلقي بقلم الناقد.
• هل لكل ناقد طريقته في ممارسة النقد؟
يختلف الأسلوب وتختلف الرؤية بين ناقد وآخر، ورؤية الكاتب في كثير من الأحيان غير رؤية الناقد، فالزوايا ذات أبعاد مختلفة، لذا فالأصل في اختلاف زوايا النظر أنها توجد مزيدًا من التأملات.
فالناقد ينظر للعمل بما فيه، وهذا جوهر النقد الحقيقي، وآخر قد تلفته قضية وردت في النص فيُسقطها على العمل كله، وثالث قد يأتي بقالب نقدي ويُقحمه على العمل قسرًا – وهذا كثير مع الأسف.
لذا فإن أزمة الأدب الحقيقية هي أزمة نقد، فإذا استقام النقد استقام الأدب، لأنّ النقد الضعيف شرّع الأدب الرديء.
• مشاركتك في عدة ندوات في عمان وإربد وجرش والزرقاء عن ماذا يدور الحديث فيها عادةً ؟
أحاول في هذه الندوات أن يدور الحديث حول عمل أدبي قيّم وتسليط الضوء عليه، ضمن محاولة بسيطة لاتاحة المجال ليأخذ العمل الجيد حقه ويتصدر المشهد الثقافي، لأن ثقافة الأمة وجهها الحضاري.
• هل ينافس الأدب العربي نظيره الأجنبي, ام لكل واحد نكهته الخاصة من حيث الطرائق والأساليب ؟
جودة الأدب وامتلاك الكاتب لمفاتيح الكتابة لا تختلف، فالتجربة الذاتية هي الفيصل، وكتب القدماء العرب كانت ملهمة للعديد من الأدباء العالميين، بفضل ثرائها وجودتها، ومع ذلك لا أرى أن الوصول للعالمية المقياس الحقيقي لنجاح الأدب العربي، قد يشتهر عمل لكاتب معين لمحاولته التمرد على القيم واللغة كأدونيس مثلا، الذي لا أنكر ابداعه في مجالات أخرى.
لكن نجاح الكاتب عربيًا واستمرار نجاحه وحفاظه على مستوى متطور هو الاختبار الحقيقي.
690 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع