وكالة واع هل عادت فعلاً ؟ لماذا لم يرجـع موظـفوهـا إلـى العـمل؟

   

محسن حسين جواد:هل عادتْ وكالة الأنباء العراقية (واع) فعلا كما كانت في عز مجدها قبل أن يقرر الأمريكيون إغلاقها وتشريد صحفييها وإدارييها وفنييها بعد الغزو الأمريكي واحتلاله يوم 9 نيسان 2003.

كنت ولعدة أشهر في العام الماضي 2017 أتابع قرار الحكومة بـإعادة واع إلى الوجود باعتباري احد مؤسسيها عام 1959 لم يكن لي هدف شخصي لكني كعراقي آمل وأشجع إعادة المؤسسات العراقية الناجحة الى وضعها الطبيعي. في 10-1-2017 علمت من الزميل الصحفي صادق فرج التميمي بقرار إعادة واع وبعد يومين أي في 12-1-2017 علمت بتعيين الزميل حميد قاسم مديرا للوكالة وبعد اقل من 3 أشهر أي في نهاية آذار 2017 علمت بتخلي الأخ حميد قاسم عن الوظيفة بعد مواجهة عراقيل عديدة. كنت آمل ان يستمر الأخ حميد في إعادة تأسيس الوكالة وقد شجعته لكني في قرارة نفسي توقعت الكثير من المشاكل والعراقيل فالأخ حميد ليس من هذا الجيل الذي عاش في أجواء الفساد المالي والإداري وخطط تحطيم العراق وكل مؤسساته.

أسئلة مهمة
في الأسبوع الماضي وأنا استعد كما اعتدت منذ سنوات أن اكتب موضوعا عن (واع) في ذكرى انطلاقها يوم 9 تشرين الثاني حاولت أن اعرف أين واع الجديدة التي وعدونا بها وقيل إنها موجودة.
سألت عددا من الصحفيين سؤالين مهمين في نظري:
1- هل تعتمد الصحف العراقية على أخبار الدولة الرسمية من الوكالة؟
2- هل يعمل فيها الصحفيون الذين كانوا فيها يوم غلقها؟
الجواب على السؤالين: لا ثم لا.
كما هو معلوم ومتعارف عليه أن أي مؤسسة تغلق ثم يعاد فتحها فان ذلك يتم بعودة العاملين فيها فهؤلاء لهم حقوق ينبغي أن لا تهدر كما أن المؤسسة لا يمكن أن تعود إلا بما كانت عليه بخبرة العاملين وتجربتهم وخططهم. وللإنصاف فانا لا اجد ضيرا في ان يعمل في الوكالة صحفيون من خارج واع ولا اجد ضيرا في غربلة قائمة العاملين سابقا في (واع) لكن الاساس هو عودة الوكالة بكوادرها ثم تجري بعد ذلك اضافة من تحتاجهم والاعتذار لمن لا يمكن عودتهم بسبب الظروف السياسية. قد يقال ان الجميع متهمون بانهم بعثيون وان الوكالة كانت بوقا للنظام. هذا غير صحيح مطلقا ومن يقول ذلك لا يعرف اصلا عمل وكالات الانباء وخاصة الرسمية.

مبادئ عمل الوكالات
وكالات الانباء ليست مثل الصحف والمجلات وقنوات التلفزيون انها تنقل الاخبار كما هي بدون تدخل من ناقلها والمهم ان يكون للخبر مصدر موثوق به ومن الطبيعي ان تنقل الوكالة رسمية كانت او غير رسمية اخبار مؤسسات وقادة النظام وتصريحاتهم وبياناتهم وليس من حقنا ان نتهمهم بانهم عملاء للنظام. مصداقية الخبر اولا ويترك للصحف ولغيرها من القنوات الاعلامية ولكل مواطن ان يكون رأيه بعد الاطلاع على الخبر.

ملاحظات للوكالة الجديدة
في الفترة التي كان الاخ حميد قاسم يحاول العمل في اعادة واع الى الوجود كتبت له عدة ملاحظات منها:
1- لا بد ان تكون واع كما كما نريدها نموذجا متميزا لأخلاقيات مهنة الصحافة مستقلة محايدة تعتمد في أخبارها المصداقية والسرعة والتغطية المهنية دون تأثير من طائفة أو حزب أو دولة أو قومية.
2- في الوضع الحالي ينبغي ان تكون مؤسسة مستقلة لا سلطة لأحد عليها من حكومة أو حزب أو دولة أو طائفة وان تكون مهنية تماما في نشرها الأخبار.
3- في وضع معقد كوضع العراق فان من الصعب أن ترضي وسيلة إعلام تلك المجموعة المتصارعة من الأحزاب والكتل والسياسيين المتعطشين للسلطة لكن من الممكن اذا تولى قيادتها صحفيون مهنيون (تكنوقراط) ان يتغلبوا على المصاعب بالإصرار على الحياد مع الجميع.
4- هل يعاد الى العمل في واع كل من كان يعمل فيها يوم اغلاقها بقرار امريكي يوم الاحتلال 9-4-2003 ام يعمل فيها فقط العاملون الان في شبكة الاعلام العراقي. مع احترامي لاولئك وهؤلاء فان واع ان اريد لها ان تكون كما كانت يجب ان تبدأ بالطاقات الاعلامية التي كانت في واع قبل غلقها.
5- من المؤكد ان الاوضاع في العراق بعد الاحتلال اوجدت انقساما في التوجهات والاراء والتحزب القومي والطائفي اي ان من يعمل فيها من القدامى او الجدد قد تكون له خلفية حزبية او طائفية ولهذا اقترح على قيادة الوكالة ان تطبق ما طبقناه (من يدخل باب الوكالة عليه ان يترك كل توجهاته الحزبية والطائفية خارج الباب ويدخل كصحفي، والاّ مثلما دخل منها سنخرجه منها).
6- التأكد على ان من يعمل في الوكالة كصحفي انه يجيد اللغة العربية وان يجيد استخدام الكومبيوتر.
7- ان تمنع الوكالة عبارات السباب والشتم والقذف ضد اية جهة كانت.
8- ان تمتنع الوكالة وتمنع صحفييها من تضمين الاخبار رأي الصحفي وتنقل الخبر كما هو تاركة للمتلقي تكوين الرأي الذي يناسبه.
****
وأخيراً.. في ذكرى انطلاق واع هذا اليوم 9 تشرين الثاني 1959 احيي جميع من عمل فيها باخلاص مع تمنياتي للجميع بان يجدوا لهم عملا يليق بتاريخ مؤسستهم واع.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

917 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع