رووداو ديجيتال:كشفت معلومات حصلت عليها شبكة رووداو الإعلامية عن أن الاشتباكات التي اندلعت في منطقة السيدية بالعاصمة بغداد بين قوة من الحشد الشعبي والقوات الأمنية جاءت على خلفية خلاف بين كتائب حزب الله وكتائب الإمام علي بقيادة شبل الزيدي، فيما أكد مصدر مقرب من تحالف "خدمات" الذي يترأسه الزيدي أن ما جرى يرتبط بخطوة إدارية ضمن سياق تقديم الخدمات.
وأفادت مصادر أمنية لرووداو، اليوم الأحد (27 تموز 2025)، بأن سبب الاشتباكات يعود إلى "خلاف على منصب مدير عام لإحدى الدوائر التابعة لوزارة الزراعة"، بعد قرار باستبدال المدير الحالي المحسوب على كتائب حزب الله بآخر مدعوم من شبل الزيدي، قائد كتائب الإمام علي.
من جهته، أوضح مصدر مقرب من تحالف "خدمات"، أن ما جرى لا علاقة له بكتائب الإمام علي، بل يتعلق بإجراء إداري مرتبط بأداء مدير دائرة حكومية.
وقال المصدر إن "بداية المشكلة من أراضٍ في منطقة المدائن، ونوّهنا إلى أن هذه المنطقة يجب أن تنعم بالسلم الاجتماعي وعدم الإخلال بجغرافيتها وديمغرافيتها، وتم تجديد العقود لأصحاب تلك الأراضي وفق الإجراءات القانونية، لكن مدير الزراعة أخفق في الالتزام مع أصحاب العقود، وكان لنا موقف واضح من خلال النائب كاظم الشمري".
وأضاف أنه "على إثر ذلك عملت المحافظة على استبدال مدير فاشل، ونحن نتحرك ضمن إجراءات وسياقات الدولة، لأن الموظف الفاشل الذي لم يحافظ على حقوق المواطنين يجب أن يُحاسب".
وبيّن أن "تحالف خدمات ضمن منهاجه الانتخابي يعمل على هذه الملفات الخدمية استجابة لجمهوره الذي منحه التمثيل في المحافظة، من خلال نائب المحافظ الإداري الذي يدير المحافظة حالياً بالوكالة"، مؤكداً أن "القضية إدارية بحتة، والعائدية السياسية للمدير المُقال لا تعنينا".
المصدر تابع أن "مرجعية نائب محافظ بغداد السياسية تعود لتحالف خدمات تحديداً، ولا علاقة لكتائب الإمام علي بالأمر، والتحالف غير مدعوم من الكتائب، كما لا توجد أي قيادة منها ضمن التحالف، وحتى الأمين العام شبل الزيدي هو الآن رجل سياسة يشغل منصباً رمزياً".
ولفت إلى أن "من تم تكليفه بدلاً عن المدير السابق هو موظف من رحم المؤسسة، واهتمامنا منصب على دعم شخصية إدارية كفوءة، خصوصاً وأن ملف الأراضي متعلق بمواطنين من المكون السني، ما يعزز طبيعة التحالف ككيان وطني لا يقوم على أساس ديني أو عرقي".
وأكد المصدر أن "أي مدير يُعيَّن سيكون تحت طائلة المحاسبة الإدارية، وفي حال أخفق سيتم استبداله"، مشدداً على أن "الجهة التي افتعلت المشكلة تُعد خارجة عن القانون، والدولة هي الجهة المعنية بالتعامل معها وفق القانون".
بدورها قالت المصادر الأمنية، إن "قوة تابعة لكتائب حزب الله اقتحمت الدائرة الحكومية، ما أدى إلى صدام مع القوات الأمنية المكلفة بالحماية، وتطور الموقف إلى اشتباك مسلح داخل المنطقة".
وأمر القائد العام للقوات المسلحة بتشكيل لجنة عليا لتحقيق في الحادث، بينما أعلنت الجهات الأمنية اعتقال 14 عنصراً من المهاجمين في وقت تفيد تقارير عن 15 إصابة، بينهم قتيلان.
وأشار بيان صادر عن خلية الإعلام الأمني، إلى أن "المهاجمين، وبعد التدقيق في هوياتهم، ينتمون إلى اللواءين (45 و46) في الحشد الشعبي، وتمت إحالتهم إلى القضاء واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم".
ويُعرف اللواءان 45 و46 بأنهما من أبرز التشكيلات التابعة لكتائب حزب الله، إحدى الفصائل المرتبطة بمحور "المقاومة الإسلامية" والمدعومة من إيران.
1078 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع