مفارقات و مفاجئات في احداث يومي ٨ و ٩ شباط للانقلاب البعثي ضدالزعيم عبد الكريم قاسم
بقلم/ ئه مير الرشيد
اليكم عرضا سريعا لما جرى صبيحة يوم 8 شباط 1963ولنبدأ بالضحية الاولى
وهو القائد العسكري الجوي جلال جعفر الاوقاتي قائد القوة الجوية في الساعة الثامنة من صبيحة ذلك اليوم خرج الاوقاتي بسيارته الشخصية مع اصغرابنائه عمره 5- 6 سنوات قاصد محلات منطقة الشواكة الشعبية لغرض شراء ( القيمر و الكاهي ) للفطور الصباحي ليوم الجمعة كما هو معتاد في ايام الجمع والعطلات وهو يسير على الرصيف بجانب الباعة واذا به صوتا ينادي ( جلال ..جلال) ! ومن استغرابه خلال نوعية المناداة باسمه المجرد التف الى المصدر وشاهد اثنان يوجهون مسدس اليه وكل ما استطاع القيام به بعد ان ايقن انه ميت لامحالة ابعد بحركة يديه ابنه لكي ينقذه من موت محقق وتلقى رصاصات الغدر وسقط على الارض وانسحبت زمرة القتلة الذي كان يقودهم البعثي المدعو ( غسان عبد القادر) حيث راقبوا الاوقاتي منذ مغادرته داره الى الشواكة وكان دليل زمرة الاغتيال هذا حامي هدف المنتخب العراقي لكرة القدم ..( حامد ....) وهنا نفذ موعد ساعة الصفر المحددة باغتيال قائد القوة الجوية ( جلال جعفر الاوقاتي ) ولنعرج الى البطل م.اول ( كنعان خليل حداد) كان ذاهبا الى موعد وكانت الساعة تجاوزت التاسعة ولاحظ توقف او انقطاع البث لفترة وجيزة صوت يعلن الثورة على نظام (( الطاغية عدو الكريم قاسم )) وهنا بطبيعة الحال تفاجىء وغير اتجاه سيارته نحو وزارة الدفاع وتحديدا الى امرية الانضباط العسكري التي ينتسب اليها وصعد الى احدى ( المدرعات ) التابعة لامريته ومعه اثنان او ثلاثة من الجنود نحو معسكر الرشيد وتحديدا الى مقر اللواء (19 ) المعروف ب لواء الزعيم وعند البوابة الرئيسية للمعسكر شاهد المقدم الركن ( ابراهيم جاسم التكريتي ) ومعروف لديه انه من العناصر البعثية كان يسعى للسيطرة على البوابة لادخال الضباط البعثيين والقوميين الى المعسكر ومنع او اعتقال الضباط الشيوعيين والضباط المعروفين بولائهم للزعيم من دخول المعسكر عنده وبسبب عدم وجود عدد كاف من القوة لديه فانه من على سطح المدرعة فتح نيران سلاحه الرشاش على الضابط المذكور حيث قتله في الحال و قرر العودة الى وزارة الدفاع وقيادة قوة كاملة للسيطرة على المعسكر و وصل الى مبنى وزارة الدفاع وهناك علم ان الانقلابيين سيطروا على اللواء (19 ) لتخاذل آمره العميد الركن ( فاضل عباس حلمي ) وكانت مهمة السيطرة على اللواء المذكور اوكلت الى العقيد المتقاعد ( طاهر يحيى ) والمقدم ( انور عبد القادر الحديثي) وهما من الضباط المنضمين الى حزب البعث وتم لهم ذلك حيث اعتقلوا الضباط الموالين للزعيم بعملية خادعة واخرى بالارهاب حيث هتف احد ضباط الصف امام جنود وضباط صف اللواء بحياة الزعيم عندها ناداه المقدم الحديثي قائلا ردد ما قلته الان فررد ذلك نفس الهتاف ( ماكو زعيم الا كريم ) وهنا عاجلة الحديثي بطلقة في راسه قضى عليه في الحال عندها امر الحديثي بقية الجنود بالدخول الى القاعات وهكذا تمت السيطرة على اللواء وتم اعتقال ضابط ركن اللواء الموالي للزعيم الرائد الركن ( عزيز الصندوق )على اي حال استمرت معركة وزارة الدفاع بن المهاجمين والمدافعية
وكان العميد ( عبد الكريم الجدة ) يقود اهم مقاومة مع جنوده ضد المهاجمين وفي بداية الهجوم دمروا ثلاثة من الدبابات التي كان يقود كل دبابة احد الملازمين البعثيين وقتل اثنان منهما اثر تفجير دبابتهم بمدفع ( البازوكا ) احدهم كان الملازم ( وجدي ناجي ) والاخر الملازم ( طارق )...واخرين ومساء حصل تغير وتطور مفاجىء لصالح الانقلابيين اذ تقدم الرائد ( عبد الله مريوش العماري ) آمر سرية الدفاع والواجبات الى الزعيم ان بامكانه الالتفاف على المهاجمين و كسر الطوق بالخروج اليهم من الباب الجانبي مقابل المستشفى العام فايده الزعيم وامره بتنفيذ الصولة ولكن ما ان خرج الضابط المذكور من مبنى الوزارة حتى سلم نفسه الى قوات الانقلابيين بمعنى بدل ان يوجه بنادق سريته الى المهاجمين بل اصبح يوجه بندقيته وبندقية جنوده نحو وزارة الدفاع ومقر الزعيم !
كذلك قضى البطل ( عبد الكريم الجدة ) نحبه عندما كان متموضعا خلف سياج نافورة الماء ممسكا برشاشة ( برن ) وهو يرد ويصيب المهاجمين والى جانبه ضابط المدرعات برتبة ملازم كان يعبىء له مخازن الاطلاقات وبقربهم جثث القتلى من عناصر الانضباط العسكري واخيرا قضي عليه ومعه الملازم ( ابن اخت ) العقيد عبد المجيد جليل مدير الامن العام واخيرا قبل ظهيرة يوم 9 شباط تقدم الرائد ( ....) من قوات الانقلابيين بهوالامانة التي كان يتحصن فيها الزعيم تقدم بدون سلاح وبيده منديلا ابيض علامة الهدنة لاستلام الزعيم ورفاقه الذين اعلنو الاستسلام الا ان ( كنعان ) لم يتحمل الوضع بل فتح نيران مسدسه على ذلك الضابط المفاوض ولعل كنعان ايقن انه سيعدم لامحالة بسبب قتله للمقدم جاسم التكريتي لذلك قرر ان يضيف قتيلا اخر من الانقلابيين وعد الاستسلام نزل عبد الكريم قاسم من المدرعة واستقبلة المقدم الركن صبحي عبد الحميد ( قومي ناصري ) وساد السكون المطبق على تلك الحالة من الجنود وكان التعليمات الى صبحي عبد الحميد والضباط ان يكونوا حذرين فان اي هتاف من اي جندي ب ( ماكو زعيم الاكريم ) سيغير الموقف ضدنا وخلال هذه اللحظات من السير التي يقوا عنها مرافقه قاسم الجنابي قائلا ( لو كنت رميت ابرة على الارض لسمعت رنينها ! وهما قامة احد افراد الحرس القومي لغرض السيطرة وكسر هذا الهدوء الحذرلصالح الانقلابيين اسمه ( شهاب احمد ) بتوجيه ضربة الى الزعيم بيده وسقطت سدراته على الارض عندها صاح الزعيم الى المقدم صبحي قائلا ما يشبه الامر ( صبحي ! .. السدارة ) ! وهنا انحن والتقط السيدارة على الارض ومسحه بيده وناولها للزعيم حيث وضعها على راسه..
وعند وصوله الى الباب الداخلي فصار وجها لوجه مع المقدم الركن ( صالح مهدي عماش ) احد قادة الانقلاب البارزين ومسؤول المكتب العسكر للبعثيين فقال للزعيم متهكما ( شفت اشلون احنا باغتناك ) وقالها عماش تعليقا لما قاله ( الزعيم ) في احدى الاجتماعات العسكرية الخاصة قائلا( لا يستطيع احد او جهة مباغتتي ، فانا رجل المباغتات ) ! عندها رد عليه الزعيم ما يشبه التسليم لقوله ( صحيح مرات الصانع يطلع اسطى ونص ) ! وفيما بعد وخلال نصف ساعة اعدم الجميع رميا بالرصاص باستثناء المقدم قاسم الجنابي سكرتير الزعيم حيث قالو لهم ( اصطفوا ) لكي ينفذ فرقة الاعدام بالتنفيذ..
وهنا تقدم حردان التكريتي من الجنالي قائلا له ( انت ليش؟ ) فمد اليه يده وجذبه اليه بعيدا عن كرسي الاعدام وفرقة الاعدام..
وفيما يخص العميد ( وصفي طاهر) فالحقيقة انه جلب الى مبنى الاذاعة على ( سدية ) و وضعوها في الحديقة الامامية وكان في الرمق الاخير تقدم منه العقيد ( احمد حسن البكر ) وشاهد وضعيته فاشر لاحد الضباط الملازمين من الذين يعرفهم وقال له بصوت خفيض ( ما تخلصنا منه ) وهكذا وجه الضابط طلقة الرحمة على راسه وفارق الحياة !
839 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع