نفى أحد أفراد أسرة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعى على مدار الأيام الماضية بوفاة المناضلة جميلة بوحيرد.
وكانت اليوم السابع بالصدفة فى الجزائر وقت انتشار شائعة موت بوحيرد، وحاولت التوصل إليها أو إلى أحد أفراد عائلتها وبالفعل توصلنا لأحدهم عبر الهاتف، وأكد لنا أن بوحيرد بصحة جيدة وما يتردد عن خبر وفاتها غير صحيح، وأنها توجد خارج الجزائر لتجهيز فرح لأحد أقاربها.
وكانت ترددت أنباء على مواقع التواصل الاجتماعى، عن وفاة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، أحد رموز حركات التحرر الوطنى، والتى قادت نضالا تاريخيا ضد الاحتلال الفرنسى للجزائر بالأمس.
ولدت جميلة عام 1934 من أب جزائرى وأم تونسية من مدينة صفاقس، وكانت الفتاة الوحيدة بين أفراد أسرتها، فقد أنجبت والدتها 7 شبان، وبمجرد اندلاع الثورة الجزائرية عام 1954 انضمت جميلة إلى جبهة التحرير الوطنى الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسى، وهى فى العشرين من عمرها.
التحقت جميلة بصفوف الفدائيين وكانت أولى المتطوعات لزرع القنابل فى طريق الاستعمار الفرنسى، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1.
تم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة فى الكتف، وألقى القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية مع التعذيب، وجملتها الشهيرة التى قالتها آنذاك "أعرف أنكم سوف تحكمون على بالإعدام، لكن لا تنسوا أنكم بقتلى تغتالون تقاليد الحرية فى بلدكم، ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة".
بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات أخرى ليطلق سراحها مع بقية زملائها عام 1962.
ومن داخل المستشفى بدأ الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائى لمدة ثلاثة أيام كى تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعى وحين تفيق تقول: الجزائر أُمُنا، حين فشل المعذِّبون فى انتزاع أى اعتراف منها، تقررت محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكم بالإعدام عام 1957، وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم.
تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر، خرجت جميلة بوحريد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسى، وعاشت بقية حياتها تعانى آثار التعذيب الهمجى.
739 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع