البريطانية كيت اتكنسون تفوز للمرة الثالثة بجائزة كوستا للرواية

                    

العرب/ تحسين الخطيب:أعلن يوم الثالث من هذا الشهر عن أسماء الفائزين بجوائز كوستا للكتاب، في فئاتها الخمس: الرواية، والرواية الأولى، والشعر، وأدب الأطفال، والسّيرة، وهي جوائز مرموقة تمنح سنويّا للكتب المكتوبة بالإنكليزية من قبل الكتّاب الذين مضى على إقامتهم في بريطانيا وأيرلندا ستة أشهر على الأقل في آخر ثلاث سنوات تسبق سنة منح الجائزة.

للمرة الثالثة

للمرة الثالثة تفوز الروائية البريطانية كيت أتكنسون بجائزة كوستا في حقل الرواية بروايتها التاسعة الجديدة “إلهٌ خَرِب”، مما يجعلها أول كاتبة تفوز بالجائزة ثلاث مرات. كانت البداية في العام 1995، حين حصلت روايتها الأولى “خلف المشاهد في المتحف” على الجائزة، متفوقة على “زفرة المغربيّ الأخيرة” لسلمان رشدي. وفي العام 2013، نالت الجائزة للمرة الثانية عن روايتها الثامنة “حياة إثر حياة”.

تستوحي أتكنسون عنوان روايتها من مقولة شهيرة للشاعر الأميركي والف والدو إيمرسون، وتضعها في مفتتح الكتاب “الإنسان إلهٌ خَرِب. فحين يكون البشر أبرياء، تكون الحياة أطول، ولسوف يلجون الأبديّ بالرّقة التي نستيقظ فيها من الأحلام”.

يمكن اعتبار هذه الرواية تتمّة لروايتها السابقة، فبينما تتقصّى “حياة إثر حياة” احتماليّات الفرص اللامتناهية التي جابهتها أورسولا تود عبر الأحداث المضطربة للقرن العشرين مرات ومرات، إلّا أنّ “إله خرب” تركز على شقيق أورسولا الأصغر تيدي، الشاعر المحتمل والطيار الذي يقود قاذفة قنابل والزوج والأب، وهو يبحر في مخاطر القرن العشرين ومساراته. تستبطن الرواية حياة تيدي من العام 1925 وحتى 2012، ودون ترتيب زمني متسلسل، فالفصل الأول يتحدث عن رحلة طيران تيدي الأخيرة في الثلاثين من مارس عام 1944، وتنتهي بفصل “بنات جنّات النعيم” الذي تدور أحداثه عام 1947. وبين هذين الفصلين، ترسم أتكنسون حياة تيدي في كافة تحوّلاتها وأوجاعها في فصول وأزمنة متفرّقة: “أبناء آدم” في العام 1980، و“الشتاء الذي لا يرحم” في العام 1947، و“حرب تيدي” في العام 1939، و”الدودة المحتجبة” في العام 1951، و“شجاعة الساعات الصغيرة” في العام 1982، و“الحُبّ والرحمة والشفقة والسلام” في العام 2012، ثم تتنقل بين هذه الأزمنة والفصول لتعود مرة أخرى إلى حرب تيدي في العام 1943، ورحلته الأخيرة في العام 2012.



ولدت كيت أتكنسون سنة 1951، في يورك بإنكلترا. درست الأدب الإنكليزي في جامعة دندي، وحصلت على درجة الماجستير في العام 1974. ثم نالت درجة الدكتوراه في الأدب الأميركي عن أطروحتها “القصة القصيرة الأميركية ما بعد الحداثية في سياقها التاريخي”. إضافة إلى رواياتها التسع، فقد نشرت أتكنسون مجموعة قصصية بعنوان “ليست نهاية العالم” في العام 2002، ومسرحية بعنوان “هجران” في العام 2000.

حافة الأشياء

وأما جائزة الشعر، فقد ذهبت هذا العام إلى الشاعر الأسكتلندي دون باترسون عن مجموعته الجديدة “أربعون سونيتة”. يعدّ كتابه هذا تنويعة على مجموعته الشعرية الأولى “لا شيء لا شيء” والتي فازت بجائزة “فوروارد” لأفضل ديوان أول في العام 1993. دون باترسون في قصائد هذا الكتاب هو الشاعر الذي يخرج إلى رحابة الليل كي يتمدد على العشب مصغيا إلى “الماء وهو يأكل حافة الأشياء”، وهو الذي يحاول أن يرثي أصحابه الميّتين فلا يجد كلمات أفضل من أسمائهم.
وهو الذي يحدق في المرأة وهي تنام في آخر الليل “تحت الرّوشن العاري”، وهو الشاعر الذي يرى أنّ “الفضاء حجرٌ، والوقت رعبٌ هائل” لا يتاح للمرء إلّا أن يقبض على “نشيده الصغير” كالقابض على الجمر. وهو الذي يستدعي أرواح الذين سقطوا في الحرب، فيخاطب توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، قائلا “إنهم موتاك، الذين ما زالوا يرفعون إلى الطيور/ اليومَ الذي ملأنا فيه المقصورات وصنعنا الصّليب./ قبل أن تجبرهم على الركوع منتحبين”.
    
وهو الشاعر الذي يستحضر برهة جامدة من الحرب الإسرائيلية على غزة حيث يعمل طبيبٌ هائج على إسعاف صبيّ مصاب بجراح مميتة، فيما والده “يمسّد قدمه ذات الأصابع الكبيرة التي بلا جورب”. وهو الذي يحوّل رثاءه لكلبته المدللة إلى طاقة حُبّ كونية تخفيها عيناها وهي تحتضر “نامي على ظهرك ودعي الإبرة تدخل”. وهو الذي يرى المكتبات وقد صارت مكانا “يذهب إليه الفقراء كي يموتوا/ أو لتحميل أفلام جنسية من الإنترنت مجانا”. إنه شاعر الحجرات التي تخفي، والأرواح التي تعرف، والموت الأبيغراميّ الذي هو أفق بحجم طيّة الثوب المسدل، أو جيب القميص المقلّم على دراجة هوائية مركونة في الظلال.

ولد دون باترسون بدندي في أسكتلندا سنة 1963. فاز بجائزة إيريك غريغوي في العام 1990. اختارته جمعية الشعر اللندنية في العام 1994 واحدا من أفضل 20 شاعرا من الجيل الجديد في بريطانيا. وفي العام 2002، فاز بجائزة الإبداع التي يمنحها مركز الفنون الأسكتلندية. فازت مجموعته الشعرية الثانية “هبة الله إلى النساء” (1997) بجائزة تي. إس. إليوت وبجائزة جوفري فابر على حدّ سواء.

صدر ديوانه الثالث “العيون”، الذي صاغه على شاكلة الشاعر الإسباني أنطونيو ماتشادو، في العام 1999. وأما كتاب قصائده الخامس “أضواء الهبوط” فقد فاز بجائزة تي. إس. إليوت وبجائزة وايتبريد للشعر في العام 2003. أصدر في العام 2004 “كتاب الظلال”، و“العين العمياء” في العام 2007. وفي العام 2006، أصدر مجموعته “أورفيوس” مستهلما كتاب ريلكه “مراثي أورفيوس”.

غرابة الإنسان

وأما جائزة الرواية الأولى فآلت لأندرو مايكل هيرلي عن روايته “لُوْنِي”، والتي تسرد حكاية “ذلك اللامكان الغريب” الذي يطلق عليه السكان المحليون اسم لوني. وصفها جيف فاندرميير بأنها رواية مدهشة عن الإيمان، والطقوس الغريبة الخارقة للطبيعة، وغرابة التجربة الإنسانية، فيما ذهب آدم تروب إلى القول إنه لا يستطيع تذكر أيّ رواية أولى متحقّقة أكثر منها، فهي مزيج من الرعب والصراع المحلي والغموض الميتافيزيقيّ.
وكانت الرواية قد صدرت لأول مرة في العام 2014، في طبعة محدودة من 300 نسخة، وفي كتاب إلكتروني. ولكن الرواية، وبعد أن حظيت بمراجعات نقدية رصينة في المجلات والدوريات الأدبية الرئيسية، تمّ وصفها من قبل صحيفة الديلى تيلغراف بأنها جزء من موجة جديدة للقَصّ القوطي البريطاني. ونتيجة لذلك، قام الناشر البريطاني جون مورّاي بشراء حقوق الرواية، فتم طبعها من جديد في العام 2015، وترجمت إلى عدة لغات.

ولد أندرو هيرلي في باترسون في العام 1975. صدرت له مجموعتان في القصة القصيرة “أقفاص وقصص أخرى”، و“الموت العجيب لجولي كريستي وقصص أخرى”. يعيش الآن في لانكشاير، حيث يدرس الأدب الإنكليزي والكتابة الإبداعية.

وعن فئة السيرة، ذهبت الجائزة إلى المؤرخة أندريا وولف عن “اختراع الطبيعة: مغامرات ألكسندر فون هومبولت، بطل العلوم المفقود”، والتي تسرد فيها حياة العالم الألماني الذي كان من العلماء الأوائل في علم البيوغرافيا والإيكولوجيا. وأما جائزة أدب الأطفال فكانت من نصيب فرانسيس هاردينغ عن “شجرة الإفك”، وتحكي قصة فيث التي عثرت على أبيها مقتولا في ظروف غامضة، فتعقد العزم على إيجاد الحقيقة من الأكاذيب التي تحيط بموته. وأثناء بحثها عن الأدلة في مقتنيات أبيها، تعثر على شجرة غريبة، شجرة تهمس بالكذب وتحمل ثمارا تكشف أسرارا دفينة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

824 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع