أخبار وتقارير يوم ٢٢ تشرين الثاني

أخبار وتقارير يوم ٢٢ تشرين الثاني

بينهم رئيسان عربيان سابقان.. قادة أصدرت الجنائية الدولية أوامر باعتقالهم

الحرة / خاص - واشنطن:قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، الذي صدر، الخميس، أثار موجة من ردود الفعل الدولية، بين مؤيد ومعارض.

المحكمة الدولية أعلنت في بيان رسمي، أنها رفضت الاعتراضات التي قدمتها إسرائيل، المتعلقة بعدم وجود صلاحيات للمحكمة للنظر في الأحداث الجارية في قطاع غزة والضفة الغربية، ومطالبتها بوقف كافة التتبعات بحق المسؤولين الإسرائيليين، والمستندة على الفصلين 18 و19 من إعلان روما.

وأضاف البيان أن قبول إسرائيل بشرعية المحكمة ليس ضرورياً لتواصل هذه الأخيرة عملها، وأن قضاتها توصلوا إلى نتيجة "تفيد بوجد أرضية معقولة للاعتقاد أن كلا من نتانياهو وغالانت، مسؤولان عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ومهاجمة السكان المدنيين، بين الثامن من أكتوبر 2023، والعشرين من مايو "2024.

وشملت أوامر الاعتقال التي أصدرتها الجنائية الدولية، محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحركة حماس الذي قالت إسرائيل إنه قتل.

فلاديمير بوتين
وهذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها المحكمة مذكرة اعتقال بحق مسؤول سياسي بارز. إذ سبق لها إصدار مذكرات مماثلة بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع آنذاك، سيرغي شويغو، إلى جانب عدد من المسؤولين في روسيا، بداية مارس 2023.

المذكرة طالبت باعتقال بوتين وشويغو بتهمة جرائم حرب في أوكرانيا، وكذلك دورهما في إصدار التعليمات بتنفيذ "الترحيل غير القانوني للأطفال في أوكرانيا".

وكانت تلك المرة الأولى التي تصدر فيها المحكمة الدولية مذكرة بحق مسؤول بارز في دولة تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

عمر البشير
كما أصدرت المحكمة مذكرتي اعتقال بحق الرئيس السوداني السابق، عمر حسن البشير، عامي 2009 و2010 طبقاً لتهم بالمسؤولية وراء جرائم الإبادة الجماعية وجرائم حرب في إقليم دارفور، بالإضافة إلى جرائم ضد الإنسانية.

البشير رفض الاعتراف بمذكرات الاعتقال، وتحدى المحكمة، عبر السفر إلى عدد من الدول الأفريقية، التي تجنبت اعتقاله أو تسليمه.

ولم يكن توجيه الاتهام وإصدار مذكرتي الاعتقال بحق البشير معزولاً، بل تم توجيه تهم مماثلة لعدد من المسؤولين البارزين في نظامه.

معمر القذافي
كما واجه الزعيم الليبي، معمر القذافي، مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في يونيو عام 2011، صحبة ابنه، سيف الإسلام، وعدد من المسؤولين في نظامه، على رأسهم، عبد الله السنوسي، مدير المخابرات.

ومن اللافت أن المحكمة وجهت تلك التهم إلى كبار المسؤولين في نظام القذافي، رغم أن ليبيا ليست عضواً في الجنائية الدولية ولم تصادق على تأسيسها، مثلما هو الحال بالنسبة لإسرائيل، التي أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها ووزير الدفاع السابق.

لوران غباغبو
وفي نفس تلك الفترة، واجه رئيس ساحل العاج السابق، لوران غباغبو، مذكرة اعتقال من الجنائية الدولية، عقب الأحداث الدامية التي شهدتها بلاده، والقتال العنيف بين أنصاره من جهة، وأنصار زعيم المعارضة آنذاك، الحسن واتارا، عقب الجدل حول نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2010، والذي انتهى بتنحيته بالقوة في العام الموالي.

وبعد محاكمة طويلة، استمرت إجراءاتها لنحو 10 سنوات، وتضمنت حضور 82 شاهداً، حصل لوران غباغبو ومساعده بلي غودي أخيراً على البراءة من التهم الموجهة إليهما، ووقف كافة التتبعات بحقهما عام 2019.

ويليام روتو
أما الزعيم الأفريقي الآخر الذي واجه مذكرات الاعتقال للجنائية الدولية، فهو الرئيس الكيني الحالي، ويليام روتو، الذي واجه تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، عقب أحداث العنف، التي اندلعت عقب الانتخابات عام 2007.

روتو حصل على البراءة عام 2016، عندما كان يشغل منصب نائب رئيس كينيا، ثم تم انتخابه رئيساً عام 2022.

المحكمة الجنائية الدولية التي تأسست عام 2002، كتتويج لمجهود طويل يهدف لتأسيس نظام قضائي دولي فعال، يضمن تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومعاقبة الأفراد أو الكيانات التي تنتهك حقوق الإنسان وقانون الحرب واتفاقيات جنيف الأربعة الخاصة بمعاملة الأطراف المتحاربة للمدنيين أو العسكريين أثناء الحرب.

وبدأت تلك الجهود منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، مع تركيز "لجنة الخبراء لتحديد المسؤوليات"، التي نظرت في الأسباب التي أدت إلى الحرب، وكان من مهامها اقتراح أسماء مسؤولين من ألمانيا والنمسا، لمحاكمتهم من أجل جرائم حرب، وأبرزهم آخر إمبراطور لألمانيا، فيلهلم الثاني، الذي لجأ إلى هولاندا.

لكن التطور البارز حدث عقب الحرب العالمية الثانية، مع إحداث محكمة نورمبرغ، لمقاضاة قادة ألمانيا النازية، والمحكمة العسكرية الدولية للشرق الأقصى، لمحاكمة العسكريين اليابانيين عن الجرائم التي اقترفوها منذ غزوهم للصين بداية الثلاثينات.

وبعد انتهاء الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفياتي، الذي ترافق مع تغييرات سياسية جذرية في أوروبا، اتخذ بعضها طابعاً عنيفاً، أصدر مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، القرار 808، في مايو 1993، الذي أحدث بموجبه المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة، من أجل محاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وجهت محكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة، اتهامات لأفراد من كرواتيا والبوسنة والهرسك وصربيا. ويعتبر سلوبودام ميلوزوفيتش أعلى مسؤول تم تقديمه للمحاكمة أمامها، لكن وفاته أثناء التحقيقات والمداولات القضائية منعت إصدار أي حكم بحقه، وليتم أخيراً حلها في ديسمبر 2017.

وفي عام 1994، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 955، الذي أحدث بموجبه محكمة الجنايات الدولية لرواندا، والتي نقل مقرها إلى مدينة آروشا، بتنزانيا. وقامت المحكمة بإجراء تحقيقات وإصدار أوامر اعتقال بحق المسؤولين عن الإبادة الجماعية خلال الحرب الأهلية بين قوميتي الهوتو والتوتسي، في رواندا.

استمرت جهود تطوير القضاء الدولي، داخل أروقة الأمم المتحدة، وبدأت في نيويورك عام 1996 سلسلة الاجتماعات التحضيرية، التي عقدتها مجموعة من جمعيات المجتمع المدني الدولية، تحت شعار "التحالف من أجل المحكمة الجنائية الدولية"، وتبنت بعض الدول الفكرة.

وبعد مفاوضات مضنية، تم التوصل لما عرف باسم "إعلان روما للمحكمة الجنائية الدولية"، الذي وقعت عليه 120 دولة، مع امتناع 21 دولة عن التصويت، واعتراض 7 دول، 4 منها عربية، وهي العراق وقطر واليمن وليبيا، بالإضافة إلى إسرائيل والصين والولايات المتحدة.

وبذلك بدأت إجراءات تركيز المحكمة وإداراتها وانتخاب القضاة الذين سيعملون في مقرها بهولاندا.

أولى مذكرات الاعتقال الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية صدرت في أكتوبر 2005، وهي متعلقة بالاتهامات التي وجهت لحركة "جيش الرب" في أوغندا، بانتهاك حقوق الإنسان، واقتراف جرائم حرب.

رغم أن قرار إحداثها كان بمبادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن الجنائية الدولية ليست مرتبطة بالمنظمة الأممية هيكلياً أو إدارياً، على عكس محكمة العدل الدولية، التي هي جزء من منظمة الأمم المتحدة.

وواجهت الجنائية الدولية انتقادات لاذعة طيلة عملها الذي بدأ رسمياً عام 2005. فالقادة الأفارقة طالما انتقدوا عملها الحصري على حالات من القارة الأفريقية دون غيرها، لعدة سنوات، ما دفع كلا من جنوب أفريقيا وبورندي بالتهديد بالانسحاب منها عام2016.

كما وجهت روسيا انتقادات لاذعة للجنائية الدولية، واصفة مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق بوتين، بأنها "حركة استفزازية لا معنى لها". ومثلما كان عليه الحال مع الرئيس السودانين عمر البشير، تحدى بوتين قرار المحكمة وقام بزيارة منغوليا في سبتمبر الماضي، وتتحدث تقارير صحفية عن إمكانية سفره إلى الهند في المستقبل القريب.

مذكرات الاعتقال التي أصدرتها الجنائية الدولية اليوم بحق نتانياهو وغالانت، هي سابقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لكونها أول مرة يواجه فيها مسؤول إسرائيلي اتهامات خطيرة من هيئة قضائية دولية، بخصوص الإجراءات التي يتخذها ضد الفلسطينيين.

ورغم كون مذكرات الاعتقال لا تعني بالضرورة الاعتقال، خصوصاً وأن إسرائيل لا تعترف بسلطة المحكمة، إلا أن المدعي العام ، كريم خان، يرى أن سلطة المحكمة تشمل الجرائم المحتملة التي حدثت في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يمكنه من الشروع في ملاحقات قضائية بحق مسؤولين إسرائيليين، والناشطين الفلسطينيين.
-------------------------

​ عاجل /السومرية
قرارات مجلس الوزراء العراقي
بينها توجيه بعقد اجتماع طارئ ورد على رسالة "إسرائيل".. سلسلة قرارات لمجلس الوزراء
مجلس الوزراء يعقد جلسته الاعتيادية السابعة والأربعين برئاسة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني
••••••••••
ترأس رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، الثلاثاء، الجلسة الاعتيادية السابعة والأربعين لمجلس الوزراء، جرى خلالها بحث مستجدات الأوضاع في البلاد، والتداول في الملفات المهمة في مختلف المجالات، وسير تنفيذ البرنامج الحكومي بأولوياته العاملة.وتابع المجلس التطوّرات والأوضاع في المنطقة، حيث أكد رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني أن الرسالة التي أرسلها الكيان الصهيوني الى مجلس الأمن الدولي، تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، وتحقيقاً لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة.وشدد سيادته على أن العراق يرفض هذه التهديدات، وأن قرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق، لافتاً إلى رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني.ووجه السيد رئيس مجلس الوزراء بعقد اجتماع طارئ اليوم للمجلس الوزاري للأمن الوطني، لمتابعة التطوّرات وتأكيد الموقف العراقي. وفي إطار الدعم الرسمي والشعبي لأهلنا في غزّة ولبنان، ومن أجل توفير المواد الإغاثية اللازمة لهم، في ظل ما يتعرضون له من ظروف قاسية، وضمن منهج الحكومة في تشجيع العمل والمبادرات التطوعية، صوّت مجلس الوزراء بالموافقة على فتح باب التبرع بشكل طوعي أمام موظفي ومنتسبي الدولة كافة، وذلك باستقطاع نسبة (1) بالمائة، من الراتب والمخصصات، والراتب التقاعدي، لمن يرغب منهم، ويودع المبلغ في حسابات دعم غزة ولبنان بالتساوي، أو وفق الأولويات التي يحددها السيد رئيس مجلس الوزراء، على أن ينفذ هذا القرار ابتداءً من تاريخ 1-كانون الأول-2024.ونظر المجلس في الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.ففي متابعة شؤون القطاع الزراعي، وتوطيد الأمن الغذائي، و بناء على توجيه رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، وافق المجلس على تسلّم وزارة التجارة محصولَ الشلب للمساحات المزروعة خارج الخطة الزراعية للعام 2024وإنصافاً من الحكومة للعاملين في القطاع النفطي، ومن أجل نيل مستحقاتهم المكفولة قانونياً، تمت الموافقة على استثناء الشركات النفطية التابعة الى وزارة النفط بإطلاق(50) بالمئة من أرباح الموظفين حال مصادقة ديوان الرقابة المالية الاتحادي على بياناتها المالية، دون التقيد بما ورد في تعليمات تسهيل تنفيذ قانون الموازنة العامة الاتحادية للسنوات المالية الثلاث (2023 – 2024 – 2025)، استنادًا إلى أحكام المادة (34) من التعليمات المذكورة آنفًا، ومعالجة وزارة المالية موضوع ديون الشركات المذكورة آنفًا؛ ليتسنى لها تسديد حصة الخزينة العامة، على أن تتحمل مجالس إدارة الشركات دقة وسلامة البيانات وإجراءاتها.وفي مجال الإصلاح الإداري، وتقييم أداء المسؤولين في المؤسسات الحكومية، صادق مجلس الوزراء على تثبيت 8 من المديرين العامين في مختلف الوزارات، استنادًا إلى معايير تقييم الأداء التي اعتمدها المجلس.
(وفي قطاع التعليم تمت الموافقة على ما يأتي:)

1-استبدال الجهة المؤسسة لكلية الطف الجامعة الأهلية من نقابة المعلمين العراقيين/ فرع محافظة كربلاء المقدسة، إلى (9) أعضاء هيئة مؤسسة من الأساتذة التدريسيين المحالين إلى التقاعد، استنادًا إلى أحكام قانون التعليم العالي الأهلي (25 لسنة 2016).
2-حث وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على إنجاز تعليمات تسهيل تنفيذ أحكام قانون التعليم العالي الأهلي (26 لسنة 2016) لمعالجة موضوع الانسحاب والوفاة والاستبدال لأعضاء الهيئات المؤسسة للجامعات والكليات الأهلية.
واستمراراً لنهج الحكومة بالتواصل مع النقابات والاتحادات، واستضافة مسؤولي النقابات في جلسات مجلس الوزراء، شهدت الجلسة استضافة نقيب أطباء الأسنان، وجرت الموافقة على ما يأتي:
تأليف لجنة برئاسة السيد رئيس الدائرة القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وعضوية ممثل عن هيئة المستشارين، ونقيب أطباء الأسنان في العراق، وممثل عن وزارة الصحة، تتولى دراسة المطالب المثبتة في كتاب النقابة المذكورة آنفًا، على أن تقدم توصياتها خلال (30) يوم عمل، بدءًا من تأريخ إصدار هذا القرار، و للجنة استضافة من تراه مناسبًا في اجتماعاتها لإكمال مهامها.
ومن أجل ضمان استمرار الطاقة الكهربائية، ورفع مستوى تجهيزها للمحافظات، قرر المجلس إيقاف العمل بما جاء في الفقرة (7) من قرار مجلس الوزراء ذي الرقم (24600) لسنة 2024، بحسب التفصيل الذي ورد من وزارة الكهرباء.
وفي مسار الدعم الحكومي للرياضة بشكل عام، وللمنتخب الوطني لكرة القدم بشكل خاص، وافق المجلس على تخصيص وزارة المالية مبلغًا مقداره (4) مليارات دينار إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم لغرض إكمال الالتزامات الخاصة بعقد الملاك التدريبي للمنتخب الوطني لكرة القدم، والاستعدادات الخاصة بمشاركة المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا من احتياطي الطوارئ، استنادًا إلى أحكام قانون الموازنة العامة الاتحادية (13 لسنة 2023)، وتعليمات تسهيل تنفيذ قانون الموازنة العامة الاتحادية (1 لسنة 2023) بحسب التفصيل المبين من الاتحاد العراقي لكرة القدم.
ونظر المجلس في عدد من المواضيع المعروضة على جدول الأعمال واتخذ إزاءها القرارات التالية:

1-المصادقة على المخطط الإنمائي الشامل لمدينة بغداد لعام 2030، استنادًا إلى قانون إدارة البلديات (165 لسنة 1964) المعدل، المصادق عليه من اللجنة العليا للتصميم الأساسي في أمانة بغداد.
2-الموافقة على مشروع قانون التعديل الأول لقانون مكافحة الاتجار بالبشر (28 لسنة 2012) الذي دققه مجلس الدولة وإحالته إلى مجلس النواب، استناداً إلى أحكام الدستور، مع الأخذ بعين الاهتمام ملحوظات الدائرة القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
3-استثناء المركز الوطني للمختبرات من احكام المادة (7 / أولاً و 7 / سادسًا) المبينة في تعليمات تسهيل تنفيذ قانون الموازنة العامة الاتحادية لجمهورية العراق للسنوات المالية (2023 – 2024 – 2025).
وفي الشأن الدبلوماسي والعلاقات الخارجية، تمت الموافقة على مشروع قانون تصديق اتفاقية إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة من سمة الدخول بين حكومة جمهورية العراق وحكومة جمهورية اندونيسيا، وإحالته إلى مجلس النواب، استناداً إلى أحكام الدستور، كما صوت المجلس بالموافقة على مشروع قانون انضمام جمهورية العراق إلى النظام الأساسي لمنظمة تنمية المرأة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، وإحالته إلى مجلس النواب، استنادًا إلى أحكام الدستور.

—————————————————————
١-الشرق الأوسط…محمد عفيف... حائك سياسات «حزب الله» الإعلامية
من جيل المؤسسين للحزب... ومستشار لنصر الله
باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف، في بيروت، الأحد، تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة والمسؤولين العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.فعفيف، المعروف جداً في أوساط الإعلاميين اللبنانيين، كما السياسيين، والمتعارف على تسميته بـ«الحاج»، يتبوأ المركز الاستشاري الإعلامي الأول في «حزب الله» والعلاقات الإعلامية فيه منذ عام 2014.
*(نسج علاقات)
وبخلاف من سبقوه في هذا الموقع، نجح في توسيع علاقاته بالإعلام، بحيث لم تعد محصورة بوسائل الإعلام المحسوبة على «حزب الله» والمقربة منه، فنسج علاقات مع وسائل إعلام وإعلاميين غير محسوبين على المحور الذي ينتمي إليه الحزب، باعتبار أنه بذلك يخلق مساحة أوسع لإيصال وجهة نظر الحزب لخصومه.وكان عفيف مقرباً من الأمينين العامّين السابقين للحزب عباس الموسوي وحسن نصر الله، حتى يُعتقد أنه كان مستشاراً إعلامياً لنصر الله قبل مقتله.ويُصنّف «الحاج» بأنه من «جيل المؤسسين» في الحزب، وبدأ عمله منذ انطلاقة المقاومة في عام 1983، وواكب كل مراحلها التاريخية والمفصلية منذ 40 عاماً ولغاية اليوم.
*(إدارة «المنار»)
وتولى عفيف إدارة الأخبار والبرامج السياسية في قناة «المنار»، حيث كان له دور كبير في التغطية المباشرة والمستمرة طوال حرب يوليو (تموز) 2006. وهو لعب في الحرب الحالية دوراً أكبر خاصة بعد اغتيال شخصيات بارزة كانت تُطل على جمهور الحزب، فبات هو مؤخراً الناطق باسمه، وعقد أكثر من مؤتمر صحافي بُعيد اغتيال نصر الله، كان آخرها في مناسبة «يوم الشهيد» في الحزب في الحادي عشر من الشهر الجاري.وُوصف «الحاج» في الأسابيع الماضية من قبل عدد من الإعلاميين بـ«الاستشهادي» نتيجة إصراره على عقد مؤتمرات صحافية في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي الهواء الطلق، تحت «أعين» المسيّرات الإسرائيلية. وعقد آخر مؤتمر في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الذي هو شبه مدمر. وأكد خلاله أن «المقاومة ومخزونها الاستراتيجي بخير»، داعياً لعدم استعجال «النتائج السياسية».
*(«الصحّاف»)
ودفعت مواقف عفيف الأخيرة بعض الإعلاميين لوصفه بـ«الصحّاف»؛ أي وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحّاف، لاعتبارهم أنه يوهم الناس وجمهور الحزب بـ«بطولات وهمية»، وأن ما يقوله «يجافي الواقع».
*(مستشار نصر الله)
ويقول الكاتب والباحث السياسي الدكتور قاسم قصير عن عفيف إنه «تولى المسؤوليات الإعلامية في الحزب منذ أكثر من ثلاثين سنة، وكان مستشاراً إعلامياً لنصر الله، وكان على علاقات إعلامية مع العديد من الصحافيين اللبنانيين والعرب، وهو طوّر العمل الإعلامي في الحزب، وتولى في مرحلة إدارة تلفزيون (المنار)». ووصفه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بـ«الشخصية المحببة من قبل الإعلاميين». ويضيف قصير: «باغتياله نكون أمام تصعيد إسرائيلي كبير للضغط على الحكومة وعلى لبنان والمقاومة».
٢-بي بي سي…محاكمة الاغتصاب الجماعي التي أرعبت فرنسا تصل لمراحلها النهائية…
بعد عشرة أسابيع، تنتقل محاكمة الاغتصاب الجماعي التي صدمت فرنسا إلى المرحلة النهائية. وتركز القضية على زوجين سابقين، دومينيك وجيزيل بيليكوت، وهما متقاعدان الآن في أوائل السبعينيات.سيقدم الفريق القانوني لجيزيل بيليكوت مرافعته الختامية الثلاثاء، ثم يتبعهم الدفاع، قبل صدور الحكم المتوقع في 20 ديسمبر/كانون الأول من لجنة من خمسة قضاة.ومثُل دومينيك بيليكوت للمحاكمة مع 50 رجلاً آخر في مدينة أفينيون الجنوبية في سبتمبر/أيلول.ودارت كل فصول هذه القضية علناً وسط اهتمام إعلامي كبير لأن جيزيل بيليكوت تنازلت عن عدم الكشف عن هويتها، مما جعل المحاكمة بأكملها مفتوحة لوسائل الإعلام والجمهور.وأصبحت القضية تُعرف في فرنسا باسم قضية مازان، نسبة للقرية القريبة من أفينيون حيث عاش الزوجان بيليكوت. نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اعترف دومينيك بيليكوت بتخدير زوجته آنذاك لمدة عقد تقريبًا وتجنيد العشرات من الرجال عبر الإنترنت لاغتصابها في منزلهم عندما كانت فاقدة للوعي.وتعقبت الشرطة المتهم المشارك معه عن طريق آلاف مقاطع الفيديو التي عثروا عليها على الكمبيوتر المحمول الخاص بدومينيك بيليكوت، على الرغم من عدم تمكنهم من تحديد هوية 21 رجلاً آخرين. وقال المحققون إن لديهم أدلة على حوالي 200 حالة اغتصاب ارتكبت بين عامي 2011 و2020.وينفي غالبية المتهمين تهم الاغتصاب، بحجة أنهم لا يمكن أن يكونوا مذنبين لأنهم لم يدركوا أن جيزيل بيليكوت كانت فاقدة للوعي وبالتالي لم "يعرفوا" أنهم كانوا يغتصبونها.وأثار هذا الدفاع نقاشًا على مستوى البلاد حول ما إذا كان ينبغي إضافة الموافقة إلى التعريف القانوني الفرنسي للاغتصاب، والذي يُعرَّف حاليًا بأنه "أي فعل اختراق جنسي يُرتكب ضد شخص آخر بالعنف أو الإكراه أو التهديد أو المفاجأة".كما سلطت المحاكمة الضوء على قضية الخضوع الكيميائي تحت تأثير مفعول مخدّر الاغتصاب، والاعتداء الجنسي الناجم عن المخدرات.
*(فقدان الذاكرة بعد سنوات من الزواج)
تزوج دومينيك وجيزيل بيليكوت، اللذان ولدا عام 1952، عام 1973 وأنجبا ثلاثة أطفال. عملت كمديرة في شركة فرنسية كبيرة، بينما بدأ هو، وهو كهربائي، بالعمل في العديد من الشركات غير الناجحة.وعاشت أسرة بيليكوت في منطقة باريس حتى عام 2013، عندما قررا التقاعد في قرية مازان الجنوبية الخلابة. كان لديهم منزل كبير به حمام سباحة وكانا يستخدمانه غالبًا لاستضافة عائلتهم الممتدة خلال العطلات الصيفية.وبكل المقاييس، كانا زوجين سعيدين ومترابطين. قالت السيدة بيليكوت: "كنا نشارك في الإجازات والذكرى السنوية وأعياد الميلاد... كل هذا، بالنسبة لي، كان سعادة".وبين 2011 و2020، عانت جيزيل بيليكوت من أعراض مزعجة اعتبرتها علامات على مرض الزهايمر أو ورم في المخ، وخضعت لفحوصات طبية مكثفة. و كانت حالات فقدان الوعي وفقدان الذاكرة في الواقع من الآثار الجانبية للأدوية التي كان يعطيها لها زوجها دون علمها.وطلقت بيليكوت زوجها بعد فترة وجيزة من كشف جرائمه. وهي تستخدم الاسم الثاني لزوجها لأغراض المحاكمة.يقبع دومينيك بيليكوت في السجن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وسيتم الحكم عليه الشهر المقبل، إلى جانب المتهمين الخمسين الآخرين.
*(كيف خرجت القضية إلى النور؟)
في سبتمبر/أيلول 2020، شاهد حارس أمن في سوبر ماركت في جنوب فرنسا دومينيك بيليكوت وهو يصور تحت تنانير النساء.احتجزته الشرطة وصادرت أجهزته الإلكترونية. واكتشفوا محادثات مشبوهة على حسابه على سكايب، ثم عثروا على آلاف مقاطع الفيديو لرجال يمارسون الجنس مع امرأة تبدو فاقدة للوعي، وهي زوجته، جيزيل.وعمل المحققون لأسابيع لجمع أدلة كافية لاحتجاز بيليكوت واعتقلوه في النهاية في نوفمبر/تشرين الأول 2020. واعترف على الفور بجميع التهم.وعندما استجوبت الشرطة جيزيل بيليكوت وعرضت عليها صورًا ومقاطع فيديو ظهرت فيها فاقدة للوعي، اتضح أنها لا تعلم شيئًا عما حدث لها. ونفت أنها وافقت على ممارسة الجنس مع رجال آخرين وأدركت أن زوجها كان يخدرها لمدة تقرب عشر سنوات.واحد وخمسون رجلاً في قفص الاتهاميمثل خمسون رجلاً - تتراوح أعمارهم بين 26 و72 عاماً - أمام المحكمة إلى جانب بيليكوت.وهم ينتمون إلى مختلف مناحي الحياة: من بينهم رجل إطفاء، ونجار، وممرض، وصحفي، وكثيرون منهم متزوجون ولديهم أطفال، ويعيش أغلبهم على مسافة 60 كيلومتراً من مسكن عائلة بيليكوت.وقد اعترف عدد قليل منهم باغتصاب بيليكوت.ولكن الأغلبية ترفض الاتهامات. ويستند دفاعهم إلى حقيقة مفادها أنهم لم يعتقدوا أن ما فعلوه كان اغتصاباً، لأنهم لم يكونوا على علم بأنها كانت فاقدة للوعي وبالتالي لم يتمكنوا من الحصول على موافقتها.ونفى بيليكوت مراراً أن تكون هذه هي الحال، وأصر على أنه عندما جند الرجال على الإنترنت أوضح بشكل واضح أن زوجته ستكون نائمة. وقال: "كانوا جميعاً يعرفون، ولا يمكنهم أن يقولوا العكس".
*(ما قالته جيزيل بيليكوت للمحكمة حتى الآن)
قررت جيزيل بيليكوت التنازل عن عدم الكشف عن هويتها - وهو أمر غير معتاد في قضايا الاغتصاب. كما أصر فريقها القانوني على عرض مقاطع فيديو لعمليات الاغتصاب المزعومة في المحكمة.وقالت بيليكوت إنها تأمل أن يمكّن قرارها الناجيات الأخريات من العنف الجنسي من التحدث: "أريد من جميع النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب أن يقلن: بيليكوت فعلت ذلك، ويمكنني ذلك أيضًا. لا أريدهن أن يشعرن بالخجل بعد الآن".وردت بقوة على الاقتراحات "المهينة" من قبل الدفاع بأنها ربما كانت في حالة سكر أو تظاهرت بالنوم أثناء عمليات الاغتصاب المزعومة، مشيرة إلى أنها لم تكن مهتمة أبدًا بتبادل الشركاء أو الجنس الثلاثي.وتحدثت بيليكوت بصراحة عن الدمار الذي ألحقه إساءة زوجها وأكاذيبه بحياتها. وقالت: "قد يراني الناس ويعتقدون: هذه المرأة قوية... قد تكون الواجهة صلبة، ولكن خلفها يكمن حقل من الأنقاض"
*(كيف استجابت فرنسا للمحاكمة؟)
أدت فظاعة تصرفات دومينيك بيليكوت، والعدد الهائل من الرجال المتورطين في القضية وقرار جيزيل بيليكوت بالضغط من أجل محاكمة علنية، إلى جذب قدر كبير من الاهتمام للمحاكمة.يحضر العشرات من الناس المحكمة في أفينيون كل يوم لدعم بيليكوت، ويستقبلونها بالتصفيق ويسلمونها الزهور.وظهرت جداريات في جميع أنحاء البلاد لوجهها المميز بشعرها القصير ونظاراتها الشمسية المستديرة، وقامت مظاهرات في جميع أنحاء فرنسا لدعمها.ويُنسب إليها من قبل الكثيرين الفضل في إثارة النقاش حول الاغتصاب وكراهية النساء والخضوع الكيميائي.وتضغط العديد من الجماعات النسوية الآن على الحكومة لتعديل تعريفها للاغتصاب بحيث يشمل الموافقة، كما هو الحال في العديد من البلدان الأوروبية.وقالت السيناتور ميلاني فوجل من حزب الخضر، والتي اقترحت قانون الاغتصاب القائم على الموافقة في العام الماضي: "لقد تقبل المجتمع بالفعل حقيقة مفادها أن الفارق بين ممارسة الجنس والاغتصاب هو الموافقة. ولكن القانون الجنائي لم يقبل ذلك".
٣-الجزيرة…مقتل 3 عسكريين بانفجار قنبلة في شمال العراق
قالت مصادر أمنية وطبية عراقية -الأحد- إن 3 جنود من قوات الأمن قتلوا وأصيب آخرون، في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش في قضاء طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين شمالي البلاد.ونعت وزارة الدفاع العراقية الجنود في بيان، وقالت إن القتلى هم "آمر الفوج الثالث اللواء المشترك الأول العقيد الركن سامان صابر سليمان، وأحد ضباط آمرية الهندسة الفرقة المدرعة التاسعة العقيد محمد رضا كريم، والمقاتل البطل النائب ضابط شريف احمد محمد".وأوضح قائمقام قضاء طوز خورماتو ذو الفقار البياتي -لوكالة الصحافة الفرنسية- أن القتلى ينتمون إلى قوات البشمركة العسكرية التابعة لإقليم كردستان العراق، مضيفا أن الجرحى 3 من عناصر الجيش العراقي.ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم بعد، لكن مسؤولَين أمنيين عراقيين قالا إن مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية ينشطون في المنطقة.وأعلنت بغداد أواخر عام 2017 هزيمة تنظيم الدولة الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا قبل ذلك بأعوام.

٤-جريدة المدى…هجوم "الطوز" يكشف وجود تمويل ومصانع عبوات لـ"داعش"

التنظيم يتحرك في فراغ أمني طوله أكثر من 560 كم.. وألوية عسكرية بلا مقرات
بغداد/ تميم الحسن
بعد 7 سنوات من هزيمة تنظيم "داعش" في العراق، اعترف التنظيم بتنفيذ هجوم "دقيق"، وفقًا لوصف خبراء، استهدف قوات عسكرية شرقي صلاح الدين.الهجوم، الذي أسفر عن مقتل وإصابة 6 عسكريين، بينهم ضباط برتبة رفيعة، يكشف عن وجود "مصنع للعبوات" داخل العراق يعمل بالتنسيق مع التنظيم، ويدل على استمرار "تمويل" الجماعات الإرهابية.أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم. وقالت "وكالة أعماق" التابعة للتنظيم إن ضابطين كبيرين وجندياً قُتلوا، وأصيب ثلاثة آخرون.ورغم هزيمة التنظيم في عام 2017 بعد سيطرته على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، لا تزال "فلول التنظيم" تشنّ هجمات متفرقة ضد القوات الأمنية.من جانبها، نعت وزارة الدفاع ضابطين ومنتسباً "استشهدوا (يوم الأحد) أثناء تنفيذ الواجب ضمن قاطع المسؤولية"، وفق بيان رسمي.وقع الحادث نتيجة انفجار استهدف رتلاً عسكرياً خلال عملية أمنية مشتركة لملاحقة خلايا تنظيم "داعش" في قضاء طوزخورماتو شرقي محافظة صلاح الدين، وفق بيان صادر عن قوات البيشمركة.وأكد بيان سابق للبيشمركة أن "الحادث (الذي وقع يوم الأحد) أسفر عن استشهاد العقيد الركن سامان صابر، والعقيد محمد رضا كريم، ضابط الهندسة في الفرقة التاسعة من الجيش العراقي، ون.ض/ شريف أحمد محمد أمين، فضلاً عن إصابة ثلاثة جنود".وكانت الولايات المتحدة قد حذرت في وقت سابق من إمكانية عودة التنظيم في العراق.
*(الفراغات الأمنية)
وقال الفريق جبار الياور، الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة، لـ(المدى): "الحادث وقع في مناطق الفراغ بين مسؤولية القوات الاتحادية وقوات البيشمركة".تمتد هذه الفراغات على مسافة طولها أكثر من 560 كم، من خانقين عند الحدود الإيرانية (شرقاً) إلى منطقة سحيلة مع الحدود السورية (غرباً)، ويصل عرض هذه الفراغات في بعض المناطق إلى 50 كم.تتمركز القوات الاتحادية والبيشمركة بخطوط متقابلة على طول تلك الفراغات، ومنذ عام 2019، تم تشكيل "لواءين مشتركين" لسد هذه الفجوات، لكنها "لم تستقر حتى الآن في مواقعها"، بحسب الياور.وأضاف المسؤول العسكري السابق: "اللواءان دُمجا من وزارتي الدفاع والبيشمركة منذ حكومة مصطفى الكاظمي، وتم تدريبهم وتجهيزهم، لكن ليس لديهم مقرات حتى الآن".الضباط والجنود الذين قُتلوا في الحادث الأخير كانوا ضمن أحد هذه الألوية المشتركة.يفترض أن يتولى أحد الألوية مسؤولية المناطق من جنوب كركوك إلى خانقين، واللواء الآخر من شمال كركوك إلى سحيلة.وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، نفذت القوات الأمنية، بمشاركة قوات نخبة أمريكية، ضربات استهدفت مخابئ التنظيم.ووفقًا للياور، قُتل خلال تلك الفترة "56 إرهابياً، من بينهم ما يُسمى بوالي العراق".وكان جهاز مكافحة الإرهاب قد أعلن في تموز الماضي، في بيان، أنه قتل 150 إرهابياً خلال العامين الأخيرين.ورغم هذه الجهود، يؤكد المسؤول السابق في البيشمركة أن "داعش، منذ نهاية 2017، بدأ بالانتقال إلى المناطق النائية، حيث يعمل كفلاح في النهار وإرهابي في المساء".
*(مفارز صغيرة لـ"داعش")
وأشار الياور إلى أن "هناك مفارز صغيرة، تتألف من 4 إلى 5 أشخاص، تنشط في المناطق التي فر إليها التنظيم بعد انتهاء العمليات العسكرية، ويصعب تعقبهم بسبب وعورة تلك المواقع".وأكد أن مناطق انتشار هذه المفارز تشمل: حمرين، جنوب غرب ركوك، قرب مخمور (قره جوخ)، وصحراء الأنبار.ووصل أمس وفد أمني برئاسة رئيس أركان الجيش، الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، إلى قاطع عمليات الأنبار.وذكر بيان أن "هدف الزيارة هو متابعة سير العمليات العسكرية (محمد رسول الله) الثانية".وانطلقت يوم الأحد عمليات عسكرية في الأنبار، تهدف إلى إجراء "مسح وتفتيش قاطع المسؤولية المتمثل بمناطق قضاء القائم، ومنها مناطق (الكعرة ووادي الملصي)"، وفقًا لبيانات عسكرية.كما تتضمن العملية "ستراتيجية لتعقب الخلايا الإرهابية النائمة ومنع أي موطئ قدم لها، من خلال سد جميع الثغرات الأمنية في هذه المناطق"، حسب البيانات ذاتها.
*(تحركات جديدة)
وتثير خروقات تنظيم "داعش" المتكررة تساؤلات حول قرار الحكومة بسحب قوات التحالف خلال العامين المقبلين.وقال صفاء الأعسم، وهو لواء سابق، إن "تحذيرات السفارة الأمريكية من عودة (داعش) قد تكون صحيحة".وفي وقت سابق، أكدت السفيرة الأمريكية لدى بغداد، ألينا رومانوسكي، أن "داعش" لا يزال مصدر تهديد في العراق، وأن مهمة التحالف الدولي لم تنته بعد.وأشار الأعسم إلى أن "اختيار التنظيم لضباط رفيعي المستوى مسؤولين عن المنطقة التي شهدت الانفجار الأخير في طوزخورماتو يوضح قدرته على التحرك وتنفيذ هجمات دقيقة".وأضاف أن التنظيم "يمتلك تمويلاً، ولديه مصانع لتجهيز العبوات، وأذرع خارجية وداخلية تساعده".وتعتقد مراكز تحليل أمريكية أن "داعش" جمع أموالاً طائلة بين عامي 2014 و2019 من بيع النفط وسرقة الأموال من سوريا والعراق، مما يتيح له القدرة على تمويل نفسه.وحذر اللواء السابق من تحركات جديدة للتنظيم، بالتزامن مع إصدار قوات سوريا الديمقراطية، المعروفة بـ"قسد"، عفواً عن بعض عناصر "داعش".وأشار الأعسم إلى ضرورة الانتباه إلى "مدن كركوك والمناطق المتنازع عليها".ودعا اللواء السابق إلى "الإسراع بتسليم الملف الأمني في المحافظات إلى وزارة الداخلية، نظراً لتشتت القرار الأمني حالياً بين عدة تشكيلات في أغلب المحافظات".
٥-‫الجزيرة…معاريف: 65 هجوما على إسرائيل بمسيرات من العراق خلال 18 يوما
قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، الاثنين، إن إسرائيل رصدت 65 هجوما عليها بمسيرات قادمة من العراق منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وسط ارتفاع عدد الهجمات بالمسيرات عليها خلال الـ3 أشهر الماضية.وقالت الصحيفة إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "تستعد للتعامل مع التهديد الناشئ بعد الارتفاع الحاد في عدد الهجمات من 6 هجمات فقط بطائرات مسيرة في أغسطس/آب، إلى 31 هجوما في سبتمبر/أيلول، ثم 90 هجوما في أكتوبر/تشرين الأول الماضي".وذكرت أنه رغم تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من اعتراض معظم التهديدات، فإنه يعتبر الهجمات حاليا "مصدر إزعاج عملياتي أكثر من كونها تهديدا إستراتيجيا، ومن المقدر أن هذا اتجاه خطير ويمكن أن يتصاعد".وأشارت الصحيفة إلى أنه "بينما تحاول الحكومة العراقية منع التصعيد وترسل مبعوثين إلى طهران في محاولة لكبح جماح المليشيات، ترسل إسرائيل رسائل واضحة، عبر القنوات الدبلوماسية والاستخباراتية، بأنها لن تقبل بفتح جبهة أخرى".وقالت إن "المسؤولين الأمنيين شددوا على أنه رغم أن نطاق الهجمات من العراق لا يزال أقل بكثير مقارنة بإطلاق النار من لبنان، فإن احتمال التصعيد سريع".وأشارت الصحيفة إلى "تحذيرات استخباراتية إسرائيلية وأميركية من أن إيران قد تزيد من استخدام عملائها في العراق، ردا على عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة، التي أضعفت حزب الله وحماس بشكل كبير"، حسب تعبيرها.ونقلت عن مايكل نايتس، الباحث في "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، قوله إن هناك "قلقا من أن إيران قامت بالفعل بتهريب صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق عبر تخبئتها في ناقلات المياه أو النفط، بهدف استخدامها ردا على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة".وأضاف نايتس "لدى إسرائيل خطط واضحة في حالة التصعيد من اتجاه العراق، وسيكون الرد على مراحل، تشمل أولا مهاجمة البنية التحتية والمرافق، وبعد ذلك، إذا لزم الأمر، تدابير مضادة تستهدف العناصر الرئيسية، على غرار العمليات التي تم تنفيذها شرقي سوريا".يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن بشكل شبه يومي "اعتراض أهداف جوية مشبوهة" من جهة الشرق، في إشارة إلى طائرات مسيرة قادمة من جهة العراق.

٦-العربي…السويد وفنلندا تطلبان من سكانهما الاستعداد للحرب "معنويا ولوجستيا"…

أرسلت السويد نحو خمسة ملايين كتيب إلى سكانها لحثهم على الاستعداد لاحتمال وقوع حرب، وذلك بالتزامن مع إطلاق فنلندا موقعا إلكترونيا يتضمن نصائح مماثلة.تخلت الدولتان عن عقود من عدم الانحياز العسكري وانضمتا إلى حلف شمال الأطلسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.منذ اندلاع هذه الحرب، لم تتوان ستوكهولم عن حث سكانها على الاستعداد، معنويا ولوجستيا، لاحتمال نشوب حرب، لكونها قريبة من روسيا.

يتضمن الكتيب الذي يحمل عنوان "في حالة الأزمات أو الحرب" وأرسلته هيئة الطوارئ المدنية السويدية، نصائح عملية لمواجهة الأزمات مثل الحرب أو الكوارث الطبيعية أو الهجمات الإلكترونية.وهذه النسخة المحدثة هي الخامسة التي يتم إرسالها منذ الحرب العالمية الثانية.وتصدرت النسخة السابقة التي أرسلت في 2018، عناوين الأخبار، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها إرسالها إلى المقيمين في السويد منذ 1961، أي في ذروة الحرب الباردة.وقال مدير الهيئة ميكائيل فريزيل في بيان إن "الوضع الأمني خطير ونحن جميعا بحاجة إلى تعزيز قدرتنا على الصمود حتى نتمكن من مواجهة الأزمات، وفي نهاية المطاف الحرب".وعلى مدى الأسبوعين المقبلين، سيتم إرسال 5,2 مليون نسخة من الكتيب الذي سيتاح كذلك إلكترونيا باللغات العربية والفارسية والأوكرانية والبولندية والصومالية والفنلندية.في كانون الثاني/يناير، أثار القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة السويدية ميكايل بيدن، قلق مواطنيه، عندما طرح الفكرة نفسها وقال إن السويديين "يجب أن يستعدوا نفسيا للحرب".كما أطلقت الحكومة في فنلندا التي تمتد حدودها مع روسيا على مسافة 1340 كيلومترا، موقعا إلكترونيا الاثنين يقدم نصائح حول كيفية الاستعداد للأزمات.
٧-الجزيرة…كيف نجا نووي باكستان من مخططات إسرائيل والهند؟
في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي فوجئ العالم بهجوم إسرائيلي على المفاعل النووي العراقي، الذي أسفر عن تدمير المشروع بشكل كامل بعد سنوات طويلة من العمل عليه وإعادته إلى نقطة الصفر.واليوم تهدد إسرائيل البرنامج النووي الإيراني بمصير نظيره العراقي وهو أحد الأسباب الرئيسية للتوتر في المنطقة منذ عقود، ولكن في المقابل استطاع البرنامج النووي الباكستاني بعد كثير من المخاطر أن ينجو من الهجمات الإسرائيلية، التي اقترب بعضها من المفاعل النووي في كاهوتا القريبة من الحدود الهندية، وكاد أن يدمر المشروع 706.فما قصة هذا المشروع؟ وكيف تمكن الباكستانيون من إفشال مخططات الإسرائيليين لتحقيق هدفهم؟

*(المعارف النووية الباكستانية المبكرة)
بدأت باكستان اهتمامها بالعلوم والمعارف النووية منذ أواخر عام 1948 بعد عام واحد عن استقلالها وانفصالها عن الهند، وذلك عندما انتقل عدد من العلماء الباكستانيين من الهند بناء على طلب رئيس الوزراء لياقت علي خان.وكان من أبرز هؤلاء العلماء رافي محمد تشودري الذي أسس مختبر التوتر العالي في 1952، وفي العام التالي أطلق الرئيس الأميركي دوايت آيزنهاور برنامج "الذرة من أجل السلام"، وكانت باكستان من أوائل الدول التي وقعت على المعاهدة المتعلقة به، رغم أن وزير خارجيتها آنذاك محمد ظافر الله خان صرح بأنه لا توجد نيّة باكستانية تجاه امتلاك القنبلة الذرية.وفي عام 1956، تأسست الهيئة الباكستانية للطاقة الذرية "بي إيه إي سي" (PAEC)، وكان نذير أحمد أول رئيس لها، وفي عام 1958 اقترحت هيئة الطاقة الباكستانية إنشاء مفاعل نووي يعمل بالماء الثقيل، لكن الحكومة العسكرية حينها بقيادة المشير أيوب خان رفضت هذا المقترح.

وعقب الحرب الباكستانية الهندية -التي اشتعلت عام 1971، وأسفرت عن انفصال بنغلاديش عن باكستان وتولي ذو الفقار علي بوتو رئاسة الحكومة- فقد شرع في العام التالي مباشرة تطوير البرنامج النووي الباكستاني وتسريع خطواته، ولا سيما حين علمت المخابرات الباكستانية أن الهند على وشك تطوير قنبلة نووية.

*(المشروع 706)
وقد انبثقت هذه الجهود عن مشروع 706، وهو المشروع الذي يمثل البرنامج الباكستاني السري والمركزي لتطوير الأسلحة النووية، وقد تولى تنفيذ هذا البرنامج علماء بارزون مثل منير أحمد خان وعبد القدير خان الذي سيُوصف فيما بعد بـ"أبو القنبلة النووية الباكستانية"وشهد هذا المشروع جهدا علميا ضخما وتطورا مستمرا في الفترة ما بين عامي 1974 حتى 1983، وتزامن ذلك مع تحركات سياسية داخلية حيث تولى الجنرال محمد ضياء الحق السلطة بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة بوتو وهو ما أدى إلى تسريع هذا البرنامج.وأسفر المشروع عن إنشاء العديد من المراكز والمنشآت البحثية والإنتاجية النووية التي عملت في سرية تامة، وبالفعل تحقق نجاح أول اختبار بارد لجهاز نووي في 11 مارس/آذار 1983، ونال العلماء والضباط العسكريون الذين شاركوا فيه تقدير الحكومة الباكستانية عبر منحهم أوسمة مدنية رفيعة تقديرا لجهودهم في تحقيق هذا الإنجاز الإستراتيجي المهم.واعتبرت مجلة "تايم" الأميركية أن مشروع 706 بمثابة المكافئ لمشروع مانهاتن الأميركي لإنتاج القنبلة النووية في الأربعينيات من القرن الـ20، نظرا للحجم الهائل من البحث والتطوير الذي شهدته باكستان في هذا المجال.

*(حرب المخابرات)
أدركت الحكومة الباكستانية اهتمام الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي ووكالات استخبارات دولية أخرى بهذا البرنامج، فجعلت مواقع المنشآت النووية في سرية مطلقة وتحت حراسة مشددة.ووفقا لبعض العسكريين الباكستانيين مثل العميد امتياز أحمد، فإن الولايات المتحدة كانت لديها معلومات استخباراتية على الأرض في باكستان، وفي المقابل نجحت الاستخبارات الباكستانية في اعتقال عدد من الجواسيس الأميركيين والسوفيات وذلك عام 1976.وأشار أحمد في مقابلة صحفية إلى تنفيذه شخصيا عملية سرية عام 1979، التي تم فيها إحباط خطة لوكالة المخابرات المركزية لاستهداف العلماء والمهندسين المرتبطين بالبرنامج النووي الباكستاني، وأسفرت العملية عن اعتقال مهندس نووي باكستاني اسمه رفيق صافي مونشي، كان يُشتبه في محاولته نقل وثائق سرية إلى القنصلية الأميركية بكراتشي.وفي العام نفسه، قامت الاستخبارات الباكستانية باعتقال السفير الفرنسي في باكستان بول لوغوريريك، وسكرتيره الأول جان فورلوت، بالقرب من منشأة كاهوتا النووية، حيث صودرت منهما كاميرات ومعدات حساسة أخرى، وأشارت وثائق لاحقة إلى أنهما كانا يعملان لصالح وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه).

في تلك الأثناء، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن إلى نظيرته البريطانيةمارغريت تاتشر معبّرا عن مخاوفه بشأن تطوير باكستان لأسلحة نووية، وأشار إلى العلاقات الوثيقة بين إسلام آباد والرئيس الليبي العقيد معمر القذافي الذي كانت تعتبره إسرائيل تهديدا مباشرا لها.كما حذَّر بيغن تاتشر مما قد يحدث في الشرق الأوسط، وخاصة للرجال والنساء والأطفال في إسرائيل، لا سيما إذا وقعت الأسلحة النووية في أي وقت في أيدي حاكم مطلق مثل العقيد القذافي.وفي كتابه الصادر عام 2012 بعنوان "أكل العشب، صنع القنبلة الباكستانية"، استعرض العميد السابق في الجيش الباكستاني فيروز حسن خان رحلة باكستان نحو امتلاك الأسلحة النووية، واستوحى عنوان الكتاب من كلمات السياسي الباكستاني ذو الفقار علي بوتو الذي قال "إذا صنعت الهند القنبلة، سنأكل العشب أو أوراق الشجر، حتى لو جعنا، لكننا سنحصل على واحدة خاصة بنا".وأشار خان في الكتاب إلى أن مخاوف باكستان من هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية تصاعدت بسبب حادثة هجوم الطائرات المقاتلة الإسرائيلية من طراز "إف 16" على المفاعل النووي العراقي الذي كان قيد الإنشاء بالقرب من بغداد، وأُطلق عليه اسم أوزيراك، مما عرقل طموحات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين النووية بشكل لا رجعة فيه.وأشار خان في كتابه إلى خطط كانت قد أُعدّت بين الهند وإسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الباكستانية، وخصوصا منشأة تخصيب اليورانيوم والأبحاث في كاهوتا في أوائل الثمانينيات.كما ذكر تفاصيل مهمة أخرى، إذ اكتشفت الاستخبارات الباكستانية أن سلاح الجو الهندي كان قد بدأ في التخطيط لهجوم على المنشآت النووية الباكستانية، وأجرت الهند خطة مفصّلة حول تنفيذ هجوم مشابه لهجوم أوزيراك ضد باكستان في كلية الحرب الهندية.وأضاف أن سلاح الجو الهندي نفذ سلسلة من التمارين المتعلقة بهذا التخطيط، بعضها باستخدام طائرات جاكوار المتطورة، وفي غضون ذلك قدمت إسرائيل اقتراحا جديدا يحقّق أهداف نيودلهي.ووفقا لتلك الخطة كانت الطائرات الإسرائيلية ستقلع من قاعدة تابعة لسلاح الجو الهندي في جامناجار بولاية كجرات، وتعيد التزود بالوقود في مطار فرعي في شمال الهند، وفي المرحلة الأخيرة ستتبع الطائرات مسار جبال الهيمالايا لتجنب اكتشاف الرادار المبكر قبل دخولها المجال الجوي الباكستاني.وذكر خان أن رئيسة الوزراء الهندية آنذاك أنديرا غاندي وافقت على العملية، لكن الحكومة الأميركية بقيادة الرئيس رونالد ريغان حذرت الهند وإسرائيل من المضي قدما، ولكن يبدو أن سلاح الجو الإسرائيلي تجاهل تلك التحذيرات واقترب بالفعل من الحدود الباكستانية، على أن سلاح الجو الباكستاني كان يقظا ومستعدا لهذا الهجوم المرتقب وأجبر "السرب 11" الباكستاني الطائرات الإسرائيلية على التراجع.وفي منشور على موقعه الإلكتروني عام 2016، فيما تنقله عنه صحيفة "تايم أوف إسرائيل"، أبدى المحلل الإستراتيجي الهندي بهارات كارناد تأكيدا على صحة معلومات خان، وكتب أن خطة الهجوم على كاهوتا عام 1982 تضمَّنت استخدام مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف-16" محملة بالقنابل، مع طائرات "إف-15" لتوفير الحماية الجوية للطائرات الهجومية.وأضاف أن "المعلومات عن العملية جاءت من اللواء الإسرائيلي المتقاعد أهارون ياريف الذي أخبره أن رئيسة وزراء الهند وقتها أنديرا غاندي وافقت لأول مرة على ضربة إسرائيلية ضد مجمع تخصيب اليورانيوم الباكستاني في كاهوتا عام 1982 بمساعدة هندية، لكنها ألغت الهجوم قبيل تنفيذه".ورغم ذلك، تشير تقارير متداولة في لندن منذ عام 1987 إلى أن إسرائيل اقترحت مرارا تنفيذ ضربة مشتركة ضد المنشآت النووية الباكستانية، ففي منتصف الثمانينيات دار في الغرف المغلقة أن إسرائيل حاولت 3 مرات إثارة اهتمام الهند بهجوم مشترك على موقع كاهوتا النووي في شمال شرق باكستان بالقرب من الحدود مع الهند.وفي إحدى المناسبات في يوليو/تموز 1985، أجرى المسؤولون الإسرائيليون محادثات حول هذا الملف في باريس مع مبعوث شخصي لرئيس الوزراء الهندي آنذاك راجيف غاندي.وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تلقّت صورا فضائية مفصلة للموقع ومعلومات استخباراتية أميركية سرية أخرى تتعلق بالعمليات هناك عبر جاسوسها جوناثان جاي بولارد، وهو محلل دفاعي أميركي عمل لصالح إسرائيل، كشفته المخابرات الأميركية وألقي السجن طوال 30 عاماولكن أخيرا، وفي عام 1988، أعلنت الهند بقيادة راجيف غاندي وباكستان بقيادة بينظير بوتو عن اتفاق يحظر الهجمات على المنشآت النووية لكل منهما، ومنذ ذلك الحين، تتبادل الدولتان كل عام في الأول من يناير/كانون الثاني قوائم منشآتهما النووية في إطار التزامهما باتفاقية حظر الهجوم على المنشآت والمرافق النووية.

*(التجارب النووية العلنية)
لكن، لم يمنع هذا الاتفاق من الاستفزازات المتبادلة، ففي يومي 13 و14 مايو/أيار 1998 أعلنت الهند عن إجراء تجربة نووية ناجحة، الأمر الذي سبب ضغطا شعبيا هائلا على رئيس الوزراء الباكستاني حينئذ نواز شريف، حتى إن زعيمة المعارضة بينظير بوتو قامت برمي أساورها الذهبية في تجمع عام، للسخرية والغضب من رئيس الوزراء الذي لم يُبدِ ردة فعل على التجربة النووية الهندية.وأخيرا في 28 مايو/أيار 1998م أجرت باكستان في "يوم التفوق" أول اختبار في تاريخها للأسلحة النووية في جبال تشاغاي في منطقة بلوشستان.وكان التأخر في الرد الباكستاني لأسبوعين تقريبا، بسبب المخاوف التي أعرب عنها المسؤولون الباكستانيون بشأن هجوم إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية لمنع ظهور "قنبلة نووية إسلامية"، وقد تضمّن ذلك حديثا عن رصد طائرات "إف-16" إسرائيلية في الأجواء الباكستانية قبل الاختبارات النووية.وحينها التقى سفير باكستان لدى الأمم المتحدة حينذاك أحمد كمال بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وأيضا تواصلت باكستان مع إدارة الرئيس الأميركي وقتها بيل كلينتون لنقل مخاوفها بشأن احتمال شن هجوم إسرائيلي.تلك هي قصة المشروع 706 الباكستاني لإنشاء أول قنبلة نووية لدولة مسلمة، وقد أبدت باكستان في سبيل هذا المشروع يقظة كبيرة على المستويين الاستخباري والعسكري، ومن قبل ذلك عزم بعض رؤساء الوزراء مثل ذو الفقار بوتو على تحقيق الأمر بكل السُّبل الممكنة، الأمر الذي كلّل المشروع بالنجاح بعد عقود من المحاولات.

مع تحيات مجلة الكاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1042 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع