رحيل الدكتور محمد عمار الراوي

الدكتور محمد عمار الراوي بالملابس العربية في ندوة علمية

حياة حافلة بالنشاطات العلمية والوطنية والسياسية

إنتقل الى رحمة الله يوم الخميس 29 مايس 2025 في بغداد الدكتور العالم محمد عمار الراوي عن عمر يناهز 99 عاماً.

ولد الدكتور محمد عمار في مدينة راوة عام 1926 ودرس الدراسة الابتدائية فيها ثم المتوسطة والثانوية في ثانوية عنه وأكمل دراسته في دار المعلمين العالية وحصل على بكلوريوس علوم الحياة عام 1952، وعين مدرساً في ثانوية الرمادي.

وفي العام 1953 إلتحق ببعثة دراسية في الولايات المتحدة وحصل من جامعة مينسوتا على شهادة الماجستير عام 1956 ثم الدكتوراه عام 1958 وعاد الى بغداد ليصبح مدرساً في كلية العلوم بجامعة بغداد مختصاً بعلوم الاحياء وعلم الحشرات وهو مؤسس فرع علم البيئة ثم حصل على لقب الأستاذ المتمرس عام 2008 وكان يحضر بالملابس العربية في عملة بالكلية، وتولى عام 1960 رئاسة جمعية العلوم والثقافة ، وهو أول رئيس للجامعة المستنصرية التي اسسها عام 1963 بأسم كلية الشعب التي اصبحت المستنصرية في السنة التالية.

منذ وقت مبكر من حياته أنتمى محمد عمار الراوي الى حزب البعث العربي الاشتراكي وتتدرج في التنظيم حتى اصبح عضواً متقدماً يشارك في مؤتمرات الحزب القطرية وبعدها في المؤتمرات القومية .

عندما تولى البعث الحكم عام 1963 عين الراوي سفيراً في ديوان وزارة الخارجية ثم أصبح وزيراً للزراعة وعاد في 18 تشرين الثاني عام 1963 الى وظيفته استاذاً في كلية العلوم وبقي ناشطاً في التنظيم الحزبي وكان أحد كوادر لجنة تنظيم القطر وبعدها التنظيم اليساري للبعث وأصبح عضواً في القيادة القطرية لهذا التنظيم الموالي لقيادة نور الدين الاتاسي وصلاح جديد في سوريا.

وطاردته أجهزة نظام جناح البعث الاخر حتى أنها أصدرت قراراً بحجز أمواله المنقولة وغير المنقولة سوية مع أشقائه الثلاثة .

وفي ذلك القرار العجيب أنه شمل 27 من قادة الجناح اليساري البعث وصحفي واحد هو ضياء عبد الرزاق حسن الذي سماه القرار سكرتير تحرير مجلة الف باء ،الذي أخطأت فيه أعلى سلطة في العراق باسمه فسماه ضياء حسن عبد الرزاق ، وآخرين منهم الدكتور الطبيب فؤاد شاكر مصطفى والدكتور الاقتصادي محمود الحمصي والمصرفي سلمان عبد الله وستار رؤوف الطالب في معهد أبو يوسف المهني وعصام عايد الطالب في كلية الحقوق ووليد علي رضا الغزالي الطالب في الكلية الجامعة (المستنصرية فيما بعد ) وجبار المالكي الموظف المفصول من مصرف الرافدين ، وأغلبهم كان لاجئاً في دمشق ،وقد كانت لي معرفة شخصية مع أثنين منهم هما ستار رؤوف وجبار المالكي.

وشمل القرار ايضاً ثلاثة من أشقاء الدكتور محمد عمار الراوي أثنين منهم وحسب تعريف مجلس قيادة الثورة بهما تلاميذ ،هما سعد عمار الراوي وعبد الهادي عمار الراوي ، ولم يكونا قد بلغا سن الرشد والشقيق الثالث المعلم عبد الحليم عمار الراوي .

وأستدرك مجلس قيادة الثورة هذا الخطأ بعد سنة وشهر واحد من ( حجز أموالهما) فقرر إلغاء شمولهما.

حينها كان الدكتور محمد عمار الراوي قد أصبح عضواً في القيادة القومية في دمشق وكنت أشاهده كثيراً في زياراتي لمقر القيادة القومية وذات مرة كنا مجموعة من البعثيين العراقيين والفلسطنيين نجلس على الثيل في حدائق القيادة نستمع من راديو ترانزيستور لأخبار حوادث أيلول في الاردن عندما عاتبنا الدكتور الراوي على جلوسنا في الحديقة على الأرض !

وبعد إنقلاب حافظ الاسد في تشرين الثاني عام 1970 عاد الدكتور الراوي الى العراق وسكن في الأعظمية وأستعاد وظيفته استاذاً في كلية العلوم حتى تقاعده واعتكافه نتيجة الشيخوخة ومرضه .

وللدكتور محمد عمار الراوي عدة مؤلفات مطبوعة منها ترجمة اسس علم البيئة ، والثلوث البيئي ، وكتاب علم الحيوان لطلبة السنة الاولي في كلية العلوم وغيرها.

الدكتور مليح صالح شكر/ الباحث في الصحافة العراقية

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

663 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تابعونا على الفيس بوك