بدايــات التمثيل المسـرحي فـي العراق


سيف الدين الدوري

بدايــات التمثيل المسـرحي فـي العراق

لم يكن في العراق حتى الحرب العالمية الاولى فرق تمثيلية حديثة ولا مسارح تتوفر فيها الاجهزة الحديثة إنما كانت هناك أنواع من التسلية هي التمثيل الخيالي الهزلي الذي كان يعرف بـ ( القرقوز) يقوم به مجموعة من الاشخاص يطلق عليهم آنذاك بـ ( المهرجين) يقدمون عروضهم في الملاهي والمراقص. إلا أنه بعد إفتتاح العديد من المدارس في العراق بعد الحرب العالمية الاولى إختمرت لدى بعض الشباب المتنور فكرة تغيير نظرة الناس لهذا الفن كونه مدرسة يستفيد منها الشعب أكثر من إستفادته من الاستماع الى القصص التاريخية التي كانت سائدة آنذاك حيث يرويها بعض الاشخاص في المقاهي والاندية ، كقصص ( أبو زيد الهلالي) و( عنترة بن شداد) و( الزير سالم) وغيرها.
وكان في طليعة الشباب الذين كرسوا أنفسهم لخدمة التمثيل هم جميل رمزي قبطان أحد ضباط الجيش ونجيب الراوي المحامي وأحمد الراوي مدير شرطة وعبد الرحمن خضر نائب مدير دائرة الانواء الجوية وصالح السهروردي الموظف في دائرة الاوقاف وقاسم العلوي المحامي وعبد الكريم خضر صاحب مكتبة وغيرهم.
وفي عام 1922 تألفت جمعية للتمثيل العربي برئاسة محمد خالص حمادي وأقامت عدة حفلات تمثيلية في بغداد والبصرة ، ولكن خسارتها المالية قضت عليها وأوقفت نشاطها ، إلا أنها في الوقت ذاته غرست في الناس حب التمثيل الفني الحديث ، وقضت على فكرة ( القرقوز).
وفي عام 1924 تألفت جمعية مكتبة التقدم للتمثيل من طلاب مدرسة" الاليانس" التي قدمت روايات عديدة نالت إستحسان البغداديين.
وعقب تأليف جمعية التقدم تألفت في مدرسة التفيض الاهلية لجنة تمثيلية أخذت تعمل على تحقيق إحياء هذا الفن في العراق فأقامت حفلات كثيرة في أهم المدن العراقية ، وكان يرأس هذه اللجنة عبد الوهاب العاني ملاحظ الذاتية في وزارة المالية.
وزارت العراق آنذاك فرق عديدة مصرية وتركية كفرقة عبد النبي – كشكش بيك- وفرقة البدوي وفرقة إبراهيم سامي وفرقة " آرطغرل بيك" وغيرها . وكان لمجموع هذه الفرق تأثيرها في تطور الفرق المسرحية العراقية.
كذلك تألفت فرقة تمثيلية في دار المعلمين برئاسة نوري ثابت صاحب مجلة( حبزبوز) فقدمت عدة عروض على مسرح الثانوية المركزية ، وشارك في أعمال الفرقة ،إضافة الى نوري ثابت كل من محمود فهمي درويش وناصر عوني وشفيق سليمان. ثم قدمت هذه الرواية عدة مرات بناءاً على طلبات الجمهور حيث عرضت على مسرح سينما رويال.
وفي عام 1926 وصلت الى بغداد فرقة جورج أبيض المصرية فأحيت عدة حفلات في بغداد والبصرة ، كان لها الأثر الفعال في تغيير معالم المسرح العراقي ، كما غيرت نظرة الشعب الى التمثيل تماماً.
وفي مطلع عام 1927 ألّف حقي الشبلي " الفرقة التمثيلية الوطنية" من عبد الحميد فخري وعبود الشالجي وعبد الحميد الخطيب وصبري الذويب وعثمان الشيخ سعيد ومحي الدين محمد. أما الاعضاء الذين إشتغلوا في الفرقة للفترة من 1927- 1935 فهم أحمد حقي الحلي ومهدي وفاضل عباس وعبد الله العزاوي ونسيم عزيز وناصر عوني وعبد العزيز علي وبهجت خالد وعبد الهادي علي ونديم محمد ويوسف نقاش وعطا جميل وابراهيم اسماعيل وناجي سلمان وعبد الحميد الدروبي وعبد المنعم الدروبي وابراهيم فهمي وزهدي الطويل وفوزي محسن الامين وسليم بطي وعبد اللطيف داوود وأوكست مرمرجي وعزة دانو ولويس ناصر ومديحة سعيد وغيرهم من الممثلين والممثلات العراقيين،أما الذين إشتغلوا مع هذه الفرقة من الاساتذة من سوريا ومصر فمنهم بشارة واكيم وعبد اللطيف المصري وعبد الغني محمد ومحمد المغربي وزوجته وعبد الحميد البدري ونور الدين المصري ومحمد أحمد المصري.
وتجولت هذه الفرق في طول العراق وعرضه وكانت بداية رحلتها الى جنوب العراق في أواخر عام 1928.
وفي بداية عام 1929 وصلت الى بغداد فرقة السيدة فاطمة رشدي وتم الاتفاق بينها وبين حقي الشبلي على السفر الى القاهرة لدراسة فن التمثيل على يد عزيز عيد . وسافر الشبلي الى القاهرة ومكث فيها سنة تقريباً.
وفي فترة غياب الشبلي خارج العراق قام بعض أعضاء فرقته بتشكيل " الفرقة التمثيلية العصرية" برئاسة محي الدين محمد.( ابو طارق) أما الفرقة الوطنية التي أسسها الشبلي فقد استمرت برئاسة عبد العزيز علي .
وفي أواخر عام 1929 تشكلت فرقة أخرى باسم " الفرقة التمثيلية الشرقية" ثم استبدل اسمها بـ " فرقة الرشيد" برئاسة صبري شكوري أقامت عدة حفلات ثم توقفت بعد وفاة شكوري أوائل عام 1935 . وفي هذا العام تشكلت "جمعية إحياء الفن" برئاسة كمال عاكف. وكان من بين اعضائها صلاح الدين وتقي شمس الدين وغيرهما ثم إنحلت الفرقة بعد أن قدمت عرضين مسرحيين فقط.
وفي عام 1930 عاد الشبلي من القاهرة مع فرقة السيدة فاطمة رشدي التي زارت العراق للمرة الثانية وقدمت عروضا مسرحية في بغداد والبصرة والموصل. بعدها جمع الشبلي زملاءه في الفرقتين الوطنية والعصرية وشكّل الفرقة المعروفة باسم" فرقة حقي الشبلي" وذلك أواخر عام 1930 وواصلت الفرقة عملها حتى اواسط عام 1935 حيث سافر الشبلي الى فرنسا للدراسة في فن التمثيل هناك ، وخلال هذه الفترة قدمت فرقة الشبلي عدة عروض مسرحية في مختلف مناطق العراق وعلى مسارح تم تشييدها خصيصاً لها أهمها " مسرح بغداد" سنة 1933.
وقد شجع حركة التمثيل المسرحي في العراق زيارة فرقة يوسف وهبي لبغداد سنة 1933 وفرقة أمين عطا الله سنة 1931 .
أما الفرق التي تشكلت خلال الفترة من 1932- 1935 فهي " فرقة المعهد العلمي" برئاسة عبد المجيد يوسف . وبعد أن أغلق المعهد أخذت الفرقة إجازة باسم" الفرقة التمثيلية العربية" وكان من اعضائها يحيى فائق وصفاء الدين الحيالي واسماعيل حقي وزكي سلامي وابراهيم فائق حسن . وقدمت عدة عروض مسرحية . ثم انحلت عام 1933 وتشكلت فرقة " ما بين النهرين" من بين اعضائها أميل جبوري ولويس ناصر ويوسف هرمز ، إلا أنها لم تقدم أي عرض مسرحي.
وفي أواخر عام 1934 تشكلت " جمعية أنصار التمثيل" برئاسة عبد الله العزاوي وعضوية فوزي الأمين وسليم بطي وعبد الحافظ الدروبي وزكي سلامي ، إلا أنها لم تستمر طويلا . وفي العام نفسه تشكلت فرقة" بابل التمثيلية".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1014 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع