دائماً ....... هناك وقت للحب

دائماً ....... هناك وقت للحب



 

اكاديمي ...بدرجة دكتوراه في الاقتصاد ...له وسامة حضور و أناقة طلعة ...بدأ تدريسياً ثم ترأس عمادة ثلاث كليات في الادارة الاقتصاد في البصرة و ميسان...من مواليد البصرة ابي الخصيب بلدة كل من (السيّاب) العظيم والشاعر والمترجم حاصد الجوائز العالمية ( سعدي يوسف ) والشاعر( طالب عبد العزيز) من حجز لنفسه كرسياً في واجهة حديقة قصيدة النثر العراقي........هو شاعر كذك منذ سنين شبابه يكتب الشعر بصوره المختلفة ,العمودي و التفعيلة و قصيدة النثر , يميل للشعر العمودي , لكونه يمتلك ادواته و بالذات دهاليز اسرار اللغة العربية و فنونها و مفرداتها و اشتقاقاتها
يميل للكتابة على سبعة بحور هي الطويل الخفيف الرمل - المتقارب - الوافر - الكامل و البسيط و المجزوءات - ويرى الطويل و الخفيف (اكثر البحور التي تستوعب مداه الشعري , ويقول عن نفسه ( اكتب شعر التفعيلة و أميل اكثر لبحر المتقارب و المتدارك
تاثر في بداياته ببدر شاكر السياب و أبي القاسم الشابي و نزار قباني و محمد الفيتوري

 

صدرت له مجموعة شعرية في نيسان ٢٠١٤ عنوانها ( من بعدنا على الطريق ) عن دار وضاح للطباعة و النشر في عمان ضمت المجموعة ٧٠  قصيدة ب( ٢٠٠ صفحة )  وفي الطريق ديوانه الثاني ( لمن نزرع الورد ؟)
لست هنا لتقييم او تحليل شعره لأني ببساطة لست خبيرة او ضليعة في اسرار صناعة القصيدة او امتلك أدبياتها وكنت دائماً عبوسة كرغيف شعير في وجه الشعر لبحوره وأوزانه العصية الفهم عندي , ولكني هنا مجرد صديقة و متلقية واكتب عن الانسان والصديق في شخص الشاعر الدكتور مصطفى مهدي حسين كما عرفته
الموضوع الشعري عند الدكتور الشاعر مصطفى مهدي حسين هو الانسان يكتب عن قضاياه و مشاكله , عن القيم الانسانية , عن الطبيعة وفلسفة الوجود,  الوطن شاغله في ماآل اليه حاله , ادواته هي عمق المعنى وصواب التشبيه وحسن الاستعارة و جزالة اللفظ مع جمال الوزن وحسن اختيار القوافي المناسبة
شخصيته العقلانية واضحة في محاوراته الفلسفية مع ذاته فهو يبتغي من ذلك سمو و رفعة الذات عن سلوكيات لحظية للشهوة والتمسك بنور الله مشكاة لطريق خال من عثرات كما يصفها في قصيدته أدناه
تحرير الذات
..............
لن تدخلي في هيكل الشهواتِ ......... أو تصبحي عبدا الى النزوات ِ
او تنزلي للقاع حيث عوالم .................موبوءة من عالم الظلمات ِ
الفجر دونك هذه فاستجمعي ... ........ما تقدرين و غادري الكبوات
النور حولك هل ترين فذا سنا ............ يجلي الدجنة مشرقا بالآت ِ
ما عالم الادران ما قاذوراته ؟.......... كل الخنى في عالم الشهوات ِ
الشهوة الحمراء ومضةُ بارق ................ كتألق للنار في لحظات
و الفكر نور الله من عليائه ............ قد خط في القرآن في التوراة
الفكر عالمك الجميل وظله ............... ان تستظلي اشمس المشكاةِ
الفكر معترك الحياة بزهوها .............. بسموها فاستمتعي يا ذاتي
فتقلدي سفر الخلود و حلقي ............. وتحرري من عالم الاموات ِ

ويزيد في قصيدة  ( اعَمِدُها ) من عرض فلسفي في التزهد
اعَمِدُها
.......
سأحْرِقُها بالنار كي تتعمدا .................. و أُشبْعُها حرقاً لكي تتوقدا
فتَصعدُ في كون الخُلود ِتألقا ً .......... و تُصبِحُ في كفٍ الآله زُمرُدا
و ترجعُ صحراءً من الذنب كُلِهِ.......كغصن من الأوراق صيفا ًتجردا
تغول فيها ذنبها ايُ طارقٍ ................. فَمَرَدَها دهرا ٍو فيها تَمَردا
أنا هكذا أصبو لأبعثها سنى ......... فتتركُ ماضيها و ما كانَ أسودا
فأرسُمها بيضاءَ روحٍ و جوهر ٍ..... كمن غُسلتْ بالطُهر معنىً و مولدا
الا أيُها الروحُ التي ظلً كُنهُها ........ يجولُ مع المَجْهولِ درباً و مُبتدا
مُلازِمتي عُمراً مُعَذبتي كًما .................. تُعَذبني عُمرا تتيهُ لتُبعِدا
فاكْبحُها عَلٍي اذلُ قِيادَها .......... و أُخْرِسُ ما يَنْبو من الصوتِ غَردا
فياربُ رحماتٍ تُطَمْئنُ خافقي ..............ِلأحلمَ في عمر بِطُهر ٍتَجَددا
و أهْجُر ما أشقى كَياني بسوئهِ ......... فما أضْيَعُ العَمرُ الذي قد تبددا
بغيرِ حُقولِ اللهِ بَذراً وَ بيدرا ً.. ومن لم يَجد بالصوت لن يزرع الصدى
و من لم يزرعْ الايام ِما سوف يغنه ...... تبخرَ آمالا و ضاعَ بها سُدى
أعلِلُها - روحي - بانَ مَصيرَها .... رهينُ طلاق السوءِ نَهلاً و مَوردا
فَليسَ لها دربٌ سوى الخير منقذاً .و ليسَ سوى الرحمنِ حُصْنا و منجدا
وَ افصل ما نحي به العمر طاعة ....... الى مالك اعلى و نهوي سجدا
وَ ليسَ مثالُ الزُهد عَيشاً و َمَذَهبا ... ..... وَ ليسَ مِثالُ العِزِ للهِ مَسْجِدا
فيفهِ كُنُوز ُالعِز ِو الفوزُ كُلها............فلا فائزٌ أسرى و لا خاسر ٌغدا
رجعتُ لربٍ قابلِ التوبِ دَيْدَنا ...... و ِشَفعتُ بي خيرَ الخلائقِ احمدا
................................
البصرة - أبو الخصيب : 24-9-2015

أما المرأة في شعره فلها سطوة احتلال القصيدة وآسر الشاعر,لها حضور موجب للطمأنينة , يغازلها بأحتشام , الحب بأحتشام وجدته عند الروائية ناصرة السعدون أدباً , وعند الدكتور مصطفى مهدي حسين شعراً , انه يغدق مكنونات مشاعره بلا غرور واستكبار شرقي , يناجي في خطابه الوجداني عشق كأنه لازال يتوسد الذاكرة, من يستمع الى قصائده يعيش حالة الحب ايام زمنه الجميل, زمن كان العاشق يترك قلبه مع تلك الوردة في كتاب معشوقته بديلاً عن البوح, زمن حين كان ينزرع مشتولاً كنخلة لينعم فقط بنظرة, زمن كانت فيه الصور الشعرية مؤثثة بعذوبة مفردات متتقاة بعناية جميعها تتلاشى لحظة اللقاء ويسود محلها صمت الخجل اذا ما التقت العيون
يستفزه الجمال اينما يكون فيكتب عنه كما في قصيدته صلاة ُ الجَمالْ
النص زاخر بعاطفة جياشة وقد ابدع الشاعر في رسمها بصورة حملت من الجمال البنائي حين جعل للجمال عرشاً
صلاة ُ الجَمالْ
..................
مَنْ للشفاهِ الضامئات ِتَوَسُلا ..............فأ َلا أ َلا مَنْ ذاقَها أو قبَلا
تَصبو للاثِمِها تذوبُ تَوَدُدا ........... و تَزينُ بالشكوى الجَمالَ تَجَمُلا
مَنْ ياتُرى يَصبو يُريدُ مَلاحَةً ..... هلْ مَنْ دَنا او مَنْ سَقى أو دَلَلا
فارفق بطارقة ٍ تريدُ وِصالَها ..............أنّى تشاءُ لكَبحِ جامحةِ ألا ؟
تَسقى الصَحارى مٌزنَ غيم ٍ عابر ٍ ..... كَي تستحيلَ غَدائرا و جَداولا
تصبو الأناثُ لملئ كأس ِ غرامها ..........بمُشَوٍقٍ يُحيي النفوسَ تَعُللا
تَصهالُ ضمأى للعناقِ مُزِلْزلاٍ ............. و لبعدهِ ظلّ الفِراقُ مُزلْزِلا
   مِنْ كُلّ مُزدهر الجَمال ِقَوامُها.............أنّى تنقلت ِ الغزالُ تنقلا
حُسنٌ تفردَ إذ  يقولُ انا هُنا ..............صَعبٌ على التأويل أنْ يَتأولا
فاذا وشى عنهُ الاصيلُ تبدلا ........... و اذا به مر الخريفُ تحولا
مثلُ الندى بِكرٌ بكلّ صباحه ِ .... .. قد صانَ عِرضا فأستحى بلْ أجفلا
ما إنْ أطلتْ فوقَهُ شمسُ الضُحى ..... طلبَ الشهادةَ راضيا أنْ يُقتلا
فتبخرتْ بين النسائمِ رُوحهُ .......... و تَشهدتْ و الضوءُ كانَ القاتلا
ضمأ ٌ يعرًشُ في العيون ِ دعاؤه..... أ فهل ُترى مَنْ قد أجابَ و أقبلا ؟
لهفي عليهُنّ الحسانِ ضوامرا....... و على الجَمال ِ المستفيق ِ مُجَلِلا
بالغُنْجِ يَسرجُ في التثني سِحْرَهُ ...... و يذيبُ مسكونَ الجَمال و عطلا
رفقا و رفقاً ثمّ رِفقاٍ كي هُنا ......... لا يَضْمَحِل ُ صِبا الجمالِ و يذبُلا
يا واهباً بالشعرِ عرسَ جمالها ........ إجزلْ عطاءَكَ فالندى أن تَجْزِلا
فانْ اعتمرتَ مُجْلجِلا في وَصْفها ..... ما الشعرُ جَلجلَ إذ أفاضَ تَغَزُلا
لا ليسَ هذا ما أجادَ مُعانيا ........... فالحسنُ مَنْ غَنّى و كانَ مُجْلجِلا
إمرعْ لديكَ الروضُ يَهزُجُ بالهوى ...... و اقطفْ دوانيكَ التي لن تذْبلا
مُتغنياً و مُشبباً ومُراقصاً ................ مُتعللًا و العمرُ أن تَتعللا
يا فرحةَ الشُعراء ِ يطرقُ وَحْيهمْ ......... ألقُ الجمالِ مُرَتَلاً و مُرِتَلا
يهفو فَيغْدقُ بالمعاني بِكّراً ................ و تظلُ باكرَةً و إنْ تَتَبَعَلا
يا قلبُ يا أشعارُ يا صَناجةٌ ............... يا كونُ ياإلهامُ يا كلَ الألى
لا ثمّ مَعنى للحياة ِ بصخْبها ............. ان لم يعشْ هذا الجمال مُدللا
فسيعطي ما نعطيهِ من أرواحنا ...... و سيصفو رغمَ الكَدْرِ جَنْيا مُثْقلا
يغني الوجود و برتقي بكماله.......... . لولا الجمالُ وجُودُنا لن يَكْمُلا
ان الضنينَ الحقَ ضَنً بهمسةٍ  ..........فيها يقولُ الى جمال  هلا هلا
فحللتَ فينا زائرا نشتاقهُ ................. و انرتَ فينا مِرْبعا و المَنزلا
بأبي الجماُلُ اذا ارتقى عرشا ًله ......... عزً الذي عزً الجمالَ و جَللا
...............................
البصرة - أبو الخصيب : 28-9-2015

وخيال الشعر الأصيل وألهامه يحضره في كل اوقاته ،و كنت امزح معه مراراً لغزارة انتاجه بالقول بأنه لو فاجأه الالهام سيجده منهمكاً بكتابة قصيدة , انه شاعر في كل لحظة , والقصيدة عنده شرارة حدث من كلمة او نظرة او موقف
احياناً لشخصيته الاكاديمية و مكانته العلمية تجده متحفظاً وكأنه مكتوف الأيدي ولا الومه لانه ببساطة من هو مثله بما يمتلك من مكانة لو دخل اي محكمة كندية لأاجلسه القاضي بجانبه وشهادة هكذا ناس تؤخذ بعين الاعتبار والوثوق والمصداقية لما يملكون من اخلاقيات مهنة تجعلهم اعلى درجات النزاهة والصدق لذا اراه سبباَ قويا ان الهام الشعر عنده يخضع لعملية تقليب و تمحيص وتآني حتى لا يكون في موضع عتب لخروجه عن المآلوف
و بين قيس وليلاه تعمشقنا نحن على  كتف قصائده من اجل ومضة استرجاع كبريتية للحواس مقابل تصحر زماننا هذا وتقحله للاعتراف بأنه دائماً ...هناك وقتاً للحب
في آمان الله

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

734 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع