إقبال منقطع النظير على كتاب ميشيل أوباما
يتوقع أن تكون مذكرات ميشيل أوباما الصادرة حديثًا كتاب الموسم، إذ فاق الطلب المسبق عليه الطلب على أي مذكرات أخرى.
إيلاف /عبدالاله مجيد: مع صدور مذكرات ميشيل أوباما Becoming (المؤلفة من 426 صفحة، منشورات بارنز أند نوبل، 20 دولارًا) "أن تصبح"، المرتقب باهتمام كبير، يكون واضحًا أن سيدة أميركا الأولى السابقة اقتطعت لها موقعًا في الساحة الثقافية، يتعدى حدود السياسة.
ويبدو أن أوباما تقف في الوسط بين أيقونتين تسمّيهما صديقتين، هما أوبرا وينفري وبيونسي ناولز كارتر. وفي حين أن أسلوبها لا يرقى إلى أسلوب وينفري الاعترافي بالكامل، فإنها تذهب أبعد من بيونسي في حميمية المغنية المتحفظة إزاء فنها واستعراضاتها الأدائية.
جوانب عمومية
رغم ما في مذكرات أوباما من كشف، فإنها ما زالت تحرص على خصوصيتها حتى عندما تتحدث بصراحة عن رأيها بالرئيس دونالد ترمب ومعاناتها مع مشاكل الخصوبة التي مرت بها.
نقلت صحيفة "كنساس ستي ستار" عن المنتجة التلفزيونية شوندا رايمز، التي قرأت المذكرات قبل أن تُنشر اليوم الثلاثاء، أنها لا تعتقد أن أحدًا سيكون مستعدًا لقراءة مذكرات كهذه، خاصة إذا كتبتها سيدة أولى.
توظف المذكرات موقع أوباما التاريخي، بوصفها أول سيدة أولى سوداء في الولايات المتحدة، وتكتب صاحبتها عن الجوانب العمومية لقصتها والمساحة المتميزة التي تحتلها بوصفها الوحيدة من بين نزيلات البيت الأبيض، التي أعلنت أن أحد أجدادها كان عبدًا.
تتحدث أوباما في الكتاب عن علاقتها المعقدة مع عالم السياسة الذي حقق لها الشهرة. لكن مذكراتها تبتعد عن النميمة وتسوية الحسابات، رغم أنها تكشف عن ازدرائها العميق لترمب، الذي تعتقد أنه هدّد أمن عائلتها، بترويجه قصة كاذبة عن مكان ولادة زوجها.
جنونية ولئيمة
تكتب ميشيل أوباما أن هذه الحكاية كلها "كانت جنونية ولئيمة لا يُخفى التعصب وكراهية الغرباء في أساسها"، متسائلة ماذا لو صدقها مختل عقليًا، وتوجّه بمسدس محشو إلى واشنطن؟. ثم تضيف: "إن ترمب بتلميحاته الصاخبة والهوجاء كان يضع سلامة عائلتي في خطر، ولهذا السبب لن أغفر له أبدًا".
لاحظ مراقبون أن هذه لغة مباشرة وشخصية استخدمتها في الحديث عن ترمب، الذي رد بغضب، متهمًا الناشر بتشجيع الإنقسام. أضاف إنه في المقابل لن يغفر لسلفه باراك أوباما ما فعله بالجيش الأميركي، وما فعله بطرق عديدة أخرى سيتحدث عنها في المستقبل.
توزع أوباما مذكراتها على ثلاثة أقسام: "أن أصبح أنا" و"أن نصبح نحن" و"أن نصبح أكثر". القسم الأول استكشاف سوسيولوجي لمدينة شيكاغو، حيث بدأ زوجها حياته السياسية، وأهلها ومؤسساتها. في القسم الثاني، تستذكر علاقتها الرومانسية بزوجها وبناء عائلة معه، وبحثها عن وظيفة تحبها. ويبدأ هذا القسم بكلمات لم تقله سيدة أولى ذات يوم عن زوجها، بما في ذلك العواطف المشبوبة التي أجّجها فيها.
سوداء حانقة
القسم الثالث يغطي حياتهما كشخصيات عامة، بما في ذلك رأيها بتركتها وإنجازاتها كسيدة أولى، وشعورها بالعيش تحت مجهر الصحافة والمراقبين على مدار الساعة. وحين شاركت في الحملة لإعادة انتخاب زوجها في عام 2012، شعرت بالخوف من الطرق التي كانت تُستخدم لنقدها ومن الأشخاص الذين كانوا يطلقون افتراضات عنها على أساس لون بشرتها.
الكتاب يروي محطات حياتها منذ نشأتها في شقة مكتظة في شيكاغو إلى العيش في قصر "له من الدرجات ما لا أستطيع عدَّه"، ومن اعتبارها أقوى امرأة في العالم إلى استهدافها بوصفها "امرأة سوداء حانقة". وتقول "كنتُ امرأة سوداء قوية، وكان هذا عند البعض لا يعني إلا إني امرأة غاضبة".
تكون أوباما في ذروة صراحتها عندما تكتب عن العقد الرابع من عمرها، وكيف ظلت حزينة على موت صديقة عزيزة وموت والدها الحبيب. تتحدث بتفاصيل حميمة للمرة الأولى عن مصاعب الإنجاب التي واجهتها مع زوجها، والإسقاط الذي حدث وكيف أنها أنجبت ابنتيها الاثنتين بالتخصيب الاصطناعي، وكيف عاشت أوقاتًا عصيبة بسبب مشكلة الخصوبة، فيما كان زوجها منهمكًا في عمله تحت قبة المجلس التشريعي لولاية ألينوي.
طلب هائل
أما تأثيرها في سياسات زوجها باراك أوباما، فليس هناك ما يشير إلى أنها سعت إلى التدخل في قراراته أو العمل مستشارة غير رسمية بأي شكل من الأشكال. بل إن وقت العائلة أصبح مقدسًا، وكانت القضايا الدولية تُنحى جانبًا لمصلحة قصص مدرسية. وبعد العشاء كانت لدى زوجها كتبه في شكل إيجازات من مستشاريه، ولديها هي كتبها.
من المحتم أن تُعقد مقارنات بين مذكرات أوباما ومذكرات سيدات أُول أُخريات. لكن تركيزها على امتلاك قصة فريدة خاصة بها يميّزها عن نظيراتها السابقات، وإن كانت تشبه لورا بوش من ناحية واحدة. فكلا المرأتين تسلطان ضوء كاشفًا على ذلك الجزء من حياتهن، الذي سبق دخولهن البيت الأبيض.
أعلنت دار بارنز آند نوبل للنشر أن الطلبات المسبقة لشراء مذكرات ميشيل أوباما فاقت أي طلبات مسبقة لشراء كتاب منذ نشر رواية هاربر لي الثانية "عيِّن لنفسك حارسًا" في عام 2015.
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن ليز هارويل، مديرة المبيعات في الدار، قولها إن الطلب على المذكرات كان "هائلًا" قبل نشرها، مرجّحة أن يكون كتاب الموسم.
719 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع